مباحثات فيينا.. إيران تؤكد قرب التوصل لاتفاق نووي وإسرائيل تحذر من خطورته

تواصل الوفود المشاركة بمحادثات فيينا بشأن برنامج إيران النووي لقاءاتها مع توالي التصريحات المتفائلة، حيث أكدت إيران قرب التوصل إلى اتفاق وإحراز تقدم، في وقت جددت فيه إسرائيل رفضها مسار المحادثات.
مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) حسين أمير عبد اللهيان
عبد اللهيان: الخطوة النهائية مرهونة بمرونة واشنطن والدول الأوروبية (الصحافة الإيرانية)

تواصل الوفود المشاركة بمحادثات فيينا بشأن برنامج إيران النووي لقاءاتها مع توالي التصريحات المتفائلة، حيث أكدت إيران قرب التوصل إلى اتفاق وإحراز المزيد من التقدم، في وقت جددت فيه إسرائيل رفضها مسار المحادثات.

وفي أحدث التطورات، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الأطراف المفاوضة باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق في فيينا، لكن الخطوة النهائية مرهونة بمرونة واشنطن والدول الأوروبية.

وأضاف عبد اللهيان، في مقابلة مع قناة “يورونيوز”، أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة عبر الوسطاء والدول الأوروبية أن الوقت حان لكي تتخذ الأطراف الغربية الخطوات اللازمة ويكون لديها المرونة.

كما أكد وزير الخارجية الإيراني أن بعض المسائل العالقة تشكل خطا أحمر لإيران.

بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي -اليوم الاثنين- إن “على الولايات المتحدة أن تثبت بالدليل عزمها على رفع العقوبات المفروضة”.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد محادثات ثنائية في الدوحة، قال رئيسي إن “الضمانات ضرورية للتوصل إلى اتفاق”.

خطيب زاده: المفاوضات تشهد تقدما ملحوظا لكن هناك حاجة لقرارات جدية من الأطراف الغربية (الأناضول)

تقدم ملحوظ

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن طهران تطالب برفع كل العقوبات الاقتصادية التي لا تتماشى مع الاتفاق النووي، ولن تتنازل عن هذا الأمر.

وأضاف، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن المفاوضات في فيينا تشهد تقدما ملحوظا، لكن هناك حاجة إلى قرارات جدية من الأطراف الغربية، معتبرا أن أي اتفاق يجب أن يتضمن رفع جميع العقوبات الأميركية، بغض النظر عن تسميتها.

وقال أيضا إن واشنطن طلبت أكثر من مرة التفاوض مع بلاده لمناقشة بعض المسائل بشكل مباشر، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية السابقة أيضا كانت تطالب بلقاء مباشر، وأن بلاده كانت تعتقد أن هذه الإجراءات هي خطوات استعراضية لا قيمة لها من تلك الإدارة، لأهداف سياسية خاصة.

وتابع قائلا إن التواصل مستمر في فيينا مع الولايات المتحدة عبر وثائق غير رسمية، ولكن لا يمكن أن تحصل واشنطن على نتائج مختلفة عبر مواصلة سياسة الضغوط القصوى التي كانت الإدارة السابقة تمارسها، مطالبا الإدارة الحالية بأن تتخذ مواقف مختلفة، حسب تعبيره.

وبشأن مسألة تبادل السجناء، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “نعطي أهمية لهذا الموضوع كونه موضوعا إنسانيا… والمفاوضات تتواصل بجدية بشكل منفصل عن محادثات فيينا، وهناك تفاهمات أولية في هذا الشأن، ونأمل أن تلتزم الأطراف الأخرى بتنفيذها”.

وفي شأن متصل، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي، في تصريحات للجزيرة، إنه لا دور لإسرائيل في سير مفاوضات فيينا، ولا تأثير لها على نتائج المفاوضات، وفق تعبيره.

وأضاف مرندي أنه لا يوجد موعد محدد لتوقيع الاتفاق، وأن الأولوية لحل الخلافات المتبقية، معتبرا أن المهم بالنسبة لإيران هو العودة لتطبيق الاتفاق النووي على المدى الطويل.

وقال مرندي إن بلاده فعلت كل ما عليها، وإن توقيع أي اتفاق مرهون بقرار واشنطن.

وبشأن نتائج توقيع الاتفاق المرتقب إن حدث، قال مرندي إن أي اتفاق في فيينا سيشكل بداية فصل جديد مع دول المنطقة، خاصة الخليجية منها.

من جهته، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني اليوم الاثنين -في تغريدة على تويتر- إن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة لن تؤدي إلى أي انفراجة، وليست على أجندة الوفد المفاوض الإيراني في فيينا.

Meeting of JCPOA Joint Commission in Vienna
إحدى جلسات المفاوضات المنعقدة في فيينا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي (رويترز)

موقف إسرائيل

من جانب آخر، نقل موقع “أكسيوس” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوله -في كلمة أمام ممثلي المنظمات اليهودية الأميركية بالقدس- إن إيران تطالب الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا برفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية كشرط للتوصل إلى اتفاق.

ووفق “أكسيوس”، لم يقل بينيت إذا ما كانت إدارة الرئيس جو بايدن قد وافقت على رفع الحرس الثوري الإيراني من تلك القائمة، كما أضاف الموقع أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس رفض التعليق على تصريحات بينيت.

بدوره، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الاتفاق النووي الذي يجري العمل عليه بأنه أسوأ من السابق، وقال إن “شروط إيران برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب وقحة، ولا يمكن للعالم أن يوافق عليها”، وفق تعبيره.

كما قال لبيد -أمام الكنيست الإسرائيلي- إن إسرائيل غير ملزمة بالاتفاق، وإن لديها جيشا قويا وحكومة حازمة، ولن تتردد في التحرك إذا استدعت الضرورة ذلك، على حد قوله.

في هذه الأثناء، قالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي إن إسرائيل ستعالج مخاوفها إزاء إحياء الاتفاق النووي الإيراني من خلال ترتيبات ثنائية مستقبلية مع الولايات المتحدة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *