‘);
}

جزيرة رودس

عُرفت رودس بكونها الجزيرة التي كانت الحصن الحصين لفرسان القديس يوحنا، وهم الفرسان الذين تم طردهم من بلاد الشام من بعد الحملات الصليبيّة عليها، كما أنهم كانوا تحت سلطة البابا فى روما، وقد عرفوا بالعصبية الشديدة والكراهية للمسلمين، فقد كانوا طوال فترة مكوثهم فيها يغيرون على سفن المسلمين المتوجهة للحجاز فيقتلون الرجال ويأسرون الأطفالهم ويهتكون أعراض النساء، وينهبون أموال المسلمين، كما أنهم كانوا يقطعون الطرق على الحجاج المسلمين الأتراك المتوجهين للحجاز ويقتلون الحجيج ويحرقون سفن المسلمين، وكانوا يستغلون حصونهم المنيعة فى الجزيرة مطمئنين لكون المسلمين لن يصلوا إليهم، وفي مرة نهب الصليبيون فى رودس إحدى السفن الإسلامية التي تنقل الحجاج والتجار المسلمين، وقاموا بالعديد من الأعمال العدوانية لخطوط المواصلات البحرية العثمانية، وعندما علم السلطان سليمان القانوني بما حدث غضب لفعلتهم وأقسم بأنه لن يرتاح حتى يفتح جزيرة رودس ويطرد الكفار منها.[١]

فتح رودس

أرسل السلطان القانوني للدولة العثمانية حملة عسكرية قادها مصطفى باشا من 200 ألف من الجنود مزودين بالمدافع ومعهم 700 من السفن الحربية وبعد أن بدأ الهجوم على أسوار جزيرة رودس لم يصيبوها لشدة مناعتها، وعندما علم السلطان سليمان بذلك غضب وسافر بنفسه لرودس ومعه جماعة من كتائب المجاهدين، وقد تولى قيادة المعركة بنفسه من أمام أسوار جزيرة رودس، وقد حاصرها السلطان سليمان لمدة 6 أشهر متواصلة حتى ضيّق الخناق عليها، وفي كل تلك الفترة كان تواصل إطلاق المدافع مستمراً وقد بلغ عدد ما أُطلق من المدافع حوالي 220 ألف مدفع، وتذكر العديد من المصادر التاريخية أن الحالة الجوية في تلك الأوقات كانت سيئة جداً، وكانت الأمطار تتساقط بكثرة وكان صوت الرعد والبرق شديداً جداً، ومع ذلك لم ييأس المسلمون من فتح الجزيرة، واستمروا إلى حين استسلم فرسان القديس يوحنا، ومنحهم السلطان مهلة لمدة 12 يوماً ليخرجوا من الجزيرة، كما أنه أعطاهم الأمان على كنائسهم ودينهم.[٢]