‘);
}

وقت بدء صيام الستّ من شوّال

يُحرَّم صيام أوّل يومٍ من شهر شوّال بإجماع العلماء؛ وهو اليوم الأوّل من عيد الفطر؛ وذلك لئلّا يظنّ الناس أنّه يومٌ من رمضان، فيصومونه اعتقاداً بذلك، إذ ثبت شرعاً النّهي عن صوم يوم العيد بالزيادة في عدّة رمضان،[١] وقد نقل كثير من المحقّقين إجماع أهل العلم على حرمة صوم يومي عيد الفطر والأضحى، واستدلوا بما ثبت عن أبي عُبيد مولى ابن أزهر أنّه قال: (شهِدْتُ العيدَ مع عمرَ بنِ الخطَّابِ فجاء فصلَّى ثمَّ انصرَف فخطَب النَّاسَ فقال: إنَّ هذينِ يومانِ نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صيامِهما يومُ فطرِكم مِن صيامِكم، والآخَرُ يومٌ تأكُلون فيه مِن نُسكِكم).[٢][٣] إضافة إلى أنّ يوم العيد يوم فرحٍ وسرورٍ بإتمام شعيرة الصيام؛ فلزِم تحقيق معنى العيد بالفِطر، أكلاً وشرباً، وتمتّعاً بما أحلّه الله -سبحانه-،[٤]

أمّا عن معنى قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)؛[٥] فليس المقصود الصيام المُتتابع، إذ لا بدّ من الفَصْل بينهما، وأقلّه يومٌ واحدٌ، ولا بأس بأكثر من يومٍ،[١] وتحصل فضيلة صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّالٍ؛ سواءً كان صيامها مُتتابعاً، أمّ مُتفرّقاً، كما أجمع على ذلك العلماء، مع استمراريّة وقت الصيام إلى نهاية الشهر، أمّا حُكم المُسارعة في صيامها بعد رمضان؛ فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ الأفضل المبادرة في صيام الستّ من شوّال بعد رمضان، فالمُبادرة في الصيام من المُسارعة في الخير التي حثّ الله -تعالى- عليها؛ ودليلهم في ذلك أيضاً قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)؛[٥] فقول الرسول: “ثمّ أتبعه” يدلّ على أفضليّة المبادرة بالصيام بعد رمضان، وخالف المالكية في ذلك؛ فذهبوا إلى كراهة صيام السّت من شوّالٍ مباشرةً بعد العيد؛ حتّى لا تُعَدّ تلك الأيّام من رمضان، فيُزاد عليه ما ليس منه.[٦][٧]