مثال تفسير القران بالقران

تفسير القرآن بالقرآن، مفهومه، وأهميته، وحجيته، ومصادره، مع مثال تفسير القران بالقران لكل مصدر مع الموسوعة.

mosoah

مثال تفسير القران بالقران

قال الكثير من علماء التفسير بوجود عدة مصادر لتفسير القرآن الكريم ومن أول هذه المصادر تفسير القرآن بالقرآن، لأن المتكلم هو الأولى بتوضيح المراد من كلامه؛ فإذا بين مراده منه لا يجوز تفسير كلامه بمعنىً آخر، وقال بعض العلماء إنه أبلغ التفاسير، وقد اصطلح شيخ الإسلام ابن تيمية(ت:728هـ) على تسميتها بطرق التفسير، وقد ذكر منها أربعة، وهي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين في التفسير، نتعرف مع الموسوعة في هذا المقال على تفسير القرآن بالقرآن، ونعرج في أثناء الشرح على عدة أمثلة لتفسير القرآن بالقرآن.

مفهوم تفسير القرآن بالقرآن

هو بيان القرآن بالقرآن، ولكن ينبغي ألا يقتصر مفهومنا عن تعريف البيان على البيان اللفظي فقط، فهو نوع من أنواع البيان بل مطلق البيان فمتى استفدنا بيان آية من آية أخرى فهذا يدخل في هذا النوع من أنواع التفسير.

أهمية تفسير القرآن بالقرآن

لقد تكفل الله سبحانه وتعالى ببيان القرآن وتفصيله وإيضاحه، قال تعالى: (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون){105- سورة الأنعام}، وقال سبحانه: (قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون){126-الأنعام}، فتفسير القرآن بالقرآن من أصح طرق التفاسير كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وقال ابن القيم: وتفسير القرآن بالقرآن من أبلغ التفاسير.

حجية تفسير القرآن بالقرآن

لتفسير القرآن بالقرآن أحوال ترجع إلى من قام بالتفسير:

  • فإن كان المفسر هو النبي صلى الله عليه وسلم، وصح ذلك عنه، فهو حجة لأنه وحي، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون){44- النحل}.
  • وإن كان المفسر هو الصحابي فيجري عليه ما يجري في حكم تفسير الصحابي وكذلك التابعي لأن تفسير القرآن بالقرآن نوع من التفسير وجزء منه، ولذلك اختلف فيه العلماء، فمثلًا ابن جرير رحمه الله يخالف مجاهدًا عندما فسر قوله تعالى: (ثم السبيل يسره){20-عبس} بقوله تعالى:(إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا){3-الإنسان}، إذ قال: ابن جرير وأولى التأويلين بالصواب قول من قال: ثم الطريق وهو الخروج من بطن أمه يسره….لأنه أقرب لظاهر الآية.

مثال تفسير القران بالقران

التفسير النبوي ومثاله

وهو أعلى مصادر تفسير القرآن بالقرآن ومن أمثلته:

ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لما نزلت: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم…){82-الأنعام} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم){13-لقمان}.

تفسير الصحابة ومثاله

وهو في المرتبة الثانية بعد التفسير النبوي ومن أمثلته:

ما رواه ابن جرير عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى: (وشاهد ومشهود)}3-البروج} فقال:الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا){41-النساء} والمشهود يوم القيامة، ثم قرأ: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود){103-هود}.

التابعون وأتباعهم ومثاله

وهم في المرتبة الثالثة، وقد ورد عنهم من تفسير القرآن بالقرآن الشيء الكثير، ومن ذلك ما رواه ابن جرير عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون){14- المطففين} قال: الرجل يذنب الذنب فيحيط الذنب بقلبه، حتى تغشى الذنوب عليه، قال مجاهد: مثل الآية التي في سورة البقرة (بلى من كسب سيئةً وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون){81-البقرة}.

المدونون في التفسير الذين اعتبروا هذا الطريق ومثال له

أكثر من كتب في التفسير اعتمد هذا الطريق في تفسيره فمن مقل ومستكثر، لكن أشهر من اعتمده من المتقدمين ابن جرير الطبري وابن كثير رحمهما الله، فمن يطلع على تفسير ابن كثير قلما يجد صفحةً ليس فيها عبارة:(وهو كقوله تعالى).

ما يشترط في مفسر القرآن بالقرآن

يشترط فيه ما يشترط من شروط عامة ينبغي أن توجد في المفسر بالإضافة إلى شروط خاصة ذكرها الدكتور علي العبيد وهي:

  • أن يكون ملمًا بالقرآن كله في نظرة شاملة حتى يتسنى له، جمع ما تكرر منه في موضوع واحد ومحور واحد لمقابلة الآيات بعضها ببعض حتى يكون لديه التفسير الصحيح، وكذلك استنباط مصطلحات القرآن الكريم وعاداته من كلمه ونظمه ويسمى ذلك عند بعض العلماء بكليات القرآن، وعند بعضهم بعادات القرآن.
  • أن يكون عارفًا بالوجوه والنظائر في القرآن حتى لا يخطيء بالتعميم أو التنظير.
  • أن يكون عارفًا بالقراءات المتواترة إذ ربما يكون تفسيرها و إيضاحها في القراءة الأخرى إذ كل قراءة بمثابة آية مستقلة وبه يستطيع أن يحيط بمعاني الآيات وأحكامها.

 

كانت تلك نبذة مختصرة عن تفسير القرآن بالقرآن، وأهميته ومصادره وأمثلة لكل مصدر، وهو وإن اختلف في آياته العلماء إلا أن هناك العديد من الآيات التي يمكن لأحد إنكار أنها من باب تفسير القرآن بالقرآن كقوله تعالى: (وما أدراك ما الطارق.النجم الثاقب){3،2-الطارق}، نرجو نسأل الله تعالى أن يعلمنا، وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، تابعونا أحبتنا في الله على الموسوعة العربية الشاملة ليصلكم كل جديد في شتى مجالات الحياة.  

مصادر:

مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن للشيخ الدكتور مساعد الطيار.

مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (رسالة ماجستير للباحث حامد بن مرزوق الحمياني المطيري).

الشيخ الطوسي مفسرًا لخضير جعفر.

Source: mosoah.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *