ويقصد باحياء السنن التي قد اميتت هو قيام المسلم بالعمل بالسنة التبوية الشريفة في وقت من الزمان ترك الناس العمل بهذه السنة. وقد تضمن مفهوم احياء السنن كذلك بالاضافة الى العمل بالسنة النبوية ان يتم نشرها بين الناس بالقول والفعل كما يعني احياء السنن تعليمها للناس. كما ان الحث على التمسك بامور السنة والتحذير من تركها يعتبر من طرق احياء السنن التي قد اميتت.
فضل احياء السنن
• جاء في السنة النبوية الشريفة انه من قام باحياء السنن كان رفيق للرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة فقد جاء ما رواه لنا أنس بن مالك-رضي الله عنه-: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل ثم قال لي يا بني وذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة»
• كما ان احياء السنن له اجر عظيم عند الله تعالى وقد جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فعن كثير بن عبد الله هو ابن عمر بن عوف المزني عن أبيه عن جده: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال بن الحرث أعلم قال ما أعلم يا رسول الله! قال: «أعلم يا بلال» قال ما أعلم يا رسول الله؟ قال: «من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا»
امثلة على احياء السنة التي قد اميتت والسنن المهجورة :
استخدام السواك
• يعتبر استخدام السواك من السنن التي قد اميتت ويجب احياءها حتي ان ال سول صلى الله عليه وسلم قبل موته كان اخر ما فعله هو استخدام السواك. فقد جاء عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستن به فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى، ثلاثا ثم قضى»
• كما جاء عن فضل استخدام السواك ما قد رواه لنا أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة». كما جاء في رواية عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي».
• وقد جاء عن فضل السواك في رواية عن حذيفة -رضي الله عنه- يقول: «كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل». كما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«لقد أمرت بالسواك حتى رأي أنه سينزل على به قرآن، أو وحي». كما جاء عن أبي أمامة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسوكوا، فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»، وعن بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم ومرضاة للرب»
صلاة الاستخارة
• وتعتبر صلاة الاستخارة من السنن التي قد اميتت ويجب احياءها. هذا وتعتبر الاستخارة هي طلب الخيرة من الله سبحانه وتعالى في الامور الدنيوية وقد جاء في الحديث الشريف ما روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال:«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، قال ويسمي حاجته»
• كما ان من الاحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسبب الاستخارة في تحقق السعادة للمسلم جاء في الحديث الشريف عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له»
صلاة ركعتين عند الدخول والخروج من المنزل
• هذا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بالصلاة ركعتين قبل الخروج من المنزل وبعد الدخول الى المنزل. وقد روي في الحديث الشريف عن أبو هريرة-رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه و سلم- قال: «إذا خرجت من منزلك إلى الصلاة فصل ركعتين يمنعانك مخرج السوء، و إذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مدخل السوء»
• كما جاء في حديث أخر وإن كان فيه مقال عن أبي هريرة -رضي الله عنه -عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أحد المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين، وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرا». وكما جاء في ما رواه فضالة بن عبيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا نزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين».