الرأي – رصد

تضاربت الأنباء حول نية بيلاروسيا إرسال قوات تابعة لها لسوريا كقوات حفظ سلام، ففي الوقت الذي أكد فيه معهد «دراسات الحرب» الأمريكي، أن القوات المسلحة البيلاروسية تستعد لنشر كتيبتين تتضمنان 600 عنصر حفظ سلام في سوريا، خلال شهر أيلول/سبتمبر2021، شكك المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف في صحة ذلك، قائلاً لـ«القدس العربي» إن «المعهد الأمريكي استند إلى معلومات مصدرها قناة على تطبيق التلغرام، وهي معلومات بحاجة إلى التوثق».

وكان المعهد الأمريكي قد رجح في تقرير أن تكون روسيا قد حرضت على هذا الأمر لتحقيق عدد من الأهداف من بينها تأمين دعم إضافي لقواتها في سوريا، وأضاف أن «موسكو سعت لسنوات إلى الاستفادة من القوى المتحالفة معها من أجل نشرها في سوريا».

وقال التقرير الذي استند إلى معلومات مصدرها «جمعية المحاربين القدامي في بيلاروسيا» إن السلطات في بيلاروسيا عرضت إعلان تجنيد يحصل فيه المجند على ما قيمته 2000 دولار شهرياً. وحول سبب تأخر الخطوة البيلاروسية، أوضح أن ذلك يعود إلى أن روسيا ستجري تدريبات عسكرية تحت اسم «زاباد 2021» في هذا الشهر، والأرجح أن يربط الكرملين نشر تلك القوات بهذه التدريبات.

وحسب تقرير المعهد الأمريكي، فإن من شأن نشر قوات بيلاروسية في سوريا أن يعزز ثلاثة خطوط استراتيجية لروسيا، بالإضافة إلى دعم عمليات موسكو في سوريا، ومن المحتمل أن يستفيد الكرملين من هذا الانتشار لإضفاء «شرعية» على التدخل الروسي في سوريا من خلال تأطيره على أنه جهد دولي.

وفي تعليقه على ذلك، قال أونتيكوف، لم تصدر أي تصريحات رسمية من روسيا أو بيلاروسيا أو من سوريا تؤكد هذه الأنباء. كذلك، وضع المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي، بسام البني، الأنباء التي أوردها المعهد الأمريكي، في إطار الحملات الغربية الهادفة إلى «شيطنة روسيا وحليفتها بيلاوسيا» على حد تعبيره.

وقال لـ«القدس العربي»: إن الهدف من ذلك تحريك الرأي العام الغربي ضد بيلاروسيا، مؤكداً أن «روسيا التي تحترم سيادة سوريا، لن تقوم بمثل هذه الخطوة إلا من خلال الأمم المتحدة، وتحت مظلتها».

في المقابل، لم يستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، أن تطلب روسيا من الدول المتحالفة معها إرسال جنود إلى سوريا، وذلك ما يبدو استباقاً لتحركات أمريكية، تبدو روسيا على علم مسبق بها.

وقال لـ«القدس العربي» تسعى روسيا إلى تثبيت نفوذها في سوريا، ولن تجد أفضل من البلدان التابعة لها لإرسال قوات تحت مسمى «حفظ السلام» إلى سوريا، وذلك حتى تفرض رؤيتها وطريقتها للحل في سوريا على المجتمع الدولي.

وحسب الخبير العسكري، فإن روسيا ترسل الشركات الروسية المرتزقة إلى البلاد، وقد تكون هذه القوات شركة أمنية جديدة (مرتزقة) على غرار شركة «فاغنر». وسبق أن أرسلت أرمينيا وحدات من قواتها إلى سوريا، مدعية أن تواجد قواتها سيكون لمهام إزالة الألغام في المناطق التي استعادتها قوات النظام السوري من المعارضة، في حلب وأريافها الغربية والشرقية.

Next Page >