عزيزة علي

عمان – يذهب الشاعر محمد السواعير إلى أنه كتب قصائد شعرية منذ السبعينيات القرن الماضي، ولكن لم يستطع أن يطبع ديوانه الأول “تأوهات مسافر”، الا في العام 2015، وذلك بسبب الظروف المادية التي وقفت عائقا أمام طباعة الديوان.
ويلفت في لقاء مع “الغد”: “كنت أنشر القصائد في جريدة الدستور، والأخبار، ومجلة أفكار، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وفي العام 1988، فكرت في إصدار ديوان شعري وأخذت الموافقة للنشر، وبدأت رحلة البحث عن دار نشر من أجل طباعة الديوان”.
ويضيف السواعير الذي يكتب القصيدة العمودية وقصيدة النثر “دور النشر تريد المال وأنا للأسف لا أملك ما يكفي.. فأوقفت النشر حتى تتوفر الظروف المناسبة وقد حصل ذلك وتم نشر الديوان على حسابي الخاص، وما يزال لدي الكثير من القصائد التي تحتاج الى جمع ونشر، لتجد طريقها للنشر قريبا”.
ويبين أن “تأوهات مسافر”، يضم مجموعة من القصائد ذات الطابع الوطني، الوجداني، وقصائد احتجاجات، عراريات، أيضا، قصائد للقدس وعمان الفلوجة في العراق، وغيرها من القصائد. يقول السواعير عن بدايته مع الشعر “في البدايات كان شعري غزلياً واجتماعياً، ولكن بعد ذلك أصبح على مستوى الوطن والأمة، وطنياً، عروبياً، وإسلامياً، وغلب على غالبيتها الطابع السياسي، محلياً ودولياً، وقد أرخت شعرياً لرموز وطنية مثل “وصفي التل، هزاع المجالي، صايل الشهوان، ماجد العدوان وغيرهم”.
ويرى السواعير أن الشعر موهبة، ويستطيع الشاعر الحقيقي من خلال هذه الموهبة أن يعبر عن شعوره وأحاسيسه، ويعبر عن قضايا أمته، لافتا الى أنه يكتب القصيدة عندما تختمر الفكرة التي يريد أن يعبر عنها فتخرج على شكل قصيدة، ولذلك قيل “من المعاناة يولد الشاعر”.
ويوضح السواعير أن الشاعر هو “ضمير الأمة وصوت الشارع”، وينبغي أن يعبر عما يدور حوله من أحداث وقضايا ويجب أن تكون كلمة كالسيف من دون محاباة، وتتنوع الكلمة ما بين خطابة أو مقالة أو قصة أو قصيدة، ولذلك يعبر صاحب الكلمة عن معاناة أي موقف بالشعر أو بالنثر، والكلمة ما هي إلا تصوير للواقع، وإحساس بما يشعر به الآخرون.
يؤمن الشاعر بالقومية العربية وبالوطن العربي الواحد، فهو يكتب لكل المدن العربية ذات التاريخ العريق، فهو يكتب الى القدس فيقول لها “يا قدس/ ستظل صامدة بكل جذورها/ وسيحرق الغازي لهيب صخورها/ وسيكتب التاريخ فيها أنه/ في كل عصر شاهد لعصورها/ ورجالها الأحرار قد زرعوا بها”.
أما الفلوجة في العراق فيقول لها: “ينام الرجال وجرح يسيل/ ويعلو بأرض (الفرات) العويل/ وجوه بحمرة خد نجلت/ وليس لتك الوجوه مثيل”، فيرى الشاعر أنه ليس عظيماً من أن يفتخر الشاعر ببلاده العربية، يتغنى بمدنها وقراها وأنا جزء من هذا الوطن العربي الكبير.
السواعير لديه ما يفوق العشرة دواوين، ولكنها جميعها مخطوطات في انتظار أن تتحسن الظروف المادية ويطبعها، وهي قصائد متنوعة وجمعيها في السياق نفسه؛ وطني اجتماعي.
من قصائده قصيدة بعنوان “مئوية عمان” التي يقول فيها الشاعر “روحي (بعمَان) تهوى روح (عمان)/ يا منية الروح هذا الحبُ روحاني/ هل تقبلين من الأشواق اغنيتي/ وتسميعن إذا انشدتُ ألحاني؟/ فليس يرويك بحر الشعر يا وجعي/ وقد شددتُ لكي ألقاك أضعاني/ إني أتيتك لا حبرَ ولا ورقٌ/ فكيف اكتب الصفصاف أحزاني؟/ لأجل عينيك والأهدابُ غاليةٌ/ كتبتها في فؤادي بالدم القاني/ وسوف أسقيك دمعا لستُ أذرفهُ/ إلا (لكيفك)، إذ يرتاد فناجي”.