محنة السجناء في دول عربية تزداد مع تفشي فيروس كورونا

 وأفرجت البحرين عن مئات السجناء الشهر الماضي كما أطلقتإيران سراح أكثر من 85 ألف سجين ثم قامت تونس والمغرب بالإفراج عن قرابة 6 آلاف من السجناء خلال الأسابيع الأخيرة.

Share your love

شرطيون مصريون عند مدخل سجن طرة في القاهرة خلال جولة نظمتها السلطات للاعلام في 11 شباط/فبراير 2020.

مع فرض الحجر الصحي في عدد من الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بسبب انتشار فيروس كورونا، تعالت الأصوات المنادية بإطلاق سراح السجناء خوفا من تفشي العدوى. وتجاوبت بعض حكومات المنطقة مع الضغوط السياسية التي مارسها الناشطون للإفراج عن السجناء فيما تجاهلت حكومات أخرى هذه المطالب.

اتجهت الأنظار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى السجناء مع فرض الحجر الصحي، الذين يعانون من نوع أقسى من العزلة خلف قضبان السجون.

 وتجاوبت بعض حكومات المنطقة مع الضغوط السياسية التي مارسها الناشطون للإفراج عن سجناء فيما تجاهلتها تماما حكومات أخرى.

 وأفرجت البحرين عن مئات السجناء الشهر الماضي كما أطلقتإيران سراح أكثر من 85 ألف سجين ثم قامت تونس والمغرب بالإفراج عن قرابة 6 آلاف من السجناء خلال الأسابيع الأخيرة.

 وفي مطلع الشهر الجاري، أصدرت السلطات الجزائرية عفوا عن 5 آلاف سجين. لكن بالنسبة لمن بقوا في السجون فالوضع قاس.

  ويقول قدور شويشة (63 سنة) وهو أستاذ جزائري في كلية الهندسة بجامعة وهران وناشط حقوقي “بسبب الجائحة، بات العزل عقوبة إضافية للسجناء”.

“السجن يدمرك نفسيا”

ولم تلتفت السلطات المصرية إلى دعوات والتماسات للإفراج عن سجناء من سجونها المكتظة وأبقت على الناشطين المعارضين في الحبس فيما تتزايد أعداد الإصابات بالفيروس في البلاد منذ أسابيع.

وقال سجين مصري سابق، فضل عدم الكشف عن هويته خشية من العواقب المحتملة، إن هناك “مأساة داخل السجون” بسبب الأوضاع غير الصحية والتكدس.

وقال السجين السابق وهو كاتب معروف في مصر لوكالة الأنباء الفرنسية “كنا نحلم بفتح الباب المعدني للزنزانة حتى لو لم يكن يؤدي إلا إلى ممر يقف فيه أحد حراس السجن. فقد كان هذا يعني الكثير بالنسبة لنا نفسيا”.

وأبدى تخوفه من أن يزداد الوضع الصحي للسجناء سوءا بعد أن قررت السلطات وقف الزيارات للسجون كأحد الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. ولكنه يخشى بالأساس أن تسوء حالتهم النفسية.

“محنة السجناء”

في سوريا حيث يستمر النزاع منذ العام 2011، أدت الجائحة إلى انطلاق دعوات تذكر بالسجناء السياسيين المنسيين في حبس انفرادي.

  وفا مصطفى، وهي ناشطة سورية وعضو في مجموعة، أرسلت مذكرة إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر تطالب بإرغام الرئيس بشار الأسد على إطلاق سراح كل السجناء، تغرد بانتظام حول مخاوفها على صحة والدها إذا وصل الفيروس إلى السجون.

 وعلى تويتر، كتبت تغريدات مصحوبة بصورة قديمة لها مع والدها. وقالت “2464 يوما أمضاها أبي في سجون الأسد. 7 سنوات تقريبا، حزن، غضب وأمل. حاولت دائما أن أتجنب التفكير: هل هو على قيد الحياة، هل هو بخير، هل سأراه مجددا؟”. وتابعت “مع كارثة كوفيد-19 الآن، باتت مقاومة الألم أصعب من أي وقت مضى”.

 وفي إيران، وصف رضا خندان زوج المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستوده، الوضع في سجن إيوين عندما زار زوجته. وتحدث خندان نقلا عن زوجته، عن نقص كبير في الأقنعة الواقية والقفازات في السجن.

وأعربت ليله خليلي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة كوين ماري بلندن التي كتبت عدة دراسات عن السجون في المنطقة، عن تشاؤمها إزاء إمكانية حرص “حكومات متسلطة” على صحة مواطنيها بشكل عام وبالأحرى حرصها على صحة السجناء.

 وقالت “إن خطر المرض يمكن أن يكون وسيلة لترهيب السجناء” مضيفة “للأسف، لن يتم إعطاء الأولوية لمحنة السجناء”. وخلصت إلى القول إن الاعتبارات الأمنية لدى عدة دول “أهم … من الصحة العامة”.

فرانس24/أ ف ب

Source: France24.com/
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!