تلقت جريدة الحياة من مخرج أفلام سينمائية يهودي بريطاني معروف رسالة اعتذار إلى الشعب الفلسطيني ، ويقول : إنه نشرها على الإنترنت ، ووقع عليها 400 يهودي من إسرائيل وأنحاء العالم ، وفيما يأتي نص رسالة المخرج بول موريسوه إلى الحياة ونص رسالته إلى الشعب الفلسطيني :
إلى رئيس تحرير ” الحياة ” من ” بول موريسون ” التاريخ 2/تشرين الأول (أكتوبر) 2001م .
أنا مخرج أفلام وكاتب أعيش في لندن ، في العام الماضي رشح فيلمي ” سولومون وغينور ” لـ (جائزة) أوسكار .size=3>
إنني أيضـًا يهودي يحب إسرائيل ، ويقف إلى جانبها وفي الوقت نفسه يشعر بخجل شديد من بعض الأشياء التي يجري عملها باسم شعبي .size=3>
بتشجيع من آخرين هنا وفي إسرائيل كتبت رسالة إلى الشعب الفلسطيني هي مساهمة صغيرة نحو كسر حلقة العنف التي وقع فيها شعبانا ، وأرفقها طيه ، إنها في آن معـًا اعتذار عن الماضي ، وصلاة من أجل المستقبل ، وقد أشهرت الرسالة على الإنترنت ، حيث وقع عليها حتى الآن 400 يهودي من إسرائيل وأنحاء العالم ، وبإمكانكم العثور على الرسالة – ورسائل كثيرة مؤثرة مؤيدة لها – على العنوان www.petitiononline.com/apolo/petition size=3>
لا أعتقد أن من علامات الضعف أن نقول : إننا آسفون على أفعالنا السيئة ، بل إن ذلك جزء من إيماننا ، أكون ممتنا إذا أمكنكم نشر رسالتي في يوم الخميس أو بعده ، يوم كيبور ـ أي عيد الغفران ـ أرجو أن تبلغوني إن كنتم راغبين في النشر .
المخلص بول موريسونsize=3>
نص الرسالة :size=3>
في الفترة الواقعة ما بين الاحتفالين اليهوديين الدينيين رأس السنة العبرية ويوم الغفران ، يتطلع يهود العالم إلى طلب الغفران من كل كائن حي ؛ لما ارتكبوه من أخطاء في حقهم ، وفي السطور التالية محاولة من أحد الكتّاب اليهود للاعتذار وطلب الغفران ، من أبناء عمومته الفلسطينيين في محاولة للوصول إلى وقف العنف الذي اتسمت به العلاقة فيما بين الطرفين أخيرًا ، نحن اليهود نأسف ونعتذر عن تجربتكم المريرة والمستمرة منذ عام 1948م والتي أدت إلى فقدان بيوتكم وأرضكم ، وإلى عيشكم منذ ذلك الحين في المنفى وفي المخيمات بدون الإحساس بالطمأنينة في بيوتكم وفقدان هويتكم ، نعتذر بالتحديد عن دورنا كيهود في مأساة ترككم لأرضكم ، في قصف قراكم ، وفي عمليات القتل التي ارتكبناها في قراكم وأدت إلى خوفكم وهربكم من بيوتكم الآمنة ، نأسف لأن مأساتنا في ذلك العصر (يقصد الهولوكوست) خلقت مأساتكم في هذا العصر ، فأنتم لم يكن لكم أي يد فيها ، وبالتالي لا يجب أن تكون مأساتكم هي ثمنها ، ولكننا كنا عُمْيَ البصيرة .size=3>
مأساتنا الرهيبة أعمتنا عن كل شيء، الغضب الجامح والألم العميق أعميانا عن كل شيء ، حبنا للحياة ، تطلعنا إلى وطن يؤوينا ، وفقداننا كل أمل جعلتنا لا نميز ولا نقدر مدى التضحية التي طلبناها منكم والمأساة التي حلت بكم من جرائها ، سببنا لكم المعاناة مرتين : عام 1948م ، ومرة أخرى عام 1967م ، حب الحياة والتفوق العسكري ونشوة النصر أعمتنا عن كل شيء .size=3>
نأسف مرة أخرى لاستمرار معاناتكم في احتلالنا لأرضكم منذعام1967م ، وفقدان الأرواح ،وفقدان الأرض والمياه والأشجار والبيوت ، وفقدان كل معنى للحياة ، ولكن ـ وفوق كل هذا ـ معاناتكم من عمليات الإذلال والحط من الكرامة الإنسانية الذي سببناه لكم في الاحتلال ، الذي ملأ قلوب شعبي بالجشع والفساد في الوقت الذي مس فيه أحاسيسكم ، وأشعل الغضب في نفوسكم ، هذا الغضب الذي أضاف إلى جروحنا العديدة ، وزاد من الألم لكلينا وملأ قلوبنا بالحقد ، آن الأوان لكي نضع حدًا له من أجلنا جميعـًا .size=3>
نعم من حقكم أن تكون لكن دولتكم التي تفخرون بها لتعطيكم الدفء والطمأنينة ولتكون رمزًا للأمل والحياة ، وبعاصمتها القدس الشرقية ، نعم يجب أن نعيد لكم أرضكم ، وأن نقتلع تلك المستوطنات التي تقف حائلاً دون سيادتكم على هذه الأرض ، ولكننا لا نستطيع التنازل عن دولتنا التي تطلعنا إليها طويلاً ودافعنا عنها كثيرًا ، حاجتنا إليها كبيرة أيضـًا بحيث من المستحيل أن نتخلى عنها ، ولكننا أيضـًا بحاجة إلى العمل معكم من دولتينا كشركاء للخير من أجل شعوبنا.size=3>
نعم ، سنمد يد العون لكل اللاجئين ، وبمساعدة المجتمع الدولي كله لمساعدتهم لبناء حياة جديدة وآمنة ، وسنرحب بعدد منهم ليعيشوا بأمان بيننا في إسرائيل ، بالتأكيد لن يجدوا البيوت نفسها التي تركوها ، ولكننا نأمل بأن تفتح عودتهم الطريق إلى الغفران .size=3>
نحترم تصميم الفلسطينيين في الضفة الغربية والقطاع على مقاومة الاحتلال ، ولكننا نرجوكم إيقاف العمليات ( الانتحارية ) والمتفجرات التي لن تثمر سوى قتل الأبرياء من شعبينا ، هذه العمليات تخلق جدرانـًا من الحقد والكراهية والخوف وعدم الثقة والإحساس بفقدان الشريك المتعقل لحوار السلام المطلوب .
ومن ناحيتنا سنعمل لمقاومةالعدوان الشرس وإيقافه الذي تقوم به قيادتنا على بيوتكم وقراكم وعمليات الاغتيال والتشريد .size=3>
لقد أمضينا زمنـًا طويلاً في ظلمات الحرب ، وعلينا مسؤولية تتبع أي أمل وأي بارقة من النور والأمل ، نريد الحياة لأطفالنا وأطفالكم ، وأن ينعموا جميعـًا بالسلام والازدهار بإذن الله “
size=3>size=3>