}
أولمبيا المدينة اليونانيّة الرياضيّة
عُقدت الألعاب الأولمبيّة في مدينة أولمبيا الواقعة في أحد الأوديّة غير المأهولة بالسكان في منطقة بيلوبونيز (Peloponnesus) في عام 776 قبل الميلاد أو قبل ذلك كما يُعتقد، واستمرت حتى عام 395 بعد الميلاد، حيث كانت هذه الألعاب تُقام مرة كل أربع سنوات على شرف كبير آلهة الميثولوجيا الإغريقية زيوس -كما كانوا يعتقدون-، إذ كان يجتمع الناس من جميع أنحاء اليونان لمشاهدة العديد من أنواع الرياضات، كالجري، ورمي القرص، والوثب الطويل، وتُعد هذه الأحداث في مدينة أولمبيا هي الأقدم والأهم من بين أربع مهرجانات رياضيّة وطنيّة أخرى، ويُنسب الفضل إلى الأسطورة اليونانية هرقل (بالإنجليزية: Herakles) في ابتكار سباق الجري احتفالاً بإنهائه واحدة من أصل 12 عملاً له.[١][٢] ومن ناحية أُخرى أصبحت هذه المدينة في القرن العاشر قبل الميلاد المكان المُقدس لعبادة الإله زيوس، فقد كانت تُقدم القرابين والهدايا له، ويتم أداء القسم عند تمثاله للتأكيد على الالتزام بقوانين اللعبة،[١] ويضم معبد ألتيس الموجود في أولمبيا (Altis) والذي يُعد معبد الآلهة مجموعة من أكبر التحف العائدة للحضارة الإغريقيّة القديمة، وبالإضافة إلى هذه المعابد تضم أولمبيا آثاراً لجميع الأبنية الرياضية التي شيّدت من أجل المنافسات.[٢]
جرت العادة أن يتم الإعلان عن إقامة الألعاب عن طريق إرسال رسل إلى المدن اليونانية الرئيسية، والتي تتمحور حول البحر الأبيض المتوسط ليستعد المشاركون لها، وكان حظر الأعمال العدائية والقتال في فترة الألعاب أساسياً لحماية المسافرين من وإلى مدينة أولمبيا، واستمر عقد الألعاب الأولمبيّة فترة طويلة من الزمن مع بعض الانقطاع قصير المدى في بداية العصور المسيحيّة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الألعاب التي كانت تُقام في أولمبيا كانت مصدراً للإلهام وسبباً لنشأة الألعاب الأولمبيّة الحديثة في أثينا والتي بدأت عام 1896م.[١]
‘);
}
أولمبياد أثينا وتطورها
اُقيمت الألعاب الأولمبية لأول مرة في أثينا عام 1896م في الفترة الواقعة ما بين 6-15 من شهر نيسان، حيث كانت هذه الألعاب هي التمثيل الأول للألعاب الأولمبية الحديثة، حيث شارك في هذه الدورة 280 رياضياً جميعهم من الرجال قادمين من 12 دولة مختلفة، وقد جرت المنافسات على 43 لعبة مختلفة تقع ضمن نطاق ألعاب القوى، وركوب الدراجات، والسباحة، والجمباز، ورفع الأثقال، المصارعة، والمبارزة بالسيوف، والرماية، والتنس، وقد سادت الأجواء الاحتفاليّة في هذه الدورة، حيث تم استقبال اللاعبين القادمين من الدول المختلفة بتقديم مجموعة من العروض والولائم، وقد حضرها 60,000 مُتفرج في يومها الافتتاحي الأول، وكان للعائلة المالكة في اليونان حضورها المميز، إذ أشرفت بنفسها على تنظيم وإدارة الألعاب، كما كان أعضاؤها من الجمهور المنتظم للألعاب على مدار 10 أيام.[٣]
توجد العديد من الحقائق المُتعلقة بهذه الدورة من الألعاب، فمنها أنّ المجر أو هنغاريا حينذاك أرسلت الفريق الوطنيّ الرياضيّ الوحيد لديها لتمثيلها في الألعاب الأولمبية، كما أن معظم الرياضيين القادمين من الدول الأُخرى كانوا من طلاب الجامعات الأغنياء، وأعضاء النوادي الرياضية والذين جذبتهم حداثة الألعاب الأولمبية، كما شهدت الدورة الأولمبيّة المُقامة عام 1896م إقامة أول ماراثون، والذي استوحى تصميمه الفرنسي ميشال بريال من المسار الأسطوري لفيديبيدس (Pheidippides)، وهو عداء متدرب تم إرساله في مهمة تقتضي ذهابه من سهل ماراثون أحد المناطق اليونانية إلى أثينا عام 490 قبل الميلاد لإعلان هزيمة أحد الجيوش الفارسية التي غزت اليونان، وقد أضحى الماراثون أحد أهم المنافسات الرياضيّة المُقامة في الألعاب الأولمبية، وقد كان العداء اليوناني سبيريدون لويس أول من فاز في الماراثون بالأولمبياد.[٣]
ظل الحال على ما هو عليه حتى عام 1924م، حيث تم إطلاق دورتين من الألعاب الألومبية في العام نفسه، تُعقد الأولى في فصل الصيف والثانية في فصل الشتاء من العام نفسه مرة كل 4 سنين وفي المكان ذاته، واستمر هذ النظام الجديد من الألعاب الأولمبية حتى عام 1992م، حيث أقيمت الدورة الشتوية في مدينة ليلهامر في النرويج عام 1994م، وبعد سنتين أقيمت دورة الألعاب الصيفية في مدينة أتلانتا في جورجيا عام 1996م، إذ بقي هذا النظام على إقامة دورة ألعاب صيفيّة وأخرى شتويّة يتم تنظيمها في سنتين متعاقبتين هو النظام المتبع حتى هذا اليوم.[٤]
الرياضة في اليونان القديمة
كانت الرياضة جزءاً أساسياً من التعليم العام الذي يتلقاه الإنسان في الحضارة اليونانية القديمة، وكانت مهارات الإنسان الرياضية تُصقل وتُغرس في أصحابها بشكل متوازن ومتناغم مع مهاراته الفكريّة والعقليّة الجسديّة، وتكاد لا تخلو مدينة يونانية واحدة من آثار وجدت لحلبات مصارعة (palestras) وقاعات الرياضة (gymnasia) بجانب المعابد والأسواق، وقد كانت هذه المرافق مُعدة لغايات تعليميّة ورياضيّة في الوقت ذات، فقد تلقى كبار الفلاسفة اليونانيين كأرسطو وسقراط تعليمهم في هذه المرافق، فقد كان الفيلسوف اليوناني العريق أفلاطون رياضياً بارزاً في ذلك الوقت، وبالنسبة للحضارة اليونانية فقد كان التعليم عملية مستمرة بعد مرحلة البلوغ، مما ساهم هذا الأمر في تعليم جميع مواطني الدولة، بالإضافة إلى تنمية عقولهم وفكرهم مدى الحياة.[٥]
وللتعرّف على مدن اليونان القديمة، يمكنك قراءة مقال مدن اليونان القديمة
تلقى الشباب تعليماً متميزاً في مجالات الفنون، والفلسفة والموسيقى، إلى جانب تنمية قدراتهم البدنية، لتحقيق المثل الأسمى في الفضيلة والجمال، وكما عملت الحضارة اليونانية على تنمية الأفراد في جميع مجالات العلوم والرياضة، ومن ناحية أخرى حرصت أيضاً غلى غرس قيم المُنافسة الشريفة والعادلة والروح الرياضية لدى شُبانها، فقد كانت اليونان حضارة تسعى إلى تحقيق الانسجام في كل شيء.[٥]
وللتعرّف على مدن اليونان، يمكنك قراءة مقال مدن اليونان، ولمعرفة مزيد من المعلومات حول اليونان، يمكنك قراءة مقال معلومات عن دولة اليونان.
المراجع
- ^أبت“Olympic games”, www.khanacademy.org, Retrieved 19-4-2020. Edited.
- ^أب“Archaeological Site of Olympia”, whc.unesco.org, Retrieved 19-4-2020. Edited.
- ^أب“Athens 1896 Olympic Games”, www.britannica.com,30-3-2020، Retrieved 19-4-2020. Edited.
- ↑Glenn Wong (7-6-2011), “The Comprehensive Guide to Careers in Sports”، www.books.google.jo, Retrieved 19-4-2020. Edited.
- ^أب“the legacy of ancient olympic games”, www.ioa.org.gr, Retrieved 19-4-2020. Edited.