‘);
}

مراحل الدعوة الإسلامية

الدعوة في المرحلة المكّية

الدعوة السرّية

بدأ الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالدعوة إلى الإسلام في مكّة المُكرَّمة بأمرٍ من الله -تعالى-؛ إذ قال: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ*وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ*وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)،[١] فبدأ الرسول بدعوة أهل بيته، ثمّ الأقربين فالأقربين، وكانت الدعوة حينها سرّيةً؛ دون أن تعلم بها قريش، وقد وصل عدد المُستجيبين لها إلى أربعين، منهم: خديجة بنت خويلد، وزيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصدّيق، وغيرهم، وعُرِفت تلك المرحلة من الدعوة بالمرحلة الأرقميّة؛ نِسبةً إلى دار الأرقم؛ إذ كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يُعلّم الصحابة أمور الدين فيها، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المُنوَّرة؛ حيث كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يجتمع بهم في شِعاب* مكّة المُكرَّمة، ولمّا عَلِمت قريش بأمرهم، تصدّت لهم؛ فتوجّه بهم رسول الله إلى دار الأرقم الواقعة على جبل الصفا، واستمرّت الدعوة بشكلٍ سرّيٍ مدّة ثلاث سنواتٍ، ثمّ جاء الأمر من الله بالجهر فيها.[٢][٣][٤]

وتُعَدّ المرحلة السرّية من أهمّ مراحل الدعوة، وقد امتازت هذه المرحلة بأساليب عدّة، حيث حرص النبي عليه السلام على مراعاتها، وبيانها بشكلٍ مُفصَّلٍ فيما يأتي:[٥]