‘);
}

الشعر العربي

إنّ الفنون الأولى التي ظهرت في الوطن العربي قديماً وبين القبائل العربية هُو الشعر والخطابة، وهو من أكثرِ الفنون التي يهواها العرب لما فيها من كلمات تتجسّد بروح كاتبها عندما يقوم بإخراج كلمات ذُو معنى وقيمة تشعر بأنّها تخرج مِن قلب الشاعر، والشعر موجودٌ مُنذ أقدمِ العصور، واشتهر العرب بالفصاحةِ والشعر، والدليلُ على ذلك أنّ الله تعالى قَد أنزلَ القرآن باللغةِ العربيّة ليتحدّى بهِ أهلُ قريش الذينَ اشتهروا بالشعر والفصاحة، وقد كان قديماً مَن يستطيع أن يكتبَ الشعر ويلقيه يكون مِن سادةِ قومهِ ويُمجّدونهُ، لذلكَ، فإنّ للشعر العربي أهميّة كبيرة يُمكن من خلالهِ معرفةِ البيئة والثقافة في زمنِ الشاعر، وبالتالي إنّ الشعر العربي يتطوّر ويظهرُ بأشكالٍ مُختلفة في كلّ عصر.

مراحل تطور الشعر العربي

مِن المعروف أنّ الشعر القديم يختلفُ اختلافاً كلّياً عن الشعر في الوقت الحاضر، وأهمّ ما يميّز الشعر القديم حِرصهِ على الوزن والقافية، وتكوّن البيت على الصدر والعَجز، والشعر القديم الذي لا يدخلُ فيهِ الوزن والقافية لا يعتبرُ شِعراً، بل يخرج إلى الخَطابة أو فصاحةِ فِي الحديث، وبعد ذلكَ ظهرت الكتب التي تقوم على تدريسِ الأوزان والقوافي ليعتمد عليها الشعراء فِي إبداعِ النصوص واستخراجِ أبياتٍ موزونة، وبعد ذلك ظهرَ كتب أخرى تقوم على جمعِ وتدوينِ وتصنيفِ الشعر إلى مجموعاتٍ بالاعتمادِ على أغراضِ وموضوعاتِ الشعر، وعليه، نجد المؤرخون قد اعتبروا الشعر القديم حافلاً لغرضِ الامتاعِ والنفعِ بنقلِ المشاعر أو الحكمة أو لأي غرض ذو قيمة، فَهو مصدرَ طرب لدى العرب، يحمل فيه الأخلاق العربية، ويُعبّر عن الانتماء والحب.