مراكز الأبحاث الإسرائيلية ودورها في صناعة القرار(3-3)

مراكز الأبحاث الإسرائيلية ودورها في صناعة القرار(3-3)

مراكز الأبحاث الإسرائيلية ودورها في صناعة القرار3-3 تعرضنا في مقالين سابقين للتعريف..

Share your love

مراكز الأبحاث الإسرائيلية ودورها في صناعة القرار(3-3)

تعرضنا في مقالين سابقين للتعريف ببعض مراكز الأبحاث الإسرائيلية ابتي يتأثر بها صانع القرار في “إسرائيل”، وفي هذا المقال نكمل بذكر بقية هذه المراكز التي أردنا التعريف بها، وهي:

مراكز أبحاث تهتم بالاقتصاد:

1- معهد القدس لدراسات السوق

تأسس المعهد عام 2003 ليكون معهدًا غير ربحي بمبادرة من روبرت وكورين ساوير، اللذين يحملان شهادة الدكتوراة في الاقتصاد. يهدف المركز إلى نشر بحوث مهمتها تعزيز التقدم الاجتماعي في “إسرائيل”، من خلال الحرية الاقتصادية والحرية الفردية.

ينشر المركز أوراق السياسات الاقتصادية، ويدير عددًا من المشاريع التعليمية الخاصة، كما يدير استطلاع رأي فريد (the Israel Panel Study of Opinion Dynamics (IPSOD. يبحث المركز في العلاقة بين اليهودية والاقتصاد من وجهة نظر توراتية، ويسعى لتعزيز قيم اليمين الليبرالي الاقتصادية، عبر تقليل الخدمات الحكومية وخفض الضرائب. (the Jerusalem Institute for Market Studies, 2016)

2- المركز الإسرائيلي للتطوير الاقتصادي والاجتماعي
تأسس المركز عام 1983 ليكون مركز أبحاث مستقل غير حزبي، ومؤيد لسياسة السوق. للمركز مجلس من المستشارين الإسرائيليين يضم أكثر من أربعين من الاقتصاديين وعلماء الاجتماع، ويمثل أعضاء مجلس إدارته كل الجامعات الإسرائيلية، ومجموعة واسعة من الآراء، ويتفق جميع أعضاء المجلس على أن الاقتصاد الإسرائيلي بحاجة إلى إصلاح هيكلي. مدير المركز ومؤسسه دانيال دورون. (The Israel Center for Social & Economic Progress, 2016)

مراكز أبحاث تهتم بالتعليم:

1- معهد هارتمان شالوم:
وهو مركز للبحوث والتعليم، يسعى لنشر التعددية، والتأثير على الحياة اليهودية في “إسرائيل” وأمريكا الشمالية، من خلال بحوث ومناهج دراسية وبرامج تدريبية مبتكرة، وذلك بهدف إعادة تشكيل الخطاب اليهودي، ووضع الأسس اللازمة لاستمرارية وحيوية اليهودية في القرن الـ 21. يرأسه حاليًّا الراف د. دنيال هارتمان. يركّز المعهد على خمسة مجالات، هي: اليهودية في القرن الـ 21، والتعددية الدينية، والدولة اليهودية الديمقراطية، والجمعيات اليهودية، واليهودية والعالم (معهد شالوم هارتمان، 2016).

2- معهد هنريتا سالد:
تأسس المعهد عام 1941 من قبل هنريتا سالد (الناشطة الصهيونية من الولايات المتحدة، والتي أسست منظمة “هداسا”)، ليكون مؤسسة عامة مهمتها تعزيز التعليم والمجتمع. تتضمن أنشطة المعهد مجموعة متنوعة من المشاريع والدراسات، التي أجريت حول الوزارات الحكومية والسلطات المحلية، والمنظمات والمؤسسات في “إسرائيل” والخارج. يهدف المعهد إلى تقييم البرامج التعليمية والاجتماعية من خلال تطوير أدوات التقييم والقياس التربوي، بالإضافة إلى التركيز على تطوير أدوات البحث فيما يتعلق بالعلوم الاجتماعية. يصدر المعهد مجلة “مجموت”، وتعني اتجاهات، وترأسه الدكتورة راحيل زورمان. (معهد هنريتا سالد، 2016)

مراكز أبحاث تهتم بالدراسات التاريخية:

1- معهد كوهين لدراسة تاريخ العلوم والأفكار وفلسفتها
وهو معهد للبحوث والدراسات العليا يندرج ضمن إطار كلية العلوم الإنسانية في جامعة تل أبيب. أنشأ المعهد البروفسور يهودا ألكاناه عام 1983 بالتعاون مع البروفسور عاموس فونكنشطاين. ومنذ عام 1989 يستفيد المعهد من دعم صندوق دائم أسسه الزوجان برباره وبيرط كوهين.

يضمّ طاقم المعهد اثني عشر محاضرًا مثبّتًا، بالإضافة إلى خمسة آخرين مبتدئين، ويمكث سنويًّا في المعهد ثلاثة باحثين في دراستهم لما بعد الدكتوراة. ويُعتبر المعهد الأكثر فعالية والأوسع نشاطًا في تاريخ العلوم والأفكار وعلم الاجتماع في “إسرائيل”، ويُعدّ كذلك من بين المعاهد الستة الرائدة عالميًّا في مجال تخصصه.

يؤوي المعهدُ جمهورًا من الطلاب والباحثين الذين يَدمجون بشكل يومي بين مجالات معرفية وتخصصات بحثية مختلفة ومتنوعة، أما الحقل المعرفي المشترك لهم فيشمل تاريخ العلوم وفلسفتها، مع تسليط الضوء على الرياضيات، والفيزياء والميكانيكا، والبيولوجيا، وعلم الاجتماع وعلم النفس، والتاريخ الثقافي، وعلم اجتماع المعرفة، والفلسفة والعلوم في الحضارة الإسلامية، والفكر السياسي والنظريات الاجتماعية النقدية (معهد تاريخ العلوم والأفكار وفلسفتها على اسم كوهين، 2016).

2- معهد بن غوريون
تأسس المعهد عام 1976 من قبل غيرشون ريفلين، ليكون مركزًا للتعليم والبحث، وتدريس تراث دافيد بن غوريون والصهيونية الاشتراكية، بالإضافة إلى إنشاء دولة “إسرائيل”، والجيش الإسرائيلي وعلاقته بالنقب. يعمل المعهد في نشر البرامج التجارية وتطوير التدريس، بالإضافة إلى إقامة برامج تدريبية لمجموعات الشباب والجيش. يتألف مجلس إدارة المعهد من ممثلين عن وزارة التربية والتعليم، وممثلين عن جامعة بن غوريون. (معهد تراث بن غوريون، 2016)

3- مركز تراث الحاخام نسيم
أُنشئ المركز عام 1982 في القدس على يد مائير بنياهو، لتخليد ذكرى والده الحاخام الرئيس لـ “إسرائيل” إسحاق نسيم. يضم المركز قاعات محاضرات ومكتبة وكنيسًا يهوديًّا، ويعمل بشكل أساسي على نشر كتب الحاخام نسيم وابنه البروفيسور بنياهو، بالإضافة إلى إعطاء دورات تأهيلية للحاخامات، وتخريج قضاة المحاكم الدينية. (مركز تراث الحاخام نسيم، 2016)

4- مركز تراث تابينكين
تأسس المركز عام 1971 بواسطة أعضاء الكيبوتس الموحد، وبتشجيع من الرئيس الإسرائيلي الأسبق زلمان شازار، الذي أسس صندوقًا لدعم المركز. يهتم المركز بالبحث والتوثيق للحركة الكيبوتسية، لتخليد ذكرى إسحاق تابينكن، ويضم مكتبة وأرشيفًا، ويوفر منحًا وتمويلاً للأبحاث التي تتناول تاريخ الحركة الكيبوتسية. (مركز يد تابينكن، 2016)

5- مركز تراث يعاري
وهو مركز أبحاث وأرشيف لحركة هشومير هتسعير “الحارس الشاب”، وقد سُمِّي على اسم مائير يعاري قائد الحركة. أقيم الأرشيف عام 1983 بإشراف البروفيسور متياهو ميتس. يهتم المركز بإجراء أبحاث تاريخية حول “المحرقة”، واليهودية، والحركة العمالية، كما يهتم بالتأريخ لحركة “الحارس الشاب”، التي تأسست عام 1911، وما نتج عنها من حركة كيبوتسية عام 1927، وتضم الآن 85 كيبوتسًا. (مركز يد يعاري، 2016)

6- مركز تراث إسحاق بن تسفي:
يتبع المركز الذي تأسس عام 1964 للدولة، ويهتم ببحث ودراسة تاريخ “أرض إسرائيل”، والقدس والبلدات الإسرائيلية في الشرق، ويحمل اسم الرئيس الثاني لـ “إسرائيل” اسحاق بن تسفي. وبموجب قانون بن تسفي، الذي سنّه الكنيست عام 1969، نُظِّم عمل المركز وحُدّدت أهدافه كما يلي (مركز اسحاق بن تسفي، 2016):

1. تعزيز دراسة تاريخ المجتمع، وتعميق وعي الناس حول استمرارية المجتمع اليهودي في “إسرائيل”.
2. تعزيز دراسة القدس.
3. تعزيز دراسة تاريخ المجتمعات الإسرائيلية في الشرق.

يتبع للمركز عدة معاهد للبحوث، منها معهد “أرض إسرائيل” ومستوطناتها، ومعهد “بن تسفي لدراسة الجالية الإسرائيلية في المشرق”، وجمعية بحوث الثقافة العربية – اليهودية في العصور الوسطى، وجمعية اليهود السفارديم والشتات. يرأس المركز البروفيسور عوديد أرشاي.

مراكز أبحاث تهتم بتعزيز التعايش بين العرب واليهود:

1- مركز جبعات حبيبة
تأسّس المركز عام 1949 ليكون منظمة غير ربحية، ومركزًا تربويًّا لحركة الكيبوتس القطري، ويديره ينيف شجاي. يتمحور عمله في الترويج للتفاهم والتعاون والمساواة بين المجموعات المختلفة في المجتمع الإسرائيليّ، وذلك كقاعدة لبناء مستقبل مشترك. يقوم المركز بنشر أبحاث تضمّ مجموعات وثائق نادرة لتوثيق الحركات الاجتماعيّة، والأحداث التاريخيّة التي ترتبط بإقامة دولة “إسرائيل” وتطوُّرها، ومحاولة تكوين نظرة استشرافيّة لمستقبلها، كما يهدف لوضع نماذج ناجعة لبناء مجتمع مشترك، يمكن تعميمها في جميع أنحاء “إسرائيل”، وفي مواقع أخرى من العالم. (مركز جبعات حبيبة، 2016)

2- المركز اليهودي العربي
تأسس المركز عام 1972 بمبادرة من جامعة حيفا، بهدف تطوير التعاون بين اليهود والعرب في جامعة حيفا بشكل خاص، وفي “إسرائيل” بشكل عام، بالإضافة إلى نشر أبحاث تهتم بتعميق التعايش والحوار، وتطوير العلاقة مع الفلسطينيين والدول العربية. (المركز اليهودي العربي، 2016).

دور المراكز البحثية في “إسرائيل”
يتوزع اهتمام المراكز البحثية في “إسرائيل” على جميع المجالات التي يمكن أنّ تحتاجها الدولة. ومن خلال استعراض الأبحاث التي تنشرها هذه المراكز، يمكن الادعاء بأنّه من الصعب ألا تجد مجالاً أو قضية ذات أهمية تخدم المشروع الصهيوني، إلا وتم بحثها في هذه المراكز. ورغم وجود مراكز بحثية ذات أجندات حزبية، يسارية أو يمينية، إلا أنّ مراكز الأبحاث الإسرائيلية بالمجمل تتفق على خدمة المشروع الصهيوني، وزيادة المناعة القومية لدولة “إسرائيل”.

تهتم المراكز المعنية بالجانب الأمني؛ بالعقيدة الأمنية للجيش الإسرائيلي، وبتشكيل الخطاب العام المتعلق بأمن “إسرائيل” القومي، كما تساهم في تدريب المسؤولين وكبار الضباط في هذا المجال. وتُعتبر بعض المراكز بمثابة منتدى مشترك لصانعي السياسات والباحثين الدوليين، وذلك لتبادل المعلومات والخبرات من خلال الأوراق البحثية والمنشورات الأكاديمية، كمركز هرتسيليا. كما يدير بعضها، كالمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت، تشمل الهجمات “الإرهابية” والمنظمات والناشطين “الإرهابيين”، بالإضافة إلى التقارير الإحصائية المتعلقة بهذا المجال، بهدف إلصاق صفة الإرهاب بالمقاومة الفلسطينية، ووضعها في سياق مشترك مع الحركات الإرهابية في العالم.

ربطت بعض المراكز بين مفهومي الأمن والسلام من خلال البحث في قضايا الأمن والسلام، وخصوصًا في المجالات المتصلة بالأمن القومي الإسرائيلي والسياسة الخارجية، ومختلف القضايا الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط. واهتم بعضها بدراسة المجتمع الفلسطيني من خلال نظام الإعلام والثقافة والتعليم التابع للسلطة الفلسطينية، وحاول بناء جسور التواصل والتعاون بين المجتمع المدني الإسرائيلي والفلسطيني.

ومارست بعض المراكز دورًا سياسيًّا واضحًا، كالمركز الإسرائيلي – الفلسطيني للأبحاث والمعلومات، الذي استُخدم ليكون قناة خلفية في مفاوضات تبادل الأسرى (صفقة شاليط)، بين “إسرائيل” وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

ومن نافلة القول إنّ المفاوضين الإسرائيليين يعتمدون على وثائق ومقترحات مراكز الأبحاث في المفاوضات، فعلى سبيل المثال تمت الاستعانة في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 بدراسات معهد يروشليم لدراسة السياسات، وذلك فيما يتعلق بمدينة القدس.

كما استُخدمت بعض المراكز، كالمركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة، لتكون قناة للتطبيع، عبر السعي إلى تعزيز العلاقات مع الجامعات والباحثين بين مصر و”إسرائيل”، وذلك بواسطة مساعدة الباحثين من كلا البلدين للوصول إلى المكتبات والمحفوظات، وتشجيع المشاريع البحثية المشتركة. وتعدى ذلك إلى إقامة نشاطات هدفها التمهيد إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، بل يمكن اعتبارها قنوات تفاوض غير رسمية، كما يحدث في مؤتمر هرتسيليا السنوي، الذي يحاضر فيه عادة مجموعة من السفراء العرب وبعض الشخصيات الفلسطينية، وكذلك في الندوة التي عقدها مجلس العلاقات الخارجية في 4/6/2015، بين ممثلين عن مركز أبحاث سعودي يترأسه الجنرال المتقاعد أنور العشقي (ضابط مخابرات سعودي سابق)، ومدير مركز اليروشيلمي دروي جولد (مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية). في الندوة المذكورة ألقى العشقي محاضرة مشتركة بوجود جولد، أكد فيها على أن التوصل إلى سلام بين العرب و”إسرائيل”؛ خطوة ضرورية من أجل التغلب على مشاكل المنطقة (Council on Foriegn Relations, 2015).

أولت بعض المراكز، كمركز هرتسيليا، اهتمامًا كبيرًا بالتخطيط الاستراتيجي، والمساهمة في وضع سياسة وطنية لـ “إسرائيل”، ورفع مستوى عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، بهدف زيادة المناعة القومية لدولة “إسرائيل”. ومن المراكز من اهتم بوضع رؤية استراتيجية مستقبلية، كما فعل مركز شاشا، الذي يقوم بنشر دراسات تتعلق بمستقبل “إسرائيل” وفلسطين في عام 2050.

وتنتج بعض المراكز بحوثًا تهتم بصياغة سياسة وطنية للعلوم والتكنولوجيا والصناعة، والتعليم العالي، والبنية التحتية، والبيئة والطاقة، وغيرها من القضايا ذات الأهمية، وذلك أيضًا بهدف زيادة المناعة القومية لدولة “إسرائيل”.

ويعمل تحت إطار بعض المراكز باحثون يتقنون عدة لغات، كمركز موشيه دايان، من ضمنها الإنجليزية والعربية والتركية والكردية والفارسية، بهدف تحليل الظواهر، كالربيع العربي، والاتجاهات السياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية للمنطقة.

كما اهتمت مراكز أخرى بنشر بحوث من أجل تزويد أعضاء الكنيست ولجانها، بمعلومات يحتاجونها لأعمالهم، كما هو الحال مع مركز أبحاث ومعلومات الكنيست، أو مقترحات لقوانين، مثل قانون الدولة القومية “قانون يهودية الدولة”، الذي أُعِدَّ بواسطة معهد الاستراتيجيات الصهيونية.

يمكن القول: إن مراكز أخرى انشغلت في تحسين صورة “إسرائيل”، من خلال محاربة حركة المقاطعة العالمية BDS، على سبيل المثال.

وفيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، فإن المراكز ذات التوجه الاجتماعي تهدف إلى توفير وجهة نظر مهنية شاملة لصانعي السياسات في “إسرائيل”، فضلاً عن تقديم مقترحات سياساتية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه “إسرائيل”، بينما ذهبت بعض المراكز إلى تعزيز التعايش بين العرب واليهود من جهة، وبين مكونات المجتمع اليهودي من جهة أخرى.

أما المراكز التي تعنى بالجانب الفكري، فإنها تهتم بالفكر اليهودي والصهيونية والفلسفة العامة، وبعضها يهتم بالفكر الديمقراطي، ويبحث في السياسات الاجتماعية والاقتصادية وعلاقة الدين بالدولة، علاوة على الاهتمام بتاريخ “الشعب الإسرائيلي” وعلم الآثار، وذلك بهدف إثبات الحق التاريخي المزعوم في أرض فلسطين، مع التركيز على دراسة ظاهرة معاداة السامية عبر العصور المختلفة، والعلاقة بين اليهود وغيرهم، وخاصة في أوقات الأزمات والصراعات، بهدف منع تكرار اضطهاد اليهود كما حدث في أوروبا على يد هتلر.

أما في الجانب التعليمي، فتهتم المراكز المتخصصة في هذا المجال بكتابة بحوث مبتكرة للتدريس والمناهج الدراسية والبرامج التدريبية، بالإضافة إلى تقييم البرامج التعليمية والاجتماعية من خلال تطوير أدوات التقييم والقياس التربوي، كمعهد أبراهام هارمان، الذي شارك في وضع المنهج الدراسي لليهودية المعاصرة، من خلال وزارة تاريخ إسرائيل واليهودية المعاصرة، ومعهد فان لير الذي ساهم في إدخال إصلاحات ومنهجيّات حديثة ومبتكرة، في مجال التربية الرسميّة وغير المنهجيّة، وبرامج التدريب للمربّين والقادة المجتمعيّين.

في الجانب الاقتصادي، تُنتج المراكز المتخصصة في هذا المجال بحوثًا مهمتها تعزيز التقدم الاجتماعي في “إسرائيل”. فبعضها يتبنى الفكر الليبرالي المبني على الحرية الاقتصادية والحرية الفردية، والبعض الآخر يدعو إلى العدالة الاجتماعية ورعاية الدولة للفئات المهمشة.

خلاصة
تُعتبر المراكز البحثية من الجهات المؤثرة في صناعة القرار في “إسرائيل”، فعدا عن دورها في وضع الخطط والسيناريوهات المستقبلية، واقتراح القوانين بهدف سنّها في الكنيست، فإنّ لها دورًا في تقييم أداء مؤسسات الدولة ككل، ومساعدة الحكومة ومختلف الهيئات العامة، في التعامل مع الفجوة القائمة في بنية النظام السياسي، والحاجة للتصدي للتحديات الاستراتيجية التي تواجهها الدولة، وذلك عبر التغلب على المعيقات التي تحول دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

ورغم وجود مراكز بحثية ذات أجندات حزبية، يسارية أو يمينية، إلا أنّ مراكز الأبحاث الإسرائيلية بالمجمل، تهدف إلى خدمة المشروع الصهيوني، وزيادة قوة دولة “إسرائيل”، وتلافي عوامل الضعف. فدور مراكز الأبحاث لا يقتصر على التوثيق وإجراء استطلاعات الرأي، بل يتعداه إلى التحليل واستشراف المستقبل، ومحاولة إيجاد الحلول العملية للمعضلات التي تواجه “إسرائيل”، وتقديمها لصناع القرار فيها.

 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!