مربع بتاري “The Betari Box”، الربط بين الموقف والسلوك

لا يثقُ رئيسُ نسرين بها، وهذا ليس بسبب كونها غير كفؤة، إذ على ما يبدو أنَّها مسألة مبدأ بالنسبة إليه، فقد أمضى معظم اليوم يراقب الناس للتأكُّد من أنَّهم يعملون بشكلٍ صحيح، ويراقب الساعة للتأكُّد من أنَّ ساعة غداء الجميع كانت مدَّتها ساعةً واحدةً بالضبط، حتَّى أنَّه تفقد صناديق البريد الإلكتروني خاصتهم للتأكُّد من أنَّهم لم يتلقُّوا رسائل شخصية. في هذه المقالة سنوضِّح لك ما هو مربع بِتاري، وستتعلَّم كيفية استخدامه لتحسين أجواء مكان عملك.

Share your love

وليس من المستغرب أن تستاء نسرين وزملاؤها من عدم ثقةِ رئيسهم، ونتيجةً لذلك توقَّفوا عن اتخاذ القرارات بأنفسهم، بل كانوا يسألونه عمَّا يريد اتخاذه عندما يجب اتخاذ قرارٍ ما، وامتنعوا عن تحمُّل المسؤولية عمَّا كانوا يفعلون، وقد عزَّز هذا اعتقاد رئيسهم أنَّهم لم يكونوا قادرين على العمل بمبادرتهم الخاصة.

هل سبق لك أن رأيت نمطاً لسلوكٍ مثل هذا في مكان عملك؟ إنَّه أمرٌ شائعٌ في المنظمات، وهو موضَّحٌ بنموذجٍ بسيطٍ يُسمَّى: مربَّع بِتاري.

في هذه المقالة سنوضِّح لك ما هو مربع بِتاري، وستتعلَّم كيفية استخدامه لتحسين أجواء مكان عملك.

مربع بِتاري:

مربع بِتاري

إنَّ مربع بِتاري الذي يظهر في الشكل أعلاه، نموذجٌ يساعدنا في فهم تأثير المواقف والسلوكات الخاصة بنا في مواقف وسلوكات الناس من حولنا.

يلعب موقفنا دوراً كبيراً في السلوك الذي نعرضه، فعندما نشعر بالتحفيز والإيجابيَّة نبتسم ونثني على فريقنا، ونمكِّن مَن حولنا؛ وعندما نشعر بالسلبية، غالباً ما يكون العكس صحيحاً، إذ يمكن أن نفقد صبرنا ونغضب من الناس، أو قد نصيح أو حتَّى نجادل.

غالباً ما تؤثِّر هذه السلوكات على الأشخاص من حولنا، ثمَّ يقلبون تلك السلوكات السلبية علينا مرةً أخرى، ويزداد الصراع سوءاً.

على الرغم من أنَّ فكرة مربع بِتاري بسيطةٌ للغاية، إلَّا أنَّ فهمه يمكن أن يساعد في تعليم الناس التعرُّف على وضعهم عندما يكونون عالقين ضمن حلقةٍ سلبيةٍ معيبة.

ملاحظة: ليس من الواضح من الذي أنشأ مربع بِتاري، أو من أين أتى الاسم.

أمثلةٌ على مربع بِتاري:

إنَّ استخدام مربع بِتاري يدور كلُّه حول التعرُّف على الحلقات السلبية، والتغيير في نفسك للخروج منها.

تُظهِر الأمثلة التالية ماذا يمكن أن يحدث عندما ترغب أو لا ترغب بإجراء هذا التغيير.

مثال 1:

تخيَّل أن طريقكَ إلى العمل مُرهقٌ للغاية، وأنَّك كلَّما بقيت عالقاً في حركة المرور، ازددت إحباطاً؛ وعندما تصل إلى المكتب، تكون في مزاجٍ سلبي. يتسبَّب موقفك هذا في استخدام سلوكاتٍ سلبيَّةٍ غير مناسبة، حيث تكون درجة تَحمُّلك محدودة؛ لذا تصرخ على مساعدك، ثمَّ تصرخ على زميلتك عندما تكتشف خطأً بسيطاً في التقرير الذي قدَّمته للتوِّ.

يؤثِّر سلوكك السلبي بدوره في مساعدك وزميلتك. هم مستاؤون من موقفك وسلوكك، فيكرِّرون ذلك بطرائق سلبيةٍ أخرى، حيث يصبح مساعدك مُتجهِّماً ولا يعينك في الساعات القليلة القادمة، وتصبح زميلتك ساخرةً ومُمتعضةً تجاهك أيضاً، وينعدم التواصل الحقيقي.

مثال 2:

تخيَّل أنَّه بعد الغداء مباشرةً كانت رحلتك للعمل سيئة، وكنت قد صرخت على مساعدك وزميلتك. بينما تجلس على مكتبك غاضباً، تدرك أنَّ كلَّ هذا بدأ بشيء سخيفٍ بشكلٍ لا يُصدّق، وهو ما حدث في طريق الذهاب إلى العمل.

بعد التفكير في هذا، تقرِّر الخروج من هذه الحلقة، فتقدِّم اعتذاراً حقيقياً لمساعدك الذي يتقبَّله بابتسامة؛ وتعتذر أيضاً لزميلتك، وتقدِّم مساعدتك للعمل معها على تحسين التقرير، فتقبل اعتذارك، وتشكرك على استعدادك للمساعدة في إصلاح خطئها.

النتيجة النهائية: يمكن أن يحدث الآن تواصلٌ مُثمرٌ وهادف؛ ببساطةٍ لأنَّك كنت على استعدادٍ لوقف تفكيرك السلبي والخروج من الحلقة المعيبة.

مثال 3:

في اليوم التالي، تكون رحلتك بالسوء نفسه، لكنَّك تستخدم تقنيات الاسترخاء في سيارتك، وتبذل جهداً حقيقياً لتكون إيجابيَّاً في أثناء دخولك إلى المكتب، فتحيي مساعدك وزميلتك بحرارة، وسيُقابلان ذلك بعباراتٍ لطيفةٍ، وستحظون جميعاً بيوم عملٍ إيجابيٍّ ومُمتعٍ ومنتج.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!