Tahran
طهران/ محمد قورشون/ الأناضول
* وزير النفط الإيراني الأسبق رستم قاسمي للأناضول:
– الحكومة المقبلة يجب أن تركز على تحسين الاقتصاد ومعالجة المشاكل اليومية للمواطنين
– يجب على إيران تغيير دبلوماسيتها السياسية إلى دبلوماسية اقتصادية من أجل تحسين الأوضاع
– نحن بحاجة إلى منظور اقتصادي قائم على الخبرة وليس الإنشاء
– حتى الآن، أظهر الأمريكيون أنه لا يمكن الاعتماد عليهم بالنسبة للشعب الإيراني
– أنقرة وطهران يكملان بعضهما البعض، ويجب تطوير العلاقات الاقتصادية مع تركيا
قال وزير النفط الإيراني الأسبق، المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية، رستم قاسمي، إن الاقتصاد يعتبر مشكلة إيران الرئيسية، مشددًا على ضرورة تطوير علاقات بلاده الاقتصادية مع تركيا.
وفي مقابلة مع الأناضول، أكد قاسمي، الذي كان مساعدًا لقائد فيلق القدس “قاسم سليماني” الذي لقي مصرعه في غارة نفذتها الولايات المتحدة في العراق (يناير/ كانون الثاني 2020)، استعداده الكامل لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراؤها في 18 يونيو/ حزيران المقبل.
ولفت قاسمي الى أن جميع الاستطلاعات الموجودة تظهر بأن الاقتصاد هي المشكلة الرئيسية التي تعاني منها إيران، وأنه في حال فوزه في الانتخابات، سيشكل حكومة يتمحور عملها حول تعزيز الاقتصاد الإيراني.
وذكر قاسمي أنه عمل في مجال إعادة الإعمار في مختلف مناطق إيران بعد الحرب مع العراق، وأنه شغل كذلك منصب وزير النفط بعد أن أدار العديد من المؤسسات العاملة في المجالات الصناعية والتعدين والتجارة والإسكان.
وتابع القول: المشكلة الأكثر أهمية في إيران هي الاقتصاد. يظهر هذا أيضًا في استطلاعات الرأي. أعتقد أن الحكومة المقبلة يجب أن تركز على تحسين الاقتصاد ومعالجة المشاكل اليومية للمواطنين. يجب على إيران تغيير دبلوماسيتها السياسية إلى دبلوماسية اقتصادية من أجل تحسين الأوضاع في البلاد.
وأشار قاسمي الى أنه شغل منصب وزير النفط، وهي الوزارة التي توفر الدخل الأعلى لميزانية البلاد، في وقت كانت ترزح فيه البلاد تحت وطأة عقوبات فرضتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وزاد قائلا: “نحن بحاجة إلى منظور اقتصادي قائم على الخبرة وليس الإنشاء. الوعود التي قُطعت للجمهور لم تعد ذات مصداقية. عندما أقول للشعب الإيراني بأنني سأدير قاطرة الاقتصاد الإيراني بشكل جيد، فسيكون هذا العمل استمرارًا لأعمالي السابقة التي تكللت بالنجاح”.
– 15 بالمئة من مناجم العالم في إيران
ولفت قاسمي الى أنه لم يكتسب خبرة كبيرة في مجال كيفية الالتفاف على العقوبات أثناء عمله في وزارة النفط، لكنه وعد في الوقت نفسه بأنه سيعثر على أنجع الطرق -في حال فوزه بالرئاسة- لتحقيق ذلك خلال فترة قصيرة.
وأضاف: ليست كل مشاكل البلاد ناتجة عن العقوبات. الفشل يعود للحكومة، وإذا قامت حكومة ناجحة بتفعيل إمكانات إيران، فلا بد لها أن تنتج حلولًا للمشاكل.
“لدي برنامجان للاقتصاد الإيراني. يمكننا حل مشاكل الشعب الإيراني بسرعة. نحن دولة غنية. 15 بالمئة من مناجم العالم في إيران”.
وعن المناقشات التي يشهدها الرأي العام الإيراني حول انتخاب رئيس جمهورية من المؤسسة العسكرية، زعم قاسمي أن العسكر قادرون على اتخاذ قرارات أكثر جرأة، وأن 31 من أصل 46 رئيسًا في الولايات المتحدة كانوا من العسكر، وقد أدوا بالفعل خدمات مهمة، وفق تعبيره.
وتابع: يحتاج الاقتصاد الإيراني إلى القوة والنظام وهو ما يمكن العثور عليه عند العسكر، الذين يتخذون قرارات منضبطة وأكثر جرأة. لقد اختبر الشعب الإيراني نهج السياسيين في إيران لسنوات طويلة، دون أي جدوى.
وعن صلاحيات رئيس الجمهورية “المحدودة”، قال قاسمي: يجب على المرشح قراءة الدستور جيداً. إذا كان بعض المرشحين ممتعضون من تدني نسبة صلاحيات رئيس الجمهورية فلماذا يترشحون للانتخابات ولماذا يغدقون الوعود على الجمهور. إما لأنهم لم يطلعوا على الدستور أو أنهم كاذبون.
وأضاف: “أستطيع القول أن الحكومة تتمتع بصلاحيات واسعة في السلطة التنفيذية”.
وحول تطبيع العلاقات مع واشنطن، ذكر قاسمي أن الشعب الإيراني يعتبر إدارة واشنطن جهة “غير موثوق بها”، ولكن في الوقت نفسه، يمكن للأمريكيين كسب ثقة الشعب الإيراني من خلال الرجوع الى الاتفاق النووي. حتى الآن، أظهر الأمريكيون أنه لا يمكن الاعتماد عليهم بالنسبة للشعب الإيراني.
وتابع قاسمي: نقول للأمريكيين إننا نريد التعامل مع جميع الدول باستثناء إسرائيل. نريد أن تكون علاقاتنا السياسية تصب في مصلحة شعبنا. إذا كسبت الولايات المتحدة ثقة الشعب الإيراني، فلا مانع من إقامة علاقات طبيعية معها.
– حجم التجارة مع تركيا سيتجاوز عتبة الـ30 مليار دولار
وأعرب قاسمي كذلك عن ثقته بأن أنقرة وطهران يكملان بعضهما البعض، وأن الجانبين لديهما إمكانات كبيرة من الناحية الاقتصادية، مشددًا على أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بإمكانه وبسهولة أن يتجاوز عتبة الـ30 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين، قال: نريد أن تكون علاقاتنا مع تركيا قوية وواسعة المجالات. لا أرى أي عقبات تحول دون تطوير العلاقات التركية الإيرانية. عندما كنت وزيرا للنفط أجريت عدة زيارات لتركيا، فضلًا عن زياراتي الشخصية التي يمكن القول إنها شهرية.
وحول نشاطات إيران الإقليمية، قال قاسمي: لدي اطلاع واسع بالتطورات في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان. يمكننا حل المشكلات الإقليمية بوسائل أكثر سهولة وفعالية من حيث التكلفة وتفعيل الوسائل الدبلوماسية.
