مرض الثعلبة: أسبابه، وأعراضه، وتشخيصه، وطرق الوقاية والعلاج

يعاني الكثير من الاشخاص وخصوصاً الشباب من مرض الثعلبة، ويشعرون كثيراً بالإحراج أمام الناس لظهور بقع دائرية فارغة في فروة الرأس أو الذقن، ولكن يبقى السؤال هو: ما هو مرض الثعلبة وكيف يصيب الفرد؟ وما هو تعريفه؟ كيفية الوقاية منه وعلاجه؟

Share your love

مرض الثعلبة أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ يُفقد هذا المرض بعض الجسم أو كله الشعرَ، ومن الحالات الأكثر شيوعاً فقدان الشعر في فروة الرأس، وذلك بسبب إخفاق الجسم في التعرف إلى خلايا الشعر، مما يؤدي إلى تدمير الجسم هذه الأنسجة، فتتشكل بقع بحجم العملة المعدنية في فروة الرأس أو الذقن؛ كما أنَّ نسبة إصابة الجسد كاملاً تُعدُّ ضئيلة فهي تشكل 1-2% من الحالات التي تصيب الأفراد وتدعى ثعلبة يونيفرساليس، بينما الحالات التي تصيب فروة الرأس فقط تدعى ثعلبة توتاليس.

سنتحدث في مقالنا هذا عن أغلب الجوانب الخاصة بمرض الثعلبة بدءاً من الأسباب التي تؤدي الى ظهورها في الجسم أو فروة الرأس، ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، كما أنَّنا سنتطرق في الحديث عن أنواع الثعلبة وكيفية التشخيص الطبي لها، وما هي الأعراض التي تظهر على المريض المُصاب، وصولاً الى طرائق العلاج والوقاية من مرض الثعلبة.

أسباب الإصابة بمرض الثعلبة:

1. التوتر العصبي:

من الأسباب الرئيسة التي تجعل الفرد مُصاباً بالثعلبة، القلق والتوتر والضغوط النفسية المتكررة  كُلُّ هذه الأمور تُعدُّ المسبب الرئيس لظهور هذا المرض في الجسم.

2. ضعف جهاز المناعة:

يزيد ضعف جهاز المناعة من احتمالية إصابة الفرد بالكثير من الأمراض، منها الثعلبة.

3. العامل الوراثي والجيني:

يُرجِّح الكثير من العلماء أن يكون مرض الثعلبة موجوداً في الجينات الوراثية، كما تشير المؤسسة الوطنية للثعلبة البقعية إمكانية انتشار الثعلبة ضمن العائلة، إلَّا أنَّها تحتاج إلى مساهمة جينات كلا الأبوين في نقلِها إلى أبنائهم، وهذا مُغاير للعديد من الأمراض الموروثة.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالثعلبة:

1. من لديهم ميلٌ وراثي للإصابة:

وهم الأفراد الذين يعاني أقاربهم من الإصابة بالثعلبة.

2. استخدام الأدوية:

يجعل استخدام أنواع معينة من الأدوية الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة، ومن أمثلة الأدوية التي تزيد من احتمالية اصابة الفرد بمرض الثعلبة، دواء نيفولوماب الذي يُستخدم لعلاج السرطان، وبشكل خاص سرطان الرئة وسرطان الخلايا الصبغية.

يسبب دواء نيفولوماب تساقط الشعر بعد عدة أسابيع من عملية العلاج، مما يزيد من احتمالية إصابة الفرد بمرض الثعلبة، ولكن ليس كل الأشخاص الذين يستخدمون الدواء يصابون بالثعلبة، ومن المُمكن علاج تساقط الشعر باستخدام أدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.

3. الأفراد دون عمر الثلاثين:

إنَّ الافراد الذين دون سن الثلاثين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الثعلبة.

4. المُصابون بأمراض أُخرى:

ومنها الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية، والربو، وحُمَّى القش، ومرض السكري، ومتلازمة داون، وكذلك نقص فيتامين B12.

شاهد بالفيديو: هل تعاني من الصلع وتساقط الشعر؟ هذه النصائح لك!

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/O6eXJBINQd0?rel=0&hd=0″]

أنواع الثعلبة:

1. الثعلبة البُقَعية:

يظهر هذا النوع من الثعلبة على شكل قطعة معدنية أو دائرية، وغالباً ما تظهر على فروة الرأس، وفي قليل من الأحيان تكون في مكان آخر من الجسم، ومن المُمكن أن تتفاقم الثعلبة البُقَعية إلى أنواع أخرى ولكنَّ الغالب أن تبقى كما هي.

2. الثعلبة البقعية المستمرة:

وهي النوع الأول نفسه، ولكن تبقى دون أن تتفاقم وتتحول الى نوع آخر من أنواع الثعلبة.

3. الثعلبة الكُلية:

تصيب الثعلبة الكُلية الفرد بطريقة يفقد فيها المريض كامل الشعر في المنطقة المُصابة، والتي غالباً ما تكون في فروة الرأس، ولكن نسبة ظهورها قليلة لا تتجاوز الـ 5% من كامل المرضى الذين يُصابون بالثعلبة.

4. الثعلبة الشاملة:

تعدُّ من الأنواع الأخطر التي تصيب كامل شعر الجسم مما يؤثر سلباً في نفسية المريض، إلا أنَّ الخبر السار هي النسبة القليلة، والتي تُشكل 1% من حالات الثعلبة.

5. الثعلبة المتخفية أو المنتشرة:

وهي من الأنواع التي يصعب تشخيصها، وذلك بسبب تساقط الشعر الناتج مع تقدم العمر أو استخدام بعض الادوية، ومن علاماتها الضعف المفاجئ في بصيلات الشعر وتحول لون الشعر إلى رمادي.

6. الثعلبة الثعبان:

تعدُّ ثعلبة الثعبان من الأنواع المميزة فهي تظهر بشكل معين ومترابط، من جانبي الرأس إلى المنطقة الخلفية، وهي من الأنواع التي يصعب السيطرة عليها وقد تتأخر في عملية العلاج.

7. ثعلبة الأظافر:

تُصيب ثعلبة الاظافر الأفراد على شكل نتوءات وحُفَر، كما تصيب 10% -50% من المُصابين بالثعلبة.

تشخيص الثعلبة:

  • الفحص السريري: وذلك من خلال الكشف السريري يُمكن تشخيص المرض.
  • التحاليل المخبرية: وذلك من خلال أخذ خزعة مخبرية لفروة الرأس أو من نسيج الشعر من أجل التشخيص.
  • تحاليل أخرى: كتحليل الدم.

أعراض الإصابة بمرض الثعلبة:

هناك أعراض كثيرة للثعلبة منها:

  1. تشكُّل دائرة فارغة في فروة الرأس أو اللحية بعد سقوط الشعر منها.
  2. وجود مناطق حمراء أو رمادية وفي بعض الأحيان قشرية تكون ضمن الدائرة التي سقط منها الشعر.
  3. وجود مناطق هشة في الرأس مصحوبة بألم.
  4. تشكُّل نقاط سوداء في بعض الأحيان في فروة الرأس.
  5. عدم توزع الشعر بشكل متساوٍ.
  6. ظهور تصدعات طويلة على الاظافر.

علاج مرض الثعلبة:

إنَّ لجهاز المناعة دوراً كبيراً في العلاج، وذلك يعتمد على استجابة جهاز المناعة؛ إذ إنَّه لا يوجد علاج نهائي، ولكن هناك بعض الأدوية التي تساعد على الحد من انتشار الثعلبة في الجسم، وكذلك تساعد على سرعة نمو الشعر، ومن هذه الأدوية:

  1. دواء الكورتيكوستيرويدات: وهو كريم أو غسول، يوضع على مكان الإصابة في الجلد، ويُعدُّ دواء الكورتيكوستيرويدات مثبطاً لجهاز المناعة.
  2. دواء المينوكسيديل:  يساعد هذا الدواء على إعادة نمو الشعر.
  3. دواء الانثرالين: وهو دواء يساعد على تغيير وظيفة المناعة لدى الجسم.

كما أنَّه يُستخدم العلاج بالأشعة فوق البنفسجية في بعض الحالات، كما أنَّ الدعم النفسي يساعد على سرعة العلاج.

الوقاية من مرض الثعلبة:

لا يُمكن الوقاية من الثعلبة بشكل كامل، وذلك بسبب الفطريات التي تسببها، وهذه الفطريات شديدة العدوى، ولكن هناك بعض الطرائق التي تساعد على تخفيف نسبة الإصابة بهذا المرض وهي:

  1. بدايةً على الفرد أن يكون أكثر وعياً بمخاطر مرض الثعلبة وطرائق نقلها من الإنسان والحيوان المُصاب، وكيف يجب أن تحمي نفسه من هذا المرض.
  2. النظافة الشخصية: من الأمور التي تساعد على الوقاية من مرض الثعلبة الاهتمام بالنظافة الشخصية، من غسيل اليدين بالصابون باستمرار، وتجنب المُلامسة، وخاصة عند الاطفال كونهم لا يعون أهمية هذا الأمر خصوصاً في المدرسة أو الحديقة أو نادي الرياضة.
  3. الابتعاد عن الحيوانات المريضة: هناك علامات تدل على مرض الحيوانات الأليفة التي قد توجد في منزلك مثل وجود بقع في الجلد، وللتأكد يجب عرض الحيوان المُشتبه بمرضه لطبيب بيطري.
  4. عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين: عندما تذهب إلى الحلاق، فحاول أن تأخذ الأدوات الخاصة بك، ولا تستخدم الأدوات الموجودة عنده، كذلك يجب أن يُعلَّم الأطفال عدم مشاركة واستخدام الأدوات الشخصية كالمناشف او أمشاط الشعر.
  5. الابتعاد عن معالجة الشعر كيميائياً.
  6. يساعد التريُّض على الاستقرار النفسي الذي يُعدُّ من الأسباب الرئيسة للإصابة بالثعلبة.
  7. الابتعاد عن أشعة الشمس وحماية فروة الرأس من خلال ارتداء القبعة.
  8. الابتعاد عن كل ما يجعل المرء متوتراً؛ لأنَّه لوحظ تساقط الشعر بعد توتر الفرد وقلقه؛ لذلك من الأمور التي يجب السيطرة عليها هي التحكم بالتوتر.
  9. الاعتماد على نظام صحي يساعد على عملية نمو الشعر، خصوصاً الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن.

الخلاصة:

قد تحدثنا في مقالنا هذا عن مرض الثعلبة بشكل عام، وما هي الأسباب التي تجعل الفرد يصاب بمرض الثعلبة، كما أنَّنا تحدثنا عن الأشخاص الاكثر عرضة للمرض، كما فصلنا أنواع الثعلبة ومنها الثعلبة البقعية والثعلبة البقعية المستمرة وما الفرق بينهما، كما تحدثنا عن الأنواع الأخرى للثعلبة، وما هي الأعراض التي تبدو على المُصاب بمرض الثعلبة، وما هي سُبل العلاج من هذا المرض وبينَّا أنَّه لا يوجد علاج نهائي للمرض، وفي آخر المقال ذكرنا أهم طرائق الوقاية من مرض الثعلبة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!