مرض توحد
‘);
}
مرض توحد
ظهر مُصطلح التوحّد لأول مرّة في تاريخه عام 1911، عندما ربطه الطبيب النفسيّ السويسريّ يوجين بليولر بمرض الفصام، وبقي كذلك حتى بداية الثمانينات ليُعرف كمَرَضٍ مُستقل، ثّمّ غيّر تصنيفه الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النفسيّة DSM-5 وغيّر تعريفه لما هو عليه الآن أنّ التوحّد هوطيف مُتفاوت من الأعراض والاضطرابات المُختلفة، التي تتضمّن اضطرابًا وعجزًا تطوّريًّا معقَّدًا في النّمو العصبيّ، وصعوبات في مهارات التواصل اللفظيّة وغير اللفظيّة، والحركات المُتكرّرة بنمطٍ مُعيّن، والتي تنعكس على المُصاب بصعوبة انخراطه في العلاقات الاجتماعيّة كغيره من الأفراد، ونظرًا للتفاوت في شدّة الأعراض ونوعها بين المُصابين أُطلق عليه اسم طيف التوحّد.[١]
تجدر الإشارة إلى أنّ واحدًا من كلّ 59 طفلًا وُجد أنّه مُصابٌ بأحد اضطرابات طيف التوحّد حسب إحدى الإحصائيات التي نُشرت عام 2014،[٢] ويُذكَر أنّ نسبة إصابة الذكور أعلى بأربعة أضعاف من نسبة إصابة الإناث، كما أنّ مُعدّلات الإصابة بأيٍّ من اضطرابات التوحّد عمومًا في ارتفاع مُقارنةً بالسنوات السابقة.[٣]
‘);
}
أعراض مرض توحد
عادةً ما تظهر أعراض مرض التوحّد في عُمر مُبكّر ما بين عُمر سنة إلى سنتين لدى الأطفال،[٣] حتّى أنّ أعراضه قد تُلاحَظ في سنّ أبكر، وتكون عادةً كالآتي:[٤]
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”][wpcc-script data-playerpro=”current”]
- في عمر ستّة أشهر: يكون التواصل البصريّ لدى الرضيع قليلًا أو معدومًا، كما قد لا تظهر استجابة الرضيع بالضحك مع والديه.
- في عمر تسعة أشهر: تكون تعبيرات الوجه محدودةً جدًّا، والتفاعل الصوتيّ والضحكات قليلة أو معدومة.
- في عمر السنة: لا يستجيب الطفل للنداء على اسمه، كما أنّه لا يُميّز الإشارة أو التلويح، ولا يُظهر أيّ مناغاة أو أصوات تعبيريّة.
- في عمر 16 شهرًا: يتكلّم الطفل كلمات قليلة جدًا، أو قد لا يتلفّظ بأيّ كلمات على الإطلاق.
- في عمر سنتين: يستخدم الطفل كلمات قليلة جدًّا لا تحمل معاني واضحةً، وفي حال كوّن جُملًا فهي لا تتعدّى كلمتين فقط.
أمّا الأعراض الأخرى التي تظهر بعد ذلك -بغض النظر عن العمر- فهي تُقسم إلى نوعين، هما: أعراض التفاعل والتواصل الاجتماعيّ، والأنماط السلوكيّة، وفي ما يأتي تفصيل لكلّ منهما.[٥]
التفاعل والتواصل الاجتماعي
إذ يكون تفاعل المُصاب في أيّ من اضطرابات التوحّد قليلًا للغاية، وتظهر أعراض ذلك كالآتي:[٥]
- يُقاوم أن يُلاعبه أو يحمله أحد، ويُفضّل اللعب مُنفردًا.
- يفتقد لتعبيرات الوجه.
- لا يتواصل بصريًا مع من يتحدّث إليه.
- لا يبدأ المُحادثات إلا في حال طلبه أو سؤاله عن أمر مُعيّن، كما يجد صعوبةً في مواصلة مُحادثة ما.
- يتكلّم بنبرة صوت غريبة، وبإيقاع واحد طيلة الحديث.
- يُكرّر بعض الكلمات أو الجُمل دون معرفته لكيفيّة أو وقت استخدامها المُناسب.
- قد لا يستوعب بعض الأوامر أو الأحاديث.
- لا يُظهر مشاعره، كما قد لا يستوعب بعض مشاعر الآخرين.
- يكون تفاعله مع من حوله غير مُناسب للموقف أو الظرف، مما قد يُظهره بصورة عدائيّة أو مُخرّبة.
- يجد صعوبةً في استيعاب تعبيرات وجوه الآخرين، ولغة الجسد عمومًا.
الأنماط السلوكية
إذ يُظهر المُصاب بمرض التوحّد أنماطًا مُتكرّرةً، تتضمّن بعض حركات الجسم أو الألفاظ أو الأنشطة، ومنها ما يأتي:[٥]
- تكرار أنشطة مُعيّنة، كالتأرجح أو رفرفة اليدين، أو الدوران بشكلٍ ما.
- القيام بأنشطة مؤذية، كالعضّ أو ضرب الرأس.
- لا ينخرط في الألعاب التي تتطلّب التخيّل والتقليد.
- يُركّز جل اهتمامه على نشاط أو هواية مُعيّنة بإفراط.
- يأكل أنواعًا مُعيّنةً من الأطعمة، ويرفض رفضًا تامًا تناول أنواع أخرى.
- يُظهر حساسيّةً مُفرطة تجاه الأصوات، أو الأضواء، أو اللمس، كما قد لا يُظهر أيّ استجابة تجاه ما يُسبّب الألم أو ارتفاع حرارة الجسم.
- تلفت انتباهه التفاصيل الدقيقة في الأمور، كمُشاهدته لدوران إحدى العجلات ومُتابعة ذلك لفترة طويلة من الزمن.
- يكوّن روتينًا مُعيّنًا لسير أمور يومه أو حياته، ويُزعجه للغاية أيّ تغيير على ذلك.
أنواع مرض التوحد
جميع الأنواع التي يحتويها طيف التوحد كانت في السابق تُعامَل كأمراضٍ مُنفصلة، وهي كما يأتي:[٦]
- مُتلازمة أسبرجر، التي يُظهر فيها المُصاب فقط مشاكل في التواصل والعلاقات الاجتماعيّة، ويتميّز بقدرات ذكاء عالية، وتحصيل مُرتفع.
- اضطراب التوحّد، وهو الذي يربطه مُعظم الأشخاص بمرض التوحّد، ويتميّز بمواجهة مشاكل في التواصل الاجتماعيّ والتفاعل مع الآخرين.
- مُتلازمة هيلر، والتي تُسمّى أيضًا اضطراب الطفولة التحلّليّة، الذي يظهر فيه الأطفال بقدرات عقليّة ومهارات تواصل عاديّة لمدّة سنتين، ثمّ تتناقص القدرات أو تنعدم بعد ذلك.
- اضطراب النموّ المُتفشّي، أو ما يُدعى بالتوحّد اللانمطي، الذي يُعاني منه المُصاب من بعض أعراض التوحّد، إلا أنّه لا يُمكن شمله مع أيّ من الاضطرابات الثلاثة السابقة.
أسباب الإصابة بمرض توحد
لم ترتبط الإصابة بمرض التوحّد بسبب مُعيّن ومُحدّد، وإنّما يُرجّح أنّه ناتج عن مجموعة من العوامل البيئيّة والجينيّة،[٧] أو حتى بعض الحالات والظروف الصحيّة، إذ إنّ وظيفة وتركيب الدّماغ للأطفال من مُصابي التوحّد تختلف بطريقة ما عن دماغ الأطفال السليمين، كما يبدو أنّه يوجد من يولد أكثر استعدادًا وقابليًّة للإصابة أكثر من غيره،[٥] لكن توجد بعض العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة وتُحفّز ظهور أعراض التوحّد لمن لديهم استعداد لذلك، ومنها:
- الإصابة ببعض الاضطرابات الصحيّة والأمراض: مثل:[٨][٥]
- مُتلازمة الكروموسوم إكس الهشّ، وهي من الاضطرابات الموروثة، التي تُسبّب مشاكل واختلالات فكريّةً لدى المُصاب.
- التصلّب الحدبيّ، وهو تكوّن أورام حميدة في الدّماغ.
- مُتلازمة الحصبة الألمانيّة الخَلقيّة.
- البيلة الفينوليّة غير المُعالَجة.
- مُتلازمة ريت، وهي من الاضطرابات الوراثيّة التي تستهدف عادةً الإناث، وتُسبّب إعاقةً ذهنيّةً وعدم القُدرة على استعمال اليد، مع بُطء في نموّ الرأس.
- ترتفع احتماليّة الإصابة بمرض التوحّد للأطفال المولودين من والدين كبار السّن.[٥]
- ترتفع احتماليّة الإصابة بمرض التوحّد للأطفال المولودين قبل مضي 26 أسبوعًا على الحمل،[٥] أو ممّن ولدوا وكانت أوزانهم أقلّ من المُعدّل الطبيعيّ.[٢]
- للتوأم المُتطابق، في حال إصابة أحدهما بمرض التوحد ترتفع احتماليّة إصابة الآخر بما يُقارب 36% حتّى 95%، وفي حال إصابة واحد من التوأم غير المُتطابق ترتفع احتماليّة إصابة الآخر بنسبة 0% حتّى 31%.[٢]
- ترتفع احتماليّة الإصابة بالتوحّد لمن يُعانون من اضطرابات نموّ أخرى عدا التوحد بنسبة 83%.[٢]
- ترتفع احتماليّة الإصابة بالتوحد لمن يُعانون من اضطرابات نفسيّة أخرى بنسبة 10%.[٢]
المراجع
- ↑Elizabeth Sinclair, “History of Autism Treatment”، www.appliedbehavioranalysisprograms.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^أبتثج“Data & Statistics on Autism Spectrum Disorder”, www.cdc.gov,September 3, 2019، Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^أبKristeen Cherney, Jill Seladi-Schulman (September 18, 2018), “Everything You Need to Know About Autism”، www.healthline.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑“What are the signs of autism?”, www.autismspeaks.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^أبتثجحخ“Autism spectrum disorder”, www.mayoclinic.org,Jan. 06, 2018، Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑Smitha Bhandari (October 22, 2019), “Autism”، www.webmd.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑Melissa Conrad Stöppler ( 9/10/2019), “Autism: Symptoms & Signs”، www.medicinenet.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑“Causes”, www.autism-society.org,July 15, 2015، Retrieved 30-11-2019. Edited.