مرض فيروس الإيبولا

Share your love

مرض فيروس الإيبولا

Ebola virus disease EVD

تعرفوا على مرض وفيروس الإيبولا واعراضه

مرض فيروس الإيبولا Ebola Virus Disease والمدعو اختصاراً (EVD)، عبارة عن مرض نادر وفتاك إذا لم يكتشف ويعالج في مراحله المبكرة.

يحدث هذا المرض نتيجة الإصابة بفيروس من عائلة الفيروسات الخيطية (Filoviridae) ويسمى هذا الفيروس “ايبولا فيروس”.

هناك خمسة أنواع من هذا الفيروس، سميت وفقا لمكان اكتشافه، فيما تعد ثلاثة من هذه الأنواع مسؤولة عن تفشي الفيروس في قارة إفريقيا. حيث اكتشف هذا المرض لأول مرة في عام 1976م في منطقتين في وسط إفريقيا وبشكل متزامن؛ إحداها نزارا (Nzara) – جنوب السودان والثانية في يامبوكو (Yambuku) في جمهورية الكونغو الديموقراطية، ولقد ظهر في قرية قريبة من نهر يدعى إيبولا (Ebola River) في الكونغو فنسب اسم المرض إلى هذا النهر.

يتفشى المرض حاليا في مناطق في غرب قارة إفريقيا، حيث ينتشر حاليا في مجموعة من البلدان ذات الأنظمة الصحية الهشة والبنى التحتية الضعيفة مثل غينيا، ليبيريا وسيراليون.

ينتقل فيروس إيبولا بين البشر من خلال التماس المباشر مع سوائل الجسم، كالدم والإفرازات الأخرى مثل (اللعاب، البول، البراز، السائل المنوي والإفرازات المهبلية) للشخص المصاب.

تأتي أعراض الإصابة على شكل حمى، ضعف جسدي، آلام عضلية، ألم في الرأس والتهاب في الحلق. ومن ثم يتلوها مجموعة من الأعراض المتقدمة كالإسهال والتقيؤ والطفح الجلدي، بالإضافة لآلام في المعدة. ولا يوجد له علاج نهائي آمن وفعّال حتى اللحظة، فيما لا زالت بعض الأدوية في مراحل تجريبية، بلغ عدد الإصابات الكليّة بهذا الفيروس ما يزيد عن 28 ألف حالة (حتى منتصف شهر فبراير من عام 2016)، حيث وثقت هذه الإصابات من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO).

أحدث الإحصائيات المتعلقة بمرض إيبولا

مرض فيروس إيبولا مميت في 50-90% من الحالات في مناطق غرب أفريقيا حيث الأنظمة الصحية الهشة. ولذلك فإن المرضى الذين يتلقون عناية طبية باكرة لديهم فرصة أكبر في الشفاء. فلو استعرضنا نسبة الوفيات بمرض فيروس الإيبولا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حيث الرعاية الصحية الجيدة سنجدها تنخفض لنحو 18.5% فقط من مجمل المرضى المصابين بالفيروس.

منذ آذار/ مارس عام 2014، شهد غرب أفريقيا أكبر تفش لمرض الإيبولا في التاريخ، مع العديد من البلدان المتضررة. ورداً على تفشي المرض، تم تنشيط مركز عمليات الطوارئ لتنسيق أنشطة المساعدة والمراقبة التقنية مع وكالات دولية وأخرى تابعة للحكومة الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية.

كما نشرت CDC)) فرق من خبراء الصحة العامة في غرب إفريقيا. وقد تمت السيطرة على الانتقال واسع النطاق لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا، على الرغم من أن حالات إضافية ما زالت تسجل بشكل متقطع. وقد أشار آخر تحديث فيما يتعلق بعدد الحالات بتاريخ 17/02/2016 والصادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) بالتالي:

  • عدد الحالات الكلية المصابة بالمرض حتى تاريخه: 28,639 حالة.
  • عدد الحالات المؤكدة مخبريا حتى تاريخه: 15,251 حالة.
  • عدد الوفيات الكلية حتى تاريخه: 11,316 حالة وفاة
  • وقد احتلت جمهورية سيراليون المركز الأول فيما يتعلق بعدد الحالات الكلية المصابة بالفيروس حيث بلغت 14122 إصابة، وبلغ عدد الوفيات الكلي فيها 3955 حالة وفاة، بينما احتلت ليبيريا الصدارة بعدد الوفيات بهذا المرض حيث بلغت الوفيات 4809 حالة من أصل 10675 إصابة، وكل ذلك وفقا لإحصاءات صدرت عن منظمة الصحة العالمية.

أعراض مرض فيروس الإيبولا

تبدأ أعراض المرض بالظهور بعد فترة الحضانة (المدة بين فترة الإصابة بالمرض وبداية ظهور الأعراض) على شكل:

  • حمى
  • ألم رأس شديد
  • ضعف جسدي
  • آلام عضلية
  • ألم في الرأس
  • التهاب في الحلق.

ومن ثم يتلوها أعراض كالإسهال والتقيؤ وطفح جلدي وألم في البطن (المعدة) ونقص في الشهية.

ويمكن أن يعاني بعض المرضى من احمرار في العيون وطفح جلدي وصعوبة في التنفس والبلع، ونزيف داخلي وخارجي (مثال على ذلك: نزيف خارجي بسيط – أي نزف من اللثة، الأنف أو الأذن ونزيف داخلي يظهر عادة على شكل دم في البراز)، وفي حال تطور المرض إلى مراحل متقدمة، فإنه قد يدخل المصاب في غيبوبة قد تودي بحياته.

وتتراوح فترة حضانة فيروس الإيبولا بين يومين إلى واحد وعشرين يوماً، ولكن في المتوسط فإن أعراض هذا المرض تحتاج ما بين ثمان إلى عشرة أيام فقط للظهور، ويعتبر الإنسان المصاب بالمرض غير معدٍ حتى تتطور أو تظهر لديه أعراض المرض، وذلك وفقا لمعلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) بخصوص المرض.

حيث “أن الفيروس لا يستطيع أن ينتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم ما لم تبدأ الأعراض بالظهور “وذلك وفقاً لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض (Centers for Disease Control and Prevention – CDC)، وهي مراكز تابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية.

ومن الضروري الإشارة إلى تشابه بعض أعراض المرض وأعراض أمراض معروفة أخرى مثل: الملاريا (Malaria)  و الحمى التيفية (Typhoid Fever)، والتي تمتلك أعراض مشابهة في مراحلها المبكرة، ولذلك فإن التقييم الطبي الصحيح والباكر ضروري من أجل إجراء التشخيص التفريقي (وهو التشخيص الذي يميز بين أمراض تتشابه بنفس الأعراض) وذلك لوصف العلاج المناسب.

ولذلك فمن الضروري، وفي حال الشعور بأعراض مشابهة وبخاصة لو تزامنت مع زيارة لأحد الدول الإفريقية المعروفة بانتشار المرض مثل: غينيا وليبيريا، التزام المنزل والاتصال بالطبيب أو مراكز العناية الصحية في بلدك للتأكد من عدم الإصابة بهذا المرض، ولتلقي العلاج باكرا في حال الإصابة لا قدر الله

أسباب وعوامل خطر مرض فيروس الإيبولا

طرق انتشار مرض الإيبولا

يُعتقد أن الخفافيش من فصيلة بتيروبوديداي (Pteropodidae) هي المضيف الطبيعي لفيروس الإيبولا.

كما انتقل هذا الفيروس بداية إلى الإنسان عن طريق عدوى من حيوانات برية مصابة من خلال التماس المباشر مع دمها أو مفرزاتها أو عن طريق تناول لحومها، ومن هذه الحيوانات: القرود والشمبانزي وظباء الغابة في الغابات الماطرة. ومن ثم أخذ الفيروس بالانتقال من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر؛ بدم وسوائل الشخص المصاب.

كما أصيب العديد من طواقم الرعاية الصحية وذوي المصابين بهذا المرض أثناء الاعتناء بهم، إما عن طريق الاتصال المباشر بجسم المريض أو عن طريق تنظيف سوائل جسمه، ومن الممكن انتقال الفيروس عن طريق أدوات المريض أيضا مثل: الثياب والحقن التي تكون ملوثة بهذه السوائل.

كما ينتقل هذا الفيروس من خلال التماس مع الجروح والأنسجة المخاطية المصابة مثل: الجلد، العيون، الأنف، الفم. أما بالنسبة لحليب الثدي فقد تم عزل فيروس الإيبولا من حليب الأم بعد 15 يوم من بداية المرض، ووجد أن الفيروس يبقى في حليب الأم حتى بعد تعافيها من المرض. وبالتالي فإنه يجب على الأم المصابة الامتناع عن إرضاع طفلها في حال وجود مصدر آخر للغذاء.

ومن المهم معرفة أن هذا الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء أو الطعام أو الماء. كما أوصت البحوث المبدئية من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بالتخلص من النفايات السائلة الملوثة بفيروس إيبولا في مياه الصرف الصحي أو أنظمة المعالجة دون تعقيم، كما أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بيتسبرغ (The University of Pittsburgh) ونشرت بتاريخ 27 آب/أغسطس عام 2015 “أن فيروس إيبولا يمكن أن يبقى في مياه الصرف الصحي بتراكيز معتبرة (قابلة للكشف) ولمدة 8 أيام”. حيث أنه لم يكن متوقعاً أن يبقى الفيروس على قيد الحياة في مياه الصرف الصحي قبل ذلك. وليس هناك دليل على أن البعوض أو الحشرات الأخرى ممكن أن تنقل هذا الفيروس. فيما الإنسان المصاب مصدراً للعدوى طالما أن الفيروس موجود في دمه أو إفرازاته.

هل ينتقل فيروس إيبولا عن طريق الاتصال الجنسي؟

تم عزل فيروس الإيبولا في السائل المنوي والسوائل المهبلية لعدد من المصابين بهذا الفيروس والذين تعافوا منه، ولذلك فمن الممكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي.

حيث أن القيام بعلاقة جنسية مع المرضى المصابين بدون استخدام وسائل وقائية يمكن أن يسبب العدوى. (تشير دراسات حديثة إلى إمكانية بقاء الفيروس في السائل المنوي للذكر المصاب لعدة أشهر حتى بعد التعافي من المرض).

ولكن لا زالت هناك حاجة إلى المزيد من البيانات والأبحاث فيما يتعلق بانتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، لذا فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من التعليمات الوقائية بالخصوص نوجزها بالنقاط التالية:

  • يجب على كل المرضى الناجين من الفيروس وأزواجهم أن يتلقوا مشورة طبية لضمان ممارسة جنسية آمنة حتى يصبح السائل المنوي خاليا من الفيروس بعد إجراء اختبارين متتالين. حيث أنه يجب أن تتم الممارسة الجنسية خلال هذه الفترة من خلال وسائل حماية خاصة مثل الواقي الذكري (Condoms).
  • يجب على الذكور الناجين من الفيروس أن يقوموا بإجراء فحص للسائل المنوي بعد 3 أشهر من بداية المرض وبعدها؛ إذا كان الاختبار إيجابيا يجب أن يقوموا بإعادة هذا الاختبار كل شهر حتى يصبح هذا الاختبار سلبيا ولمرتين متتاليتين، والفترة الفاصلة بين هذين الاختبارين يجب ألا تقل عن أسبوع. (الاختبار يجب أن يتم من خلال فحص يدعى (RT-PCR) الذي ستتعرف عليه في فقرة لاحقة خلال هذا المقال).
  • في حال كان الاختبار سلبياً ولمرتين متتاليتين، ممكن أن يعود المريض إلى الممارسة الجنسية الطبيعية وبدون خوف من انتقال العدوى للشريك الجنسي.
  • لمزيد من الحيطة والحذر، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية توصي الذكور الناجين من الفيروس بالعودة للممارسة الجنسية الآمنة والصحية بعد 12 شهراً من بداية الأعراض أو حالما يصبح السائل المنوي خالياً من الفيروس بعد اختبارين متتاليين كما ذكرنا سابقاً.
  • كما توصي منظمة الصحة العالمية جميع المرضى المصابين من الإناث واللاتي تعافين من الفيروس بالامتناع عن كافة أنواع الممارسات الجنسية (الجنس الفموي والشرجي) وحتى أنشطة المثلية الجنسية، لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر منذ بدء ظهور الأعراض أو بعد إجراء فحصين متتاليين وكانت النتيجة سلبية، أو استخدام الوسائل الوقائية اللازمة مثل: الواقي الأنثوي.

تشخيص مرض فيروس الإيبولا

من الصعب تشخيص الإيبولا عند الأشخاص المصابين به في بداية أيام الإصابة بالمرض، وذلك لأن الأعراض، مثل: الحمى تًعتبر غير نوعية لهذا المرض (أعراض مشتركة مع أمراض أخرى)، وتشاهد في عدد من الأمراض الشائعة مثل: الملاريا والحمى التيفية.

لكن يجب أن يتم عزل المريض وإبلاغ السلطات الطبية إذا كان لديه أحد أو كل أعراض الإيبولا وبخاصة إذا ما كان المريض قد تعرض سابقا لأحد العوامل أو الظروف التالية:

  • دم أو إفرازات من شخص مصاب بالمرض أو ميت مصاب بالإيبولا.
  • أدوات ملوثة بدم أو سوائل من جسم شخص مريض أو إنسان ميت مصاب بالفيروس.
  • سائل منوي من رجل شفي من فيروس الإيبولا.

في حال ظهور الأعراض وثبوت تعرض المريض لأحد الظروف السابقة، يصبح من الضروري جدا عزل المريض والبدء بإجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من إصابته أو سلامته من الإصابة بمرض الإيبولا. حيث يمكن اكتشاف فيروس الإيبولا في دم المريض فقط بعد ظهور الأعراض، خاصة ارتفاع الحرارة (الحمى)، والتي تترافق مع تطور دورة حياة الفيروس في جسم المريض المصاب.

وربما نحتاج إلى ثلاثة أيام بعد ظهور الأعراض لتصل إلى مستويات قابلة للكشف من الفيروس مخبريا ولك باستخدام أحد الفحوصات المخبرية التالية:

الفحوص الطبية المستخدمة في تشخيص الإيبولا

خلال عدة أيام من ظهور الأعراض يمكن أن نستخدم واحداً من الفحوص التالية لتشخيص المرض:

  • فحص مقايسة التمييز المناعي المرتبط بالأنزيم (ELISA): وهي تقنية مخبرية تستخدم لقياس تركيز مادة نريد تحليلها (عادة أجسام مضادة أو مستضدات).
  • تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR): وهي تقنية مخبرية في مجال البيولوجيا الجزيئية تستخدم لتضخيم نسخة واحدة أو عدة نسخ من الحمض النووي للفيروس، من أجل الحصول على ملايين النسخ منه وبالتالي معرفة جينات الفيروس.
  • عزل الفيروس عن طريق زرع الخلايا (Virus isolation): وهي عملية يتم فيها تأمين الظروف اللازمة لنمو الفيروس وتكاثره. عن طريق إنشاء مزارع خاصة له ليسهل كشفه.
  • الفحص بالمجهر الإلكتروني.

أما لاحقاً في مرحلة حصول المرض أو فترة الشفاء نستخدم اختبار الأضداد IgM and IgG antibodies)) أي كشف الأجسام المضادة التي يصنعها الجسم لمواجهة الفيروس.

ولقد اقترحت دراسة حديثة نُشرت بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014 وقام بها علماء في جامعة هارفارد في معهد ويس للهندسة البيولوجية في بوسطون (Harvard University’s Wyss Institute for Biological Inspired Engineering in Boston) أنه من الممكن إجراء فحوصات سريعة ورخيصة عن طريق شرائط ورقية لكشف فيروس إيبولا، وذلك عن طريق العمل في مجال البيولوجيا التركيبية والجمع بين العلوم والهندسة لفهم ونسخ عمل وآلية الحياة البيولوجية لهذا الفيروس.

ووفقاً للدراسة من الممكن مستقبلاً إجراء اختبارات سريعة وموثوقة لتشخيص هذا المرض من خلال قطرات من الدم واللعاب، توضع على شرائط من الورق المتضمنة الدوائر البيولوجية الاصطناعية للفيروس. إلا أن هذه الدراسة تعثرت أمام التقدم في علم الأحياء الاصطناعية، لأن العلماء لم يتمكنوا من تطوير الآليات الاصطناعية داخل الخلايا الحية حتى هذه اللحظة.

علاج مرض فيروس الإيبولا

وفقا لإدارة الغذاء والدواء Food and Drug Administration) FDA) فإنه لا يوجد لقاح أو دواء خاص بمرض فيروس الإيبولا حتى اللحظة. ولذلك فإن أعراض واختلاطات الإيبولا تعالج كل منها على حدا عند ظهورها.  

وفيما يلي سنذكر التدابير الأساسية، والتي سوف تزيد فرص البقاء والشفاء وبشكل ملحوظ عند استخدامها باكراً:

  • يجب أولاً عزل المريض في غرفة عناية مشددة ومن ثم تقديم السوائل الفموية أو الوريدية المناسبة، والمحافظة على توازن شوارد الجسم (أملاح الجسم) حيث أن التجفاف شائع الحدوث لدى مريض فيروس الإيبولا.
  • المحافظة على مستويات أوكسجين الدم وضغط الدم ضمن المستويات الصحيحة وتقديم الدعم اللازم لوظائف أعضاء الجسم.
  • علاج أي عدوى أو أخماج (Infections) مرافقة إذا حصلت.

وكما ذكرنا سابقاً فإنه على العاملين في الحقل الطبي تجنب الاتصال مع مفرزات جسم المريض عن طريق أخذ الاحتياطات المناسبة كارتداء القفازات. ولم يصل الطب لدواء أو لقاح آمن أو فعال بشكل كامل لحد الآن. وما زالت الأدوية واللقاحات التجريبية قيد التطوير نذكر، لعل من أشهرها:

1. لقاح (ZMapp): وهو عقار تجريبي قيد الإنجاز، وهذا المنتج عبارة عن ثلاثة أجسام مضادة ترتبط ببروتينات فيروس الإيبولا. وقد أُعطي هذا الدواء لأول أمريكي عولج في الولايات المتحدة من مرض فيروس الإيبولا وهو د. كنت برانتلي (Dr. Kent Brantly). وتم منح موافقة مستعجلة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير وفقا لـ (LeafBio) وهو الذراع التجاري لـ Mapp Biopharmaceutical، مصنعي ذلك العقار. ولكن لم يتم منح هذه الموافقة في إطار التجارب السريرية على المرضى ولهذا فإن هذا العقار ما زال يفتقر لبعض المعلومات فيما يخص الفعالية والأمان، ولم يرخص بشكل كامل بعد لعلاج المرض.

2. لقاح سيراليون التجريبي لعلاج فيروس الإيبولا(Sierra Leone Trial to Introduce a Vaccine against Ebola) (STRIVE): وهو لقاح تجريبي عملت على إنجازه كل من كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة سيراليون، ووزارة الصحة والصرف الصحي في سيراليون (MoHS)، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حيث تم إطلاقه في شهر نيسان/ أبريل عام 2015. وتهدف دراسة اللقاح لتعزيز مستويات الأمان والفعالية بين العاملين الأصحاء وأولئك الذين هم في الصفوف الأولى في مواجهة هذا الفيروس وعلى تماس مع المصابين به. فاللقاح المستخدم في (STRIVE) هو لقاح زائير لفيروس الإيبولا الحاوي على فيروس التهاب الفم الحويصلي (VSV)، وهو فايروس معد يتسبب بحمى وحويصلات في الفم. وقد تم تصميم هذا اللقاح للمساعدة في الحماية ضد فيروس الإيبولا من نوع زائير. وهو الفيروس الذي سبب الوباء الحالي في غرب أفريقيا.

وتشير هذه الدراسة إلى أن اللقاح قد يساعد على حماية الناس من العدوى بفيروس إيبولا، ولكن ليس من المعروف حتى الآن مدى الحماية التي قد يوفرها هذا اللقاح.. لمعرفة هذا، يحتاج اللقاح لدراسته بين عدد أكبر من الناس وفي الأماكن المتضررة من الإيبولا.

الوقاية من مرض فيروس الإيبولا

إذا كنت تخطط للسفر إلى المناطق التي يتفشى فيها فيروس الإيبولا فعليك أخذ التدابير التالية بعين الاعتبار:

  • العناية بالنظافة الشخصية. على سبيل المثال: غسل اليدين بالماء والصابون أو بالكحول المطهر وتجنب الاتصال المباشر مع الدم وسوائل الجسم (مثل البول، البراز، اللعاب، العرق، القيء، حليب الثدي، السائل المنوي والسوائل المهبلية).
  • عدم التعامل مع الأدوات التي قد تعرضت لاتصال مع دم أو سوائل جسم شخص مصاب (مثل الملابس، الفراش، الإبر والمعدات الطبية).
  • تجنب جنازة أو طقوس الدفن التي تتطلب التعامل مع جثة شخص قد لقى حتفه من فيروس إيبولا.
  • تجنب الاتصال مع الخفافيش والحيوانات البرية (كالقرود والغوريلا)، كما يجب تجنب السوائل واللحوم النيئة المحضرة من هذه الحيوانات.
  • تجنب الاتصال الجنسي، وبخاصة مع من تشك بإصابتهم أو إصابة أحد معارفهم بالفيروس.
  • بعد عودتك، راقب صحتك العامة لمدة 21 يوم. وراجع المراكز الصحية فوراً في حال شعرت بأعراض مرض فيروس الإيبولا؛ لتلقي المشورة الطبية المناسبة.

أما بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قد يتعرضون لأشخاص يعانون من فيروس إيبولا فيجب اتباع الخطوات التالية:

  • ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة (PPE).
  • ممارسة الإجراءات المناسبة والتعقيم لمكافحة العدوى.
  • عزل المرضى الذين يعانون من فيروس إيبولا عن المرضى الآخرين.
  • تجنب الاتصال المباشر بدون وقاية مع جثث الأشخاص الذين لقوا حتفهم من فيروس إيبولا.
  • الإبلاغ الفوري عن أي حالة اتصال مباشر مع دم أو سوائل الجسم للشخص المصاب، حيث أن الفيروس يمكن أن يدخل الجسم عن طريق الجلد المجروح أو الأغشية المخاطية غير المحمية، على سبيل المثال، العين، الأنف أو الفم.

ومن التدابير المتخذة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لاحتواء تفشي (Outbreak) هذا الفيروس؛ إجراء الدفن السريع والآمن للمرضى المتوفين، وتحديد الأشخاص الذين قد يكونون على اتصال مع شخص مصاب بفيروس إيبولا ومراقبة حالتهم الصحية لمدة 21 يوم، مع التأكيد على أهمية الفصل بين الأصحاء من المرضى لمنع زيادة انتشار المرض، وأهمية النظافة الجيدة والحفاظ على بيئة نظيفة.

عزيزي القارئ لا داعي للقلق ما زلت تتبع الأساليب الوقائية الملائمة، ففرصة إصابتك بهذا المرض، لا قدر الله، متدنية، طالما لم تسافر لتلك البلدان الموبوءة. وفي حال ضرورة السفر فلا تنسى اتخاذ التدابير الوقائية الملائمة. كما إن الجهود لا زالت حثيثة ومستمرة للعثور على علاج للمرض ولقاح واق منه، نأمل أن تصل إلى نتائج إيجابية في المستقبل القريب

Source: Webteb.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!