مرض كوشنج

‘);
}

أعراض مرض كوشنج

قد تظهر أعراض مرض كوشنج فجأةً عند بعض الأشخاص، وتدريجيًّا عند أشخاص آخرين، إلا أنها عادةً ما تتفاقم ببطء في حالة عدم الحصول على العلاج المناسب، وتتضمن الأعراض الشائعة للإصابة بمرض كوشنج ما يأتي:^[٢][١]

أسباب مرض كوشنج

كما بيَّنّا سابقًا، يحدث مرض كوشنج بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم لفترة طويلة، وقد يحدث ذلك نتيجة وجود أسباب عدة، منها ما يأتي:^[٣][٤]

• استخدام الستيرويدات أو الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة ويجرعات عالية، وهو السَّبب الأكثر شيوعًا للإصابة بمتلازمة كوشنج، إذْ تُستخدم هذه الأدوية بصورة متكرِّرة لعلاج حالات صحية معيَّنة، مثل: الربو، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، كما أنَّه يُستخدم بعد زراعة الأعضاء لتثبيط نشاط الجهاز المناعي في الجسم، وقد يُصاب الشخص بمتلازمة كوشنج نتيجة تكرار استخدام الحقن الستيرويدية بهدف تخفيف ألم الظهر أو ألم المفاصل،.

احتمالية الإصابة بمتلازمة كوشنج نتيجة استخدام الستيرويدات الموضعية قد تكون ضعيفة لكنها محتملة.

• الإصابة بأورام معينة: مثل:
  • ورم الغدة النخامية، وهي الغدة الموجودة في قاعدة الدماغ، وتُفرِز العديد من الهرمونات في الحالة الطبيعيَّة، بما في ذلك الهرمون الموجه لقشر الكظري (ACTH)، الذي يحث للغدة الكظرية، على إنتاج هرمون الكورتيزول، وفي حالة وجود ورم في هذه الغدة، والذي عادةً ما يكون غير سرطانيًّا، سيزداد إفراز الهرمون الموجه لقشر الكظري، الذي يؤدي بدوره إلى إنتاج كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول في الجسم، والإصابة بمتلازمة كوشنج.

• ورم الغدة الكظرية، الذي قد يحفِّز زيادة إنتاج الكورتيزول في الجسم، وعادةً ما تكون أورام الغدة الكظرية حميدة، إلا أنَّها في بعض الحالات قد تكون سرطانيّة.

• ورم مفرز لهرمون ACTH، وهي من المشكلات التي تحدث في بعض الحالات النادرة نتيجة وجود خلل جيني يزيد فرصة تكوّن الأورام في الجسم، إذْ يُفرَز هرمون (ACTH)من هذه الأورام التي تنمو في أجزاء الجسم التي لا تفرِزه في الوضع الطبيعي، ويمكن أن تكون هذه الأورام سرطانيَّة أو غير سرطانيَّة، وعادةً ما تتواجد في الرئتين، ولكنَّها قد تظهر أيضًا في البنكرياس، والغدة الدرقيّة، والغدة الزعترية.

تشخيص مرض كوشنج

قد تتشابه أعراض الإصابة بمرض كوشنج مع العديد من المشاكل الصحية الأخرى، لذلك، قد يشكِّل تشخيص الحالة تحديًا بالنسبة للطبيب، وعمومًا، يبدأ تشخيص متلازمة كوشنج بسؤال المصاب حول التاريخ المرضي، والأعراض والأدوية التي يتناولها، وقد يُجري الفحص الجسدي للبحث عن بعض العلامات المصاحبة للمرض؛ كالكدمات، وعلامات التمدُّد، وحدبة الظهر، وربما يستدعي الأمر إجراء بعض الفحوصات، والتي قد تتضمّن ما يأتي:^[٥]

• قياس مستويات الكورتيزول في اللُعاب: تنخفض مستويات الكورتيزول في المساء عند الأشخاص غير المصابين بمرض كوشنج، لذا، يدلّ الارتفاع الكبير في مستويات هذا الهرمون ليلًا على الإصابة بمرض كوشنج، ويظهر ذلك خلال جمع عينة من اللّعاب في وقتٍ متأخر من الليل، والكشف عن مستويات الكورتزول في هذه العينة.

• اختبار البول الخالي من الكورتيزول على مدار 24 ساعة: وهو اختبار يُجمَع فيه البول لمدة 24 ساعة، للكشف عن مستويات الكورتيزول فيه.

• اختبار التثبيط باستخدام جرعة منخفضة من الديكساميثازون: وفي هذا الاختبار يُعطى الفردجرعة من دواء الديكساميثازون في وقتٍ متأخر من المساء، ويتم فحص مستويات الكوليسترول في صباح اليوم التالي، ففي الوضع الطبيعي لا بدّ أنْ يُظهر الفحص انخفاض مستويات الكورتيزول في الدم، إلا أنَّ ذلك لا يحدث في حالة الأشخاص المصابين بمرض كوشنج.

• فحوصات ما بعد التّشخيص: بعد تشخيص المصاب بمتلازمة كوشنج، يجب إجراء مزيدًا من الاختبارات لتحديد سبب الإصابة بهذا المرض، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:^[٥]

• اختبار هرمون قشر الكظري في الدم (ACTH)، فعندما تكون مستويات هذا الهرمون منخفضة ومستويات الكورتيزول مرتفعة، قد يكون الشخص مصابًا بورم في الغدة الكظرية.
• اختبار تثبيط الديكساميثازون بجرعات عالية، ويُجرى هذا الاختبار بطريقة مماثلة لاختبار تثبيط الديكساميثازون بجرعة منخفضة، ولكن باستخدام جرعات أعلى من الديكساميثازون -هذه المرة-، فعندما تكون مستويات الكورتيزول منخفضة بعد هذا الاختبار، قد يكون الشخص مصابًا بورم في الغدة النخامية، بينما يكون الشخص أحيانًا مُصاب بورم في مكان آخر في الجسم إذا لم تنخفض مستويات الكورتيزول بإجراء هذا الاختبار.
• اختبار تحفيز الهرمون المطلق للكورتيكوتروبين (CRH)، وفي هذا الاختبار يُعطى المصاب الهرمون المطلق للكورتيكوتروبين (CRH)، الذي سيؤدي إلى رفع مستويات هرمون قشر الكظري (ACTH) والكورتيزول عند الأشخاص الذين يعانون من أورام الغدة النخامية.
• الفحوصات التصويرية، مثل التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي، للكشف عن أورام الغدة الكظرية، والغدَّة النخامية.
• أخذ عينات من الجيوب الصخرية- (Petrosal sinus sampling)، لإجراء هذا الاختبار يُعطى المصاب الهرمون المطلق للكورتيكوتروبين (CRH)، ثم تُسحب عينات الدم من الوريد القريب من الغدة النخامية، والوريد البعيد عنها، وتقارن مستويات هرمون قشر الكظري (ACTH) في العينات، فإذا كانت مستوياته عالية بالقرب من الغدة النخامية، قد يدلّ ذلك على الإصابة بورم في الغدة النخاميَّة، أمّا المستويات المماثلة للهرمون في كلا العينتين فتشير إلى وجود ورم آخر في الجسم.

علاج مرض كوشنج

تعديل مستويات الكورتيزول في الجسم والسّيطرة عليها، يُعدّ هدفًا رئيسيًا في الخطة العلاجية لمتلازمة كوشينغ (Cushing syndrome) وتعتمد طريقة العلاج على السّبب وراء ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم،وفيما يأتي توضيح لبعض الطرق العلاجية التي تتضمنها خطة علاج متلازمة كوشينغ:

العلاج الموجّه

أي العلاج التي تثحدد طبيعته بناءً على السبب المُباشر للمتلازمة، وفيما يأتي توضيح ذلك:^[٤]

• استخدام أدوية الجلوكوكورتيكويد (Glucocorticoids) لمدة طويلة لعلاج مشكلة صحية أخرى، في هذه الحالة يقلِّل الطبيب جرعة الدواء تدريجيًّا، للوصول إلى أقل جرعة مُمكنه للسيطرة على هذه المشكلة، وفي بعض الحالات يتّخذ الطبيب القرار بشأن تغيير الدواء، واستبداله بدواء آخر لا ينتمي لهذه المجموعة الدوائية، إذا كان ذلك ممكنًا.

• أورام الغدة النخامية، تعتبر الجراحة الخيار الرئيسي في هذه الحالة لإزالة ورمالغدة النخاميَّة، ويمكن تكرار الجراحة في حالة فشلها للحصول على نتائج أفضل، ولكنْ من الجيّد معرفة أنَّ نسبة نجاح هذه الجراحة قد تصل إلى 90% عند إجرائها على يد جرَّاح متمرِّس، يمتلك مهارات عالية.

من الجدير بالذكر أنَّ المصاب قد يحتاج إلى تناول دواء لتعويض الكورتيزول بعد الخضوع لهذه الجراحة نظرًا لعدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون قشر الكظري (ACTH) بعد إزالة الغدة، وربما يستمرّ استخدام الكورتيزول لمدة 6 إلى 18 شهر.

قد يكون العلاج الإشعاعي خيارًا متاحًا في حال فشلت الجراحة في علاج الورم، أو أنَّها كانت غير مُمكنة، ويجدر الذكر بأنَّ مستويات الكورتيزول قد لا تعود إلى مستوياتها الطبيعية لسنواتٍ عِدة بعد هذا العلاج، لذلك قد يصِف الطبيب أدوية لإعادة مستويات الكورتيزول إلى وضعها الطبيعي إلى حين بدء تأثير العلاج الإشعاعي.

• الأورام المنتبذة للهرمون ACTH، تعتبر جراحة استئصال الأورامالخيار الرئيسي لعلاج هذه الحالة، ولكنْ قد يلجأ الطبيب للعلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو علاجات السرطان الأخرى، في حال كان الورم سرطانيًّا ومنتشرًا في الجسم، ويمكن استخدام بعض الأدوية التي تخفض مستويات الكورتيزول في الجسم، وربما يلجأ إلى إزالة الغدَّة الكظرية جراحيًّا للسيطرة على متلازمة كوشنج في حال فشلت جميع خيارات العلاج الأخرى.

• أورام الغدة الكظرية، إنَّ العلاج الشائع لهذه الحالة يكون بجراحة استئصال الغدة الكظرية المصابة بالورم، وقد يكون المُصاب بحاجة إلى تناول دواء مدى الحياة لتعويض الكورتيزول والهرمونات الأخرى التي تصنعها الغدد الكظرية، في حال تم استئصال كلتا الغدتين الكظريَّتين.

العلاجات الدوائية لمرض كوشنج

في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوية تخفض مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، ومن هذه الحالات ما يأتي:

• فشل الجراحة أو العلاج الإشعاعي في تحقيق النتائج المطلوبة.
• الحالات المزمنة من متلازمة كوشنج.
• قبل البدء بالجراحة في بعض الحالات؛ لتقليل من المخاطر والمضاعفات التي قد ترافقها.

نصائح لمرضى متلازمة كوشنج

يُنصح مرضى متلازمة كوشنج بالالتزام بمجموعة من العادات الصّحية التي تُساعدهم على السيّطرة على أعراضهم وتقلل احتمالية إصابتهم بمُضاعفات، ومن هذه العادات الصّحية ما يأتي:^[٥]

• مراقبة مستويات السكر في الدم، يجب على المُصاب التركيز على تناول الخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة، والأسماك، ومحاولة تجنب تناول الأطعمة التي قد ترفع مستويات السكر في الدم، فقد تتسبَّب متلازمة كوشنج في ارتفاع مستويات السكر في الدم.
• مراقبة السعرات الحرارية اليومية، ويُعزى ذلك إلى أنَّ زيادة الوزن تعدّ واحدة من الأعراض الرئيسيَّة لهذه المتلازمة.
• تقليل كمية الصوديوم في الطعام، ربما يُصاحب متلازمة كوشنج حدوث ارتفاع في ضغط الدم، لذلك، يجب على الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة تقليل استهلاك الصوديوم قدر الإمكان، ويمكن الاعتماد على قراءة الملصقات المرفقة بالأطعمة لمعرفة محتواها من الصوديوم قبل استهلاكها.
• التأكد من الحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د، للحفاظ على صحَّة العِظام وقوّتها، إذْ يعاني المصاب بمتلازمة كوشنج أحيانًا من هشاشة العظام، وهذا يزيد من فرصة تعرُّضه للكسور.
• الحرص على المتابعة مع الطّبيب المُعالج، ووضعه في صورة أية مستجدات أو أعراض تُرهق المُصاب من تعب وقلق وغيرها، كما يُمكن الاستفادة من الآتي: ^[٦]
  • اللجوء للتدليك، والتمارين الخفيفة، والحمام الدافيء، لتخفيف الألم العضلي.
  • الحصول على دعم الأصدقاء والأهل، وتوضيح المشكلات المُصاحبة لهذه المتلازمة.

مضاعفات مرض كوشنج

إنّ عدم علاج مرض كوشنج قد يؤدي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات والمشكلات لصحية الخطِرة، والتي تتضمن ما يأتي:^[١][٤]

• ارتفاع ضغط الدم.
• هشاشة العظام، والذي قد يؤدي إلى حدوث كسور غير طبيعيَّة، مثل كسور الأضلاع، وكسور العظام الموجودة بالقدمين.
• زيادة مقاومة هرمون الأنسولين في الجسم، وزيادة احتمالية التّعرض لحالة ما قبل السّكري أو السّكري من النوع الثاني.
• وهن العضلات ونزول كتلتهاحدوث عدوى والتهابات متكرِّرة أو غير معتاد عليها.
• حدوث النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية.
• تكوُّن جلطات دموية في الساقين والرئتين.
• ارتفاع مستويات الكوليسترول الضارّ في الدم.
• صعوبة التركيز.
• الشعور بالاكتئاب والتقلبات المزاجية.

المراجع

1. ^^أبتMayo Clinic Staff (2019-05-29)، “Cushing syndrome”، mayoclinic، Retrived 2020-10-05. Edited.
2. ↑“Cushing’s syndrome”, nhs, 2018-01-17, Retrieved 2020-10-05. Edited.
3. ↑Arefa Cassoobhoy, MD, MPH (2020-07-19), “Cushings Syndrome”, webmd, Retrieved 2020-10-05. Edited.
4. ^^أبت“Cushing’s Syndrome”، niddk، 2018-04-30، Retrived 2020-10-05. Edited.
5. ^^أبتApril Kahn (2020-08-27), “Everything You Need to Know About Cushings Syndrome”, healthline, Retrieved 2020-10-05. Edited.
6. ↑“Cushings Syndrome”, webmd, Retrieved 2020-10-18. Edited.