
أعلن مسؤول فلسطيني كبير أن هواتف 3 دبلوماسيين فلسطينيين رفيعي المستوى تعرضت للاختراق بواسطة برنامج التجسس “بيغاسوس”، الذي طورته شركة “إن إس أو” (NSO) الإسرائيلية الخاصة، التي أدرجتها الإدارة الأميركية مؤخرا ضمن قائمتها السوداء، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times).
وقالت الصحيفة إن هذا الاتهام -الذي لم يتم التحقق من مدى صحته بعد من جهة مستقلة- أدى إلى زيادة التدقيق الذي تتعرض له الشركة التي أدرجت في القائمة السوداء الأميركية لتزويدها حكومات ببرامج تجسس على نشطاء وصحفيين ومحامين، كما أثارت أيضا المزيد من الأسئلة حول إذا كانت الحكومة الإسرائيلية هي نفسها تستخدم البرنامج.
وفي مقابلة مع الصحيفة أمس الخميس، اتهم أحمد الديك مساعد وزير الخارجية الفلسطيني إسرائيل باستخدام “بيغاسوس” لاختراق هواتف 3 دبلوماسيين فلسطينيين كبارا قائلا “بالطبع إنهم الإسرائيليون.. هم الوحيدون القادرون والمهتمون بفعل ذلك. بالتأكيد نحن نتهمهم بالوقوف وراء هذا الهجوم”.
ولم يقدم المسؤول الفلسطيني أي دليل على وقوع القرصنة أو ينشر سجلات بيانات الهاتف التي قد تؤكد اتهاماته، كما رفض تقديم المزيد من التفاصيل.
وذكر مسؤول فلسطيني ثان -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن اثنين على الأقل من المسؤولين الثلاثة المخترقة هواتفهم كانا يعملان في إطار حملة لتقديم مسؤولين إسرائيليين للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي بتهم اقتراف جرائم حرب.
ورفضت وزارتا الخارجية والدفاع الإسرائيليتان التعليق على الموضوع، كما كان لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) الموقف ذاته.
أما شركة “إن إس أو” فقالت -في بيان لها- إنه لا معلومات لديها عمن تقوم الحكومات بمراقبتهم باستخدام برامجها، وذكرت في وقت سابق أن قائمة عملائها خاصة، وأنها لن تكشف عما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية من ضمنهم أم لا.
وجاء الاتهام الأخير -الذي أوردته وكالة أسوشيتد برس أولا، في أعقاب إعلان مشابه في وقت سابق هذا الأسبوع- من قبل خبراء إنترنت دوليين قالوا إنهم اكتشفوا برنامج التجسس “بيغاسوس” على هواتف 4 نشطاء حقوقيين فلسطينيين ينتمون إلى مجموعات تخضع للتحقيق من قبل إسرائيل.
ونفت الحكومة الإسرائيلية -التي رخصت بيع برامج تجسس الشركة لدول أخرى- أن تكون قد استخدمته لاستهداف نشطاء، لكن وفق السياسات الإسرائيلية، فإن المسؤولين الإسرائيليين هم الوحيدون المخولون بنشر برنامج التجسس في هواتف نشطاء بأرقام إسرائيلية.
يشار إلى أن شركة “إن إس أو” واجهت منذ سنوات انتقادات لبيعها برامج لعملاء استخدموها لاستهداف نشطاء وإعلاميين، مثل المعارض السعودي جمال خاشقجي ومحامين حقوقيين في المكسيك، وصحفيين استقصائيين في المجر، ومراسليْن اثنين لصحيفة نيويورك تايمز.
وتصاعدت الرقابة على الشركة وعلاقتها بالحكومة الإسرائيلية الصيف الماضي، بعد أن كشف تحقيق عالمي عن حجم وصولها، مشيرا إلى أن “بيغاسوس” الذي طورته استخدم لاختراق هواتف عشرات النشطاء والمراسلين في دول عدة.
