يبلغ عدد سكان الفلبين ستين مليون نسمة نسبة المسلمين بينهم 11 بالمائة ، أي حوالي ستة ملايين تقريباً يتركز غالبهم في الجنوب .
وصول الإسلام إليها :
size=3>وصل الإسلام إلى الفلبين مبكراً عن طريق التجار والدعاة ، وبدأ في الجنوب ثم انتشر في بقية الجزر.
في عام 927هـ وصل إليها ” ماجلان ” بحملته النصرانية الإسبانية ، وحاول إخضاع المسلمين والتمكين للنصرانية ، ولكن أهالي الفلبين قاوموهم وهزموهم ، وقتل ” ماجلان ” على يد سلطان جزيرة ( ماكنتان ) المسلم ، وفر من بقي ، وأرسلت إسبانيا أربع حملات لاحتلال الفلبين ولكن المسلمين أبادوها جميعاً .
وفي سنة 973هـ عادت الحملات الصليبية الإسبانية مرة أخرى معلنين غايتهم باحتلال البلاد وتنصير أهلها ، وبالفعل نجحوا في الاستيلاء على الجزر الشمالية حيث يقل المسلمون ، وأما في الجنوب ففشلوا بسبب بسالة المسلمين وصمودهم العجيب حتى يئس الإسبان تماماً من إخضاع الجنوب . وقد أقام الاسبان كعادتهم المذابح للمسلمين وأخرجوا الحقد الدفين على كل ما هو إسلامي.
استمر الاستعمار الإسباني للفلبين 377 عاماً ، عاملوا فيها أهل البلاد بقسوة ، وحكموهم بالحديد والنار . ونتيجة لهذا الضغط ، ولسوء المعاملة اندلعت الثورات في البلاد كما حدث عام 1290- 1314هـ ، وفي سنة 1316هـ حطم الثوار الأسطول الإسباني داخل خليج مانيلا ، وفي النهاية اضطر الأسبان للخروج ولكن أمريكا انتهزت الفرصة واشترت جزر الفلبين من إسبانيا بخمسة ملايين دولار ، وبالفعل انتقل الناس من الاحتلال الإسباني إلى الاحتلال الأمريكي – الذي كان أشد وأنكى من الاحتلال الإسباني – ومرة أخرى بدأ المسلمون مرحلة جديدة من الجهاد ، وأصابهم فيها أعظم مما أصابهم على أيدي الإسبان ، والنتيجة : عزل تام للمسلمين ، وسوء أحوالهم وتقهقر ثقافتهم ، وسيادة الجهل بين أبناء المسلمين .
الاستقلالsize=3>
حصلت الفلبين سنة 1934م على استقلال ذاتي ، واحتلتها اليابان في المدة ( 1358-1364هـ ) ثم انهزمت اليابان وعادت الجزر أمريكية .
في سنة 1934م هـ حصلت الفلبين على استقلالها وأصبح الحكم فيها رئاسياً ، ومع الاستقلال بدأت النهضة في الجنوب خاصة في المجال التعليمي والثقافي ، وأنشأت المدارس ومعاهد وكليات ، وتأسس ” اتحاد مسلمي الفلبين” وتم إنشاء مركز إسلامي يضم مسجداً ومكتبة ومدارس ومنازل للطلاب.
وبالطبع لم تعجب هذه النهضة الحكومة النصرانية بعد ذلك بقيادة “ماركوس” فبدأت تتحين الفرض وتخلق الأسباب لشن حرب إبادة على المسلمين .
أسس ماركوس بنفسه عصابة أطلق عليها اسم ” عصابة الفئران” وأخرى سميت “بالأخطبوط” للاستيلاء على أراضي المسلمين وطردهم منها ، وزودوها بأحدث الأسلحة وزعم أنه لا علم له بذلك ، قامت العصابتان بشن غارات إرهابية ووحشية على المزارع والقرى حتى يغادرها أصحابها ، وزادت عمليات الشغب وحرق المزروعات ، وتسميم الآبار وقتل الحيوانات ، وقاموا باغتيال الناس وبقر بطونهم ، وهتك أعراضهم حتى شردت أكثر من ستين ألف أسرة .. وساهمت الحكومة تبعاً لخطة مرسومة فبدأت تسجل الأرض بأسماء النصارى الذين استولوا عليها ، في حين كانت تمتنع عن تسجيلها لأصحابها من المسلمين ، ثم بدأ النصارى يطالبون بأراضيهم ويطردون منها أصحابها المسلمين بمعاونة الدولة .
وشاركت الدولة جيش الفئران وعصابة الأخطبوط في حرق البيوت والمساجد وقتل المسلمين .
في سنة 1391هـ جمعت الحكومة ممثلي المسلمين في المسجد بحجة الصلح مع النصارى ثم دخلت جماعة مسلحة فقتلوا كل من في المسجد وكانوا 120 مسلماً. وقبل ذلك كانت الحكومة قد جمعت 170 شاباً مسلماً بحجة تدريبهم في أحد المعسكرات ثم قتلتهم جميعاً ولم ينج إلا شخص واحد. عندما زادت الهجمات على المسلمين ورأوا تقاعس الحكومة بل مساعدتها للعصابتين بدؤوا في الدفاع عن أنفسهم ، ولكن الحكومة اعتبرت الأمر تمرداً وعصياناً من المسلمين واتخذت ذلك ذريعة للتخلص منهم بحجة أنهم يثيرون الفتن ، وطالبتهم بتسليم أنفسهم خلال أسبوع وإلا تعرضوا للقتل الجماعي من جيش الدولة فأظهر المسلمون عندئذٍ العصيان وبدأت المعارك بشكل رسمي وسافر بين الحكومة بطائراتها ودباباتها وأسلحتها ومدافعها وبين المجاهدين بالمدى والسكاكين والبنادق التي كانوا يستعملونها إبان الحرب العالمية والاستعمار الإسباني . ورغم شدة التباين بين القوتين إلا أن المجاهدين صمدوا وأنزلوا بجيش الحكومة هزائم عديدة . وفي الوقت ذاته قامت قوات ماركوس بضرب أماكن المسلمين بالطائرات والمدافع ، وأقامت مجازر رهيبة في بعض القرى المسلمة .
ومع المقاومة الضعيفة للمسلمين وبعض الضغط الخارجي اضطر ماركوس للتفاوض مع قادة المسلمين وكان ذلك في ليبيا سنة 1976 م . ووافق على إعطاء المسلمين حكماً ذاتياً في الجنوب وعلى تغيير الأوضاع وتحسينها .
ولكن لم تمض أربعة شهور حتى نقضت الحكومة كل تعهداتها وبدأت من جديد حملة أشد شراسة لإبادة المسلمين نهائياً.
– ففي سنة 1977م قامت الحكومة بقتل 500 مسلم وجرح 300 آخرين في معركة “بولوان”
– في ذي الحجة من نفس العام هاجمت قوات ماركوس جزيرة “كوتا باتو” ومركز جبهة مورو ولكن المجاهدين شنوا هجوماً معاكساً وكبدوا الحكومة خسائر فادحة.
– في شوال 1397هـ هاجمت القوات الحكومية قرية “سوباه بوكول” من البحر والجو ثم زحفت القوات فدمروا القرية التي قتل كل من فيها .
– قامت طائرات بقصف قرية ” تيك باو ” بالقنابل المحرمة دولياً وأشعلت النار في بيوت المسلمين وداهمتها الدبابات فقتل سبعمائة مسلم .
عندما زادت المعارضة لحكم ماركوس ، قامت أمريكا بتغيير الواجهة خوفاً من تغيير مفاجئ وتولت “كورازون أكينو” السلطة سنة 1986م ووعدت بإعطاء المسلمين حكماً ذاتياً ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث . وما يزال المسلمون يعانون ولكن القضية غيبت عن الإعلام واحتلت مكانها قضايا أخرى ، وهكذا حال المسلمين تنسى قضيةٌ ومأساةٌ جديدة أخواتها بسرعة.
– يشكل المسلمون 11% من سكان الفلبين ، ويتركز معظمهم في الجنوب.
– توجد في الفلبين أكثر من 78 لغة محلية أهمها “التاجالوج” ، واللغة الرسمية هي “الإنجليزية” ويتكلم المسلمون لغة “ثاوصو” ولغة “مراتاو” التي تضم الكثير من الحروف العربية وتكتب بالحرف العربي .
– عندما بدأت العمالة الفلبينية تتجه إلى دول الخليج وضعت الحكومة العراقيل أمام سفر المسلمين في حين يسرت سفر المسيحيين . خوفاً من تحسين مستوى المسلمين الاجتماعي وتأثرهم بالإسلام . وللأسف لا تزال مكاتب الاستقدام في دول الخليج غير منتبهة لهذا الأمر وبعضهم لا يهتم بما يراد للإسلام وأهله.
المؤسســــات :size=3>
يوجد في الفلبين عدد من المؤسسات الإسلامية مثل :
– أنصار الإسلام في ” زامبوانغا ”
– أنصار الإسلام في ” كوتا باتو “
– معهد لانو في ” لانو الشمالية “.
– جامعة الفلبين الإسلامية في لانو .
– معهد الدراسات الإسلامية .
– معهد مند ناو العربي .
– الهيئة الإسلامية في مانيلا.
ـــــــــــــــ
إعداد : يسري رشاد