لا ريب أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، وهم بهجة العمر وأمل السنوات، ولكن مشاكل إنجاب الأطفال تطل برأسها لتنغص الفكرة الحالمة عن الإنجاب وتجعل كل زوجين يفكران بشكلٍ أكثر واقعية عن الإنجاب وكيف من الممكن أن يكون هذا الطفل طوفان من التغيير سيعتري حياتهما وسيقلبها رأسًا على عقب.. ولذلك يجب أن يعي كل زوجين جيدًا ما يقبلان عليه من تغير نمط حياة بالكامل، ولذلك نعرض في السطور القادمة أبرز مشاكل إنجاب الأطفال التي ستواجه أي زوجين يقدما على اتخاذ هذا القرار حتى يعيدا النظر جيدًا ويعيا حقًا ما يقبلان عليه:
تعرف على أهم مشاكل إنجاب الأطفال
وداعًا للنوم العميق
هل أنت من هؤلاء الأشخاص الذين يعشقون النوم؟ الذين يستمتعون بخلودهم إلى النوم والذين يفضلون قضاء الإجازات والعطلات في النوم على أن يقضونها في التنزه أو السهر؟ هل تتضايق إذا فتح أحدهم عليك الباب أو أشعل مصباح واحد صغير؟ حسنًا.. ما رأيك إن قالوا لك أنك ستحرم من النوم الهادئ لعدة أشهر.. هذا مؤكد بالطبع، لا احتمالات فيه.. هذه إحدى مشاكل إنجاب الأطفال التي ستواجهها بشكل قد يثير أعصابك ويدفعك للانهيار ما لم تتحلى بالصبر، حيث أن الطفل في أشهره الأولى إن لم يكن في عامه الأول لا ينام بشكلٍ جيد، بل ربما ينام طيلة النهار ويظل مستيقظًا طوال الليل.. أو أنه يستيقظ في منتصف الليل وأنت مستغرق في النوم كي يبكي بشكل منتظم رافضًا الاستجابة لأي محاولة لإعادته للنوم مرة أخرى، وعادة يكون الطفل جائعًا أو مصاب بمغص أو يشعر بالبرد أو بالحر، وعادة في هذه الأشهر الأولى لا يمتلك الأداة التي يعبر بها بطريقة مفهومة عما يزعجه ويضايقه فلا يمتلك غير البكاء، هي الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها عن ألمه، لذلك إحدى أهم مشاكل إنجاب الأطفال هي البكاء الدائم الذي قد يستمر لساعات وتزداد هذه المشكلة حدة إذا كانت الأم حديثة العهد بالإنجاب وتربية الأطفال أو إن كان هذا طفلها الأول، وبالتالي خبرتها قليلة، ستعاني أشد المعاناة.. وسيعاني الزوجان بشكل سيء بالطبع.
أهلاً بالقلق الدائم
إحدى مشاكل إنجاب الأطفال هي أصابتك بالقلق الدائم، حيث لن تنتهي مرحلة القلق أبدًا، فقد تظن أن الأطفال كلما كبروا كلما قلت مشاكلهم، بالعكس.. فكلما كبروا كلما زادت مشاكلهم وازدادت صعوبة وكان التعامل معها عسيرًا، فكما قيل قديمًا أن أبناؤنا هم فلذة أكبادنا تمشي على الأرض، هل ستكون مرتاحًا وفلذة كبدك أمامك تمشي على الأرض أو تغيب بعيدًا عن عينيك، منذ اليوم الأول للطفل وأنت في قلق، قلق إن كان مبتسرًا ولد قبل أوانه، قلقًا من الإصابة بأحد الأمراض التي تصيب الأطفال حديثي الولادة، قلق وهو يكبر قلق لأنه لا يمشي بشكل طبيعي، قلق لأن أسنانه تأخرت في الظهور، قلق من أن يأكل شيئًا من على الأرض، قلقًا لأنه لا يستوعب بسهولة، قلق إن أتته نوبة برد في منتصف الليل، قلق في يومه الدراسي الأول وقلق من مشكلاته في المدرسة، قلق لأن مستواه الدراسي ينخفض وقلق عليه في مرحلة المراهقة، وقلق من أصدقاء السوء، وقلق من أن لا يحرز المجموع الذي يدخله الكلية التي يريدها وقلق إن سافر وقلق إن ظل في غرفته، حقيقة أن مشاكل إنجاب الأطفال تحتوي في مضمونها على طاقة لا نهائية من القلق، وتربية الأطفال غاية في الصعوبة بالطبع.
ستقضيا وقتًا عند الأطباء أكثر مما تقضيان في منزلكما
قبل الإنجاب كنتما تقضيان في منزلكما وقتًا جميلاً، تشاهدان فيلم، تسترخيا، تجلسان أمام التلفزيون، أو حتى تلعبان سويًا، كانت الحياة بها مساحات مقبولة للترفيه والمتعة، مشاكل إنجاب الأطفال تطل برأسها عندما تجد أنه ليس لديك وقتًا على الإطلاق، فقد تقضيان الوقت بأكمله عند الأطباء، خصوصًا في المراحل الأولى حيث تظهر أعراض الأمراض باستمرار، من صفراء لحصبة لالتهابات في الحلق لبرد في المعدة.. إلخ، تجد أنك بعد فترة قد كوّنت خبرة محترمة عن الأطباء، لاسيما وأنك قد ذهبت للعديد منهم وأنت قد لا تذكر أنك قد ذهبت إلى طبيب منذ سنوات عديدة قبل الزواج، الآن أصبحت تعرف عنهم أكثر وتستطيع المفاضلة بينهم وتنصح بالبعض وتفضل طبيب على آخر، الآن علمت أسوأ مشاكل إنجاب الأطفال، ندعو الله أن يجنب أطفالنا الأمراض ويديم عليهم الصحة والعافية.
وداعًا للسهرات الرومانسية إلى الأبد
من مشاكل إنجاب الأطفال أنك تقول وداعًا للسهرات الرومانسية إلى الأبد، نعم.. هذه حقيقة، في البداية كنتما متزوجان حديثًا وحدكما، مستعدان لإنفاق أموال طائلة على سهرة واحدة، سواء بالخارج أو في المنزل، تحددان الموعد الذي يناسبكما، لا تخشيا الإزعاج من أحد، تنامان بعد السهرة بعمق، ليس لديكما ما تقلقان بشأنه، الأمور كلها يتم السيطرة عليها، إحدى مشاكل إنجاب الأطفال أنك لا تجد لا وقتًا ولا جهدًا ولا نقودًا لتنظيم سهرة، فالزوجة مشغولة بإطعام الطفل أو باستحمام الطفل أو بتغيير ملابس الطفل أو بحمل الطفل لأنه يبكي.. وحتى إن نام الطفل ساعتين فقط، فإنها تجدها تغسل أو تطبخ أو تقوم بشئون المنزل الأخرى، إذن السهرات الرومانسية التي كانت من قبل، تأجج العواطف في الليالي الأسطورية التي تشبه الأفلام قد تنساها إلى الأبد، حسنًا لقد أصبحت متحملاً للمسئولية الآن ولابد من التضحية، في سبيل ذلك.. وهذه إحدى مشكلات إنجاب الأطفال.. ولن تستطيع تجاوزها إلا إذا كنت مستعدًا للتضحية.
ربما قد تحتاجان إلى دخل إضافي
ربما عندما كنتما بمفردكما أنت وزوجتك كانت الحياة متسعة، وأي أزمات مادية تستطيعان تجاوزها ببساطة بحيث تضغطان نفقاتكما أو توجهانها نحو الأساسيات فقط، وإن فاض شيء فإنكما تنفقانه في الرفاهيات أو تدخرانه.. كما يحلو لكما، أما الآن لا يوجد ما يسمى بادخار أو رفاهيات، مصروفات الأطفال دائمًا كثيرة، ولا مجال لطريقة حسابها، خصوصًا عند الأطباء والأدوية والمتابعة الصحية وغيرها، عن حفاضات الأطفال والبودرة والملابس الشتوية أو الصيفية وغيرها حدث ولا حرج، إذن يجب أن تعرف جيدًا أن إحدى أهم مشكلات إنجاب الأطفال أنك لن تستطيع ضغط نفسك أنت وزوجتك أو إن عجزت الميزانية في دخلكما الشهري فلديكما المدخرات أو تضغطان نفقاتكما أو تتحملان الوضع الصعب لحين الشهر القادم، لا للأسف يجب أن يكون هناك استعداد مادي كافي للطفل القادم لأنه قد يحتاج إلى ميزانية موازية للميزانية التي في البداية، وبالتالي إن كانت حالتكما المادية بالكاد تكفيكما، وأردتما الإنجاب، فربما قد تحتاجان إلى مصدر دخل إضافي، مع الأخذ في الاعتبار أن يحدث هذا مع الوعي بأن الطفل في نفس الوقت أيضًا يحتاج إلى وقت وجهد من والديه، وشعوره يومًا بعد يوم بوجودهما هما الاثنين بجواره، فلا يستعاض عن حنان الأم بأمان الأب ولا يستعاض عن أمان الأب بحنان الأم فقط.
أوقات الاسترخاء هذه ولت إلى غير رجعة
قد تعودان أنت وزوجتك من العمل فتقرران طلب الطعام إلى المنزل، وتقضيان بقية اليوم استرخاء وقد لا تتحركان، أو تقرران الخروج لتناول الغداء سويًا وقد تقضيان حتى ساعات الليل المتأخرة بالخارج، بالطبع فليس هناك ما يقيد حريتكما، الآن أصبحت هذه الأوقات من الأيام الخوالي، قد لا تعود في الوقت الحالي.. وقد لا تعود أبدًا، لا استرخاء في بيت فيه أطفال.. إلا حين يكبرون تمامًا ويستقلون بحياتهم أي بعد فترة مرورهم بفترة الطفولة وخصوصًا في مرحلة المراهقة، وقتها تكون أنت قد كبرت إن لم تكن قد أنجبت أطفالاً آخرين يعيدوك مرة أخرى إلى نفس الدائرة التي لا نهاية لها، إذن من مشاكل إنجاب الأطفال أنك قد تشتاق جدًا لأوقات الاسترخاء هذه.
لا تنجب إن كنت تكره المسئولية
مشاكل إنجاب الأطفال واقع حقيقي، وليست مجرد الصورة المثالية عن أطفال بريئة نلعب بها ونفرح بردود أفعالها التلقائية ونضمها في حنان، واقع الأمر أن في الإنجاب مسئولية، ومسئولية كبيرًا جدًا، وتقريبًا ستعيش طوال حياتك في قلق، هل تريد أن تعرف ماذا يحدث عندما ينجب شخص يكره المسئولية، يصبح حمل مسئولية أطفاله عبئًا عليه، تصبح التزاماته تجاه الأبناء حملاً ثقيلاً يسعى للتخفف منه، وتحت ضغط هذا الواجب الثقيل يسعى للانتهاء منه ويقوم بأداء المطلوب منه لمجرد أداءه، أو كسد خانة ليس إلا، لكن دون حب حقيقي أو رغبة حقيقية في أن يصنع لأبنائه أفضل ما يمكن، وبذلك ينشأ الأطفال نشأة سيئة بها الكثير من الآلام النفسية والمشكلات بسبب شعورهم الدائم بأنهم عبء على آباءهم، وإشعار الآباء دائمًا بأنهم حمل ثقيل وبالتالي يترسب الكثير من الأذى النفسي والمخزون السلبي تجاه الأب من الأطفال، وهذه أشياء يكون عدم الإنجاب معها أفضل، إذن يجب أن تعرف أن الإنجاب مسئولية والتزام ويحتاج منك جهدًا وعمل، ويحتاج استعداد نفسي مع ذلك كي تتمكن من فعل ذلك بحب.. لا تفعل ذلك وأنت كاره أو شاعر بالضجر والغضب.
إلى الأم: قد تضطرين لترك عملك
من مشاكل إنجاب الأطفال لدى الأم أنها قد تضطر إلى ترك عملها، إذا كنتِ موظفة في إحدى المؤسسات أو طبيبة أو مهندسة أو تعملين في وظيفة مرموقة ينتظرها مستقبل باهر وتنحتين في الصخر كي تصلين إلى أرقى الوظائف وتتابعين مستقبلك الذي تبدو ملامحه شيئًا فشيئًا وتراقبين مكانتك وهي تكبر تدريجيًا وفجأة، قد يضطرك هذا إلى توقف جريان طموحاتك، وفصل الكهرباء عن محرك أحلامك، فالأطفال قد لا يضطرونك إلى التقصير في العمل فحسب، بل رعايتهم والعناية بهم تدفعها إلى أن تترك العمل لفترة كبير وقد تضطر إلى تركه نهائيًا.. فمشاكل الأطفال لا تنتهي والعناية بهم تستلزم كل الوقت ولن تتركهم لمربية وتناوب رعايتها مع والدهم قد يفضي إلى مشاكل كبيرة بسبب احتياج الأبناء إلى أمهاتهم وعدم قدرة الأب على الوفاء باحتياجات أطفاله كاملة مثلما تفعل الأم بالتالي وجود الأم بجانبهم قد يدفعها إلى ترك العمل وهي في أوج زهوها العملي أو الوظيفي، وتضحي بذلك كله من أجل أبنائها، فهل أنتِ جاهزة للتضحية؟
خدعوك فقالوا مشاكل الأبناء قد تنتهي
قد تصبّر نفسك بأن مشاكل الأبناء قد تنتهي أو يأتي لها وقت وتصبح الأمور أفضل من ذي قبل أو أن المسألة مسألة وقت، لأن مشاكل الأبناء لا تنتهي بل بالعكس كلما كبروا كلما ازدادت مشاكلهم، ربما هم في مرحلة الطفولة لا زالوا في المنزل تحت قيادتك تحت سيطرتك تستطيع إحكام تربيتك عليهم والطريقة التي تربيهم بها، لكن عندما يحدث احتكاك بالعالم الخارجي، وكلما زادت نسبة هذه الاحتكاكات، سوف تعرف جيدًا أن المشاكل قد لا تنتهي.. وأن سيطرتك على الوضع تضعف شيئًا فشيئًا وأن زمام الأمور يفلت من يدك، لذلك مشاكل إنجاب الأطفال ليست فترة مؤقتة، فإن لم تكن جاهزًا لها لا تتصدى لشيء قد لا تضمن نتائجه.
خاتمة
النقاط السابقة عن مشاكل إنجاب الأطفال لا تعني إرهاب الناس من الإنجاب، فالأبناء هم بهجة الحياة بأكملها.. ولكن هي مجرد إضاءة على الطريق لحث الناس على التروي والتفكير جيدًا فيما هم مقبلون عليه