يصوم المسلمون خلال شهر رمضان المبارك من طلوع الشمس وحتى غيابها عن الطعام والشراب. ويمكن أن يؤدي هذا التغيير في الروتين اليومي إلى التأثيرعلى نمط النوم والتسبب بعدد من الاضطرابات المرتبطة بالاستيقاظ والنوم.

العلاقة بين الصوم ومشاكل النوم في الدراسات المختلفة

قامت العديد من الدراسات بالبحث في العلاقة بين الصوم ومشاكل النوم، ووجدت هذه الدراسات نتائج عديدة منها:

  • يمكن أن يتأثر الصائمون بالتأخر في النوم والاستيقاظ خلال شهر رمضان.
  • يمكن أن يقل عدد ساعات النوم في رمضان، أو قد يبقى على حاله، أو قد يزيد خاصة بالنسبة لدى طلاب المدارس.
  • يمكن أن يزيد الصيام من التعب خلال النهار، ولكنه لا يؤثر على يقظة الإنسان أو قدراته العقلية أو الجسدية، بل وعلى العكس فإنه قد يزيدها خاصةً في ساعات الصباح وقبل الظهيرة.
  • يمكن أن يشعر بعض الأشخاص بالكسل والخمول خلال النهار بسبب عدم النوم جيداً خلال الليل بسبب العمل، أو الاجتماع مع الأقارب، أو الانتظار إلى وقت السحور.

مشاكل النوم وعلاقتها بطبيعة الأكل بعد الإفطار

يقوم البعض باختيارات غذائية خاطئة تؤدي إلى ارتفاع كمية السعرات الحرارية المتناولة في الليل، مما يؤدي إلى إرتفاع هرموني الإنسولين و الكورتيزول. ينتج عن ارتفاع هذين الهرمونين صعوبات في النوم، وزيادة الشهية تجاه الطعام ذو السعرات الحرارية المرتفعة، وارتداد حمض المعدة إلى المريء مما يؤثر على جودة النوم. لذلك ينصح باختيار الأطعمة الصحية ذات السعرات الحرارية المعتدلة، والابتعاد عن الأطعمة السريعة والحلويات قدر الإمكان. وقد يفيد أكل وجبة خفيفة أو شرب الحليب قبل النوم.

اقرأ أيضاً: أخطاء غذائية في رمضان

الصيام و الساعة البيولوجية في الجسم

يعتاد الجسم على نظام نوم وغذاء معين خلال السنة، وخلال رمضان يحدث تغيير كبير في هذه العادات، حيث يقلل الصيام من هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم. كما ويؤثر عدم التعرض للضوء خلال النهار وإنارة الكهرباء في الليل على مستوى هذا الهرمون أيضاً.
لذلك ينصح الأشخاص الين يواجهون مشاكل في النوم خلال الليل بالتعرض للشمس خلال النهار لمدة 10 دقائق على الأقل لضبط الساعة البيولوجية بالشكل الصحيح، وإطفاء الأنوار مساءً حتى يرتفع هرمون الميلاتونين في الليل و ينام الشخص بشكل طبيعي.

اقرأ أيضاً: أطعمة تساعد على تنظيم هرمونات الجسم

الصيام ودورة النوم

لاحظ العلماء أن الصيام عن الطعام يقلل من الوصول إلى مراحل النوم التي تحدث فيها الأحلام. تسمى هذه المراحل بمراحل الحركات العينية السريعة، وتتكرر من 5 إلى 6 مرات خلال النوم. تتركز في هذه المراحل الذكريات القوية في الدماغ ويتم نسيان الأحداث الصغيرة فيها.

اقرأ أيضا: دورة النوم

يؤدي الحرمان من مراحل الحركات العينية السريعة خلال النوم إلى محاولة الجسم لتعويضها في المرة القادمة التي ينام الشخص فيها. ولكن يمكن أن يؤدي الحرمان الكامل منها إلى القلق والتوتر. في رمضان تقل فترة وتكرار هذه المرحلة ولكنها لا تنقطع بشكل نهائي. ويشير العلماء إلى أن التقليل من مدة وتكرار هذه المرحلة مفيد جداً للمصابين بالإكتئاب، حيث أن بعض أدوية الإكتئاب تعمل بشكل خاص على التقليل من هذه المراحل خلال النوم. في كل الحالات، ينصح الصائم دائماً بالنوم لمدة 4-5 ساعات متواصلة على الأقل في الليل، وأخذ قيلولة في النهار بين وقت الظهيرة والعصر كما كان يفعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

نصائح أخرى لتسهيل النوم في الليل

إليكم مجموعة من الإرشادات والنصائح التي يمكن أن تساعد على تسهيل الخلود إلى النوم والاستغراق فيه ليلاً خلال شهر رمضان المبارك:

  • أخذ حمام ساخن قد يؤدي إلى تدفئة الجسم وتسهيل الخلود إلى النوم. يمكن أن يؤدي الوضوء بماء ساخن الغرض.
  • النوم على الجنب بدلاً من الظهر.
  • المحافظة على نظام ثابت للنوم خلال كل الأيام والالتزام به حتى في أيام العطلة.
  • الذهاب إلى النوم فقط عند الشعور بالنعاس.
  • تجنب تناول المشروبات المحتوية على الكافيين قبل 4 ساعات على الأقل من وقت النوم.
  • إبقاء السرير فقط لغاية النوم و ليس للقراءة أو غيرها.
  • في حال عدم التمكن من النوم خلال 20 دقيقة من المحاولة، ينصح بترك السرير ومحاولة القيام بأي عمل حتى يشعر الشخص بالنعاس مجدداً.
  • في حال عدم التمكن من النوم خلال الليل، ينصح بممارسة العمل كالمعتاد خلال النهار لتسهيل الخلود إلى النوم في الليلة التي بعدها.

اقرأ أيضاً: أسباب الأرق وتدابيره العلاجية