معرض «إيحاءات اللون الوردي» للمصري فرغلي عبد الحفيظ: حالات البهجة ورسائل الأمل
[wpcc-script type=”7d65f012eec1672927465185-text/javascript”]

القاهرة ــ القدس العربي»: للفنان فرغلي عبد الحفيظ تاريخ وتجارب مهمة في مسيرة الفن التشكيلي المصري، وإن كانت التلقائية المدروسة هي الأسلوب اللافت في معظم أعماله، رغم بعض التكرار الذي قد يطال هذه الأعمال من حين لآخر. ويأتي في معرضه الأخير، الذي أقيم مؤخراً في قاعة الزمالك للفن في القاهرة، الذي عنونه بـ «إيحاءات اللون الوردي» ليلهو عبد الحفيظ ويعتمد أساليب وألوان الأطفال المُبهجة، مُبتعداً تماماً عن أفكار وتكوينات مجرّدة، أو لوحات مُفتعلة تتباهى بالحرفة بعيداً عن التأثير والتفاعل مع عين المتلقي وروحه.
عالم اللون الوردي
يعتمد عبد الحفيظ اللون الوردي ويجعله عنواناً، ورغم ذلك بما إنه يسيطر إلى حدٍ كبير على معظم اللوحات والحالات التي يمثلها، إلا أنه في بعضها يبدو متخفياً ومستتراً، حيث يسيطر الأزرق على سبيل المثال، هنا يصبح كنغمة خافتة لكنها ملحوظة ومؤثرة، رغم ما تشغله من مساحة في اللوحة، فيبدو الصراع أكثر وضوحاً وإن كان هادئاً، فلا يستدعي بالضرورة أي شكل من أشكال الصدام. فقط محاولة التواجد أو الوجود بمعنى أدق. حالة الإصرار هذه هي ما تبعث على الأمل، رغم التناقض ما بين هذا اللون ولون آخر أكثر قتامة. وحالة اللون توضح من ناحية أخرى ما يستشعره أحد العشاق أمام معشوقته، فبينما هي تقف في الظل ــ مجازاً ــ يشتعل العاشق باللون الوردي تماماً.
حالات البهجة
ومن المساحات المتباينة التي يشغلها اللون الوردي في اللوحات، إلى الموضوعات التي يُجسدها أو اللقطات التي يحكي حكاياتها. فحالات مثل الأمومة وتنويعات الحب وأبطاله، وصولاً إلى مشاركة بعض الكائنات لهذه الحالة أو تلك، كالزهور، الطيور، الأسماك، الخيول الراقصة في الأفراح الشعبية وقرى الريف، وحتى الجمادات التي تتمثل في آلة موسيقية تبعث على البهجة. فالطبيعة ومخلوقاتها تتآلف وهذه الحالة، لا بد أن تكون في لونها نفسه.. اللون الوردي.
يحاول فرغلي عبد الحفيظ في بساطة شديدة أن يترك أثراً من خلال لونه المختار، بأن الحياة لم تزل جديرة بأن تُعاش، لحظات قليلة ربما من سعادة، لكنها هي التي تبقى، وسط تفاصيل من زخم لا فائدة منه سوى ضياع الوقت، أو البحث عن بطولات وهمية. حالة السعادة هذه تبدو متجسدة على الدوام، لكن البحث عنها دائماً يأتي من خلال طرق بعيدة مُضللة، فيتوه الكائن ويدخل بدوره في زمرة أصحاب الألوان القاتمة ــ الأغلبية ــ وتأتي السخرية من نغمة خافتة لا تعي إلا نفسها التي وجدتها، وهم أصحاب اللون الوردي وعالمه.