هآرتس
عميره هاس 8/12/2020

معلم يخرج من بيته الى مكان عمله والجندي يقول له “الى الخلف در، ممنوع أن تمر”. خلال اسبوعين هذا الامر حدث مع عدة اشخاص في نفس المسار: حسب رغبته، الجندي يقول إن هذا بسبب كورونا. وعندما يريد يقول إنهم “ممنوعون امنيون”. الاساس ألا يخرجوا من يطا في طريق الجنوب شرق الترابي باتجاه القرية المجاورة سوسيا وعدد من التجمعات الاخرى في جنوب الضفة الغربية. يجب عليهم أن يقولوا شكرا، قال الجندي، لأنني اقوم بإرسال الممنوعين الى البيت ولا اقوم بتوقيفهم ساعات في الحاجز. أنا لست رئيس الاركان، ويجب عليكم التوجه للمسؤول عني، اضاف.
إن سلوك الجندي لا اساس له وهستيري بنفس الدرجة التي هي أمر ممكن. لأن الامر يتعلق بأرض الاحتلال غير المحدود. وهو مدحوض لأنه اذا كان الامر بسبب كورونا فان الامر هو منع الفلسطينيين من الوصول الى بيوتهم أو الى اماكن عملهم في يطا أو سوسيا – الجيش كان يمكن أن يضع حواجز على ست طرق اخرى توصل الى يطا، لكنه لم يضعها.
تصرف الجندي ينبع من الهوس لأنه لو كان هناك أمر لمنع الانتقال من مناطق أ (يطا) الى مناطق ج (سوسيا) لكل الممنوعين أمنيا فلماذا فقط الخروج من جنوب شرق يطا وليس من كل الضفة الغربية؟ المعنى هو أن مئات الآلاف سيبقون محبوسين في مدنهم. الممنوع امنيا هو احد التصنيفات البيروقراطية التي استهدفت منع دخول الفلسطينيين الى اسرائيل.
أم قتل الجنود ابنها القاصر بإطلاق النار عليه، أحد سكان قرية يتظاهر ضد عنف المستوطنين، طالب غير متزوج، سجين امني سابق، ابن 75 سنة – جميعهم يعتبرون ممنوعين أمنيا. إن سريان أمر كهذا في جميع الضفة الغربية كان يقتضي وضع عشرات الحواجز الجديدة، لكنه لم يتم وضعها.
في اليوم بين التقرير الهاتفي الذي حصلت عليه في صباح الاحد الماضي عن منع مرور معلم الى مكان عمله وبين كتابة هذه السطور أمس جرى بيني وبين الجنود في قسم المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي نقاش حول معنى هذا الامر على ذاك الحاجز. هذا النقاش لم يستكمل، وصباح أمس تلقيت تقريرا آخر من الميدان: المعلم الذي تم منع خروجه مر. ومعلم آخر – منع من الذهاب الى عمله في الاسبوع الماضي – لم يتم السماح له مرة اخرى باجتياز الحاجز. ما الذي يحدث؟ الاعتداء التعسفي للجيش الاسرائيلي، الذي لا يتم اعتباره في العبرية عنف، هل هو بالون اختبار؟.
من الواضح أن هناك شيئا خاصا حدث للجنود الذين يخدمون بالتحديد هناك، في منطقة قرية سوسيا. أو أنهم يتلقون اوامر مشوشة لا اساس لها أو أنهم يفسرونها بطريقة غير منطقية تماما. نفس الجنود كما يبدو، لا يعرفون – وقادتهم لا يريدون أن يتذكروا – بأن تصرفهم اليوم هو خرق لتعهد صريح أعطاه الجيش للمحكمة العليا وللمحامي قمر مشرقي اسعد بأن حقل الرماية الذي اقامه الجيش في طرف الطريق قبل سنتين تقريبا لن يؤثر على حرية حركة الفلسطينيين. في الاسابيع الاخيرة نجح تدخل مشرقي اسعد في أن ينقل عددا من الاشخاص الذين علقوا في الحاجز بذريعة كورونا، لكن ليس “الممنوعين أمنيا”.
أنا لا يسعني إلا أن أكون مصابة بالبارانويا. المستوطنون في المنطقة والادارة المدنية يحاولون منذ سنوات محو قرية سوسيا عن الارض (بعد أن طردت اسرائيل سكانها في 1986 من قريتهم الاصلية). قطع الطريق القصيرة والاكثر طبيعية الى يطا هو وسيلة لتنغيص الحياة في القرية الصامدة، وكذلك الهدم المتكرر للاكواخ السكنية ومنع ربطها بشبكة المياه. والى أن يتمكن سكان سوسيا من العودة والمرور في هذه الطريق بدون مشاكل وبدون استثناء أنا سأواصل الاعتقاد بأن هناك جهة معينة، عسكرية أو مدنية، اعطت الجنود بشكل متعمد أمرا هستيريا، غير منطقي وغير قانوني، لكنه محتمل جدا.