نعرض لكم اليوم في هذا المقال معلومات عن ابي لهب الذي يُعد من ألد أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية رسالته، تعرض الدين الإسلامي في بداية الدعوة إلى العديد من المعارضات، والمواجهات، والأعداء الذين كانوا يعملون على إضعافه، والقضاء عليه بكل قوتهم، وكان “أبو لهب” من أشهرهم، وفيما يلي على موسوعة نُقدم نبذة عنه، تابعونا.
معلومات عن ابي لهب
وُلد أبو لهب في مكة المكرمة، وهو “عبد العزىز بن عبد المطلب بن هاشم”، وهو عم رسول الله صلى عليه وسلم، وقد كُني بأبي عتبة نسبة إلى ولده.
لماذا سمي ابو لهب
أُطلق عليه أيضًا “أبو لهب”؛ وذلك يرجع إلى ما يمتاز به من شدة بياض الوجه، ووسامته التي تُخالطها الحُمرة، وما امتاز به من إشراق.
صفات أبو لهب
- كان أبو لهب شديد الانفعال، غليظ القلب يتميز بالقسوة، والصرامة، والصوت الجهور، وسرعة الغضب.
- ومن صفاته أيضًا أنه كان شديد الحب للأصنام، والاعتناء بها.
- أما عن صفاته الخَلقية فقد كان وسيمًا أبيض الوجه، مشرقًا، وكان لديه حُمرة على وجهه.
- وكان يمتاز أيضًا بطول قامته.
علاقة أبي لهب برسول الله قبل البعثة
أحب أبو لهب “محمد” ابن أخيه حبًا شديدًا، حتى أنه أعتق جاريته عندما بشرته بمولده من شدة فرحه بمولد ابن أخيه.
زوَّجَ أبو لهب كل من ولديه “عتبة”، و”عتيبة” من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم “رقية”، و”أم كلثوم”.
علاقة أبي لهب برسول الله بعد البعثة
جاء قول الله تعالى:”وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)”. سورة الشعراء.
فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا يُنادي أهله، وعشيرته من بني فهر، وبني عدي وهو “بطون قريش”؛ فاجتمع الرجال جميعهم، ومن لم يتمكن من القدوم أرسل نائبًا عنه.
حين أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته إلى أهله، وعشيرته أظهر أبو لهب أقصى درجات العداوة له، وللدين الذي يدعو إليه، كما أن زوجة أبي لهب “أم جميل” كانت من أكبر المعاديين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته.
وعملا كلًا منهما على إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صور هذا الإيذاء ما يأتي:
- إشعال النار في طريق رسول الله.
- كانت تحرص أم جميل على حمل الشوك في وقت الليل، ووضعه في الطريق الذي يسلكه الرسول إلى بيته لتؤذي قدميه.
- هذا بالإضافة إلى الأذى اللفظي الذي كانت تتلفظ به، والفتنة التي كانت تُشعلها بين الناس، وقول الكذب، والافتراء على رسول الله صلى.
- وكانت تُسمعه سيء الكلام في فترة انقطاع الوحي إلى أن نزل قول الله تبارك وتعالى:”وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)”. سورة الضحى.
- وغير ذلك الكثير من مظاهر الأذى المادي، والمعنوي.
نزول سورة المسد في أبي لهب وزوجته
عندما عارض أبو لهب رسول الله حين إبلاغه لهم برسالته لعنه أبو لهب؛ فجاء قول الله تعالى بسورة المسد؛ لينصر نبيه.
عن عبد الله بن العباس قال:”لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ}، صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ – لِبُطُونِ قُرَيْشٍ – حتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَخْرُجَ أرْسَلَ رَسولًا لِيَنْظُرَ ما هُوَ، فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ ما أغْنَى عنْه مَالُهُ وما كَسَبَ}”. حديث صحيح ورد في صحيح البخاري.
كيف مات ابو لهب
بعد انهزام الكفار في غزوة بدر التي لم يُشارك فيها أبو لهب حزن حزنًا شديدًا، وأُصيب بمرض “العدسة” وهو مرض جلدي يُقال أن حزنه الشديد كان سبب إصابته به، ومات بعد إصابته لشدة مرضه، وبقيت جثته ثلاثة أيام إلى أن تعفنت.
خشي قومه العار لعدم دفنهم له؛ فقاموا بحفر حفرة عميقة، وألقوه فيها، ثم قذفوا فوقه الحجارة خشية العدوى.



