مقال اليوم من موسوعة عن معلومات عن القاضي اياس بن معاوية ، ولد في العام السادس والأربعين من الهجرة في نجد وانتقل مع أسرته إلى البصرة، تربى ونشأ على أيدي بعض الصحابة الأجلاء، كما لوحظ عليه معالم الفطنة والذكاء، اشتهر إياس بحل النزاعات وفض المشاحنات، حيث ذكرت له نوادر عديدة، تنم على الذكاء والمهارة وسرعة البديهة، تتلمذ على يديه العديد من العلماء والصغار، وعمل قاضياً، عرف عنه العدل والنزاهة.
معلومات عن القاضي اياس بن معاوية
تربى وترعرع القاضي إياس على يد العديد من الصحابة الأجلاء، حيث إنه ولد في العام السادس والأربعين من الهجرة فلحق بالعديد منهم، كما تنبؤوا له بمستقبل عظيم، لما ظهر عليه من معالم الذكاء، فكان طفل فصيح، يتحدث كالكبار، وكان لا يلهوا مثل الصغار بل كان يفضل مجالس العلم، وكان لإياس نوادر كثيرة ومقولات تدرس في الحكمة والعدل والأدب سنتعرف عليها في السطور الأتية.
قصة القاضي اياس مع التاجر
من أشهر قصص القاضي إياس قصة التاجر حيث اختصم إليه رجلان، كان أحدهم قد وضع المال عند الأخر كأمانة سيستردها فيما بعد، وذلك لما عرف عنه من أمانة بين قومة، وكان المؤتمن تاجر يعرف بالأخلاق الكريمة وطيب الخصال، وفي يوم ذهب الرجل ليسترد ماله من التاجر، فنكر التاجر إنه أخذ شيء من الرجل، في حينها سأل القاضي إياس الرجل أخبرت التاجر إنك ستأتي لتشكوه لي، قال لا لم أخبره، فقال له أذهب وأتي لي غداً سأدبر لك الأمر.
ذكاء القاضي اياس
قام القاضي الفطين بالإرسال للتاجر وقال له عندي مال كثير أدخره لأطفال يتامى، ولانشغالي أود رجل ذو صيت وسمعة طيبة مثلك يؤتمن على المال، وقدم له سؤال هل عندك خزينة ضخمة تساع مال لا يستطيع أحد على حمله؟ قال نعم يا قاضي القضاة، فقال أأتيني بعد غد ومعك من يحمل المال على أكتافه، وفي اليوم التالي قدم إليه الرجل صاحب المال، قال له أذهب الآن للتاجر وقل له يعطيك مالك، إن أنكر ما لك عنده قل له سأشكوك للقاضي إياس، فعل الرجل ما قاله له القاضي، ففي بادئ الأمر أنكر التاجر مال الرجل، وبعدما قام بتهديده أعطاه ماله خوفاً من منع إياس من أمانة الأيتام.
نوادر القاضي اياس
كان قد تخاصم إياس مع رجل كبير في السن في السوق، فذهبا للقاضي، فبدأ القاضي بالكلام وقال لماذا تأذي العجوز يا إياس، ألا تعرف حق الكبير على الصغير، فقال إياس يا قاضي أحكم بالحق فالحق أكبر من كل كبير، فقال القاضي له ، أصمت ، فقال إياس وإن صمت فمن يتكلم بحجتي، فقال القاضي، كل ما ستقوله باطل، ولا أأخذ به، فرد عليه إياس ناطقاً الشهادتين، فصمت القاضي خجلاً، وبعد برهة قال أظنك يا إياس ظالماً الرجل العجوز، فرد رده الشهير( ما على ظن القاضي خرجت من منزلي) فضحك القاضي وقال ما كل هذه الفصاحة يا صبي.
ذكر عنه إنه كان في أحد حلقات العلم يلقن الطلاب درساً فدخل رجلاً أحمق ساخراً منه دون معرفته، فرد إياس قائلاً”كل رجل لا يعرف عيب نفسه فهو أحمق” وبعدها قدم له الرجل الاعتذار لكونه لم يعرف إنه القاضي إياس.
في عهد عمر بن العزيز سادس الخلفاء الراشدين تم تعين إياس قاضي للبصرة، وكان عدي بن أرطاة حاكم البصرة حينها، فقام بعد إياس بعد فترة وجيزة، فذهب ليشتكي لعمر بن عبد العزيز فوجدة توفى، فبقي في دمشق يعلم أطفالها الفقه والقرآن.
وفاة القاضي إياس
قيل عن وفاة القاضي إياس إنها كانت معجزة حيث تنبأ بوفاته، حيث رأي في منامة إنه يسير بجانب أبيه وكل منهم يركب على فرس ولا هو يسابق أبية ولا أبيه يسابقه، فلما أستيقظ قال الرؤية لزويه، وفسرها قبل وفاته بليلة، فقبل الذهاب لسريرة قال، اليوم أتممت العمر الذي توفى فيه أبي وكان قد بلغ يومها السادسة والسبعين من عمرة، فقالوا إنه لم يستيقظ بعدها.
بذلك نكون قدمنا لكم عبر موسوعة قصة القاضي إياس ذلك الرجل ذات القصص الشيقة والنوادر الفطنة، صدق من قال إنه الرجل الذي يبشر به قومة كل مائة عام.