سنتحدث في مقال اليوم عن معلومات عن عصر الجاهلية وهو العصر الذي يسمى أيضًا بعصر ما قبل الإسلام، والجاهلية في المعاجم العربية هي كلمة مشتقة من الجهالة أي التصرف بشيء من الحمق، وهي كلمة تدل على عادات العرب قبل الإسلام، وعبر سطور هذا المقال من موسوعة سنتعرف على العصر الجاهلي وأبرز السمات التي اتسم بها، فتابعوا معنا.
متى كان العصر الجاهلي
اتفق فقهاء المسلمون على أن العصر الجاهلي، أو مصطلح عصر الجاهلية أُطلق على الفترة الكائنة ما بعد إرسال الله تعالى لعيسى بن مريم عليه السلام، وحتى بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأطلقت عليه هذه التسمية نظرًا لما اتسمت به اعتقادات الناس في هذا الوقت من انحرافات لا تنم سوى عن الجهل والاستهتار بوجود الله تعالى، حيث انحرفت الديانات المسيحية واليهودية في بلاد الحجاز والشام، والحبشة وبعض البلدان الأخرى التي كانت تدين باليهودية والمسيحية.
كما كان الناس في بلاد فارس يعبدون النار، وكان الناس في اليمن وما حولها يعبدون الأصنام، حتى وصلت عبادة الأصنام إلى بلاد الشام، وظلت الحال هكذا حتى بعث الله النبي محمد عليه الصلاة والسلام لكي يحررهم من تلك الاعتقادات الخاطئة ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، ومن هنا انتهى عصر الجاهلية.
الحياة في العصر الجاهلي
لم تكن الحياة في العصر الجاهلي بهذا السوء المشهور عنها، فلقد كانت هناك بعض مظاهر الرقي والتقدم في العصر الجاهلي، وخاصة من الناحية الأدبية، وقد اشتهر العرب وقتها بنظم الشعر بفروعه المختلفة، ونتعرض هنا، لملامح الحياة الاجتماعية والدينية للعرب قبل الإسلام ثم نتحدث عن الشعر في الجاهلية.
ملامح الحياة الاجتماعية عند العرب قبل الإسلام
كانت القبيلة عند العرب في الجاهلية هي النظام الاجتماعي المعروف، وكان العرب يفخرون بالانتساب إلى قبائلهم ويتسمون بالعصبية القبلية تجاه الآخرين، وكان نصر الفرد المنتمي للقبيلة هو واحد من أهم واجبات الأفراد المنتمين لنفس القبيلة، بغض النظر عن الحق، وكان يشتهر بينهم قول “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”، وتعني أن تقوم بالدفاع عمن ينتمي لقبيلتك دون النظر إلى اعتبارات أخرى، وسواء كان ظالمًا، أم كان يظلم أشخاصًا آخرين.
وكان العرب يفتخرون بنسبهم لقبائلهم، وكانت تقوم الحروب بين القبائل بسبب هذا الأمر وخاصة القبائل العدنانية والقبائل القحطانية.
كان القحطانيون يسكنون شمال الجزيرة العربية، وتتسم حياتهم بالتحضر بالمقارنة مع قبائل الجنوب الذين كانوا من البدو الرُّحل الذين ينتقلون من مكان لآخر بحثًا عن العُشب والكلأ.
ملامح الحياة الدينية عند العرب في الجاهلية
لم تكن الحياة الدينية للعرب قبل الإسلام واحدة، فقد كانت تنتشر المعتقدات المختلفة، التي يرى كل أصحاب ديانة أنهم هم على الصواب، والباقين لا تصح اعتقاداتهم، على الرغم من أن معتقدات الجميع كان تملؤها الخرافات والأفعال الشركية بالله الواحد الأحد.
- كانت عبادة الأصنام هي أشهر العبادات التي عرفها العرب في الجاهلية، وكانت الأصنام تتخذ هيئات مختلفة منها ما هو على شكل حيوان، ومنها ما هو على شكل إنسان أو طير، وكانوا للحصول على رضا الأوثان يتقدمون لها بالقرابين، والنذور. ومن أشهر الأوثان التي عبدها العرب في الجاهلية: اللات والعزى ومناة، وقد تم ذكرهم في القرآن الكريم.
- انتشرت الديانة المسيحية مع ما لحقها من تحريفات في بلاد الحبشة ونجران واليمن وربيعة والحيرة وغساسنة.
- انتشرت عبادة النار في بلاد فارس وكانوا يسمون بالمجوس، وديانتهم كانت تعرف باسم “المجوسية”
- وكانت هناك فئة صغيرة جدا من الناس يدينون بالحنفية، وهي عبادة الله الواحد الأحد دون شريك له، وكانت أشهر المعتنقين لها ورقة بن نوفل.
الشعر في العصر الجاهلي
كان الشعر في الجاهلية من أبرز سمات العرب، ولم يكن العرب في نظم شعرهم يعتمدون على البحور الشعرية المعروفة في الوقت الحالي، بل كانوا ينظمون الشعر دون تعليم، ودون أن تكون لهم دراية بقواعد اللغة العربية لأنها لم تكن وضعت بعد، ولكن كانوا يتمتعون بالفصاحة والبلاغة، ولذلك كانت معجزة القرآن الكريم هي البلاغة حتى يتحداهم بها، وكان نادرًا ما يلحن أحد العرب في إلقاء الشعر.
ابرز شعراء العصر الجاهلي
- النابغة الذبياني
- عمرو بن كلثوم
- زهير بن أبي سلمى
- عنترة بن شداد
- طرفة بن العبد
- امرؤ القيس
المراجع
1