‘);
}

الأخلاق في الإسلام

نالت الأخلاق في الإسلام مرتبةً عالية، وأهميةً بالغة، بل عدّها أهل العلم من الأصول والمرتكزات التي يقوم عليها الإسلام، وهي: الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، وكثراً ما دعتْ النصوص الشرعية إلى ترسيخ الأخلاق في النّفوس وتنميتها، وقد بلغت الأخلاق الفاضلة بأصحابها مبلغاً عظيماً؛ ففي الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من شيءٍ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسنِ الخُلُقِ)،[١] والعقلاء يُجمعون على أنّ أصل الأخلاق جبلّة فطر الله النّاس عليها؛ فالصدق والوفاء، والشجاعة وغيرها أخلاق يُمتدح المرء لأجلها، في حين إنّ الكذب، والغش، والجبن أخلاقٌ يستحقّ فاعلها المذمّة، وقد شكّل النبي -صلى الله عليه وسلم- بأفعاله وسلوكياته منهجاً أخلاقياً يُحتذى به؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: (لم يكنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا مُتَفَحِّشًا، وكان يقولُ: إن مِن خِيارِكم أحسنَكم أخلاقًا)،[٢] وخلاصة القول في حُسن الخلق كما جاء عن ابن حجر -رحمه الله- أنْ يختار المرء من الأقوال والأفعال أفضلَها ويجتنّب رذائلها،[٣] وميدان حسن الخلق ميدانٌ واسع، وفضاؤه رحبٌ، فهو لا يقف عند مسلك واحد، ولا ينحصر في تصرّف محدّد، ومن محاسن الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحضّ عليها خلق البرّ؛ فما هو البر، وما نصيبه في منظومة الأخلاق؟

معنى البر

لعلّ الوقوف على معنى البر ودلالات المصطلح في اللغة العربية يكشف للباحثين علاقة المعنى اللغوي بالدلالة الاصطلاحية له، على اعتبار أنّ استخدامات العرب للمفردات أصلٌ في فهم معاني ودلالات الاصطلاحات.