مغلي البقدونس واستخداماته

يُعد البقدونس إحدى الأعشاب الأساسية في المطبخ التي يمكن دمجها بسهولة في النظام الغذائي؛ سواء كان في تحضير الطعام، أو السلطة، أو كوضعه كزينة للطعام. كما يمكن عمل بعض أنواع المشروبات منه، إما بدمجها مع فواكه أو خضروات أخرى، أو شربه كمنقوع أو مغلي للبقدونس. ويُطلق على البقدونس اسم المقدونس أيضاً.
ويُعرَف مغلي البقدونس (بالإنجليزية: Parsley Tea) أيضاً باسم شاي البقدونس، غير أنه لا يحضر من أوراق نبتة الشاي المعروفة باسم الكاميليا الصينية (الاسم العلمي: Camellia sinensis)، بل يعد أحد أنواع شاي الأعشاب. ويتم تحضيره بغلي الماء ووضع بعض أوراق من البقدونس فيه. وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع مختلفة من البقدونس يمكن استعمالها في إعداد مغلي البقدونس، وتتضمن:

• البقدونس الهش (الاسم العلمي: Petroselinum crispum)، ويُعرَف أيضاً بالبقدونس المُجعد.
• البقدونس المُسطح (الاسم العلمي: Petroselinum neapolitanum).
• البقدونس الإيطالي.

ما هي طريقة تحضير مغلي البقدونس؟

يمكن تحضير مغلي البقدونس منزلياًأو شرائه من الأسواق ككيس شاي جاهز. ويُعد من الخلطات سهلة التحضير كما أنها سريعة. ويمكن استخدام البقدونس الطازج أو المجفف. ويمكن إضافة الليمون أو العسل أو السكر له كمنكهات. وفيما يلي طريقة تحضير مغلي البقدونس:

• إزالة أوراق البقدونس الطازجة أو المجففة عن السيقان.
• إضافة ما يتراوح بين ثُمن كوب وربع كوب من أوراق البقدونس لكل كوب من الماء المغلي حسب الرغبة، وغليهم سوياً لمدة لا تتجاوز الدقيقة.
• ترك الأوراق منقوعة في الماء لمدة 4-10 دقائق. ويمكن تركها لمدة أطول في حال الرغبة بتعزيز النكهة.
• إزالة الأوراق من الماء، وسكب المزيج في كوب.

ما هي الفوائد الصحية لمغلي البقدونس؟

قد تتشارك بعض الفوائد الصحية للبقدونس مع مغلي البقدونس، نتيجة وجود العديد من المعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة للجسم في البقدونس. ولكن تجدر الإشارة إلى قلة كمية هذه العناصر في المغلي مقارنةً مع البقدونس نفسه، لذلك قد يختلف مقدار الفائدة بناء على ذلك. كما ينبغي التنويه بأنَّ الدراسات والأبحاث العلمية لم تثبت معظم هذه الفوائد، واقتصرت على التجارب الشخصية والأقوال بين الناس. وفيما يأتي توضيح لبعض الفوائد المذكورة لكل من البقدونس ومغلي البقدونس:

• مضاد للأكسدة: يُعد البقدونس أحد المصادر الغنية بالمواد المضادة للأكسدة ومن أهمها الفلافونويد، والكاروتينات، وحمض الأسكوربيك، والتوكوفيرول، وفيتامين ج. وتلعب مضادات الأكسدة دوراً هاماً في حماية خلايا الجسم ضد التلف الناجم عن بعض الجزيئات الضارة التي تدعى بالجذور الحرة. وذلك لأنَّ تراكم الجذور الحرة في الجسم يسبب الإصابة بالإجهاد التأكسدي الذي يلعب دوراً هاماً في تطور بعض الأمراض المزمنة مثل السرطان واضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل الروماتويدي
• خصائص مضادة للسرطان: يُعتقد أن لمغلي البقدونس بعض الخصائص التي تساعد على مكافحة السرطان بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض، بالإضافة إلى مركبات الفلافونويد كاللوتولين (بالإنجليزية: Luteolin ) و الإبيجينين (بالإنجليزية: Apigenin) والكارنوسول (بالإنجليزية: Carnosol). وتجدر الإشارة أنَّ لهذه المركبات تأثير سلبي على نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، ولكن يقل تركيزها في مغلي البقدونس.
• علاج التهاب المسالك البولية: على الرغم من انتشار استخدام مغلي البقدونس للمساعدة على علاج التهاب المسالك البولة، لكن أنَّ نتائج الدراسات مختلطة.
• المساعدة على تقليل تكون حصى الكلى: يعد البقدونس من مدرات البول، كما أنها يساعد على التقليل من خطر تكون حصى الكلى بسبب الكالسيوم تيجة عدم احتوائه على الأوكسالات. وأظهرت بعض التجارب الحيوانية أنه يساعد على زيادة حجم البول، ورفع حموضته، اضافةً إلى دوره في التقليل من إخراج الكالسيوم في البول. بينما أظهرت أحد التجارب التي أجريت على 20 شخص عدم وجود أي اختلاف مهم بين شرب 1200مل من مغلي البقدونس أو الماء لمدة أسبوعين على حجم البول، أو درجة حموضته، أو تركيز الصوديوم، أو البوتاسيوم، أو الكلور، أو اليوريا، أو الكرياتنين، أو الفسفور، أو المغنيسيوم، أو حمض اليوريك. وبالتالي ما زالنا بحادة إلى المزيد من الدراسات للتأكد من تأثير مغلي البقدونس على حصى الكلى.
• خفض مستويات السكر في الدم: يستخدم البقدونس كعلاج شعبي للمساعدة على التقليل من مستوى السكر في الدم في بعض البلدان كتركيا. ودعمت بعض الدراسات هذه الخاصية، إذ وجد أنَّ البقدونس يساعد على التحسين من صحة الكبد والتقليل من مستوى السكر في بعض الخلايا الحيوانية، كما ساعد على تقليل الوزن ومستوى السكر عند إعطائه لفئران مصابة بالسكري. وعلى الرغم من ما سبق، ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات هذه الفائدة بين البشر.
• المساعدة على تنظيم الحيض عند النساء: يستخدم مغلي البقدونس كعلاج شعبي لمشاكل الحيض، إذ يحفز من بدئها ونزول الدم بشكل معتدل. كما يستخدم للتقليل من إنتاج الحليب لدى المرضعات وللمساعدة على علاج اضطرابات الهرمونات. ويعتقد أن مركبات المريستيسين (بالإنجليزية: Myristicin) والأبيول (بالإنجليزية: Apiole) هي المسؤولة عن هذه الفوائد وذلك بسبب تأثيرهم على انتاج الأستروجين في الجسم.
• المساعدة على علاج الاضطرابات الهضمية: يحتوي البقدونس على نسبة جيدة من الألياف التي تلعب دوراً هاماً في تحريك الطعام في الجهاز الهضمي والمساعدة على علاج الاضطرابات الهضمية.
• المساعدة على تقوية العظام: يُعد البقدونس مصدر غذائي غني بفيتامين ك، الذي يسعد على بناء العظام. إضافة إلى ذلك يقلل البقدونس من تشرب العظم (بالإنجليزية: Bone Resorption).
• الحفاظ على صحة العين: يحتوي البقدونس على مجموعة من الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة التي تساعد في تحسين صحة العين والتقليل من الضمور البقعي وإعتام عدسة العين، ومن أهم هذه المواد هي فيتامين أ، وبعض الكارتونيات كالوتين والزياكسانثين.
• خسارة الوزن: كثرت الإشاعات حول كيفية عمل مغلي البقدونس على خسارة الوزن، ولكن لسوء الحظ فإن مغلي البقدونس ليس مشروباً سحرياً ولكن نظراً لامتلاكه بعض الخصائص المدرة للبول التي تساعد على تخليص الجسم من كمية الماء الزائدة في الجسم والتي قد يكون لها علاقة في متلازمة ما قبل الحيض، أو نتيجة زيادة الصوديوم في النظام الغذائي، أو بسبب الحمل أو ناجم عن تناول بعض أنواع الأدوية، لذا فإن مغلي البقدونس قد يساعد في خسارة بضع بوصات من الوزن في حال كان هذا الوزن ناجم عن السوائل المحتبسة في الجسم.
• المساعدة على التخفيف من الضائقة التنفسية: يمكن استخدام مغلي البقدونس للمساعدة على التقليل من صعوبة التنفس المصاحبة لبعض الأمراض التنفسية كالربو بسبب احتوائه على فيتامين ج الذي يساعد على مكافحة الأمراض التي قد تسبب ضيق النفس. كما يعتقد أن لمركبات البيتا كاروتين الموجودة في البقدونس القدرة على تقليل خطر الإصابة بالربو.
• المساعدة على تقوية الدم: يحتوي البقدونس على الحديد، الذي يعد مهماً لإنتاج خلاي الدم الحمراء. كما يساعد الكالسيوم الموجود في البقدونس على زيادة قدرة الجسم على استخدام الحديد. 
• المساعدة في علاج بعض مشاكل البشرة: وفيما يأتي أهمها:
  • توحيد لون البشرة: يحتوي البقدونس على نسبة جيدة من فيتامين ج والذي يُعد أحد المواد المضادة للأكسدة التي تلعب دوراً هاماً في توحيد لون البشرة والتخلص من التصبغات.
  • مكافحة الشيخوخة: إضافة إلى فيتامين ج الذي يحارب الجذور الحرة التي تسبب الإجهاد التأكسدي، تساعد بعض أنواع المغذيات كالنحاس والزنك والمنغنيز والكالسيوم والبوتاسيوم في التقليل من الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
  • التخلص من حب الشباب: يمكن استخدام القليل من خليط البقدونس المضاف إلى الماء المغلي، وبعد أن يبرد بتم إضافة القليل من قطرات عصير الليمون وزيت شجرة الشاي ومستخلصات اكليل الجبل، ويتم سكب هذا الخليط في زجاجة واستخدامه على الوجه.
  • تشقق الشفاه.
  • الكدمات.
  • لدغات الحشرات.

ما هي الآثار الجانبية لمغلي البقدونس؟

يعد مغلي البقدونس آمناً إذا تم تناوله بكميات معتدلة. إلا أنَّ الإفراط في تناولهما أو استخدام زيت البقدونس أو مطحون جذورها لعمل المغلي قد يتسبب في بعض الأحيان إلى مجموعة من الآثار الجانبية، وفيما يلي أهمها:

• اضطرابات النزيف: قد يسبب الإفراط في تناول البقدونس من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف إلى بطيء تخثر الدم زيادة خطر النزيف، وذلك بسبب احتوائه على فيتامين ك.
• انخفاض مستويات السكر في الدم: قد يتسبب الإفراط في تناول البقدونس إلى انخفاض شديد في نسبة السكر في الدم، لذا ينصح بمراقبة علامات انخفاض السكر خلال فترة استخدام البقدونس.
• احتباس السوائل: قد يتسبب الإفراط في تناول البقدونس إلى زيادة خطر احتباس السوائل نتيجة تسبب البقدونس باحتباس الصوديوم.
• ارتفاع ضغط الدم: قد يتسبب الإفراط في تناول البقدونس إلى انحباس الصوديوم في الجسم الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
• الأنيميا أو فقر الدم.
• مشاكل في الكبد أو الكلى.

بناءً على ما سبق ذكره من آثار جانبية، يجب تجنب تناول البقدونس أو مغلي البقدونس لمدة أسبوعين قبل إجراء أي عملية جراحية. كما يجب مراجعة الطبيب واستشارته قبل تناول مغلي البقدونس في حال الإصابة بأحد المشاكل الصحية التالية:

• مرض السكري.
• ارتفاع ضغط الدم.
• أمراض الكلى.
• احتباس السوائل.

ما تأثير مغلي البقدونس على الحمل؟

يجب تجنب شرب كميات كبيرة من مغلي البقدونس خلال الحمل لأنَّه قد يساعد على تحفيز الانقباضات الرحمية، وبالتالي يزيد من خطورة الإجهاض أو الولادة المبكرة. كما يسبب تناول البقدونس بكميات كبيرة خلال فترة الحمل إلى بدء تدفق الطمث. ويعتقد أن مادة الأبيول هي المسؤولة عن هذا التأثير. وعادة ما توجد هذه المادة بكميات كبيرة في زيت الأوراق والجذور.

اقرأ أيضاً: لماذا يلجأ الناس الى العلاج الشعبي

اقرأ أيضاَ: العلاج بالنباتات الطبية ومحاذيرها