مفهوم الاكتفاء الذاتي وتأثيره على الأوطان

Share your love

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”9dbb3048dd779c2f738725eb-text/javascript”] [wpcc-script type=”9dbb3048dd779c2f738725eb-text/javascript”]

الاكتفاء الذاتي هو عبارة عن اعتماد الكائن الحي على نفسه فقط في مواجهة المشاكل، حيث تعتمد الدولة على إمكانيتها للحصول على سلع استثمارية واستهلاكية، وذلك لتقلل من التبعية الاقتصادية والسياسية لدولة أخرى، والهدف من ذلك تحقيق الاستقلالية التامة في القرارات الداخلية والدولية، فهناك اكتفاء ذاتي في المجالات الاقتصادية حيث تتبع الدولة سياسة معينة حتى تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي عن طريق الاعتماد على مواردها فقط، بحيث تعيش الدولة على المنتجات المحلية التي تنتجها بنفسها ولا تعتمد على أي دولة أخرى.

علاقة الاكتفاء الذاتي والثقة بالنفس
يرتبط الاكتفاء الذاتي بعلاقة قوية بالثقة بالنفس، وهدف الأساسي من الاكتفاء الذاتي هو الاستغناء عن البشر وان تعطي لعقلك التخطيط ثم القيام بالتنفيذ، على حسب ما تتمناه ويريده قلبك وعقلك دون الاعتماد على الآخرين، و الثقة بالنفس هي التقدم والعمل بدون أي توتر وتردد، فكلاهما يكملان بعضها البعض، وليس معنى الاكتفاء الذاتي هو عدم تقبلك للآخرين بل هو يعني عدم طلب العون، والسبب في ذلك انك تملك ما يغنيك.

فالأشخاص الذين يكتفون ذاتيا يثقون في أنفسهم، بالإضافة إلى منحهم لآخرين قبولهم لهم، ولكن لا يسمحون بسيطرتهم عليهم، لذلك الاكتفاء الذاتي وأيضا الثقة بالنفس هما غني النفس عن البشر.

هل المقصود من الاكتفاء الذاتي قطع التبادل التجاري مع الدول؟
الاكتفاء الذاتي لا يعني منع أو قطع التبادل التجاري مع الدول الأخرى بأي حال من الأحوال، بل العمل على تكوين ظروف وشروط تكون وطنية وداخلية حتى يمكن تحقيق أعلى ربح من التبادل الاقتصادي وذلك من خلال قنوات تقسيم العمل دوليا لتحقيق رفع درجات الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى تحقيق مستويات الإشباع الاستثمارية والاستهلاكية لدى المواطنين، مما يساعد على تحقيق رفع من مستوى الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، هذه التغيرات لا تحدث تلقائيا فيجب بذل جهود كبيرة من خلال كافة الوحدات الاقتصادية على جميع المستويات ( أفراد- مؤسسات).

تحاول بعض الدول الاستغناء عن أي واردات من أي دولة أخرى عن طريق الابتعاد عن المنتجات الأجنبية والاكتفاء بالمنتجات المحلية، لتغطى احتياجاتها من خدمات وسلع، وهذه السياسة هامة خلال وقت الحرب، وذلك لصعوبة القيام باستيراد الاحتياجات الأساسية من الخارج بسبب المخاطر التي يمكن ان تحدث بسبب عمليات الشحن البحرية.

هل تستطيع أي دولة ان تقوم بتحقيق الاكتفاء الذاتي صناعيا أو زراعيا أو في الخدمات أو في التنظيم؟
من الصعب جدا ان تقوم أي دولة بذلك، ولكم من المقبول أن يحدث إذا كان المقصود من ذلك القيام بإنتاج محصول زراعي معين أو إنتاج سلعة معينة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من مكونات صناعية أو زراعية كاملة مثل إنتاج دواء فهذا الأمر لا فائدة من ورائه، فإذا كان هناك دولة تنتج منتج معين ذات جودة عالية وأسعاره منخفضة، ففي هذه الحالة من الأفضل استيراد الدول الأخرى منها والعمل على إنتاج منتجات أخرى تتمتع بشروط الميزة النسبية حتى تتمكن الدولة من تصدير تلك المنتجات، بهذه الطريقة يحدث تنشيط في التبادل التجاري عالميا ويكون له فائدة كبيرة لكافة الدول.

كيف تتمكن الدولة من إنتاج جميع أنواع الدواء وهي تستورد الألبان والزبادي والسكر؟
كان هناك اكتفاء ذاتي لبعض الدول الاشتراكية وكان هو شعارا، وكانت هذه الدول تعاني من العزلة بسبب النظام الرأسمالي، فأخذت هذه الدول تبحث عن حلول اقتصادية داخل البلاد، لذلك قامت بالتكامل في القطاعات الاقتصادية، ولكن حدث انفراج في العلاقات بين الدول فأدى ذلك على اتساع التبادل التجاري بين الدول( الاشتراكية- الرأسمالية).

حدث انهيار في النظام السوفيتي، وأصبح هناك تيار جديد، الدول التي تريد السير في تيار الاكتفاء الذاتي يجب عليها تحقيق بعض الأمور وهي:
– أن تجعل القطاع الزراعي سوق للقطاع الصناعي عن طريق مواد الخام أو أدوات الإنتاج.
– أن تحقق العمالة الكاملة من خلال توفير الأيدي العاملة بأسعار تناسب كافة القطاعات الاقتصادية خصوصا القطاع الصناعي.
– أن يحدث تحكم حكومي بشكل شبه كامل.
– القيام بالتكامل الاقتصادي بين كافة القطاعات الاقتصادية.

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!