‘);
}
مفهوم الرجولة في الإسلام
يخلط الكثير من الناس بين مفهومي الرجولة والذكورة، ويعتقدون أنّ الذكورة تعبّر عن الرجولة، وهذا خلطٌ واضحٌ في كلا المفهومين، وتوضيح الفارق بينهما هو على النحو الآتي:[١]
- الذكورة ضد الأنوثة:وهي اللفظة التي تبيّن جنس الإنسان، دون التعرّض لما يعتنقه من مبادئ أو أخلاقٍ أو قيمٍ.
- الرجولة تتجلى بمبادئ الشخص:كما تتجلّى أيضًا بأخلاقياته، ومدى استعداده لتحمّل المسؤوليات المختلفة، والرجولة في الإسلام تطلق على من كانت أعماله فاضلةٌ، وأخلاقه حسنةٌ، وكان ملتزمًا بشريعة الله ويضحي من أجلها وفي سبيلها، والرجولة في النصوص الشرعية دائمًا ما تكون مرتبطةً بتحمل المسؤوليَّة والتضحية والفداء، وذلك لما بينهما من صلةٍ وثيقةٍ.[١]
شخصية الرجل المسلم كما يصوغها الإسلام
وضع الإسلام مجموعةً من التصوّرات لشخصية الرجل المسلم، وبيان ذلك آتيًا.[٢]
‘);
}
علاقة الرجل المسلم مع ربه
بأن يكون مؤمنًا بالله حقّ الإيمان، ودائم الذكر له والتوكّل عليه، مطيعًا له في أمره كلّه، يستمد منه العون مع أخذه بالأسباب، ويحس في أعماقه أنّه بحاجةٍ دومًا إلى قوَّة الله وعونه وتأييده، مهما بذل من جهد، ومهما اتخذ من أسباب، مؤدٍّ للفرائض والأركان والنوافل، متمثلًا معنى العبودية لله، كثير التلاوة للقرآن الكريم.[٢]
علاقة الرجل المسلم مع نفسه
يحرص على تنمية جسده من خلال اعتداله في طعامه وشرابه، ويمارس الرياضة، ويكون نظيف الجسم والثياب، حسن الهيئة، يحرص على تنمية عقله بالعلم، فالعلم عنده فريضةٌ وشرفٌ، وطلب العلم مستمرٌّ عنده حتى الممات، ويتقن ما تخصّص به من العلم، مع فتح نوافذ جديدةٍ على فكره، كما يسهم في تنمية روحه بأداء العبادات، وملازمة الرفقة الصالحة ومجالس الإيمان.[٢]
علاقة الرجل المسلم مع والديه
برٌّ بهما، ذلك أنّ البر بالوالدين أمرٌ من أجلّ الأمور التي حضّ عليها الإسلام، وأكّدتها نصوصه القاطعة الحاسمة، والرجل المسلم عارفٌ بقدر والديه، وأنّ الإحسان إليهما والبر بهما في مرتبةٍ تلي مرتبة الإيمان بالله والعبوديّة له، كما أنّه كثير الخوف من عقوقهما لكون العقوق مقرونًا بالشرك بالله.[٢]
علاقة الرجل المسلم مع زوجته
الرجل المسلم الحقّ الصادق يلتزم بهدي الإسلام العالي في معاشرته لزوجته وتعامله معها، فتنعم امرأته بعشرته الدمثة، وتسعد برفقته المهذّبة الراقية، مهما امتدّ بهما العمر وطالت الأيام.[٢]
علاقة الرجل المسلم مع أولاده
الرجل المسلم يدرك مسؤولياته الكبرى إزاء أولاده، ويستخدم في تربيتهم أجمل الأساليب.[٢]
علاقة الرجل المسلم مع أفراد مجتمعه
الرجل المسلم الحقّ صادقٌ مع أفراد مجتمعه، لا يغشّ ولا يخدع، ولا يحسد، رحيمٌ، غفورٌ، طليق الوجه، خفيف الظل، حليمٌ، يجتنب السباب والفحش، لا يتدخّل فيما لا يعنيه، وبعيدٌ عن الغيبة والنميمة.[٢]
نماذج من الرجولة والشجاعة في الإسلام
هناك العديد من الشخصيات الإسلاميّة التي اتّسمت بالرجولة والشجاعة، منها:[٣]
- أبو بكر الصديق:وهو أفضل رجال الأمّة، وخيرها على الإطلاق، شهد مع النبي المشاهد كلّها، واحتمل في سبيل الله الشدائد، وبذل الأموال، وظهرت شجاعة الصدّيق في ذروتها العليا وقمّتها السامية يوم موت الرسول، فثبّت الله به الأمّة بأسرها.
- عمر بن الخطاب:أمير المؤمنين، وناصر الدين، شهد المشاهد كلها مع النبي، وقُرن اسمه بالحق والعدل والقوة والشجاعة، وأعزّ الله به الإسلام، وأذلّ به قيصر الروم، وكسرى فارس.
المراجع
- ^أبسعيد ال ثابت، الرجولة، صفحة 1. بتصرّف.
- ^أبتثجحخمحمد الهاشمي، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، صفحة 13-204. بتصرّف.
- ↑عبد الستار الجنابي، شجاعة الصحابة رضي الله عنهم، صفحة 41-49. بتصرّف.