‘);
}
مفهوم القروض الإنتاجية
القروض الإنتاجية: هي تلك القروض التي يتعامل معها الإنسان بغرض الإنتاج، حيث يتداولون في استخدامها عادةً في العملية الإنتاجية وذلك لدفع أجور العمال أو لشراء المخزون، أو لشراء الأراضي أو المعدات التي يستخدمونها في الإنتاج، والهدف منها هو زيادة الأرباح، أو لغرض زيادة الإنتاج.[١]
حكم القروض الإنتاجية
يعتبر القرض الإنتاجي من القروض المحرمة؛ لكونه يدخل فيه مفهوم الربا فإنَّ القروض التي تعطي وتمنح الأفراد أو الهيئات ويشترط فيها الزيادة عند السداد مقابل الأجل، تكون هذه قروض ربوية محرمة ولا يجوز للمسلم أن يتعامل بها ولا الإقدام عليها، ولا حتى أن يتعاون على أي شيء متصل بها ولو كان مجرد ترويج لها أو الإشهاد عليها.[٢]
مفهوم القروض الإنتاجية في العصر الجاهلي
أساس القرض الإنتاجي في العصر الجاهلي كان يتضمن عدم اقتران وارتباط هذا القرض بأي مخاطرة من طرف رئيس العمل “رب المال”، بحيث يقوم رئيس العمل بتقديم المال المخصص للقروض ويفرض عليه فائدة ربوية، وبعدها يقوم بإرجاع رأس مالهِ والربا الذي وقع فيه سواء أكان نتاج المشروع ربح أو خسارة.[٣]
‘);
}
جاء الإسلام وقام بتحريم الربا على أي قرضٍ مهما كان هدف هذا القرض، حيث كانت هذه الخطوة ضربةً قاضيةً على النظام الاقتصادي القائم آنذاك وحتى وقتنا الحالي، فقوله -تعالى-: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)،[٤] لم تقتصر هذه الآية الكريمة على تحريم الربا وحلّ البيع فقط، وإنما قامت بقلب التفكير الاقتصادي رأسًا على عقب.[٥]
وقد شجّع الإسلام على التجارة وعلى عملية الإقراض ولكن ضمن حدوده الشرعية من غير زيادة على رأس المال، فقد استمرت القروض بنوعيها؛ الإنتاجي والاستهلاكي بعد الإسلام بحيث كان أرباب المال يقدمونها من غير ربا، وذلك بدافع الإخاء والتعاون الإسلامي، وما يتمناه رب المال من أجر وثواب على فعلهِ وصنيعهِ.[٥]
أمثلة على القروض الإنتاجية
تتضمن القروض الإنتاجية على أمثلة عديدة تأتي بنفس المعنى، بيان بعض هذه الأمثلة فيما يأتي:[٦]
- الشهادات التي تأتي ضمن قيمة متزايدة، يبقى هذا القرض لمدة عشر سنوات لدى المؤسسة حيث يعتبر هذا النوع من الربا، أي ربا لمدة عشر سنوات كاملة، وتعتبر من القروض الإنتاجية.
- الشهادات التي تأتي ضمن عائد جاري، حيث يمكن سحب الأرباح كل فترة من الزمن كسنة أو لمدة نصف سنة، ويعني ذلك أنَّ هذا النوع من القروض يبقى كما هو، حيث تؤخذ الزيادة المحددة مع مرور الزمن.
نستنتج مما سبق أن كلا هذين النوعين يُعد قرضًا، حيثُ تكون الزيادة المحددة في كلًا منهما من ربا الديون ويعتبر كلاهما من القروض الإنتاجية الربوية، وحكم هذه القروض حرام مثلها مثل ودائع البنك التي تحتوي على فائدة وتعتبر من القروض، سواء كان القصد منها الإيداع كالحساب الجاري أم الاستثمار مع الإيداع.[٧]
المراجع
- ↑مجموعة من المؤلفين، أبحاث هيئة كبار العلماء، صفحة 232. بتصرّف.
- ↑“هل القرض يُعتبر ربا أم لا؟ “، طريق الإسلام، 30/8/2013، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2022. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، أبحاث هيئة كبار العلماء، صفحة 199. بتصرّف.
- ↑سورة البقرة، آية:275
- ^أبمجموعة من المؤلفين، أبحاث هيئة كبار العلماء، صفحة 200. بتصرّف.
- ↑وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 3798. بتصرّف.
- ↑وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 3799. بتصرّف.