‘);
}

تاريخ العلوم

هو من أكثر المفاهيم المتداولة في حقل الدراسات الإبستيمولوجيّة، وفي نفس الوقت يُعتبر من أكثر المفاهيم إثارة للنقاشات بين الإبستمولوجيين الذين يوّلون اهتماماً بهذا النوع من الدراسة وفلاسفة العلم، وذلك منذ أن ظهرت أهميّة العلم والآثار العميقة الناتجة عنه على حياة البشريّة وتطوّرها الحضاري، وغالباً ما تقترن التحوّلات التاريخيّة الحاسمة سواء من ناحيةٍ فكريّة أو سياسيّة ببروز وعيٍ يعتمد فيه المؤرّخون لوضع فترةٍ زمنيّة ضمن إطارٍ زمنيّ أكثر اتساعاً، ويسعون إلى تفسير التغيّرات الطارئة في مجرى التاريخ بدءاً من الآثار التي أوجدها العامل الحاسم على مختلف الأنشطة البشريّة الفكريّة والماديّة، وذلك من خلال استشراف الآفاق التي سيؤول اليها هذا المجتمع البشريّ سواء في المستقبل القريب أو البعيد.[١]

مجال تاريخ العلوم

تاريخ العلوم هو مجالٌ يعنى بتقويم ووصف حركة العلم عبر عددٍ من المراحل التاريخيّةِ المتعاقبة، وذلك في سبيل الوقوف على العوامل التي تساهم سواء في تقدّمه أو تعثّره من عدّة جوانب، ويتميّز هذا التاريخ عن تاريخ الأحداث الماضية للحضارات والأشخاص بأنّه دوماً يتكوّن من مجموعة من الحقائق القابلةِ للتحقّق والاستنتاج والاختبار، إذا توفّرت لها نفس الظروف أو تم اتباع نفس المنهج في استنتاجها، وسرد المعلومات والحقائق وفقاً لمحورٍ أساسي يجذبها إلى مسار ذي اتجاهٍ خاص، وهذا لأن كافة الحقائق العلميّة ليست بأكملها على درجةٍ متكافئةٍ من الدلالة والأهميّة عند تناولها من قبل المؤرخين العلميين بالتفسير والتحليل في أيّ عصر كان، ومن هنا تأتي أهميّة تاريخ العلم من خلال صياغة النظريّة العامّة والفلسفة الشاملة؛ حيث إنّه من المحال انفصال العلم عن التاريخ على اعتبار أنه عمليّة ممتدّة عبر الزمان، وإذا ما ران عليه جهلٌ بالتاريخ فإنه ولا بدّ سيخفق في مهمته.[٢]