‘);
}

فقه الصيام

يُراد بالفقه: معرفة الأحكام الشرعيّة الدقيقة المُتعلّقة بأعمال العباد؛ من حلالٍ، وحرامٍ، ومكروهٍ، ومندوبٍ، وواجبٍ، والمُستنبَطة من المصادر الشرعيّة الأصليّة، والأدلة التفصيليّة،[١] أمّا الصيام فهو: الكَفّ والامتناع عن شهوة الطعام، والشراب، والجِماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ امتثالاً لأمر الله -تعالى-.[٢]

الأحكام المُتعلِّقة بالصيام

حُكم الصيام وأنواعه

يتفرّع الصيام بالنظر إلى حُكمه إلى عدّة أنواعٍ، بيانها فيما يأتي:[٣]

  • الصيام الواجب: ويتفرّع إلى ثلاثة أنواعٍ، وهي:
    • صيام شهر رمضان المبارك: وهو صيامٌ واجبٌ بزمانٍ مُعيَّنٍ؛ فقد شرع الله -تعالى- صيام شهر رمضان على كلّ مُسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، مُقيمٍ، قادرٍ، وخالٍ من الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٤] كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[٥] كما أخرج البخاري عن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أنّ أعرابياً سأل النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فقال: (أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا).[٦]
    • صيام الكفّارة: وهو الصيام الواجب على المسلم لسببٍ وعلّةٍ ما.
    • صيام النَّذْر: وهو الصيام الذي يُوجبه المسلم على نفسه.
  • الصيام المندوب: وهو صيام التطوُّع؛ فإمّا أن يكون تطوُّعاً مُطلَقاً، كصيام يومٍ وإفطار يومٍ، وصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، وإمّا أن يكون مُقيَّداً، كصيام الأيّام البِيض من كلّ شهرٍ، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء.
  • الصيام المكروه: إذ يُكرَه الصيام في بعض الأحوال، كصيام الدَّهر؛ وهو أن يصوم المسلم جميع أيّام السنة دون أن يُفطر في أيٍّ منها؛ ودليل كراهته ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ، لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ، لا صَامَ مَن صَامَ الأبَدَ).[٧][٨]
  • الصيام المُحرَّم: إذ يُحرَّم صيام بعض الأيّام، كأوّل يومٍ من عيد الفِطْر والأضحى، وأيّام التشريق؛ لِما ثبت في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)،[٩] ويُحرَّم أيضاً على المرأة صيام النفل دون إذن زوجها.