إنّ الموهبة والإبداع من الأمور التي أخصها الله سبحانه وتعالي لشريحةٍ مثعيّنة من الناس، وقد تكون هذه الموهبة عقليّة أو بدنية، ويأتي مفهوم الموهبة في اللغة العربية على أنّها قُدرة استثنائية أو استعدادًا فطريًا غير عادي لدى الفرد، وقد تكون تلك القدرة موروثة أو مُكتسبة، وممّا لاشك فيه أن الآباء يُحبّون لأبنائهم التميز والإبداع، ولكن المحبة شئ، والإرادة شئ آخر، فلكي نُمهّد لأطفالنا سبل الرعاية ونحُثّهم على بذل الجهد والتقدم نحو الأفضل يجب علينا التعرّف على طاقتهم ودراستها ومحاولة فهمها ومحاولة توجيهها بشكل صحيح.

تعبير عن الموهبة

سابق أثبَتت العديد من الدراسات الحديثة أنّ نِسبة الموهوبين والمبدعين من فئة الأطفال مُنذ سِنّ الولادة حتى سِن الخامسة تصل الى حوالي 90% منهم، وعندما يصل هؤلاء الاطفال الى سن السابعة تقل تلك النسبة لتصل الى 10%، وما إن يصلوا إلى سن الثامنة تصل النسبة الي 02% ، وهذا دليل واضح على أنّ مدى نجاح طريقة التربية والتعليم، ومتابعة الاعراف الاجتماعية، والعادات والتقاليد الاسرية تساهم بشكل كبير في طمس معالم الموهبة لدى الاطفال، وطمس احلامهم من خلال واقع المجتمع الذي لا يعرف كيف يتعامل مع نخبته الشابة القادمة، من الواجب علينا ان ننسيهم ذلك المجتمع البائس.

بينما يقع علي عاتق الاسرة مسئولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها، كونها المحضن الاول والرئيسي للطفل في بداية حياته، ولكن في معظم الاحيان تعجز الاسرة عن القيام بواجبها تجاه الابناء، بسبب نقص عوامل الخبرة، او عدم توافر معلومات كافية حول مواهب الابناء وطرق التعامل معها، ولكشف الموهبة يوجد بعض من الخصائص العامة والسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف عليهم وتمييزهم عن غيرهم ومن اهم هذه الخصائص، خصائص جسمية، وخصائص عقلية، وخصائص نفسية واجتماعية.

ولقد نظر ديننا الحنيف للموهبة على انه عطية ونعمة من الله سبحانه وتعالي، ويجب على المسلم ان يؤدي معاملتهم، ومن هنا ظهرت كفاءات ومواهب سامقة في تاريخ امتنا المجيدة، وانارت حياتنا، واذا دققنا النظر في تاريخ الامم والحضارات لم نجد امة ظهرت فيها كل تلك المواهب والقمم مثل امة الاسلام، فلقد وجد الموهوبون في ظل دولة الاسلام ارضا خصبة لنمو اداعهم، وقد كان خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم اصفى الناس بصيرة، فاستخرج مكنونات وذخائر اصحابه رضي الله عنهم، كلا على قدر طاقاته واستعداده وميوله، فلولا تربيةالمصطفى صلى الله عليه وسلم لما ظهر صدق الصديق، ولا عدل الفاروق، ولا حياء عثمان، ولا شجاعة علي، ولا حكمة ابي الدرداء، ولا دهاء عمرو بن العاص رضية الله عنه.

بينما قد يظهر عند الطفل الموهوب اكثر من موهبة، لذا يجب على الوالدين التركيز على الموهبة الاهم، والي ما يميل اليه الطفل اكثر لتفعيله وتنشيطه، ومن واقع نظرة الاسلام، والواقع الذي تجسدت فيه النظريات التربوية الحديثة، وجب على الوالدين الاهتمام بالموهوبين، حتى ترجع لحضارتنا وامتنا رونقها وبهاءها الذي تاه وذاب وسط حضارات الاخرين.

بهذا نكون قد كتبنا لكُم مقال عن الموهبة يُناسب كافّة المراحل الدراسية ومضصبوط بقواعد اللغة العربية، ونعِدكم في مقالاتٍ أخرى أن نكتب لكُم عمّا تحتاجون.