‘);
}

مقومات الحضارة البشرية

تشير كلمة حضارة في اللغة العربية إلى الحضر أو المناطق المسكونة، وهي خلاف البداوة والبادية، وذلك للتعبير عن الفارق بين المجتمعات الرعويّة وغيرها من المجتمعات الزراعيّة أو الصناعيّة حديثاً، وتستحضر لفظة حضارة العديد من المعاني والقيم في النفس البشريّة، خاصّة بالنسبة للأشخاص الذين وُلدوا في مناطق ذات صبغة حضارية، تلك المعاني التي تشمل الرفعة، والشعور بالتفوّق والزهو واعتبار الآخرين دون المستوى الحضاري المطلوب، وتعتبر تلك التمثيلات من أسباب ما عرف في التاريخ بتصادم الحضارات، وذلك قبل اتجاه الأنظمة العالميّة إلى التقارب الحضاري في إطار العولمة من أجل الوصول إلى قيم أعلى وتقدّم أكبر للبشرية.

الموارد الاقتصاديّة

أهمّ المقومات والأسس التي تقوم عليها الحضارات المختلفة وجود الموارد الاقتصاديّة الطبيعيّة التي تسمح ببناء المجتمعات العمرانيّة، وقد قامت أولى الحضارات البشرية في العصر الحجري الحديث بعد أن عرف الإنسان الاستقرار بالقرب من مجاري الأنهار ووديانها والتوّصل إلى كيفيّة الزراعة التي حقّقت طفرة في حياة البشرية وسمحت بتنظيم الدول المستقلّة ذات السيادة سواء في شكل دول مركزيّة كالصين أو مصر، أو دول المدينة كبابل، وسومر، وأكد في بلاد الرافدين، وصاحب هذا الاستقرار وفرة في الغذاء لأوّل مرة في تاريخ البشريّة، الأمر الذي دفع بالإنسان إلى الاتجاه نحو التصنيع والبحث عن طرق ووسائل لتوفير احتياجات أكثر رفاهية.