كما نعلم جميعًا فللأطفال قوانين ومقاييس أخرى غير مقاييسنا ومقاييس العالم أجمع، فالثياب عنده ببساطةٍ لا تهم، ثم يكبر قليلًا فتكون وسيلةً للتعبير عن الرأي لحظة ارتدائها ثم تعود ثانيةً لا تهم! عالم الأناقة والموضة يشغل رؤوس الكبار والمراهقين دومًا ويأخذ جزءًا غير يسيرٍ من تفكيرهم واهتمامهم، لكنه لا يهم الطفل في شيءٍ ولا بذلك القدر الذي يجعل الكبار يحتملون ثوبًا غير مريحٍ أو مقيدٍ للحركة بدافع الأناقة. بل يجد الطفل راحته وحرية حركته ولعبه في المركز الأول دائمًا، وقد يصر الطفل على ثوبٍ أعجبه لكنه يصبح الأبغض عنده لو سبب له الضيق أو تقييد الحركة، وعلى الأم أن تكون شريكته ومرشدته دومًا عندما يبدأ سن الوعي والرغبة والاختيار. قبل ذلك السن تستطيع الأم تقليد طفلها ما شاءت من الثياب، ولكن ماذا لو عجزنا عن اختيار ثيابه؟ ماذا لو بكى الطفل وصرخ ضيقًا ولا تدري الأم أن السبب هو الثياب التي تقيده وتضايقه، إذًا فكيف تختارين ملابس الأطفال ؟
اختيار ملابس الأطفال : كل ما يجب مراعاته في هذا الأمر
مراعاة حساسية بشرة الطفل
بشرة الأطفال حساسةٌ يضرب بها المثل وكلما صغر عمر الطفل زادت حساسية بشرته ورقتها في الأطفال حديثي الولادة، فحتى أصابعنا حين نمسكهم قد تترك أثرًا في بشرتهم فما بالك بفعل الثياب به إن لم تكن ملائمةً له؟
راحة الطفل في الملابس
يحتاج طفلك دومًا إلى الشعور بالراحة والتي توفرها الثياب القطنية ناعمة الملمس الملائمة لبشرته ولا تجرحها أو تهيجها مسببةً له الألم أو الالتهابات. التأكد من راحة الطفل هي أهم العوامل التي على الأم أن تهتم بها عند اختيار ملابس الأطفال .
تصميم الملابس
كذلك فإن تصميم الثياب من أهم عوامل اختيارها فلكل طفلٍ ما يناسب عمره وحركته ووعيه، فلا يجب إلباس الرضيع ثوبًا يمتلئ بالشرائط التي قد يختنق بها، أو الحلي والأزرار التي تسبب الألم أثناء الجلوس أو النوم وأحيانًا قد يبتلعها على غفلةٍ من الأم.
مقاس ملابس الأطفال
وقياس ثوب الطفل مهمٌ فلا الفضفاضة الواسعة التي يغرق الطفل فيها تريحه ولا الثياب الضيقة الخانقة التي تعيق حركته.
تطور ملابس الطفل معه عمريًا
وكلما زاد وعي الطفل وعمره زادت حرية الأم في تنويع ما شاءت له من الثياب المختلفة والتي كانت ممنوعةً في صغره كالجينز المريح والقمصان ذات الأزرار وغيرها في نطاقٍ لا يخلو من الراحة.
حرية حركة الطفل
حرية حركة الطفل من أهم أولوياته لذا يجب أن تكون من أولويات الأم أيضًا وحتى أعتاب مراهقته حيث يحتل اللعب جزءًا كبيرًا من حياته في تلك المرحلة العمرية لذلك فالملابس المريحة والمتينة واللينة تكون الاختيار الأول.
اختيار الطفل لملابسه
حين يكبر الطفل ويصل إلى سن الكلام والرغبة والرفض واتخاذ القرارات ويتعلم قول كلمة لا لكل ما لا يعجبه من باب إثبات الرأي والوجود، تحتل الثياب مكانةً بارزةً في الصراعات بين الأم وطفلها الذي يرفض وهي تصر عليه أن يرتدي ما تريد. من أهم حلول ذلك الصراع أن تحرص الأم على ألا يحتوي دولاب الطفل من البداية إلا على المريح والعملي من الثياب المناسبة لسنه وحركته وأماكن جلوسه وخروجه.
البساطة في اختيار ملابس الأطفال
ويتجنب التكلف في الثياب لمجرد كونها ثياب مناسباتٍ أو رسمية، فثياب الأطفال مهما كانت فمجرد كونها متناسقة الألوان ومنظمة ونظيفة تصبح مناسبةً للخروج بغير تعقيدات.
مراعاة الطقس
كذلك الاهتمام بالثياب المناسبة لكل فصل فلا تضعي بمتناول طفلك ثوبًا صيفيًا في الشتاء ليشتعل الصراع بينكما حين يصر على ارتدائه وأنتي تصرين على الثياب الشتوية لأنه لن يفهمك ببساطة!
ملابس الأطفال في قصل الشتاء
في الشتاء لا يجب بالضرورة إغراق طفلك تحت طبقات الثياب لدرجة ألا يستطيع الحركة أو التنفس بل تكفي طبقتان من الثياب الثقيلة الدافئة مع ملابس داخلية قطنية.
ملابس الأطفال في فصل الصيف
وفي الصيف تجنبي الخامات الصناعية القاسية على بشرته أو التي لا تمتص العرق وتهيج بشرته مع الحر، بل احرصي على الثياب الخفيفة القطنية والمريحة.
ترك الحرية للطفل لاختيار ملابسه
ضعي أمام طفلك الاختيارات المناسبة ودعيه يختر ما يشاء أيتها الأم، أعطيه مساحته وعلميه الاعتماد على نفسه وأن يكون مسؤولًا عن نفسه من صغره.
لا تهتمي بالنظافة فوق الحد
ولا تصابي بجنون النظافة مع طفلٍ خلق ليلعب ويركض وتمنعيه من اللعب بحجة النظافة! بل علمي طفلك اللعب والأكل بنظافةٍ ونظامٍ، دعيه يخطئ ويتعلم ولا تقيدي حركته ولعبه.
وتستطيعين دومًا إيجاد التناسق بين الراحة والأناقة في ثوب طفلك ببعض الاهتمام والجهد فالراحة لن تتعارض أبدا مع إطلالة طفلك الجميلة.