ملاعبة الأطفال هو أمر قد يبدو صعباً لأن الطفل لا يجلس في مكانه بسهولة إلا حين يشده الأمر، وأيضاً قد تريد من وراء الملاعبة هو الترفيه عن الطفل ليصمت عن البكاء أو لينشغل بعيد عن الأم أثناء قيامهما بأعمالها المنزلية في هدوء. أولاً يجب أن تعرف أن الأطفال أذكياء جداً وكلما تعاملت أنت حسب هذا المفهوم فأنت تساهم في نمو عقل الطفل، لذلك في ملاعبة الأطفال يجب أن تكون واعي لما تختار وبكونه مناسباً لذكاء وسن طفلك. وفي هذا المقال سأساعدك في تحديد اللعب الصحيحة لسن طفلك مع بعض الأفكار الجديدة لملاعبة الأطفال.
نصائح شديدة الأهمية لتعلم ملاعبة الأطفال
ملاعبة الأطفال منذ لحظة الولادة حتى العام الأول
لا تستهين بمشاعر الطفل في هذا الوقت لأنه يدخل إلى عالم جديد حرفياً فهو كان هادئ مستكين في بطن الأم حتى خرج إلى مكان عجيب. في هذا السن يجب أن تشعره في كل ملاعبة بالحب والحنان، والأفضل في الشهور الأولى أن تكون الملاعبة بيد الأم أو الأب (أقصد شخص حي وليست لعبة جامدة) حيث يشعر الطفل بالحنان وأن هناك من يهتم به، ومن يقصدون أو يتركوا الطفل يبكي بمفرده لوقت طويل هو أمر جد خاطئ فلا تستهين بالمشاعر الصغيرة، قد تجده بعد فترة يرفض الرضاعة الطبيعية لا لسبب إلا لكونه رد طبيعي للنفور الذي شعر به. وتبدأ الأم أو الأب في رفع الطفل وهدهدته وملامسة الطفل بشكل ناعم ورقيق فيشعر بالأمان لتلك اللمسات الحنانة. وإن كان الطفل له أخ أكبر فحاول أن تعلم الطفل الأكبر يحمل يحمله أو يداعبه بهدوء دون أن يؤذيه عن غير قصد، ذلك سيجعل الطفل الأكبر أقل في الغيرة ويحب هذا الأخ الجديد بالإضافة إلى الحنان الأسري الذي يشعر به المولود حتى وإن لم تدري.
أما بعد الأشهر الأولى حين يبدأ الطفل في بداية إدراك عالمه ليس فقط باللمس بل بكل الحواس الأخرى يمكنك حينها شراء ألعاب تساعده على ذلك الأمر، والأهم في الاختيار أن تتوقع دائماً أن تلك الألعاب ستدخل فمه خاصة عند بداية التسنين التي تكون مؤلمة لفك الطفل. فيجب ألا تكون صلبة والأفضل أن تكون مطاطة بالكامل، وتنتج أصوات مثل الخشخاشة ويفضل أن تكون ألوانها زاهية وجذابة لأعين الطفل. ولا تتوقع أنه سيمسكها مدة طويلة فالطفل يمل سريعاً لذلك يمكنك شراء أشياء كثيرة على مثال ذلك.
ملاعبة الطفل من بعد العام الأول أو حين يبدأ يتعلم المشي حتى سن العامين أو التمكن التام من الجلوس بمفرده والسير خطوات بسيطة
هذا السن مهم جداً فمنه سيتحدد شجاعة أو خوف الطفل وفيه يكتشف بيئته على حق وكأنها مستكشف في غابة كبيرة. وعليك أنت أن تضعه على أول الطريق فيجب أن يشاهدك تمسك اللعب وتلعب بها ليفهم كيف يلعب بها وقضاء وقت مع الطفل في مغامراته في هذا السن هو أمر مهم للغاية. أما عن أهم لعبة لملاعبة الأطفال بهذا السن فهي لعبة التفريغ وعليك أن تأتي فيها بعلبة أو كارتون كبير وتضع أكبر قدر ممكن من الألعاب المختلفة غير المؤذية المتنوعة في الحجم والشكل بطريقة عشوائية، وبعدها تسمح للطفل باكتشاف تلك العلبة الكبيرة التي قد تسع لكونه جالس بداخلها، وبدون مبالغة قد تجد الطفل يمضي ساعات كاملة في اكتشاف العلبة والتي بالأخير سيرجع لها كل الألعاب ليعيد الكرة في وقت أخر. ولو حاولت الجلوس معه لتحفيزه ستجده أحب المشاركة واللعب أكثر، لأن الطفل بذلك الوقت بحب أن يعرف ويفهم ويستخدم كل حواسه في ذلك الأمر.
من أمثلة الألعاب التي يجب أن يحتويها تلك العلبة هي المكعبات بمختلف أشكالها وألوانها، آلات موسيقية صغيرة تصدر أصوات جميلة عند الطرق عليها، أشكال هندسية مختلفة ترتب بطريقة ما، ألعاب تجسم أشياء مختلفة مثل العربة أو الطائرة، وإن كانت بنت فيمكنك تجلب عروسة أو دب محشو بالقطن للأولاد. كذلك الحيوانات المختلفة الصغيرة أو المطاطية التي تصدر أصوات الحيوانات، أدوات مختلفة مثل أدوات النجار أو الطبخ أو الطب على شكل ألعاب بلاستيكية، وأخيراً بازل كبير الحجم حتى تتجنب بلع الطفل للقطع الصغيرة. وهكذا قد تكون شغلته عالمه بمختلف الأشياء التي سيريد اكتشافها، وفي كل مرة تذكر اسم اللعبة أو ما تمثله فأنت بهذا تزيد من فرص بداية كلامه وبداية استيعابه للأشياء.
ملاعبة الأطفال من سن ثلاثة إلى خمس سنوات
المميز بذلك السن هو كونه السن الذي يسبق دخول المدرسة، وبداية خروج الطفل من الاعتماد الكامل على أمه إلى تكوين مجتمع صغير مع باقي الأطفال والاعتماد على النفس في بعض الأمور. لذلك يجب أن تكون ملاعبة الأطفال بهذا السن تأهله إلى ذاك الأمر بمعنى أن الألعاب التربوية هي من أفضل الاختيارات، مثل الألعاب التي تحتوي على بعض أسماء الحيوانات والأرقام والحروف، كذلك تعليم بعض الأغاني الطفولية الجميلة بتحويل الأمر كلعبة له، ويوجد الكثير من البرامج التي يمكن تحميلها على الهاتف أو الجهاز اللوحي التي تساعدك أنت وطفلك على اللعب بألعاب تربوية وتعلمية بطريقة شيقة. بذلك تأهل طفلك للدراسة وحبها من خلال اللعب. كذلك اللعب خارج المنزل سواء في حضانة للأطفال أو مع الأسرة في حديقة قريبة مثلاً، والذهاب في رحلة إلى حديقة حيوان كبيرة ليرى بنفسه الحيوانات الحقيقية، أو الذهاب إلى ملاهي، ومعنى ما أقصده هو خروج الطفل من البيت وبداية الحياة الاجتماعية البسيطة وتدريبه على البعد عن الأم والأب لفترة قصيرة في الأول ثم تزيد بعد ذلك. حتى تخرجه من قوقعة البيت. أيضاً ألعاب البازل وبناء الأشكال الجميلة مع أدوات البناء الصغيرة، ويمكنك مشاركته في ذلك حتى يعجبه الأمر أكثر.
أما ذلك السن فهو الأفضل لبداية تعلم ركوب العجلة وتعلم السباحة أيضاً إذا أمكن لأن الطفل صغير ومطاوع وتستطيع تعليمه. بالنسبة إلى البنات فتلبيس دمى باربي وغيرها هي من أفضل اللعب الممتعة التي تجعل الفتاة تفهم معاني الأنوثة البسيطة جداً، ويمكنها أن تساعد أمها في المطبخ حتى لو كانت تجلب الأشياء وتحركها فقط ذلك يجعلها تعشق الطبخ من وهو صغيرة. أما الأولاد فألعاب السيارات التي تتحرك بريموت كونترول هي من أفضل الأشياء التي تعلمه يتحكم بحركة يديه الصغيرتين. أما لو قررت السماح لهم بلعب ألعاب الفيديو فيجب أن تأخذ لبالك من أمرين، أولاً ألا تكون الألعاب عنيفة مثل أغلب الألعاب ويفضل أنها تكون تحتاج لتفكير وحل الألغاز البسيطة أو مثل ألعاب السباق، ثانياً ألا يزيد لعب الطفل عليها مدة ساعتين باليوم حتى لا يشغله عن الحياة الحقيقية وخلاف ذلك هو من يجعل الأمر إدماناً لهم في الكبر ولا تستطيع أن تبعد الطفل عن ألعاب الفيديو فيما بعد. كذلك في أواخر ذاك السن يمكنك أن تبدأ بشراء الألعاب الأكثر تعقيداً المشهورة مثل الشطرنج والدومينو والكوتشينة وكل تلك الألعاب التي تحتاج لطرفين وتفكير في اللعب وتخطيط.
ملاعبة الأطفال من سن 6 إلى 9 أو 10 سنوات
بهذا الوقت يكون الطفل دخل المدرسة بالفعل وبدأ في رؤية باقي الأطفال وما يلعبون وترك الألعاب الطفولية التي لا تعمل عقله، وقد يبدأ باختيار لعبته بنفسه، ولكن أرجع وأحذرك لو كانت اختياراته كلها من ألعاب الفيديو والكمبيوتر فيجب أن تحاول تقليل هذا الأمر وإثارة شغفه للعب الحقيقي بأشياء مميزة مثل التي سنذكرها حتى لا تختزل كل حياته أمام شاشة رقمية. بهذا السن يحب الأطفال اللعب بأشياء حقيقية وقد تكون خطيرة لسلامته لذلك يمكنك مشاركته وتقوية الرابطة الأبوية في ذات الوقت. يفضل أن تجلب مجموعة من الأدوات العلمية البسيطة مثل أدوات المختبر الكيميائي والتي تكون أمنة في الأغلب، أو ميكروسكوب أو تلسكوب حقيقي لو توفر ذلك، حيث تطلق العنان لعقل طفلك ليتعرف على العالم الواسع الفسيح سواء عن الفضاء أو عن أصغر الأشياء، وفي نفس الوقت شجعه على القراءة أو ساعده أنت إن لم يكن يجيدها تماماً بعد. حب القراءة من أهم ما يمكن أن تقدمه لطفلك في هذا السن ليعيش بثقافة واسعة باقي أيام حياته. يمكنك أن تتركه يلعب ويكتشف حشرات في الحديقة أو شراء حيوان أليف يختاره هو ويهتم به فيتعلم منه تحمل المسئولية.
شجع طفلك أن ينمي مواهبه بداخله ويكتشفها وقد يكون الأمر مجرد ملاعبة للأطفال ليس إلا ولكنها قد تنتج عن موهبة كبيرة تعيش معه. حاول أن تبني معه بيت صغير لحيوانه الأليف ليعمل بأدوات وخشب حقيقي وينتج بناء متكامل رائع، ولو أنها فتاة يمكنك أن تتركها تعمل من بعض الزينة والأزرار وما إلى ذلك، زخارف وإكسسورات وأنتيكات جميلة لغرفتها. ألعاب الرسم والتلوين وإظهار الإبداع ستكون من ضمن الألعاب الرائعة.
أما الأفضل بالتأكيد هو الخروج برحلات طويلة إلى أماكن بعيدة سواء مع العائلة أو مع المدرسة أو مجموعة معينة ستأمنها على سلامة طفلك، فلو تثنى للطفل حب المغامرة والاكتشاف بهذا السن ستجد أنه له صدى كبير في حياته فيما بعد. بالإضافة إلى حياة التخييم ومواجهة بعض الأخطار البيئية الطبيعية من حوله هو من أفضل الأشياء التي تجعله يعتمد على عقله ونفسه لمواجهة مصاعب الحياة، قد يبدو الأمر من الخارج على أنه لعبة وترفيه ولكن من الداخل هو حياة عملية كبيرة في إطار أمن للطفل. وبهذا السن أو فيما بعد تكون المشاركة في المسابقات في مختلف المجالات هو عمل ترفيهي وتدريبي للطفل ويجعله يفهم قيمة العمل على ما تريد حتى تأخذه، مثل المسابقات المدرسية أو التي تقام بالتلفاز وكلما زادت مشاركتك أنت ووجودك بجواره وتشجيعه كلما قويت الرابطة بينكم.
ملاعبة الأطفال ما فوق سن العشرة سنين
حين تصل لتلك المرحلة فأنت لم تعد المتحكم الأول في الموضوع أبداً، وتلك الفترة الانتقالية ما بين مرحلة الطفولة والمراهقة هي فترة حرجة جداً ومن أكثر الأوقات صعوبة في التعامل مع تلك النفسية المتقلبة جداً للأطفال فما بالك بملاعبة الأطفال في هذا السن! لذلك يفضل أنت تكون الطرف المساعد وتدعه هو يختار ألعابه بنفسه ومن ثم تشترك أنت في اهتماماته، حتى يشعر أنك تشاركه حياته وأنك لست بمتسلط أو بعيد. ولكن فقط حاول أن يكون له حياة اجتماعية خارج غرفته مع الأهل والأصدقاء بعيد عن ساعات الكمبيوتر الطويلة. حتى لو كانت المشاركة في سماع الأفلام العائلية في وقت ترفيه للعائلة كلها، أو مشاركته هو عملك لو سمح الأمر وتكون مكافأته أخر اليوم هو مبلغ متفق عليه من المال الذي يشتري به ما يريد بعد ادخاره، ليستوعب قيمة العمل في حياة الإنسان. أو السماح للبنت بالوقوف مع أمها في المطبخ وصنع أكلة جديدة جميلة مثل الكعكة وتزينها كما ترغب.
والخلاصة عزيزي القارئ أن ملاعبة الأطفال هو وقت وجزء كبير من حياة كل طفل، فحاول أن تستغله في تكوين رابطة فيما بينكما أو تشجيعه على مواهبه أو تعليمه شيئاً جديداً بطريقة شيقة، ولا تجعل منه مجرد لهو بأمور تافهة لا معنى لها طوال الوقت.