Palestinian Territory
رام الله/عوض الرجوب/الأناضول
شهد مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، الأربعاء، بمدينة رام الله، حفل تخرج 400 أسير فلسطيني، عقب حصولهم “عن بعد” على درجة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة، وكأنهم ينحتون مقولة جديدة للأجيال تقول: “اطلبوا العلم ولو في الأسر”.
ووفق مراسل الأناضول، نظمت الحفل، هيئة شؤون الأسرى وجامعة القدس المفتوحة، وهما من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بحضور ليلى غنام، محافظة رام الله والبيرة، وذوي الأسرى القابع، أغلبهم بسجون الاحتلال الإسرائيلي.
وضم الحفل الفوجين الثاني والثالث (400) من الأسرى الذين أنهوا متطلبات الحصول على درجة البكالوريوس خلال العامين الجامعيين 2019/2020 و2020/2021، في تخصصات مرتبطة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي يوليو/تموز 2019، جرى الاحتفال بتخريج أول فوج عبر مجموعات من برنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، ولم يتسن الحصول على عددهم بشكل دقيق إلا أنهم بالعشرات، بحسب مراسل الأناضول.
وفي كلمته عن الأسرى وذويهم، قال الأسير السابق وأحد خريجي البرنامج، نضال نَغنغية، إن الأسرى “لم يسطروا ملامح البطولة فحسب، بل جعلوا من معتقلات الأسر جامعات ثورية وفرضوا على السجان أن يكملوا دراستهم الأكاديمية”.
وفي كلمة صغيرة مثل عمره، قال الطفل مجد عبد الكريم الريماوي (8 سنوات) نجل الأسير المحكوم عليه بالسجن 25عاما، بسجون إسرائيل: “مبروك للأسرى وعائلتهم”.
وفي ختام الحفل، قرأ جمال إبراهيم، مسؤول القبول والتسجيل والامتحانات في جامعة القدس، قرار التخريج وأسماء الخريجين الأسرى وجرى تسليم شهادات التخرج الكرتونية، والتي تصدر لمرة واحدة، لذويهم.
كما أُعلنت الجهات المنظمة للحفل عن اعتماد برنامج الماجستير للأسرى، من خلال برنامج التعليم الذي تنفذه جامعة القدس المفتوحة، بدءا من العام المقبل، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، وفق مراسل الأناضول.
من جهته، قال حسن عبد ربه، الناطق الإعلامي باسم هيئة شؤون الأسرى للأناضول: “جرى اليوم تكريم 400 أسير من الضفة الغربية والقدس، بحضور ذويهم وعائلتهم، وعدد محدود من الأسرى المفرج عنهم”.
وبين أن جامعة القدس تقوم على نظام التعليم عن بعد، ولا تشترط الدوام والتواجد، لذلك يسهل على الأسرى الالتحاق بها.
وأشار إلى ميل الأسرى لتخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتحديدا تخصص الخدمة الاجتماعية “لأنها لا تحتاج تطبيقا عمليا أو مختبرات أو تجارب علمية”.
وذكر أن العملية التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، بما فيها الاختبارات، تخضع لـ”لجنة أكاديمية علمية داخل السجن، أعضاؤها من حملة شهادات الماجستير والدكتوراة من بين الأسرى”.
وبين عبد ربه أن اللجنة العلمية تخضع لنظام داخل السجون وفق اشتراطات ومعايير وتعليمات مُقرة من قبل وزارة التعليم العالي الفلسطينية وبالتنسيق مع هيئة الأسرى.
ووفق الناطق باسم هيئة الأسرى فإن شهادة التخرج الممنوحة للأسرى “معترف بها رسميا كأي شهادة صادرة عن الجامعة”.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4850 أسيرا، بينهم 41 أسيرة، و225 طفلا، و540 معتقلا إداريا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
