‘);
}

البلهارسيا

يقصد الناس بقولهم البلهارسيا داء البلهارسيات (بالإنجليزية: Schistosomiasis Or Bilharziasis)، وتُعدّ ثاني أكثر الأمراض الطُفيليّة انتشاراً حول العالم، إذ تحتلّ الملاريا المرتبة الأولى، ويُقدّر عدد المصابين بالبلهارسيا سنوياً بما يُقارب 200 مليون شخص على الأقل في إفريقيا، وآسيا، وجزر الكاريبي، وأمريكا الجنوبية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدول ذات النظافة المحدودة أو التي تقل فيها تعليمات النظافة والمحافظة عليها بشكلٍ عامّ هي الأكثر احتضاناً لهذا الداء، وفي الحقيقة يُصاب الإنسان بهذا الداء عن طريق إحدى الديدان المُسطّحة (بالإنجليزية: Flatworms) الطُفيلية التي تُسبّب مجموعة من الاضطربات المزمنة على مستوى الكبد، والمثانة البولية، والأمعاء الدقيقة، إذ تُحدث التهاباً فيها، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الطفيليات ينتقل عن طريق السباحة، أو الاستحمام، أو استخدام الماء الملوث بالحلزونات الحاملة لهذه الديدان المُسطّحة، ويتراوح طول هذه الديدان المُسطّحة بالاعتماد على نوعها ما بين 10 إلى 25 مم، وتُطلق ما يُقارب 300-3500 بيضة في مجرى دم الشخص الذي تُصيبه بشكلٍ يوميّ. ويمكن بيان دورة حياة هذه الدودة بقولنا إنّ بيوضها تنتقل عن طريق بول أو براز المصاب لتخرج خارج الجسم، وبمجرد وصولها إلى الماء، فإنّها تفقس لتُطلق يرقات لها أهداب، قادرة على السباحة في الماء حتى تصل إلى حلزون، ثمّ لتتطور فيه، وبعد تطورها تُغادر جسم الحلزون إلى الماء، ثم لتنتقل إلى الإنسان عن طريق الجلد والأنسجة المخاطية عامةً، وهكذا تستمر دورة حياتها.[١]

أعراض الإصابة بالبلهارسيا

غالباً لا تظهر أية أعراض أو علامات على المصابين بالبلهارسيا، أو قد تظهر الأعراض والعلامات بعد مرور أسابيع وربما سنوات على لحظة التعرّض لهذا النوع من الطُفيليّات، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك مجموعة من الأعراض التي ترتبط بحالات البلهارسيا الحادة (بالإنجليزية: Acute schistosomiasis)، والتي غالباً ما تختفي أو على الأقل تتحسن خلال بضعة أسابيع، ولكن هذا لا يعني عدم خضوع المصاب للعلاج، فقد تختفي الأعراض على الرغم من بقاء الدودة في جسم الإنسان وقد تتسبب بمعاناته من مضاعفات خطيرة على المدى البعيد، ويمكن إجمال أهم هذه الأعراض كما يأتي:[٢]