ملخص كتاب “الإنسان يبحث عن المعنى” للمؤلف فيكتور فرانكل (1)

يعود كتاب الإنسان يبحث عن المعنى للمؤلف وطبيب العصبيّة والنفسيّة النمساوي الشهير فيكتور فرانكل، الذي حدّد معلماً جديداً من معالم العلاج النفسي، وهو العلاج بالمعنى، أي أنّ الإنسان إذا وجد في حياته معنى أو هدفاً فإنّ هذا يدلّ على أنّ وجوده في الحياة له مغذى وأنّه يستحق أن يعيشها وأن يستمتع بها، ويُصور المؤلف في صفحات هذا الكتاب معاناته في معكسر الاعتقال لدى النازيين ومحاربته من أجل الاستمرار بالحياة رغم كل العذاب، وفيما يلي سنتحدث وبشكلٍ موجز عن أهم ماجاء في هذا الكتاب.

Share your love

أولاً: خبرات في معسكر الاعتقال

1- يتحدّث الكتاب عن خبرة شخصيّة من الخبرات التي يعاني منها العديد من السجناء، ويروي قصة لأحد النزلاء الذين بقوا على قيد الحياة، ويُجيب عن سؤالٍ مهم للغايّة، وهو كيف كانت الحياة اليوميّة في معسكر الاعتقال تنعكس على عقل السجين.

2- إنّ حالة الإقصاء والنقل التي كان يُعلن عنها رسميّاً لترحيل عدد معين من المسجونين إلى معسكر آخر هي حالة تنطوي عن تخمين صادق إلى حد ما بأنّ المصير النهائي لهذا النقل هو غرف الإعدام بالغاز وبأفران إحراق جثث الموتى.

3- كان يُسيطر على عقل كل سجين فكرة أساسيّة وهي أن يظل على قيد الحياة من أجل الأسرة التي تنتظره في المنزل ومن أجل أن يُنقذ أصدقائه.

4- لم يتم استخدامي كطبيبٍ في المعكسر إلّا في الأسابيع الأخيرة من اعتقالي، وكانت كل الأعمال الشاقة التي أقوم بها عبارة عن الحفر لوضع العوارض الخشبيّة اللازمة لمد الخطوط الحديديّة وحفر الأنفاق المائيّة.

5- ويقول المؤلف أيضاّ بأنّ هناك ثلاثة أطوار تمرّ بها ردود الأفعال العقليّة لنزلاء السجن، وهي الفترة التي تعقب دخول السجن مباشرةً، والفترة التي يكون فيها النزيل قد اندمج في نظام المعكسر، والفترة الأخيرة وهي الفترة التي تعقب إطلاق سراحه.

6- يوجد في الطب النفسي حالة من الوهم تُسمى بوهم الإبراء، هذه الحالة التي يشعر بها الشخص المُدان قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، حيث ينتابهُ شعور غامض يُشبه الوهم وهو أنّه سوف يأتي أحد وينقذهُ قبل الإعدام في اللحظات الأخيرة.

7- هذه الأوهام التي كانت تراودُ بعض السجناء والتي سرعان ما بدأت تتحطّم واحدة تلو الأخرى، ليُحل مكانها إحساس مروّع بالفكاهة والمرح، وذلك لأننّا أيقنا تماماً أنّ ليس لدينا ما نفقده عدا حياتنا المتعريّة.

8- لقد أيقنتُ خلال تواجدي في السجن بأنّ الإنسان يستطيع أن يتأقلم ويتعوّد على أي شيء، بالرغم من أنّ الطب النفسي لم يستطع تفسير هذه الحالة إلى هذا اليوم، فمثلاً إنّ الإنسان الذي يتمتّع بالنوم الخفيف والذي اعتاد أن يستيقظ حال سماعه أي صوت بسيط، يجد نفسه راقداً في التصاق زميله في السجن دون أن يتأثر بصوت شخيره أو بأي صوتٍ مزعج في السجن.

9- إنّ فكرة الانتحار هي فكرة تراود كل شخص مسجون تقريباً، وذلك نتيجة الإحساس بالعجز الشديد، وبخطر الموت الذي يُحيط بالسجين من كل جانب.

10- يعيش السجين الوافد حديثاً ألواناً من الانفعالات المؤلمة نتيجة شوقهِ العارم لأسرته وبيته وكذلك بسبب الاشمئزاز والقرف الذي يُحيط به في السجن.

11- لقد كان الجَلدُ يقع علينا لأبسط أشكال الاستفزاز وفي بعض الأحيان دون أي أسباب على الإطلاق وعند هذه اللحظة لم يكن الألم الجسدي هو الذي يُسبب الأذى للسجين ولي، وإنّما الألم النفسي الناتج عن الشعور بالظلم.

12- كانت كل أحلام السجين تدورُ حول الخبز، الكعك، السجائر، الحمامات الساخنة، ولقد كان السجين يستيقظ من نومه ليصطدم بواقعهِ المليء بالعذاب، وهذا ما يجعله يقع ضحية التناقض بين حقيقة الواقع ووهم الأحلام.

هنا نكون قد أنهينا الجزء الأول من هذا الكتاب الممتع، الذي سنكمل ما تبقى منهُ في الجزء الثاني من هذه المقالة. 

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!