ملخص كتاب التعلّم التجريبي لدايفيد كولب – الجزء 3

في هذه المقالة سنقوم بتلخيص الجزء الأخير من كتاب التعلّم التجريبي للكاتب الشهير دايفيد كولب، وسنتوقف عند أبرز النقاط التي تحدثت عن التعلّم التجريبي وعلى أهميتهِ بالنسبة للإنسان.

Share your love

التعلّم المستمر مدى الحياة والتطوير المُتكامل:

يُواجه التطوير المتكامل تحديات كبيرة، وليس بمقدور أي شخصٍ مواجهته بنجاح، بغض النظر عن براعة الشخص أو مدى المهارات الكبيرة التي تذخر بها ميادين الاختصاص المهنيّة. فقد يكون التخصص المهني سبباً في قمع تطوير أو إنشاء وجهة النظر التكامليّة. أشار تشارلز داروين في سيرته الذاتيّة إلى ارتكابهِ فيما يتعلق بفقدان حسهِ في الأدب والموسيقا والفنون، واعتقد أنّ السبب في هذه الخسارة يعودُ إلى تخصصهِ بشكلٍ أو بآخر.

إنّ العديد من القوى والإجبارات المتداخلة في هيكليّة وتنظيم المسارات المهنيّة تطالب بإعادة التقييم والتطوير المتكامل، على سبيل المثال:

  • الطريق المهني المغلق: المهن التي توفّر التقدم والتطور حتّى نقطة معينة ثُمّ تتطلب تكيّفاً وتعديلاً كبيراً، مثال ربة المنزل/ الزوجه أو المهندسة.
  • استراد المكافآت، مثال: أنظمة تولي الولاية، أو الانتفاع بالمكان أو نهايتها.
  • استراد الفرصة: الطرق الوظيفيّة التنظيميّة التي تتضمن فرصاً محددةً للتقدّم والمسؤوليات في المستويات المتوسطة والعليا.
  • المطالب الوظيفيّة بالتطوير المتكامل: المدى الذي تتطلبهُ أو تنتجهُ وظيفة معينة للتطوير بشكل أبعد من التخصص، مثال: تتطلب الإدارة في مستوياتها العليا وجهة نظر متكاملة وتملك المنظمات سياسات معينة مثل التناوب في العمل لتسهيل إنشاء وتطوير وجهة النظر هذهِ.

قد يكون تقدّم التخصص والتمييز على التكامل أثناء التطور أمراً لا مفر منه، ولا بدّ أن تقضي فترة الشباب في البحث عن الهوية الذاتيّة في خدمة المجتمع، حتّى نصل في النهاية إلى الكمال الذي نتمسك به والذي يُحدّ مداركنا وأحاسيسنا التي طالما حاولت أن تتملّص منّا.

المرونة المتكيفة والتطوير المتكامل:

هناك توافق كبير بين علماء تطوير الراشدين على أنّ النمو والتطور يحدث خلال عمليات التمايز والتكامل المتدرج، وأنّ المراحل العليا من التطور تتصفُ بالتكامل الشخصي والاستقامة. من وجهة نظر نظريّة التعلّم التجريبي يتم تحقيق هذا الهدف من خلال عملية جدليّة للتكيُّف مع العالم.

إنّ المرونة المتكيفة وما تقدمه من سهولةٍ في التحرك والتصرف والديناميكيّة هي حجر الأساس الأول للتطوير المتكامل، وهي الوسائل التي يتجاوز الناس من خلالها رسوخ وجمود توجهاتهم المخصصة.

تقييم المرونة المتكيفة:

التحقق من نمط التكيف

إحدى نتائج التطور المتكامل بالنسبة لأولئك العلماء الذين يتمنون أن يكونوا قادرين على التنبؤ والتحكم بالسلوك البشري كانت خيبة أمل لا يُستهان بها، حيث ترافق التطور المتكامل وما صحبهُ من مرونة في التكيف مع صعوبات متنامية في التنبؤ بالسلوك، فمن السهولة أن نتنبأ بنتائج التصرفات في أنظمة المستويات الدنيا (تشغيل زر الإنارة مثلاً)، ولكن الأمر أكثر صعوبة بكثير في مرحلة التنبؤ بالتصرف في أنظمة المستويات العليا المؤهلة للتكامل التسلسلي، (كما هو الحال بالنسبة للكمبيوتر)

العلاقة ما بين المرونة القابلة للتكييف والتطوير المتكامل:

تطوير الذات:

المرونة في العلاقة المتبادلة مع البيئة هي إلى حد كبير خاصيّة مهمة للبقاء والاستمرار، ولأنّ الكائنات تعتمد على الظروف البيئيّة وتنفتحُ عليها. ولأنّ الظروف البيئيّة يُمكن أن تتغير باستمرار. فإنّ الكائنات تحتاج لأن تتعدّل وتتكيف لتستبدل الاستجابات التي كانت ناجحة سابقاً بأخرى جديدة..إنّ درجة المرونة قد تكون مشعراً على تطوّر الكائنات.

التوجيه الذاتي:

قد يكون أكثر المؤشرات فعاليّة في تقدير التطوير المتكامل هو مقدرة الأشخاص على إدراة حياتهم بأنفسهم، أي أن يكونوا الأصل في القرارات المتعلقة بحياتهم بدلاً من أن يكونوا بيادق.

التعقيد المعرفي في العلاقات:

تشرح نظرية التطور من وجهة نظر التعلّم التجريبي التطور العاطفي في التجارب الملموسة بأنّهُ عمليّة لزيادة التعقيد في فهم العلاقات الشخصيّة، تنتج عن تكامل الأنماط التعليميّة الأربعة. بذلك يُمكننا التنبؤ بأنّ تلك الزيادة في المرونة التكيفيّة، وخصوصاً في مضمار التجارب الملموسة، ستترافق مع غنى متزايد في إيضاح عالم الشخص الاجتماعي وعلاقتهِ بغيرهِ من الأشخاص.

نمط الحياة المتكامل:

التكيّف الفاعل:

الأشخاص المتكاملون يتكيفون مع هيكليات حياتهم كما أنّهم يصنعونها، علاقاتهم مع العالم ومع من يُحيطون بهم هي علاقة عمليّة، ولذلك فهم أشخاص فاعلون في خلق مهمات حياتهم وأوضاعهم وهم كذلك يُجبلون ويُصقلون بهذهِ الأوضاع.

حول الكمال والمعرفة التكامليّة:

الكمال هو قمة التطور، وهو أعلى مستوى في العمل الإنساني والذي نُجاهد لبلوغه بكامل إدراكنا وأحياناً بشكلٍ لا واعِ وربما عفوي. إنّ الحافز الذي يدفعنا لبلوغ الكمال هو هبة غامضة من الهيبات الإنسانيّة : إنّ الرغبة في بلوغ وإدراك وتحقيق وتطوير الحافز العميق في التفوق والذي أطلق عليه روبرت وايت اسم حافز الكفاءة.

 

هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية تلخيص الجزء الأخير من كتاب التعلّم التجريبي، الذي نتمنى أن تكون قد استفدت من كل المعلومات والأفكار المهمة التي وردت فيه.   

التعلّم التجريبي

التجربة كمصدر للتعلّم والتطوّر

الاشراف العلمي: حمزة الدوسري
عدد الصفحات: 301 صفحة
الوزن: 465 غ
القياس: 17×25 سم
ثمن الكتاب: 18 $

احصل على نسختك الآن

 

 

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!