ملخص كتاب الذكاء العاطفي لترافيس برادبيري وجين جريفزر – الجزء (3)

كتاب الذّكاء العاطفيّ لـ "ترافيس برادبيري" و"جين جريفزر"، يهدف هذا الكتاب لرفع مستوى الذّكاء العاطفيّ لديك، وكيف يمكنك أن تكوِّن حاصل الذّكاء العاطفيّ الخاص بك، بالإضافة لتقديمه استراتيجياتٍ بمقدورك أن تبدأ في استخدامها من اليوم حتَّى تسموَ بذكائك العاطفيّ إلى آفاق أكثر رحابة. في الجزء الثالث من ملخص كتاب الذّكاء العاطفيّ سنتحدث عن آخر مهارتين من مهارات الذّكاء العاطفيّ وهما "الوعي الاجتماعي" واستراتيجياته ومهارة "إدارة العلاقات" واستراتيجياتها.

Share your love

الفهرس

الوعي الاجتماعي:

إنَّ الوعي الاجتماعي هو النظر إلى الخارج للتعلُّم من الآخرين وتقديرهم، بدلاً من النظر إلى الداخل وإدراك وفهم ذاتك. ويعتمد الوعي الاجتماعي على قدرتك على ملاحظة وفهم مشاعر الآخرين. فتآلفك مع مشاعر الآخرين أثناء تعاملك معهم سوف يساعدك على الوصول لرؤيةٍ أكثر دِقّةً لما يحيط بك من أمور، ممَّا يؤثِّر على كلّ شيءٍ من العلاقات حتَّى الأمور الماليّة.

استراتيجيات الوعي الاجتماعي (الذكاء الاجتماعي):

1- حيِّ الناس بأسمائهم:

تُعَد تحيّة الأشخاص بأسمائهم أحد أكثر استراتيجيات الوعي الاجتماعي أهميّةً وتأثيراً، فهي طريقةٌ شخصيّةٌ معبّرةٌ لجذب انتباه شخصٍ ما.

إذا كانت لديك نزعةٌ للانسحاب من المواقف الاجتماعيّة، فإنَّ تحية شخصٍ ما باسمه طريقةٌ بسيطةٌ تدفعك في خِضَمّ الموقف، حيث أنَّ استخدام اسم شخصٍ ما يُحطِّم الحواجز بما ينطوي على ودٍّ وترحيب. وحتَّى إن كنت شخصاً اجتماعياً، فإنَّ تحية الناس بأسمائهم استراتيجيّة تُفيد في التعايش.

إذا كنت تنسى الأسماء كثيراً فخصِّص هذا الشهر للتدريب على قول “أهلاً، [الاسم]” لشخص ما كلَّ مرةٍ تدخل فيها إلى غرفة، أو يتم تقديم بعض الأشخاص إليك. تأكَّد من استخدام اسم الشخص مرّتين على الأقل خلال المحادثة.

2- راقِب لغة الجسد:

تُمكِّنك لغة الجسد من إدراك حقيقة مشاعر الناس، ومن ثمَّ الرد بالاستجابة المناسبة. وعليه فإنَّ تقييم لغة الجسد من الرأس لأخمص القدمين يُمكِّنك من الحصول على إدراكٍ تامّ لمكنون شخصٍ ما، وأكثر أجزاء الجسم تواصلاً هي العين. يُمكِنُك الحصول على كثير من المعلومات عبر العينين، لكن حذارِ من التحديق.

اعقد النيَّة على مراقبة لغة الجسد خلال الاجتماعات واللقاءات الوديّة والمقابلات الأولى. وحينما تألف لغة الجسد، ستغدو رسائله واضحةً، وسرعان ما ستلاحظ التلميحات وتكشف خبايا شخصٍ ما.

3- اختر التوقيت الصحيح:

لعلَّك قد سمعت العبارة القائلة “التوقيت هو كلّ شيء” لتوضيح مئات من المواقف وتطوُّرات الأحداث، فعند التعامل مع الناس ومشاعرهم، يغدو التوقيت فعلاً كلّ شيء، لذلك لا تطلب زيادةً في المُرتَّب بينما العمل ليس على ما يرام، ولا تطلب معروفاً من شخصٍ يقع تحت وطأة الضغوط أو يشتعل غضباً.

ولكي تمارس اختيار التوقيت كجزءٍ مرتبطٍ بالوعي الاجتماعيّ، اسعَ للعمل على اختيار التوقيت عبر طرح الأسئلة. والهدف من ذلك هو طرح الأسئلة الصحيحة في الإطار العقلي السليم واضعاً المتلقِّي نصب عينيك.

وبينما تتدرَّب على اختيار التوقيت، تذكَّر أنَّ أساس الوعي الاجتماعي هو التركيز على الآخرين، بدلاً من التركيز على ذاتك، وذلك حتَّى تصير أكثر فاعليّة.

4- جهّز سؤالاً في حافظة الجيب:

في بعض الأحيان لا تسير المحادثات وفق ما هو مخطَّطٌ لها. يمكنك استخدام “سؤال الجيب” في حالة الطوارئ عندما تسعى للتخلُّص من لحظات الصمت أو اللحظات غير المريحة.

وتعمل هذه الاستراتيجيّة على إمدادك بالمزيد من الوقت حتَّى تستطيع أن تتعرَّف على الشخص على نحوٍ أفضل، وتوضِّح له اهتمامك بآرائه ومشاعره وأفكاره. وقد يكون السؤال كالآتي: “ما رأيك في [املأ الفراغ]؟”. اختر أحد الموضوعات التي تتطلَّب بعضاً من الشرح كالعمل أو الأحداث الجارية، لكن تجنَّب السياسية والدين والمواضع الحسَّاسة الأخرى.

5- لا تدوِّن ملاحظات في الاجتماعات:

عندما تشغل عقلك بأوراقك، ويديك بالتدوين، ستفقد دلالاتٍ مهمّة توضِّح بشكلٍ كاملٍ حقيقة مشاعر الآخرين وما يدور ببالهم من أفكار. لا تدوِّن أيَّة ملاحظات، وانظر في وجه كلّ شخصٍ، ولاحظ ما يظهر عليه من تعبيرات. تَوَاصَل بالعينين مع المتحدِّث أيّاً كان. سوف تشعر بزيادة التركيز والتفاعل مع الآخرين، وتنتبه إلى أمور يُفقدك إياها القلم والورق.

لا شكَّ أنَّ لتدوين الملاحظات قيمته الخاصّة، لكن لا حاجة ليكون أسلوبك في العمل، وإذا احتجت إلى تدوين ملاحظات لأغراضٍ عمليَّة، فتوقّف مؤقّتاً على فترات منتظمة لتراقب ما يدور حولك.

6- خطِّط مقدَّماً للقاءات اجتماعية:

إنَّ التخطيط المُسبَق لحدثٍ ما قد يبدو لك طوق النجاة، سواءً كان الحَدَث حفل عشاءٍ أو اجتماع عمل. إذا خَطَوْتَ عبر الباب مخطِّطاً لذلك، فإنَّك توفِّر طاقتك العقليّة وقوَّتك الذهنيّة، ومن ثمَّ تستطيع التركيز على اللحظة الراهنة.

لن يعمل بعض التخطيط على تجهيزك للحدث فحسب، بل سوف يساعدك على الاستمتاع بالحَدَث بشكلٍ أكبر لأنَّك سوف تصير أقلّ توتُّراً وأكثر حضوراً بينما تتواجد في الحَدَث.

7- تخلّص من الركام:

حتَّى يرتفع وعيك الاجتماعي، يجب أن يكون لديك حضورٌ اجتماعي، وأن تتخلَّص من جميع مصادر التشويش داخل عقلك، حيث تُعَدّ مصادر التشويش الداخليّ بمثابة الركام الموجود في مِرآبك أو خزانتك.

ولترتيب ذلك الركام، اتّبع بعض الخطوات البسيطة. إذا كنت طرفاً في محادثة، فلا تُقاطع الطرف الآخر ما لم ينته من كلامه بالكامل، وبعد ذلك، لكي تُخمِد ذلك الصوت الذي يُخطِّط لاستجابتك في الداخل، من المُهم أن تقبض على نفسك متلبِّساً بتلك الفعلة، وعندها قم بإيقاف ذاتك ونظِّف الركام. والآن ركِّز تفكيرك من جديد على وجه وكلمات الطرف الآخر. وإذا لزم الأمر، فمِل للأمام ناحية المتحدِّث ليعبِّر جسمك عن تركيزك في المحادثة.

إذا اعتدت أن تعيَ ذلك الركام وتُرَتِّبه، فسوف يتحسَّن مستواك في تهدئة الأفكار المستعرة داخليّاً، وترتفع مهاراتك في الاستماع.

8- عش اللحظة:

اجعل من العيش في اللحظة الحاليّة عادةً بأيّ مكانٍ كنت، وسوف يعمل ذلك على الارتقاء بمهاراتك في الوعي الاجتماعي. فلتتَّسم بالحضور قدر الإمكان وتدرك الناس من حولك وتعش الحياة في لحظتها. وإذا وجدت عقلك قد رحل ذهنيّاً إلى مكانٍ آخر، فارجع بسرعةٍ إلى الحاضر.

تذكَّر أنَّ التخطيط للمُستقبل والتأمُّل في الماضي بمثابة تمارين قيّمة لكنَّ القيام بذلك طوال اليوم يتداخل مع حاضرك.

9- اخرج في جولة لمدَّة 15 دقيقة:

خصِّص خمس عشرة دقيقة من جدولك الزمني للمرور في مكان عملك مرَّتين في الأسبوع لمدَّة شهرٍ لملاحظة الأشياء التي لم تُلاحظها من قبل كمظهر الآخرين ومشاعرهم تجاه العمل، وأيّ الأشخاص يسعى للتفاعل مع الآخرين في مقابل من يبقون على مكاتبهم طوال اليوم.

ثم اختر يوماً آخر لتقوم بجولةٍ في مكان العمل متقصِّياً الحالات المزاجيّة للآخرين التي قد تمدّك بلمحاتٍ مهمَّةً عن مجرى الأمور على الصعيدين الفردي والجماعي.

تجنَّب في الأيام التي تعقد فيها جولاتك الافتراضات أو الاستنتاجات، لاحظ الوضع فحسب. وسوف تُدهَش لما سوف تراه على طول المدى.

10- شاهد الذكاء العاطفي في الأفلام:

الفنّ مُحاكاةٌ للحياة، والأفلام مصدرٌ ثريٌّ بمهارات الذّكاء العاطفيّ بشكلٍ عملي، راقب السلوكيات إمّا لمحاكاتها وإمّا لتجنّبها بشكلٍ تام.

حدد في هذا الشهر هدفاً بأن تُشاهد فيلمين خاصةً لملاحظة تعامل الشخصيّات مع بعضها، وعلاقاتها وصراعاتها. تحرَّ دلالات لغة الجسد لتخمِّن مشاعر كل شخصيّة، وراقب كيفيّة تعامُل الشخصيّات مع الصراعات. وحين تتكشَّف المزيد من المعلومات حول الشخصيّات، استرجع اللحظات الماضية وراقبها لتحدِّد الدلالات التي فاتتك في المرّة الأولى. وصدِّق أو لا تصدِّق، تُعَدّ مشاهدة أفلام أرض الخيال هوليوود أحد أكثر الطرق المفيدة والمسليّة لممارسة مهارات ذكائك الاجتماعي على أرض الواقع.

11- مارس فن الإنصات:

يعتقد أغلب الناس أنَّهم يجيدون الإنصات، إلَّا أنَّ الإنصات يتطلَّب تركيزاً، والتركيز ليس بالأمر السهل لأنَّه يمتدّ في عدّة جوانب. فالإنصات لا يتوقّف على الاستماع للكلمات فحسب، بل يتعدّاه للاستماع إلى نبرة الصوت وسرعة الكلام ومستوى الصوت. ما الذي يُقال؟ هل هناك أشياء لا تُقال؟ ما الرسائل الكامنة تحت السطح؟

عندما يتحدَّث شخصٌ ما إليك، توقّف عن أيِّ شيءٍ آخر، وأنصت إليه بشكلٍ تام حتَّى ينتهي من حديثه. وعندما يسألك ابنك سؤالاً ما، ضع الكمبيوتر المحمول الخاص بك جانباً، وانظر إليه حينما تجيبه. فمثل تلك الأمور البسيطة ستساعدك على استيعاب التلميحات التي يبثّها الطرف الآخر، وتستمع -بِحَق- لما يقوله.

12- راقب الناس من حولك:

في بعض الأحيان، يكون كلّ ما تحتاج إليه هو أن تستلقي مسترخياً وتراقب كلّ ما يجري في العالم، أو تُراقب الناس. استرخِ في مقعدك على المقهى المَحَلّي، ولاحظ فحسب كلّ من يرتاد المقهى داخلاً إياه أو خارجاً منه، فأنت في تلك الحال تشارك بالفعل في إحدى أكثر استراتيجيات الوعي الاجتماعي تأثيراً على الإطلاق.

إنَّ مُراقبة الناس أمرٌ آمنٌ لتدرك عبره، الإشارات، وتُرَاقِب التعاملات، وتخمِّن الدوافع أو المشاعر الخفيّة من دون أن تكون طرفاً في ذلك التواصل بذاتك. فالقدرة على التعرُّف على حالات الآخرين المزاجية ومشاعرهم يُمثِّل الشقّ الأكبر من الوعي الاجتماعي، وهي في الغالب أمورٌ تقع في مستوى نظرك.

13- افهم قواعد لعبة الثقافة:

إنَّ عالمنا كقِدرٍ تذوب فيها ثقافاتٌ مختلفةٌ متعدِّدة. وتتفاعل تلك الثقافات مع بعضها طبقاً لقواعد محدَّدة للغاية والتي تُعَد ضرورةً لتعلُّم كيفيّة تطوير الذكاء العاطفي عبر الثقافات.

أمَّا سرّ الفوز في لعبة الثقافة هذه فيكمن في معاملة الآخرين بالطريقة التي يرغبون فيها، لا الطريقة التي ترغب في أن يعاملك الناس بها. بالتعرُّف على القواعد المختلفة لكلّ ثقافةٍ وذلك لا يشمل قواعد الثقافات العُرفيّة فحسب، بل والثقافات العائليّة والعمليّة أيضاً.

إنَّ أولى الخطوات لتتقن مجموعات عدَّة من قواعد الثقافة في الوقت ذاته، هي المزيد من الاستماع والمشاهدة لفترةٍ زمنيّةٍ أطول من الوقت الذي تستغرقه في مشاهدة أناس من ثقافتك الخاصّة.

14- تحقَّق من دقّة ملاحظاتك:

سواء كنت مبتدئاً أو خبيراً بالوعي الاجتماعي، نحتاج جميعنا إلى التأكُّد من الملاحظات الاجتماعيّة في بعض المواضع. وأفضل السبل لتتأكَّد من دقَّتك أن تسأل عمّا إذا كان ما لاحظته في الناس أو المواقف هو ما يحدث في الواقع أم لا.

لعلَّك سعيت في اتجاه زميلك في العمل، ولاحظت تلك النظرة الواجمة التي ارتسمت على وجهه، وقد أطرق الرأس وخفض عينيه نحو الأرض. فتسأله عن حاله، ويجيب بأنَّه: “على ما يرام”.

يخبرك حدسك بخلاف ذلك، فهو لا يبدو كذلك على الإطلاق. في هذه اللحظة، اسأله سؤالاً تأمُّليّاً يشي بما تراه. مثلاً: “يبدو أنّك تشعر بالإحباط بسبب أمرٍ ما. هل حدث شيءٌ ما؟”. قد تسمع ما يريد هو أن تعرفه الآن، لكنّك على كلّ حال تواصلت معه وجعلته يُدرك اهتمامك بالأمر.

إنَّ التحقُّق من دقّة ملاحظتك سوف يُضفي على فهمك للمواقف الاجتماعيّة المزيد من الوضوح، وسوف يساعدك أيضاً على الانتباه للتلميحات التي عادةً ما توجد جوارك ولا تراها. إن لم تسأل، فلن تتأكَّد على الإطلاق.

15- ضع نفسك في مكانهم:

إنَّ تقمُّص دور شخصٍ آخر أحد أفضل أشكال الوعي الاجتماعي. وذلك لكلّ من يريد أن تكون له رؤيةٌ وفهمٌ أكثرَ عُمقاً للآخرين، وتواصلٌ أكثر تطوّراً وإدراكاً للمشكلات قبل وقوعها.

ولكي تُمارس هذه الاستراتيجيّة، عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة من النوعية التي تبدأ بـ “ماذا أفعل لو كنت مكان هذا الشخص…؟”.

16- انظر للصورة بأكملها:

نظراً لأنَّنا نرى أنفسنا من منظورنا الوردي، فإنَّ الاحتمالات تشير إلى أنَّنا نرى جزءاً من الصورة فحسب. إذا واتتك فرصة، هل تود أن ترى صورتك في أعين هؤلاء الأشخاص الذين يعرفونك جيّداً؟ إنَّ التطلُّع إلى من حولك والسعي للحصول على التقييم أمورٌ تدخل ضمن أسس الوعي الاجتماعي، لأنَّ ذلك يفتح أمامنا الأفق لندرك رؤية الآخرين لنا، ولنشاهد الصورة كاملة.

صدّق أو لا تُصدِّق، ما يقوله الآخرون عنك في العادة أكثر دِقّة ممَّا تعتقده عن نفسك. وأيّاً كانت الإجابات، فإنَّ رؤياهم مهمَّةٌ قطعاً لأنَّ آراء الآخرين فيك تؤثِّر عليك وعلى حياتك. وأيَّاً كانت تلك الرؤى، فإنَّ الوصول إلى الوعي بهذه الرؤى أمرٌ مهمٌّ لأنَّه يوضِّح لك الصورة التي يرسمونها لك.

17- التقط المزاج العام للمكان:

حينما تتقن استيعاب تلميحات ومشاعر الأشخاص الآخرين، فسوف تصير مستعدَّاً لاستيعاب ذلك في غرفة ممتلئة بالأشخاص.

هناك طريقتان تتوصَّل من خلالهما إلى الحالة المزاجيّة في غرفة مليئةٍ بالكامل:

  • الطريقة الأولى، بالاعتماد على الغريزة الفطرية فحسب. فالمشاعر مُعدِيَة، أي أنَّها تنتقل من شخصٍ إلى آخر، ما دامت هناك حالةٌ مزاجيّةٌ عامّةٌ واضحةٌ سوف تحسّ بها عند درجةٍ ما.
  • أمَّا الطريقة الثانية فتتمّ بإحضار مرشد خبير بالوعي الاجتماعي. اتبعه كظلّه، واستمع إلى ما يشعر به ويراه. اسأله عما يحسّ به، وما الدلائل التي تكشف عن الحالة المزاجيّة. ثمَّ تولّى القيادة. خمّن الحالة المزاجيّة في الغرفة، وقارن أفكارك بأفكار مرشدك.

إدارة العلاقات:

في الحقيقة فإنَّ كل العلاقات تتطلَّب بذل مجهود، حتَّى العلاقات التي تبدو أكثر يُسراً. حيث يستغرق العمل على تنمية العلاقة قدراً من الوقت والجهد والخبرة. وهذه الخبرة هي الذكاء العاطفي. فإذا أردت علاقةً لها القدرة على البقاء والنموّ عبر الزمن، ويمكنك فيها إشباع حاجاتك وحاجات الطرف الآخر، فإنَّ مهارة الذكاء العاطفي التي قد يُوصيك به الطبيب هي “إدارة العلاقات”. فالعلاقات جزءٌ أساسيٌّ لا يتجزأ من الحياة. ونظراً لأنّك تمثِّل شطر أيّ علاقةٍ، تقع عليك نصف المسؤولية لتقوية هذه الأواصر.

استراتيجيات إدارة العلاقات:

1- كن متفتِّحاً وفضوليّاً:

قد لا يكون الحفاظ على العلاقات أحد متطلّبات توظيفك، لكن لكي ترتقي سلّم النجاح لا بدَّ أن تجعل التفتُّح والفضول جزءاً من وظيفتك لا محالة. والتفتُّح معناه مشاركة المعلومات عن نفسك وعن الآخرين، ويمكنك الاستفادة من مهاراتك في إدارة الذات لتختار الطريقة التي تبدو بها متفتِّحاً وما الذي تشارك به، أيضاً عليك أن تُبرز اهتمامك بما لدى الطرف الآخر، أي أن تكون فضوليّاً لتعرف ما لديه. وكلّما أبديت اهتماماً واكتساباً للمعلومات عن الشخص الآخر، أحسنت تحديد حاجاته، وقلَّت فُرَص سوء فهمك له.

وعندما تطرح أسئلةً، اعتمد على مهاراتك في الوعي الاجتماعي لتختار المكان والزمان المناسبين. دع حُب الاستطلاع يبدو على نبرة صوتك، وعندما يبدو الطرف الآخر متفتِّحاً أمامك، فلن تكتسب معلومات تساعدك على إدارة العلاقة فحسب، بل سوف يُقَدّر لك الطرف الآخر اهتمامك به.

2- عزِّز أسلوب التواصل الطبيعي لديك:

سواءً أدليت بدلوك في حوار الآخرين، أو تراجعت في صمتٍ معترضاً، فإنَّ أسلوب تواصلك الطبيعي يحدِّد شكل علاقاتك.

صِفْ في أعلى صفحة يومياتك ماهيّة أسلوبك الطبيعي، أطلق عليه ما تشاء من صفات. هل هو أسلوبٌ مباشرٌ أم غير مباشر، هل هو مريحٌ أم جاد، حادٌ أم فضولي، معتدلٌ أم متطفِّل؟ يرجع اختيارك للاسم إلى أنَّك من المحتمل أن تكون قد سمعت ذلك الوصف لأسلوبك أكثر من مرّة.

وعلى الجانب الأيسر من الورقة، دوِّن مميِّزات أسلوبك الطبيعي. وهي الجوانب التي ينظر إليها الناس بعين الاعتبار عندما تتعامل معهم. وفي الجانب الأيمن، جهِّز قائمةً بالمواضع السلبيّة التي تؤدِّي إلى وقوع اضطراب أو ردود فعل غريبة أو مشكلات.

حينما تنتهي اختر ثلاثاً من المميِّزات التي يمكنك الإكثار من ممارستها لتطّور من تواصلك. واختر بعد ذلك ثلاثة مواضع سلبيّة وفكِّر في طُرُق إمَّا للتخلُّص من هذه السلبيّات وإمَّا للتقليل من أهميّتها أو تحسينها. كن صادقاً مع نفسك فيما سوف تفعله وما لا تنوي فعله. وإذا احتجت مساعدةً لتحديد أيّ الجوانب سيعود عليك بأفضل النتائج، فما عليك سوى أن تسأل أصدقائك وزملائك في العمل وأسرتك ليسعفوك باقتراحاتهم.

3- تجنَّب إصدار إشارات متضاربة:

التناغُم هو ما يربط بين الكلمات ولغة الجسد، وثقة الناس فيما تراه أعينهم تفوق ثقتهم فيما يسمعونه. وعندما تقول شيئاً لا ينطبق مع نبرة صوتك أو لغة جسدك، تصيب الآخرين بالارتباك والإحباط. وبمرور الوقت، سيتسبَّب هذا الارتباط في ظهور مشكلات في التواصل والتي بدورها تؤثِّر على علاقاتك.

وللتخلُّص من مشكلة تضارب الإشارات، استخدم مهاراتك في الوعي الذاتي للتعرُّف على مشاعرك، واستخدم أيضاً مهاراتك في إدارة الذات لتحديد أيّ المشاعر ينبغي أن تعبِّر عنها وكيف يمكنك التعبير عنها.

وخلال الشهر المقبل، ركِّز الانتباه على مطابقة نبرة الصوت ولغة الجسد لما تحاول قوله. سجّل ملاحظات ذهنيّة عندما تخبر شخصاً ما بأنَّك على ما يرام، بينما يُرسِل جسدك أو نبرة صوتك أو سلوكك إشارات مختلفة. وعندما تعي أنَّك ترسل إشارات متضاربة، قُم بإعادة الضبط للتطابُق، أو فسّر ذلك التعارض.

4- تذكّر الأمور الصغيرة التي تقوِّي الأواصر:

في هذه الأيام -في العلاقات المتعلِّقة بكلٍّ من الإطارين الشخصي والعملي- قَّلما نسمع كلمات من قبيل “من فضلك”، و”شكراً جزيلاً”، و”معذرةً”. وإنَّ سماع هذه الكلمات قد يكون له أثرٌ إيجابيٌّ على الروح المعنويّة.

فكّر في أغلب المرّات التي تقول فيها كلماتٍ من العيّنة السابقة عندما يتطلَّب الأمر ذلك، إن لم تكن تستخدمها غالباً، فقد يرجع ذلك إلى قلّة الوقت أو التعُّود، أو -حتَّى- ألم نفسي. اسعَ إلى تبنِّي عادة إدخال المزيد من هذه العبارات في علاقاتك.

5- تقبّل التقييم:

يُعَدُّ التقييم هبةً فريدة، يهدف إلى مساعدتنا على التطوُّر بطرقٍ قد لا ندركها في شخصنا. وحتَّى تتقبَّل التقييم على نحوٍّ جيّد، فكّر أوّلاً في مصدر تقييمك. ينبغي أن يكون شخصاً لديه وجهة نظر مناسبة، وأن يكون على درايةٍ بك، وسبق له رؤية أدائك، ومهتمّاً بأن يراك تتطوَّر.

وإذا تسلّمت التقييم، فاعدل إلى مهاراتك في الوعي الاجتماعي لتستمع وتصغي بالفعل لما يُقال. اطرح أسئلةً للتوضيح واسأل عن أمثلةٍ لتفهم وجهة نظر هذا الشخص على نحوٍ أفضل. وسواءً وافقت على ما قيل أم لم توافق، قم بشكر هذا الشخص على رغبته في المشاركة لأنَّ تقديم التقييم فضلٌ يُعادِل قبول التقييم.

ومن المحتمل أن يكون تلقِّي التقييم أصعب جزءٍ من العمليّة، وإذا قرَّرت ماذا ستفعل بشأن التقييم، فأَتْبِع ذلك بالخُطط. إنَّ القيام بالتعديلات في الواقع سوف يوضِّح للشخص الذي قام بتقييمك أنَّك تقدِّر تعليقاته. تناول تقييم هذا الشخص بمأخذ الجد، وحاول تطبيق مقترحاته، فليس هناك ما هو أفضل من هذه الطريقة لتقوِّي أواصر علاقتك به.

6- ابنِ روابط الثقة:

الثقة تستغرق وقتاً ليتم بناؤها، ويمكن فقدها في ثوانٍ، ويمكنها أن تكون الهدف الأهمّ والأصعب في إدارة علاقاتنا. ولكي تبني روابط الثقة، استخدم مهارات الوعي الذاتي وإدارة الذات، لتكون أوّل من يقوم ببعض المجازفة، وشارك بعض أو جزء من الأمور الشخصيّة عن نفسك في كلّ مرَّة. لا تعتقد أنَّه يجب عليك أن تكون كتاباً مفتوحاً دفعة واحدة.

إدارة علاقاتك، تحتاج إلى إدارة ثقتك بالآخرين. لذلك حدِّد العلاقات الموجودة في حياتك التي تحتاج لمزيدٍ من الثقة، واستخدم مهارات الوعي الذاتي لديك لتسأل نفسك ما الذي ينقصها. استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتسأل الطرف الآخر ما الذي يجب فعله لبناء الثقة، واستمع للإجابة. السؤال سيُظهِر أنَّك تهتم بالعلاقة، وهو ما سيساعد في بناء الثقة، وتعميق العلاقة.

7- اعتمد سياسة “الباب المفتوح”:

إذا كنت في حاجةٍ لأن تصبح أكثر انفتاحاً وأن تُظهِر للناس أنَّ بإمكانهم إجراء حواراتٍ غير محدَّدة مسبقاً، وغير رسميّة معك، فاعلم أنَّ اعتماد هذه السياسة هو الحلّ الأمثل لك. تسمح سياسة الباب المفتوح لأيّ موظف بالتحدُّث مع أيّ شخصٍ على أيّ مستوى، وتشجِّع الاتصال المباشر والسهل لكلّ من يَقِلّ عنه.

اسأل الأشخاص من حولك عمَّا إذا كنت في حاجة لتبنِّي سياسة الباب المفتوح لتدير علاقاتك بشكلٍ أفضل. وتذكَّر، إنَّ زيادة إمكانيّة الوصول الخاصة بك يمكنها أن تحسِّن علاقتك، إنَّها تفتح فعلياً باباً للاتصال، حتَّى لو كان افتراضيّاً (عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف). سيشعر الناس بالتقدير والاحترام بسبب الوقت الذي تخصِّصه لهم، وأنت ستحصل على الفرصة لمعرفة المزيد عن الآخرين.

8- لا تغضب سوى عن قصد:

إنَّ الغضب عاطفةٌ موجودة لسببٍ ما، وهو ليس عاطفة يمكن كبتها أو تجاهلها، لكن إذا أدركتها كما ينبغي واستخدمتها بشكلٍ هادف، فبإمكانك أن تحصل على نتائج تعزِّز علاقاتك من دون شك.

فالتعبير عن الغضب بالطرق المناسبة يُوْصِل مشاعرك القويّة، ويذكِّر الناس بخطورة الموقف. أمَّا التعبير المُفرِط عن الغضب أو التعبير عنه في الوقت غير المناسب فيتسبَّب في تحجير عواطف الآخرين تجاه ما تشعر به، ويجعل أخذُك على محمل الجدّ صعباً عليهم.

استخدم مهارات الوعي الذاتي لديك للتفكير وتحديد درجات غضبك المتفاوتة، بدءاً بما يزعجك قليلاً إلى ما يجعلك تستشيط غضباً. قم بكتابة ذلك، ومتى تشعر بهذه الطريقة. ثمَّ حدِّد متى يجب عليك أن تُظهر غضبك بناءً على معيار أنَّ مشاركة هذا الغضب ستحسِّن من هذه العلاقة بطريقةٍ ما. استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتفكِّر في الأشخاص الآخرين المشاركين، وردود أفعالهم.

9- لا تتجنّب الأمور الحتميّة:

أنت وأحمد تعملان في نفس القسم، وهو يزعجك. وليزداد الطين بلّة، قام رئيسك بإعطائك مشروعاً ضخماً لتعملا عليه معاً. يقترح أحمد أن تتقابلا على الغداء لتتحدثا عن الخطوات التالية، وأنت تخلق قائمةً سريعةً لأسباب عدم قدرتك على الحضور. لقد قُمْتَ رسميّاً بصدّ أحمد بخشونة. والآن ماذا؟ ما زال أمامك المشروع وعليك اكتشاف كيف ستعملان معاً.

عند هذه النقطة تكون مهارات إدارة العلاقة ضروريّة بكلّ معنى الكلمة، وإليك استراتيجيّة أساسيّة للعمل مع أحمد: لا تتجنّبه، ولا تتجنّب الموقف، تقبّل الموقف، واختر أن تستخدم مهارات ذكائك العاطفي لتمضي قدماً معه.

ستحتاج لأن تراقب عواطفك، وأن تتّخذ قراراتٍ عن كيفيّة إدارة تلك العواطف. بما أنَّك لست بمفردك في هذا الأمر، استحضر مهارات الوعي الاجتماعي لديك لتجعل أحمد تحت سيطرتك، ولتضع نفسك مكانه. تقابل معه لتعرف ما الخبرة التي سيضيفها وخياراته للعمل معك في هذا المشروع. راقب لغته الجسديّة لترى كيف يستجيب معك، ربّما تسبِّب له نفس القدر من الإحباط!

شارك خياراتك لإدارة هذا المشروع وتوصّلا لاتفاق. يمكنك أن تقول له أنّك تفضِّل أن تعملا في أجزاء منفصلة من المشروع وتتقابلا كل فترة لتضمنا أنّكما تسلكان المسار الصحيح. إذا وافق على ذلك، فهذا يعني أنَّ صفقة عملك قد تمَّ إبرامها. أمّا إذا لم يوافق، فهذا يعني أنَّ الوقت قد حان لتطبِّق الكثير من مهارات إدارة الذات والوعي الاجتماعي حتَّى تتوصَّلا إلى اتفاق.

إذا شعرت بالإحباط على طول الطريق، اسأل نفسك عن السبب، وقرِّر كيف ستوجِّه نفسك. في اجتماعكما المقبل، ذكِّرا نفسيكما بهدف هذا المشروع. في نهاية المشروع، ابحث عن طريقة لتعترف بما أنجزتماه معاً.

10- تقبّل مشاعر الطرف الآخر:

إنَّ أحد مفاتيح إدارة العلاقات هو أن تميل إلى الشيء الذي يزعجك، وتأخذ دقيقةً لتعترف بمشاعر الآخرين، وليس لتكبتها أو تغيِّرها، “أنا حزين لأنّكِ منزعج، ماذا يمكنني أن أفعل؟”، سيُظهر هذا للشخص أنَّه إذا كان البكاء هو ما سيساعده، فإنّك مستعد لتقدِّم له منديلاً ورقيّاً. إنَّ مثل هذه التصرُّفات البسيطة توضِّح المشاعر من دون أن تجعل منها موضوعاً كبيراً، أو تهمِّشها، أو ترفضها. كلّ شخصٍ لديه الحق في اختبار المشاعر، حتّى لو لم تختبر أنت نفس الشعور.

لا يجب عليك أن تتَّفق مع الطريقة التي يشعر بها الناس، لكن يجب عليك أن تعترف بأنَّ تلك المشاعر مَشْرُوعَة وأن تحترمها.

11- جامل مشاعر الشخص، أو موقفه:

لكي تتدرَّب على مجاملة المشاعر في علاقاتك، فكِّر في موقفٍ عاطفيّ أو موقفين اختبرتهما، وكان هناك شخص واحدٌ -على الأقل- حاضر. كيف تَجَاوَبَ معك الشخص الآخر؟ هل تسبَّب ردُّه في تحسين مزاجك، أم في جعله أسوأ؟ هل كان هذا الشخص قادراً على مجاملة حالتك العاطفيّة؟ بمجرّد أن تُجيب عن هذه الأسئلة، يكون دورك أن تركِّز على مجاملة مشاعر الآخرين في المواقف التي يواجهونها. امنح نفسك أسبوعاً أو أسبوعين لتكون مستعدَّاً لمساعدة الأشخاص في علاقاتك الأكثر قُرباً، أفراد العمل أو المنزل. أخبر نفسك أنَّ دورك هو أن تُلاحظ حالتهم المزاجيّة وأن تكون متواجداً من أجلهم بشكلٍ مفيد. سواء كنت متحمِّساً أو قلقاً بشأنهم، ستظهر أنك مرهف الشعور وأنك مهتمٌّ بما يمرُّون به.

12- عندما تهتم، أظهر اهتمامك:

هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بأعمالٍ عظيمةٍ حولك يوميّاً. عندما تهتمّ لأمرٍ ما، أظهر اهتمامك لا تتردَّد أو تؤجِّل هذا إلى الأسبوع المُقبل. افعل شيئاً هذا الأسبوع أو حتّى هذا اليوم. إنَّ الأشياء البسيطة مثل بطاقات التهنئة أو الأشياء الأخرى غير المُكلفة -لكنّها معبّرة- التي تُلخِّص ما تشعر به هي كلّ ما تحتاج إليه لتترك انطباعاً وتقوِّي العلاقة.

13- لا تتّخذ القرارات فحسب، اشرحها:

نحن لسنا أطفالاً بل راشدون. ولكي نؤيِّد فكرةً ما، يجب أن نفهم لماذا تمَّ اتّخاذ القرار. عندما تستخدم ذكاءك العاطفي في إدارة العلاقات، ضع هذا في اعتبارك، بدلاً من أن تُحدِث تغييراً وتتوقَّع من الآخرين أن يقبلوا به، خذ بعض الوقت لتشرح سبب هذا القرار، موضِّحاً البدائل، ولماذا كان الاختيار النهائي هو الأكثر عقلانية. إذا كان بمقدورك السؤال عن أفكار وإسهامات في وقتٍ مبكِّر فسيكون هذا أفضل. في النهاية، اعترف كيف سيؤثِّر هذا القرار على كلّ شخص. يُقدّر الناس هذه الشفافية والصراحة، حتّى لو كان القرار سيؤثِّر عليهم سلباً. إنَّ الشفافية والصراحة أيضاً يوضِّحان للناس أنَّهم مصدر للثقة، والاحترام، وأنّهم متواصلون مع منظّمتهم، بدلاً من إخبارهم ما يجب عليهم فعله، وإبقائهم في الظلام.

14- اجعل تقييمك مباشراً وبنّاءً:

إذا كنت مسئولاً عن إعطاء التقييم، إليك كيف تفكِّر في التقييم مع الذكاء العاطفي: إنَّ إعطاء التقييم هو حدثٌ يبني العلاقات، ويتطلَّب مهارات الذكاء العاطفي الأربع لتصبح فعّالاً. استخدم مهارات الوعي الذاتي لتحدِّد مشاعرك عن التقييم. هل أنت مرتاحٌ لهذه العملية؟ لماذا نعم؟ ولماذا لا؟ بعدها استخدم مهارات إدارة الذات لتقرِّر ماذا ستفعل بالمعلومات التي عرفتها عن نفسك للتو من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة.

ثمَّ بعد ذلك، استخدم مهارات الوعي الاجتماعي لتفكِّر في الشخص الذي يتلقَّى التقييم. تذكَّر، إنَّ التقييم يهدف إلى مخاطبة المشكلة، وليس الشخص. كيف يحتاج الشخص لسماع رسالتك بشكلٍ واضح، ومُباشر، وبنَّاء، ومحترم؟ إنَّ التقييم البنَّاء يتكوَّن من شقّين: مشاركة آرائك وتقديم حلول للتغيير.

كمثال: سلمى، رقيقة المشاعر. وبما أنَّ هذه تجربة بناء العلاقات، فضع سلمى في اعتبارك عند تخطيطك لملاحظاتها. إنَّ استخدام المُلَطِّفَات مثل: “أنا أظن”، أو “أنا أعتقد”، أو “هذه المرة” – في بداية الجملة قد يخفِّف الصدمة. وبدلاً من قول: “إنَّ تقريرك بشع”، استخدم “أنا أعتقد أنَّ هناك بعض الأجزاء في تقريرك تحتاج للمراجعة. هل يمكن أن أرشدك من خلال بعض الاقتراحات؟”. هنا، يكون تقديم اقتراحات للتحسين مفيداً، وليس إلزاميّاً. في النهاية، اطلب من الشخص أن يقدِّم أفكاره، وأشكره على استعداده للتفكير في مقترحاتك.

15- وفِّق بين نيّتك وتأثيرك:

لكي توفّق بين كلامك وتصرُّفاتك وبين قصدك، يجب أن تستخدم مهارات الوعي الاجتماعي وإدارة الذات لتلاحظ الموقف والأشخاص المتواجدين فيه، فكِّر قبل أن تتكلَّم أو تتصرَّف، واتّخذ رد الفعل المناسب والدقيق. قم بعمل تحليلٍ سريع. فكِّر في موقفٍ حيث كان تأثير كلامك أو أفعالك مخالفاً لما قصدته، على قطعة من الورق، قم بوصف الواقعة، قصدك، وتصرّفاتك، والتأثير، والنتيجة النهائية، أو رد فعل الآخرين. بعدها، اكتب ما لم تُدركه في هذا الموقف، واكتب ما أدركته متأخِّراً، وتفهمه الآن، متضمِّناً الإشارات الغائبة، وما عرفته عن نفسك وعن الآخرين.

أخيراً، قم بكتابة ما كان يمكنك فعله بشكلٍ مختلف لتحافظ على التوافق بين قصدك وتأثيرك. إذا لم تكن متأكّداً فاسأل شخصاً آخر كان متورِّطاً في نفس الموقف.

16- قدِّم عبارات “الإصلاح” أثناء المحادثة المتصدعة:

في المحادثات المتصدِّعة، قد تظهر أخطاء الماضي على السطح، ويتم قول تعليقات مؤسفة، ويكون اللّوم حاضراً. لا يهمّ من قال ماذا، أو من “بدأ هذا”، إنّه الوقت المناسب للتركيز في إصلاح المحادثة بعبارة تصحيح الأمور.

لكي تفعل هذا، يجب أن تتخلّى عن اللوم، وتركز على الإصلاح. هل تريد أن تكون على حق، أم تريد حلاً؟ استخدم مهارات الوعي الذاتي لترى ما الذي تقدّمه للموقف، استخدم إدارة الذات لتضع ميولك جانباً، واختر الطريق السريع. ستساعدك مهارات الوعي الاجتماعي في تحديد ما يطرحه الطرف الآخر على الطاولة أو ما يشعر به. إنَّ النظر في كلا الجانبين سيساعدك في اكتشاف أين انهار التفاعل بينكما، وما هي عبارة “تصحيح الأمور” المُناسبة لبدء الإصلاح. إنَّ عبارات تصحيح الأمور مثل نسمة من الهواء المنعش. لهجتها محايدة، وتجد أرضاً مشتركة. قد تكون عبارة “تصحيح الأمور” في منتهى البساطة مثل قول: “هذا الأمر قاسٍ”، أو سؤال الشخص عما يشعر به. بالمجهود الواعي والممارسة، ستكون قادراً على إصلاح المحادثات المتصدِّعة قبل أن تصل لمرحلة غير قابلة للإصلاح.

17- تعامل مع المحادثات الصعبة:

لا مَفَرَّ من المحادثات الصعبة، لا تفكِّر في الهروب منها لأنّها بالتأكيد ستلحق بك. ورغم أنَّ مهارات الذكاء العاطفي لا تجعل هذه المحادثات تختفي، إلّا أنّ اكتساب بعض المهارات الجديدة يمكن أن يجعل اجتياز هذه المحادثات أسهل بكثير من تدمير العلاقة:

  • ابدأ بالاتفاق: إذا كنت تعرف أنّك ستنتهي بخلافٍ ما، ابدأ مناقشتك بالأشياء المشتركة بينكم. سواءً كان هذا اتفاقاً على صعوبة المناقشة وأهميتها أو اتفاقاً على هدفٍ مشترك، اخلق جواً من التوافق.
  • اطلب من الشخص أن يساعدك على فهم موقفه: يريد الناس أن يُصغَى إليهم. اطلب من الشخص أن يوضِّح وجهة نظره. تحكَّم في مشاعرك كما يلزم الأمر، لكن ركِّز على فهم وجهة نظر الطرف الآخر.
  • قاوم دافع التخطيط لـ “عودة جديدة” أو رد: لا يستطيع عقلك أن يستمع جيداً ويستعدّ للكلام في نفس الوقت. استخدم مهارات إدارة الذات لإسكات صوتك الداخلي، وتوجيه انتباهك للشخص الموجود أمامك.
  • ساعد الطرف الآخر على فهم موقفك أنت أيضاً: وفهم وجهة نظرك. اشرح انزعاجك، وخواطرك، وأفكارك، والسبب وراء تلك الأفكار. تحدَّث بوضوح وصراحة.
  • امض قُدُمَاً بالمحادثة: بمجرد أن يفهم كلٌّ منكما وجهات نظر الآخر، حتَّى لو كان هناك خلاف، يجب على أحدكما أن ينتقل للخطوة التالية.
  • أبقِ على اتصال: تفقَّد التطوُّرات باستمرار، اسأل الطرف الآخر إذا كان راضياً أم لا، وابق على اتصالٍ معه كلّما مضيت قُدُمَاً. لقد قمت بنصف ما يتطلبه الأمر لتحافظ على سير العلاقة بسلاسة.

بهذا نكون قد أنهينا معكم سلسلة ملخص كتاب الذكاء العاطفي.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!