ملخص كتاب قوانين الكاريزما للمؤلف كيرت دبليو مورتينسن – الجزء (2)

يتناول كتاب قوانين الكاريزما لمؤلفه "كيرت دبليو مورتينسن" أسرار الكاريزما، وبعض المهارات والسمات التي ينبغي لنا تعلمها وإتقانها لنصبح أكثر كاريزمية وتأثيراً؛ وكنَّا قد تحدثنا في الجزء الأول من الكتاب عن سمتي الحضور والصفات الجوهرية، والمهارات التي تضمها كلٌّ من تلك السمات؛ وسنكمل في مقالنا اليوم الحديث عن مهارات الكاريزما، فتابعوا معنا.

Share your love

مهارات الكاريزما:

3. الإلقاء والتواصل (تحدث عن اقتناع):

ينبغي علينا تعلُّم مهارات الحياة الأساسية قبل أن نكون بحاجةٍ إليها، وفيما يأتي مهارات الإلقاء والتواصل:

3. 1. مهارات تقديم العروض:

يمتلك الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما مهاراتِ تقديم عروض ممتازة تجذب إليهم الجمهور وتلهمه وتشد انتباهه، وسواءً أكان ذلك عبر الهاتف، أم من خلال التواصل المباشر، أم خلال عروض جماعية، أم وسط جلسة تفاوض، أم حتى عبر نصوص، أم رسائل بريد إلكتروني؛ يظل لهؤلاء القدرة على استنطاق الكلمات وبثها حيَّةً في ذهنك، ويُشعِرونك معهم وكأنَّك تشاهد فيلماً.

الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما هم الذين يتمكنون من الاحتفاظ بانتباه جمهورهم؛ إذ يكمن السرُّ في تقديم عرضٍ جذَّابٍ في القدرة على جذب الجمهور إليك في غضون 30 ثانية، وهو الوقت الهام بالنسبة إلى أيِّ عرض، والذي يقرر فيه الجمهور إن كان عليه الإنصات إليك أم صرف انتباههم عمَّا تقوله؛ لذا يجب أن تأخذ في الحسبان أنَّ المقدمة الضعيفة لعرضك ستُفقِدك جمهورك على الفور.

مفتاح الكاريزما: هل سبق وأصبت بحالة سيئة من رهاب التلعثم (الخوف من التحدث أمام الجمهور)؟ هذا أمرٌ شائع، وهو ليس فطرياً وإنَّما مكتسباً، الأمر الذي يُمَكّنُنَا من التخلص منه؛ حيث يتملكنا شعورٌ طبيعيٌّ بالخوف قبل تقديم أيِّ عرض؛ لذا، احرص على أن تجد سبيلاً لتهدئة أعصابك.

أفضل طريقتين لفعل ذلك هما: أن تتصور نجاح عرضك، وأن تستعدَّ جيداً. قد يغريك أن تحاول كسب الجمهور من خلال الإعلان عن توترك أو عدم استعدادك (بمعنى أن تقدم اعتذاراً مسبقاً)، لكنَّ هذا الأسلوب عادة ما يرتد عليك بالسوء؛ إذ لا يدري الجمهور شيئاً عن شعورك، ولا عن مدى جودة استعدادك؛ فلماذا تخبرهم بما يجب أن يبدؤوا البحث عنه؟

عليك بدلاً من ذلك البحث عن سبب شعورك بالتوتر عندما تتحدث، والبدء بإصلاحه.

3. 2. مهارات التواصل مع الناس:

تأتي القدرة على العمل مع الناس والتواصل معهم على رأس القائمة بالنسبة إلى أصحاب الكاريزما، وتُظهِر الدراسات باستمرار أنَّ مهارات التواصل مع الناس دائماً ما تأتي على رأس قائمة المهارات المطلوبة للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية.

نجد أنَّ القدرة على التواصل مع الناس في تضاؤل مستمر، وربَّما أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة إلى الجيل الجديد بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي صوَّر لبعض الناس أنَّ قوة الشخصية والقدرة على التعامل مع الناس ليست صفات هامة؛ والحقيقة أنَّ الناس ما زالوا بحاجةٍ إلى معرفتك والإعجاب بك قبل أن تُفتَح أبواب التأثير والإقناع؛ حيث تزداد الكاريزما حين يعرفك الناس ويعجبون بك، وعندما تتمكن من العثور على توجيهات أو اعتقادات أو اهتمامات مشتركة معهم؛ فنحن نميل إلى التواصل والارتباط بأولئك الأشخاص الذين نشعر أنَّ بيننا وبينهم رابطة أو شراكة ما.

تعدُّ الانطباعات الأولى هامَّةً للغاية؛ ذلك لأنَّ لها أثراً بالغاً في الكاريزما خاصتنا؛ وتتشكل هذه الانطباعات عادةً خلال الثواني الأولى لأول موقف نتعامل فيه مع شخصٍ ما؛ لذا فإنَّه لا يُتاح لنا الوقت لاكتساب مهارات التعامل الجيّد مع الناس، فلا يستغرق الأمر إلَّا ثوانٍ حتى نُولِّد الانطباع الذي يدوم إلى الأبد.

مفتاح الكاريزما: الأمر الذي ينبغي أن تعمل عليه اليوم هو أن تدرك أنَّك جزءٌ من فريقٍ أكبر؛ فكلَّما زاد عدد من تساعدهم وتخدمهم من الناس، زاد عدد الأشخاص الذين يصبحون في خدمتك ومساعدتك؛ لذا قدِّم الثناء حين يكون مستحقاً، وأظهر التقدير للآخرين كلَّما كان واجباً، وكن على يقينٍ من أنَّ الأنا البشرية سهلةُ الكسر، وأنَّ الذات المحطمة يصعب جداً أن تؤثر في الآخرين، وتعلَّم أن تقدِّر الآخرين وتمدحهم على ما يفعلونه، ولا تفترض أبداً أنَّ التعويض المناسب لأيِّ عملٍ جيّدٍ يعدُّ كافياً؛ إذ عليك أن تقدم الشكر الصادق كلَّما أمكن، وتحرص على إظهار الاحترام المتبادل، وتمنح كل شخصٍ التقدير نظير ما قدَّمه من إنجاز.

كيف يمكنك العمل على أن تبدو مهاراتك في التواصل مع الناس صادقة؟

  • أظهر الاحترام للجميع.
  • انتبه إلى كلِّ من حولك.
  • كن على علمٍ بأنَّ كل من تعرفه أو تقابله يمكن أن يساعدك بطريقةٍ أو بأخرى.
  • اهتمّ بهم وبما يفعلونه.
  • قَدّمِ العون، وكن مستعداً للخدمة دائماً.

شاهد بالفيديو: مهارات التواصل مع الآخرين

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RZbMFSPigfE?rel=0&hd=0″]

3. 3. التأثير:

إنَّ الكاريزما والتأثير جزءان لا ينفصلان، وبعبارةٍ أخرى: تعني الكاريزما قدرتك على التأثير في الآخرين ودفعهم إلى فعل ما تريد منهم فعله، وأن يحبوا فعل ذلك.

يمكنك التأثير من حمل الناس على قبول أفكارك، وجمع الناس حولك، وترسيخ التغيير؛ ونحن نتحدث هنا عن تغييرٍ دائمٍ طويل الأمد يرغب الناس في تطبيقه.

أمَّا التأثير فهو مهارةٌ يمكن تعلمها؛ فلا يُولَد أعظم المؤثرين كذلك، بل يُصنَعون.

بإمكانك -بل وعليك- أن تتقن فن التأثير، وينبغي أن تكون محاولاتك للتأثير طبيعية لا تنطوي على تهديد. لذا تجنب الصخب والبهرجة، فتلك أساليب لا تثير سوى المقاومة؛ وتجنب أيضاً الضغط الزائد، فهو لا يقوي المقاومة فحسب، بل يغلق الباب أمام إحداث التأثير كلياً.

مفتاح الكاريزما: تمكِّنك قوة التأثير وتدفعك إلى قراءة الناس على الفور، وحمل الآخرين على اتخاذ إجراءٍ فوريٍّ وإقناعِ أعدائك؛ ولعلَّ المفتاح الأول لتحسين قدرتك على التأثير، هو أن تساعد الناس في التأثير في أنفسهم؛ لذا خذ بعض الوقت اليوم لتصبح على وعيٍ بقدرتك الحقيقية على التأثير، وركِّز على طرح مزيدٍ من الأسئلة وقراءة لغة جسد الناس واستكشاف حاجاتهم الحقيقية، وكن أكثر وعياً بالوسائل التي تساعدهم على إقناع أنفسهم؛ وعندما تفعل ذلك، ستكون قادراً على مساعدتهم على التأثير في أنفسهم.

3. 4. سرد القصص:

تعدُّ القصص أدوات فعالة لاكتساب الكاريزما، وتجذب جمهورك إليك، وتساعدهم في فهم وتقدير رسالتك؛ وعندما تعي المكونات الرئيسة لسرد القصص وكيفية استخدامها، تكون قادراً على التأثير والوصول إلى قلوب الناس بالرسالة التي تودُّ إيصالها إليهم:

  • أهم عنصر في سرد القصص هو أنَّه ينبغي أن تكون جذابة للمشاعر؛ فعندما تكون مشاعر الناس منجذبة إليك، فإنَّهم يكونون أقرب إلى التواصل معك ومع رسالتك.
  • السرد الفعال للقصص هو الفارق بين التواصل والإقناع، وبين العرض والإقناع، وبين المحاضرة ومسِّ شغاف القلوب.
  • يتوقف جزءٌ كبيرٌ من مدى فاعلية وتأثير رسالتك على مدى إيمان الجمهور بك؛ لذا استخدم القصص لبناء الألفة مع جمهورك، فقد يكون استماع الجمهور لقصةٍ معادلاً لعلاقةٍ مباشرةٍ معك.

مفتاح الكاريزما: تدرب على سرد قصة معينة لأيِّ شخصٍ تقابله اليوم، والتي قد تكون قصة بسيطة عن المكان الذي تناولت فيه غداءك مثلاً. حاول أن تسيل لعابهم وأنت تصف الطعام، واجعلهم يضحكون وأنت تعيد عليهم ذكر موقفٍ محرجٍ حدث لك، وحاول أن تجعل تجربتك هي تجربتهم نفسها، وتعلم أن ترسم لهم الصورة بالكلمات.

يمكنك في الوقت الذي تطور فيه قدرتك على سرد القصص تعلم ابتكار محيط القصة المناسب، وإضافة الرؤى والأصوات والروائح والمشاعر؛ وكلَّما زاد ما تضيفه إلى قصتك، ازداد انتباه جمهورك إليك؛ فأنت تريد من جمهورك أن يرى القصة بعيني عقله ويديرها كفيلم، وأن يحفظها بقلبه لسنوات قادمة.

3. 5. التواصل البصري:

يمكن للجمهور من خلال التواصل البصري أن يقيس صدق أيّ متحدثٍ وألمعيته ومشاعره، ويؤدي قطع التواصل البصري حين نكون بحاجةٍ إليه إلى نتائج كارثية؛ فهل لعينيك القدرة على جذب وأسر الآخرين إليها؟

يتمتع أصحاب الكاريزما بالقدرة على جذب الآخرين في التواصل البصري، ويحققون به علاقةً فوريةً معهم؛ وكلَّما طالت مدة التواصل البصري مع شخصٍ ما، كان ذلك علامةً على مدى تَمْلُكُهُ من احترامٍ لذاتك؛ ولكن من الهام في الوقت ذاته ألَّا تُحَدّقَ في أعين الآخرين طوال الوقت.

حين تنظر في العين مباشرة، يشعر الناس بأنَّك تهتم لأمرهم، أو بأنَّك تتحدث إليهم بشكلٍ مباشر؛ ويمكنك من خلال ذلك مساعدتهم على الشعور بالأهمية، وأنَّهم سيصبحون مركز الاهتمام خلال الحوار.

مفتاح الكاريزما: استخدم قدرتك على القيام بتواصل بصري رائع؛ فحين تشعر بالتوتر أو التسلط أو العصبية، ستجد صعوبةً كبيرةً في الحفاظ على التواصل البصري؛ لذا خذ نفساً عميقاً، وكن على وعيٍ بما تفعله، وتحكم بمشاعرك، وضع في اعتبارك أنَّ الشخص الذي تتعامل معه مجرد بشرٍ مثلك، واحرص على ألَّا تمعن في التفحص، وتدرب اليوم على القيام بالتواصل البصري المتناسب في المدة من أجل التواصل وبناء الألفة مع الآخرين.

3. 6. الإنصات:

يدعم الإنصات والفهم الكاريزما، ويمكِّنك من اكتشاف أيّ شيءٍ يجب أن تعرفه من أجل مساعدة شخصٍ ما أو تغييره أو التأثير فيه؛ إذ ستكون قادراً من خلال الإنصات الحقيقي على إلهام الآخرين وتحفيزهم وكسب ثقتهم؛ فنحن نعتقد أنَّنا نفهم رغبات الناس وحاجاتهم، لكنَّنا لا نكون كذلك حقاً حتى نصغي بإخلاص ودقة إلى ما يقولون.

مفتاح الكاريزما: عليك أن تفهم أنَّ الإنصات الحقيقي يتطلَّب قليلاً من الجهد والتركيز؛ لذا حاول أن تدع الآخرين يتحدثون دون مقاطعة، ولا تحاول أن تكمل لهم كلامهم أو أن تقاطع ما يقولونه لمجرد رغبتك بالتعبير عن وجهة نظرك وتعزيز الأنا خاصتك، واقرأ إشاراتهم غير اللفظية، وحاول أن تختبر شعورك لو كنت مكان محدثك؛ وحين ينهون كلامهم، اطرح سؤالاً آخر حتى يواصلوا الكلام؛ إذ يساعدك هذا الأسلوب على قياس درجة فهمك لما يريدونه أو يحتاجون إليه حقاً.

3. 7. بناء الألفة:

عندما تتمكن من بناء الألفة مع الآخرين، وتتمكن من تكوين علاقةٍ مع أيّ شخص، ويشعر الآخرون بالارتياح في مرافقتك؛ فإنَّك تستطيع عندئذ زيادة تأثير الكاريزما التي تتمتع بها.

مفتاح الكاريزما: تتمثل إحدى طرائق التسريع في خلق العلاقة أو الألفة بين الناس في التقليد والمحاكاة؛ لذا حاول أن تفعل هذا مع كلّ من تقابله أو تتواصل معه.

نحن غالباً ما نعكس سلوك الآخرين وطريقتهم ومزاجهم وإشاراتهم، دون حتى أن نعيَ ذلك، وهذا مسلكٌ طبيعيٌّ حين تكون على علاقةٍ بالشخص؛ وحين تستطيع خلق فعلٍ مشابهٍ مع جمهورك، سيشعر الجمهور بالارتباط بك.

تذكر أنَّ الناس يميلون إلى اتباع من يرونه شبيهاً لهم؛ لذا إن عدلوا جلستهم أو وقفتهم، افعل ذلك أيضاً؛ وإذا ابتسموا، ابتسم؛ وجرب أسلوب المحاكاة والتقليد اليوم، وستُدهَش من روعة النتيجة.

4. تمكين الآخرين (التعاون المعدي):

يمكن أن يساعدك كلُّ شخصٍ تقابله وتعرفه بشكلٍ ما على تحقيق النجاح والسعادة؛ لذا امنح الآخرين القوة، وعاملهم باحترام، وسيأتي وقتٌ يمكنهم ردُّ المعروف إليك أضعافاً مضاعفة.

تعلم كيف تلهم الآخرين، وكيف تحفزهم وتخلق رؤية مشتركة فيما بينكم؛ لكي تجذب الناس إليك دائماً ليساعدوك في وقت الحاجة.

مهارات تمكين الآخرين:

4. 1. الإلهام:

إن لم تكن أنت نفسك تتمتع بالإلهام، فلن تستطيع إلهام الآخرين.

يتمتع أصحاب الكاريزما بالقدرة على إلهام الآخرين، ورفع روحهم المعنوية سريعاً، وضبط مشاعرهم، ورفع مستوى الطاقة فيهم؛ فإذا أردت أن تدوم جاذبيتك، فعليك أن تعتمد على الإلهام الذي يترسخ في عواطفك ورؤيتك.

إلهام الآخرين هو الوسيلة الوحيدة لتحفيزهم على الأمد الطويل؛ فحين تلهم الآخرين من حولك، فإنَّك تبعدهم عن الإحباط والكسل وإلقاء اللوم على الآخرين، وتمنحهم أملاً في أنفسهم وفي المستقبل.

مفتاح الكاريزما: حين تطور الكاريزما خاصتك، سيتوجب عليك إلهام الآخرين لإنجاز مستوياتٍ أعلى من النجاح. هناك الكثير جداً من الناس الغارقين في اليأس وانقطاع الأمل لكونهم يسعون بعيداً عن أيِّ شيء، وبإمكانك منحهم الأمل في المستقبل بالتركيز على تحفيزهم ودفعهم إلى التحرك نحو شيءٍ ذي معنى.

4. 2. التقدير:

يجد الكثيرون منَّا صعوبةً في تقديم الثناء، أو دعم التقدير الذاتي للآخرين، وإبراز إيجابياتهم؛ ويعدُّ تعظيم قيمة الذات الطموح الأكثر حيرةً وهلاميةً في النفس الإنسانية.

يعني التقدير الشعور بالرضا عن نفسك، أو مقدار حبك لذاتك؛ والمفتاح له هو أن تدرك أنَّك لكي تصبح أكثر كاريزمية، عليك أن تتمتع بقدر صحي من تقدير الذات، وترفع مستوى التقدير الذاتي لدى الآخرين.

تتمثل إحدى الطرائق السهلة لدعم التقدير الذاتي للناس في تقديم الشكر الصادق؛ لذا أظهر امتناناً لما قاموا أو سيقومون به، ولا تفترض ضمنياً أنَّهم يعلمون مدى اهتمامك بهم وتقديرك لهم.

من الهام أيضاً أن تكون قادراً على قراءة أفكار الناس وفهم إشارات انحدار مستوى التقدير الذاتي، والذي قد يكون مناقضاً لما تعتقده أنت؛ إذ قد تتمثل هذه الإشارات بالاستئساد، أو التمسك بأنَّهم على صواب دائم، أو النميمة، أو سرعة الاستياء.

مفتاح الكاريزما: لا يقدم الكثير من الناس الثناء لأنَّهم يعتقدون أنَّه قد يبدو زائفاً، أو أنَّ الناس لا يصدقونه أو يستاؤون منه؛ لكن عندما تكون مهتماً حقاً بالآخرين، ومحدداً في ثنائك؛ ستفتح كلماتك الأبواب وتزيد الكاريزما.

خصص اليوم بعض الوقت للثناء على الأمور البسيطة، وسيصبح من السهل عبر الوقت أن تثني على الأمور الكبيرة.

4. 3. المصداقية:

عندما تتمتع بالمصداقية، سيراك الناس شخصاً أهلاً للثقة، وتبدو كمن يملك الخبرة لتحقيق الإنجازات أو حلّ المشكلات لهم.

تعتمد المصداقية على ثلاثة أمور: معرفتك، وسجل إنجازاتك، ومظهرك؛ وتزداد عندما لا تترك أيّ فجوةٍ بين ما تقوله وما تفعله، وتزيد ثقة الآخرين والتزامهم تجاهك.

هناك أمران يضران ضرراً بالغاً بالمصداقية، وهما: الظهور بمظهر خادع، أو الظهور بمظهر الشخص الجيد لدرجة يصعب تصديقها.

غالباً لا نفكر في المصداقية؛ ذلك لأنَّنا نعتقد أنَّنا نمتلكها، وربَّما يكون هذا صحيحاً؛ لكنَّ المصداقية هي رؤية يعتقدها الناس، وليست حقيقة؛ وهي لا تُمنَح، ولكنَّها تُكتسَب.

مفتاح الكاريزما: السر هو أن تزيد حجم مصداقيتك باستمرار؛ لذا جهِّز نفسك جيداً، وتأهب لأي سؤالٍ قد تواجهه.

عليك اليوم أن تبحث عن طرائق لزيادة مصداقيتك دون أن تكون متباهياً؛ لذلك تحلَّ بالإبداع، واجعل شخصاً ذا مصداقية -مثلاً- يقدمك إلى الآخرين.

4. 4. التحفيز:

يتمتع أصحاب الكاريزما بالقدرة على حمل الناس على تحفيز أنفسهم على الأمد الطويل؛ فهم يملكون القدرة على مساعدة الآخرين في تصور الأهداف، والشعور بأنَّ بإمكانهم أن يحققوها؛ ويمكِّنهم هذا التحفيز من وضع أهدافهم الخاصة أيضاً، مع استمرار الشعور بأنَّهم لا يزالون جزءاً من الفريق.

قد تكون الرحلة نحو تحقيق الأهداف شاقةً وطويلةً ومنهكةً ومحبطة، والكاريزما خاصتك هي التي ستحملهم وتدفعهم وترفع روحهم المعنوية حين يشعرون بالتعب خلال الطريق.

ما يحفزنا لا يحفز الآخرين بالضرورة، والحقيقة أنَّ نوع التحفيز الذي يصلح اليوم لشخص، قد لا يصلح له غداً؛ لذا تعلَّم أن تقرأ أفكار الآخرين، وتدرك ما يحفزهم.

مفتاح الكاريزما: جاهد لتتذكر دائماً أنَّك بالكاريزما تصبح قوة محفزة للآخرين. لقد حاول كثير من الأشخاص الذين تحاول تحفيزهم القيام بما تطلبه منهم الآن، لكنَّهم لم يستطيعوا ذلك، ما جعلهم يفترضون أنَّهم سيفشلون دوماً في هذا العمل؛ لذا ساعدهم على الحلم، وامنحهم أدوات النجاح، وحفزهم نحو تحقيقه.

4. 5. المودة:

تستدعي المودة أن تكون عطوفاً، وأن تُظهِر الاهتمام الصادق بالآخرين، وأن تراعي مشاعر الآخرين في كل تعاملاتك.

كن مهذباً على الدوام، وأظهر اهتماماً حقيقياً بمن حولك؛ فهذا الاهتمام هو الأساس لكل تعاملاتك، ويخلق حالةً من القبول والكاريزما لديك، ويساعدك على كسب قلوب الناس وولائهم من خلال ما تبديه من عطفٍ ومودة.

لا تكن قاسياً أو شديداً في تعاملك مع الناس عندما تبرز مودتك من خلال تركيزك على الإيجابيات والانتباه إلى السلبيات، وتذكر أنَّ الناس قد يكون لديهم حساسية مفرطة، ويشعرون بالإهانة بشكلٍ مبالغٍ فيه؛ لذا راقب كلامك وأفعالك، ولا تنتقد أحداً أبداً إلَّا إذا كنت بحاجةٍ إلى ذلك فعلاً؛ وإن فعلت، فليكن بالطريقة المناسبة.

مفتاح الكاريزما: كن واعياً بالعالم من حولك، وحاول أن تركز على كلّ من تقابله، واستبدل كل الأفكار والتعليقات السلبية التي لديك عن الآخرين بأخرى إيجابية، وابحث عن الخير في الآخرين، واجتهد في إبراز أفضل ما لديهم، وابحث اليوم عن فرصةٍ لممارسة المودة، وقدم بعض المساعدة، وسترى أنَّ الجميع سيستفيدون.

4. 6. الرؤية:

تمكِّن الرؤية لدى صاحب الكاريزما الآخرين من امتلاك الثقة بأنفسهم وقدرتهم الشخصية على تحقيق ما يقتضيه تنفيذ تلك الرؤية، حيث يجمع امتلاك الرؤية الناس على كلمةٍ سواء، ويخلق لهم هدفاً مشتركاً.

إنَّ التحدي هنا أنَّه عند تقديم الرؤية، فإنَّها لا تُبرِز من يتحمل مسؤوليتها؛ فإذا رأى الناس أنَّ هذا الجهد كله لك، ولا يرون أين مكانهم في الأمر؛ فسيشعرون بأنَّهم موضع تلاعب، ولن يتبنوا تلك الرؤية؛ فهم يريدون أن يعرفوا ما الذي يعود عليهم من هذا على الأمد الطويل، ولمَ ينبغي عليهم أن يدعموك ويدعموا رؤيتك.

مفتاح الكاريزما: ساعد شخصاً ما على التخلص من مخاوفه الماضية، وادفعه نحو رؤية المستقبل، واعلم أنَّ مقابل الرؤية ليس سوى القلق، فلا تدع الناس في حالة تركيزٍ على مصادر القلق أو أخطاء المستقبل؛ بل ارسم صورةً حية له، وامنحهم الأمل والتشجيع والأدوات اللازمة لتصور أنفسهم وهم يفعلون ما ينبغي عليهم فعله، وساعدهم على الخروج من الماضي إلى المستقبل، وأكد لهم أنَّ أخطاء الماضي لن تحجب عنهم إمكانات النجاح في المستقبل.

4. 7. التقمص العاطفي:

كلمة Empathy (التقمص العاطفي) لها أصلان: لاتيني، ويوناني؛ ويعني الجزءان اللذان تتكون منهما الكلمة “أن ترى من خلال”، و”عين الشخص الآخر”؛ لذا تخلق القدرة على الرؤية من خلال عين الآخر كاريزما طويلة الأمد؛ فحين يدرك الناس أنَّك تستطيع أن ترى ما يمكنهم رؤيته، وتشعر بما يشعرون به، وتتأذى لما يتأذون منه؛ فسوف يكونون مستعدين للتأثر بك.

يختلف التقمص العاطفي عن التعاطف، حيث يعني التعاطف القدرة على الارتباط بالآخرين؛ أمَّا التقمص العاطفي فيعني الشعور بالآخرين وفهمهم، وأن تضع نفسك مكانهم وتعيش ظروفهم، وأن تتقبل الشخص كما هو وبلا شروط، وتكون قادراً على قبول مواطن قوته وانتصاراته في الوقت ذاته الذي تتقبل فيه ضعفه وفشله وشكوكه ومخاوفه.

مفتاح الكاريزما: رغم أنَّ التقمص العاطفي يحتاج بعض الجهد، فإنَّ إتقان تلك المهارة جديرٌ بكلِّ ما يُبْذَل فيها من وقت؛ لذا ابحث عن فرص لتطوير صفة التقمص العاطفي لديك، وابدأ توجيه سؤالين اثنين إلى نفسك خلال محادثاتك:

  • ما الذي قد يكون عليه شعوري إن كنت مكان هذا الشخص؟
  • ما سبب شعوره هذا؟

تدرب على هذه البداية اليوم، وحاول التوصل إلى شخصٍ يمكنك أن تظهر له تقمصك العاطفي، وأظهر له اهتمامك الحقيقي.

4. 8. الاحترام:

ترتبط الكاريزما طويلة الأمد بتقدير الناس والاحترام الذي تمنحه لهم، والذي يورث مزيداً من الكاريزما والتأثير. تعلَّم أن تبني الاحترام لدى الآخرين؛ فهو لا يأتي بغتة، وإنَّما قد يحتاج بعض الوقت؛ فكلَّما زاد ما تمنحه من احترام، زاد تأثيرك في الآخرين.

مفتاح الكاريزما: تدرب على معاملة كل من تقابله باحترام، وأظهر له أنَّه يمثل لك أهمية، سواءً أكان موظف استقبال أم مديراً تنفيذياً أم بَوَّابَاً؛ ولعلَّ أفضل طريقةٍ لهذا: التركيز على سؤال الناس عن حالهم، والإجابة عن أسئلتهم.

كن صادقاً في أسلوبك، وأظهر الاحترام، ولا تشكُ من كلّ شيء، ولا تنتقد الآخرين لما يقولونه أو يفعلونه؛ فقد تُظهر هذه الأشياء البسيطة اهتمامك بإنسانٍ آخر.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!