ملخص كتاب قوة التركيز وتحسين الذاكرة

المقدمة:

الذاكرة هي مستودع يُخزّن فيهِ الفرد ما يمر بهِ من مواقف وخبرات وتجارب وأسماء وأحداث. والتذكّر هي عمليّة استرجاع أو استدعاء هذهِ المعلومات من الذاكرة.

ويُعتبر موضوع الذاكرة والتذكّر من أهم الموضوعات التي تناولها علم النفس، حيثُ أثيرت الكثير من التساؤلات، وتم وضع العديد من الإفتراضات المتعلقة بطبيعة الذاكرة وعملها وآلياتها، لما لهذا الموضوع من تطبيقات في مجال التعليم والتدريب والإدارة والطب والعلاج النفسي والعقلي.

لقد أثبتت الدراسات أنّ الإنسان صاحب الذاكرة العاديّة يستطيع أن يحمل داخل مخهُ مليون معلومة مثل الأسماء والأرقام، ويرفع هذا الرقم ليصل إلى نحو عشرة ملايين معلومة لأصحاب القدرات الخاصة.

والنسيان عكس التذكر، وهو عدم القدرة على تذكّر المعلومات التي سبق أن تعلمها الإنسان، بينما التركيز هو أقصى درجات الإنتباه، وهو القدرة على تجاهل كل ما يُشتت الفكر ومتابعة الأمور المهمة فقط.

أولًا: وظائف وأقسام العقل الإنساني

مخ الإنسان:

يزن مخ الإنسان حوالي واحد كيلو جرام، وموقعه داخل جمجمة الرأس ويتكون من خلايا صغيرة يبلغ عددها حوالي بليون خليّة عصبيّة، ولكل خليّة مجموعة من المجسات وعلى كل مجس آلاف النتوءات، ويربط هذهِ الخلايا ما يقرب من مائة تريليون من الألياف العصبيّة، والتي تنساب منها الإرشارات الحسيّة المختلفة.

وينقسم المخ إلى جهازين عصبيين أساسيين، الأول مسئول عن بعض أنواع السلوك مثل الشهيّة والرغبة الجنسيّة والدفاع عن النفس، وهذا الجهاز يشكّل الشبكة التي تدير الجهاز الدوري والتنفسي والهضمي، ويقوم الجهاز العصبي الثاني بتلقي الإشارات التي يستقبلها الجسم من الخارج ويُنظّم رد فعل الجسم حاليًا، والجهازان مرتبطان ببعضهما حيثُ يتم التنسيق بين السلوك والظروف المحيطة، وهذا يشكل أوّل درجات التعلّم لدى الإنسان.

ولا تتوقّف درجة ذكاء الإنسان على عدد الخلايا الموجودة في المخ، بل على درجة التفاعل والإرتباط ما بين مجسات الخلايا، فكل ارتباط بين مجسين يُشكل طريقًا، وتبعًا لعدد الطرق يتوقّف مدى ذكاء الإنسان، أي أنّهُ كلّما زاد عدد الطرق ارتفع مستوى ذكاء الإنسان.

فصا المخ البشري:

في عام 1981 حصل العالم روجر سبيري على جائزة نوبل لإثباتهِ نظرية فصي المخ، ومضمون هذهِ النظرية هو أنّ للمخ شطرين أو فصين، لكل منهما مجموعة من الوظائف المختلفة ولكنّها متداخلة وكل فص منهما متخصص في أنواع محددة من عمليات التفكير ومعظم الناس يستخدمون أحد الفصين أكثر من الآخر، وكلا الفصين يتحكّم في الحركات وغيرها التي يقوم بها الإنسان بصورة عكسيّة. بمعنى أنّ الفص الأيمن مسئول عن الأعضاء الموجودة في الجهة اليسرى من الإنسان، والعكس صحيح، فالفص الأيسر مسئول عن الأعضاء الموجودة في الجهة اليُمنى من الإنسان.

ويقوم الفص الأيسر بترتيب وإعداد عدة أعمال هي: النطق، الكلام، الكلمات، الأرقام، الترتيب والتحليل، والكتابة.

أمّا الفص الأيمن فيقوم بترتيب وإعداد الأعمال التاليّة: الألون، الخيال، أحلام اليقظة، الأبعاد، الألحان والأصوات، الإبداع والإبتكار.

مخ المرأة ومخ الرجل:

وبالنسبة لمقارنة مخ الرجل بمخ المرأة، وجد أن حجم مخ الرجل يزيد في المتوسط بنسبة 15% عن مخ المرأة، ويؤدي هذا إلى اختلافهما في طرق التفكير والإدراك، حيثُ تتوجه النساء إلى الشمول والعموميات، في حين يميل الرجل إلى التخصص، وتشير الأبحاث إلى أنّ التنسيق بين جانبي المخ بصورة أعلى لدى النساء منهُ بين الرجال، في حين أنّ قدرة المخ على التخيُّل والتصوّر تكون أعلى لدى الذكور منها لدى الإناث، كما ويتفوق الرجال في التنسيق بين حركة العينين واليدين، لذا فهم يتفوقون في الألعاب الرياضيّة، إلّا أنّ النساء يتفوقن على الرجال في الرؤية في الظلام والقدرة على التمييز بين الأصوات والمهارات اللغوية واللفظية.

العقل البشري:

العقل يُعتبر بصفة عامة من أعظم نعم الله على الإنسان، إذ أنّهُ مناط التكليف وبهِ جعل الله الإنسان خليفتهُ في الأرض وأكرم خلق الله، وللعقل وظائف عديدة هي: التفكير، الإدراك، التحليل، التنبؤ، التخيّل، الإبتكار، التخزين، التذكّر، النسيان.

برمجة العقل بالتأكيدات الإيجابيّة:

من أجل برمجة عقلك بالتأكيدات الإيجابيّة فإنّك كما يُشير إبراهيم الفقي تحتاج إلى خمسة أشياء هي كالتالي:

1. يجب أن يكون التأكيد إيجابيًا، لا تقل أنا لست رجل اتصال سيئ، إنّما أنا رجل اتصال متفوق.
2. يجب أن يكون تأكيدك في صيغة الزمن الحاضر، لا تقل سوف أصبح رجل اتصال بارع، هذا جيد إنّما يفتقد التأثير، بدلًا منهُ قل: إنّي رجل اتصال ماهر.
3. يجب أن تكون تأكيداتك موجزة، لا تقل جملًا طويلة، الأفضل استخدام الجملة المختصرة والمحددة والهادفة إلى غاية معينة.
4. يجب أن تصاحب التأكيدات مشاعر قوية، إذا قلت إنّي رجل اتصال ناجح، دون أن تشعر أو تؤمن بما تقول فإنّ عقلك اللاواعي لن يتقبّل هذا التصريح.
5. يجب تكرار تأكيداتك يوميًا أو عدة مرات في اليوم، إذا اكتفيت بالتأكيد لمدة بضعة أيّام أو من حين لآخر، سوف يكون تأكيدك ضعيف التأثير، من المهم التأكيد يوميًا بكثرة وكلّما أمكن ذلك.

ثانيًا: مفهوم وأهداف وأنماط التفكير الإنساني

مفهوم التفكير الإنساني:

التفكير هو الوظيفة الرئيسيّة للعقل، وهو بدوره نعمة ميّز الله بها الإنسان عن باقي الكائنات.

• ويمكن تعريف التفكير كالتالي:

1. التفكير عمليّة عقلية يقوم به العقل عندما يواجه بموقف ما.
2. التفكير عمليّة استخدام العقل في محاولة لحل المشكلات التي تواجه الإنسان.
3. التفكير هو جمع المعلومات واستخدامها الأستخدام الأمثل في المواقف المختلفة.
4. التفكير هو التقصي المدروس للخبرة من أجل تحقيق هدف ما.
5. والإنسان يُفكّر لتحقيق أهداف عديدة نذكر منها:

الفهم، التخطيط، اتخاذ القرارات، حل المشكلات، الحكم على الأشياء، القيام بعمل ما.

وسائل تنمية التفكير:

القراءة، الملاحظة، الإنصات، الحوار، الألغاز.

أخطاء في التفكير:

يقع الإنسان في بعض الأخطاء الشائعة عندما يُفكر في موضوع ما، من هذهِ الأخطاء الشائعة نذكر منها:

1. التحيُّز وعدم الموضوعيّة.
2. القفز إلى الحلول.
3. الإستعجال في الحل، والنظرة الضيقة.
4. النظرة الجزئيّة، الغرور، والتطرف.
5. اتخاذ القرارات بناء على ملومات ناقصة أو قديمة أو ثانويّة.
6. التعميم لمتسرع.

أساليب تعديل أخطاء التفكير:

1. الوعي بالذات ومراقبتها.
2. إيجاد البدائل والحلول المناسبة على حل المشكلات.
3. محاولة تجنّب الوقوع في أخطاء التفكير.
4. الإرشاد النفسي والإجتماعي والتربوي.
5. التوجيه المباشر.
6. إعطاء المعلومات اللازمة.
7. تنمية البصيرة.
8. الحوافز الإيجابيّة عند عدم الوقوع في الأخطاء.
9. الحوافز السلبيّة عند الوقوع بالأخطاء.

أنماط التفكير:

1. التفكير التحليلي والتفكير الإبتكاري.
2. التفكير المنظم والتفكير النسقي والتفكير التنسيقي.
3. نمط التفكير المرئي أو السمعي أو الحسي.
4. التفكير العلمي والتفكير غير العلمي.
5. التفكير الفردي والجماعي.
6. التفكير الملموس والتفكير المجرد.
7. التفكير الإيجابي والتفكير السلبي.
8. التفكير المبني على الحقائق، والمرتكز على الشكل، والمرتكز على المشاعر، والمتجة إلى المستقبل.

التفكير الإيجابي والتفكير السلبي:

الإنسان قادر على أن يوجه تفكيره وجهة إيجابيّة أو سلبيّة، فعندما ينظر إلى الأمور والأشياء والناس المُحيطين بهِ نظرة عادلة ومتفائلة، مع محاولة التطوير والتحسين لنفسهِ لأسرتهِ ولعملهِ، بل ولمجتمعهِ، فإنّهُ يُفكّر بإيجابيّة ولهُ نظرة تقدمية، وفي هذا الشأن ننصحك بالآتي:

1. إجعل عقلك يُفكّر بإيجابيّة ولا يعمل ضدك.
2. إستخدم كلمات إيجابيّة للتعبير عن مشاعرك وأفكارك.
3. أنظر للأشياء بإيجابيّة.
4. أقنع نفسك بأنّك قوي في كذا وضعيف في كذا، ولكنّك سوف تتحسن في هذا الجانب إذا أردت.
5. التفكير الإيجابي يُركز على النجاح.
6. التفكير الإيجابي لا يُفكر بالفشل ولكنّهُ يُصر على الفوز.
7. التفكير الإيجابي يتسم باليقظة، والإهتمام بالناس والأشياء.
8. التفكير الإيجابي يُساعد على تحقيق الأهداف.
9. إبدأ بالممكن ولا تفكّر في المستحيل، وتخيّل النجاح وتصور نفسك وأنت تجني ثمارهُ.

ثالثًا: الذاكرة مخزن المعلومات والأحداث

هل ذاكرتك قوية؟

الذاكرة هي مستودع يُخزن فيهِ الفرد ما يمر فيهِ من مواقف وخبرات وتجارب وأسماء وأحداث، هي القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها مرة أخرى.

الذاكرة تخزين وتذكر:

1. التخزين هي عمليّة انتقاء المعلومات المهمة والضروريّة، ثُمّ الإحتفاظ بها في الذاكرة لاستخدامها في المستقبل.
2. التذكّر هي عمليّة استرجاع أو استدعاء هذهِ المعلومات من الذاكرة.
3. فالشخص يتذكّر الصور المرئيّة التي شاهدها والأصوات التي سمعها والروائح التي شمها، ويتذكّر جدول الضرب أوقصيدة، أو حادثة، أو موقفًا سارًا أومحزنًا.
4. وعن الفوارق في الذاكرة بين الرجل والمرأة فالنساء يتمتعن بذاكرة أفضل، وحتّى يُمكن تقوية الذاكرة لدى الإنسان يُنصح بالآتي:
5. إعطاء الأمور المهمة الإنتباه والتركيز الكافيين، فتتم عمليّة التخزين بشكلٍ جيد.
6. محاولة عدم إرهاق العقل بالعمل أو الدراسة لمدة طويلة.
7. تدوين المذكرات الكتابيّة، و استخدام المذكرات السنوية.
8. ضرورة علاج الأمراض التي يُعاني منها الإنسان، النوم الكافي حيثُ أنّهُ يُساعد على استعادة المعلومات المخزنة وتقوية الذاكرة.
9. التغذية المناسبة والسليمة من حيثُ الكم والكيف وبخاصة الخضروات والفاكهة الطازجة والأسماك.

نظرية تعدد الذكاءات:

1. إنّ الذكاء لا يظل ثابتًا لدى الفرد في مختلف مراحل حياتهِ، وإنّما يُمكن تنميتهُ وزيادته.
2. الناس تختلف في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها.
3. الذكاء ليس مفهومًا محددًا فلا يوجد شخص ذكي في كل شيئ، فقد يتنوع الأمر على حسب الموقف.
4. يُعدُّ الذكاء أمرًا خاصًا بالمهارات والقدرات، فالذكاء هو ما نقوم بهِ لتحقيق الأشياء.
5. يحتاج الناس أن يعملوا لكي يُطوروا ويستخدموا ويُحسنوا ذكاءهم.

وهناك ثمانيّة أنواع أساسيّة من الذكاء، هي:

1- الذكاء اللغوي:

ويُقصد بالذكاء اللغوي القدرة على استخدام اللغة ومفرداتها في توصيل الأفكار والآراء والمشاعر للآخرين، وفي نقل المعلومات وإقناع الآخرين.

2- الذكاء الموسيقي الفني:

يُقصد بالذكاء الموسيقي الفني بأنّهُ القدرة على التّمتع بالموسيقى أو أدائها أو تأليفها.

3- الذكاء المنطقي الرياضي:

يُقصد بالذكاء المنطقي، الرياضي القدرة على اكتشاف الأنماط والمجموعات والعلاقات بين الأشياء أو المُتغيّرات، كذلك من خلال معالجة الأشياء أو من خلال استخدام أسلوب التجريب.

4- الذكاء المكاني التخيلي:

وهو القدرة على تخيّل الأشياء ذهنيًا في أبعادها الثلاثة الطول والعرض والإرتفاع، والتعبير عن ذلك بالرسم والظل والخرائط والتصميم الداخلي.

5- الذكاء الجسدي:

ويشمل هذا النوع من الذكاء على إمكانيّة استخدام كل جسم الإنسان أو جزء من جسمهِ مثل اليد أو القدم أو الفم، لحل المشكلات أو لتقديم منتجات جديدة.

6- الذكاء النفسي الشخصي:

يُقصد بالذكاء النفسي الشخصي القدرة على التبصر والمعرفة الوراثيّة بمعنى القدرة على فهم النفس أو الذات وتحليل المشاعر الداخليّة.

7- الذكاء الإجتماعي العلاقي:

يهتم الذكاء الإجتماعي بالعلاقات مع الآخرين والقدرة على فهمهم والتوافق معهم.

8- الذكاء الطبيعي:

ويُقصد بالذكاء الطبيعي القدرة على تمييز وتصنيف النباتات والحيوانات الأخرى الموجودة في الطبيعة بسهولة.

كانت هذهِ مقتطفات من كتاب قوة التركيز وتحسين الذاكرة للدكتور مدحت أبو النصر الذي نتمنى أن تكون قد استفدت من كل معلومة مهمة وردت فيهِ.

المصادر:

1. كتاب قوة التركيز وتحسين الذاكرة
2. وصف كتاب قوة التركيز وتحسين الذاكرة