ملخص كتاب ما وراء التفكير الإيجابي للمؤلف روبرت أنتوني

يُعتبر كتاب ما وراء التفكير الإيجابي واحدًا من أفضل كتب التنمية البشريّة وأكثرها فائدةً، حيث يتحدّث الكاتب من خلالهِ عن أهمية المعتقدات في الحياة، وعن الأشياء المهمة التي يحتويها العقل الباطن، فيما يلي سنقوم بتلخيص مجموعة من أهم الأفكار الورادة في هذا الكتاب الرائع للمؤلف روبرت أنتوني.

Share your love

أولًا: التفكير الإيجابي والتفكير السلبي والتفكير الصحيح

نقطة البدء لإحداث تغييرات دائمة وباقية في حياتك تبدأ بفهم الفرق بين التفكير الإيجابي، والتفكير السلبي، والتفكير الصحيح. كل منّا لديه القدرة على المشاركة في لعبة الحياة بتوازن وتناغم ومتعة، ولكنّنا نحتاجُ أن نعرف القواعد والأسس.

فالحياة تعمل وفقًا لقواعد وأسس وقوانين فيزيائيّة، ولو أنّها لا تعمل وفقًا لذلك لما استطاعت الطائرة أن تطير لعدم وجود جاذبيّة، ولما كانت هناك كهرباء، فقوانين الكون موثوقة ويُمكن الاعتماد عليها بشكلٍ كامل.

بغض النظر عن سنك أو طولك أو قصرك أو بدانتك أو نحافتك أو دينك أو جنسيتك أو ما إذا كنت ذكرًا أو أنثى، فالقوة أو الطاقة تتّسم بالحياديّة، ويُمكننا توجيهها عبر أفكارنا ومعتقداتنا.

1- كلمتك قانون:

ما أقصده هو أنّ قرارك قانون في هذا العالم، لكنّك في حاجة لأن تعرف تلك القوانين، فبدون فهم القوانين، ومن خلال الجهل، لا يُمكنك أن تحقق ما تريد.

القانون الأساسي الذي تتوافق معه جميع القوانين الأخرى هو قانون السبب والنتيجة، فهذا القانون يُفيد بأنّ تأثير أو نتيجة أي موقف لا بُدّ أن تكون مكافئة للسبب، والسبب يكون دائمًا فكرة أو اعتقادًا ما، وهناك طريقة أخرى لوصف قانون السبب والنتيجة وهو مثال الزراعة والحصاد، أو الفعل ورد الفعل. إذن أفكارك تتمخض عن نتائجك.

وقانون السبب والنتيجة غير شخصي، مثل شروق الشمس، فإذا كنت تقف في الشمس، فإنت تتلقى الدفء، وتستفيد من أشعة الشمس، وإذا كنت تقف في الظلّ، فقد يبدو كما لو أنّ الشمس لا تشرق عليك، لكن من الذي نقلك إلى الظل؟ من الذي حولك إلى الظلام؟ الحقيقة هي أنّنا في الظلام بسبب جهلنا.

2- مشكلة الجهل:

أقول من جديد أنّ قانون السبب والنتيجة غير شخصي، وهذا هو سبب أنّنا نجد الكثيرين من الناس الطيبين في الأساس لديهم كم هائل من المشكلات والكوارث في حياتهم. ففي جانب معين من حياتهم يُسئ هؤلاء فهم القانون أو يُخطؤون في استخدامهِ. وهذا لا يعني أنّهم سيئون. كما لا يعني أنّهم ليسوا محبين أو طيبين. لكن هذا يعني أنّه من خلال الجهل أو سوء الفهم، أساءوا استغلال القانون، ويُمكن تطبيق هذا على أي قانون طبيعي، فمثلًا الديناميكا الهوائيّة أو الجاذبيّة لن تقتلك، لكن سوء فهمك لوظيفتها وطريقة عملها يُمكن أن يفتك بك، حتى وإن كنت شخصًا طيبًا وإيجابيًا.

3- تحرّر من المعتقدات الخاطئة:

في الواقع يُمكننا أن نُحقّق نجاحًا تعتمد درجته على مدى استعدادنا للتخلّص من معتقداتنا الخاطئة، فعندما نمرّ بتجربة مرض أو فشل أو فقر، يكون ذلك في الغالب بسبب قصور في تفكيرنا وعقولنا.

والشيئ المحزن هو أنّه بالرغم من أنّنا نعرف أنّ حياتنا لا تجدي في جوانب معينة منها، نظل خائفين من التغيير، ونصبح أسرى لنطاق الأمان، بغض النظر عن مدى تدميره لذاتنا، ومع ذلك، فإنّ الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الأسر والتحرر من مشكلاتنا وقيودنا هو أن نشعر بعدم الارتياح أو الرضا، يُمكننا أن نعيش قدرًا من الحرية يتناسب بشكلٍ مباشر مع قدر الحقيقة الذي نحن على استعداد لقبولهِ دون الهروب.

ينبغي أن نكف عن خداع أنفسنا، وإلقاء اللوم على الأخرين، كما ينبغي أن نكف عن تجنّب القرارات التي لا نحبها ونبدأ في مواجهة حقيقة أنّهُ ربما نكون قد قبلنا معتقدات عقيمة وغير بناءة والتي هي السبب المباشر للأحداث التي تقع في حياتنا، ليست المسألة مسألة التحوّل من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي، إنّها مسألة التحوّل إلى التفكير الصحيح والذي يعني التحول نحو معرفة الحقيقة الكاملة عن أنفسنا وعلاقتنا بالحياة.

4- قانون التجاذب:

كل شيئ ياتي إلينا عن طريق قانون من أهم القوانين الفيزيائيّة الأساسيّة، الأشياء المتألقة، تتجاذب وهذا القانون يُعرف بقانون التجاذب.

وقانون التجاذب، مثل جميع القوانين الطبيعيّة، يعمل بدقة رياضيّة ويتسّم بالحياديّة ولا يرتبط بأشخاص، وهذا يعني أنّ هذا القانون يسري سواء كنت ترغب في ذلك أو لا ترغب.

إنّ العقل يجذب أي شيئ مألوف بالنسبة له، فالعقل الخائف يجذب تجارب الخوف، والعقل المشتت يجذب مزيدًا من التشتت، والعقل الثري يجذب مزيدًا من الثراء.

5- أنت دائمًا على صواب:

الوظيفة الأساسيّة للعقل الباطن، هي أن يتّبع تعليمات العقل الواعي أو الشعور، وهو يقوم بهذهِ المهمة عن طريق إثبات أي شيئ يعتقد العقل الواعي أنّه صحيح، وبعبارة أخرى وظيفة العقل الباطن هي إثبات أنّ العقل الواعي يكون على صواب دائمًا.

عقلك الباطن لا يغيّر واقع العالم من حولك، كل ما هنالك أنّه يشرح المعلومات التي تُقدّمها له كي يدعم معتقداتك أو الصورة التي تحملها في عقلك، فمثلًا، إذا اعتقدت أنّ مجال الأعمال سيئ، أو أنّه ليس هناك فرص جديدة أمام شركتك، فسوف يتجاهل عقلك الباطن الفرص الجديدة الخاصة بتحسين شركتك، وبدلًا من ذلك، سوف يبرز لك المشكلات التي تدعم اعتقادك بأنّ الأمور سهلة أو بأنّهُ ليست هناك فرص جديدة.

6- الثقة بقوّتك الخلاقة:

كي تحقّق ما تريد يتعيّن عليك أن تثق بالقوة التي وهبك الله إياها، إنّها قوّة الإبداع، قوّة الحياة، يُمكننا أن نستخدم هذهِ القوة في صنع وتحقيق أي شيئ نريدهُ في الحياة، وحتّى وإن قررنا واخترنا استنادًا إلى جهلنا، فإنّها ستدعمنا إلى أنت نتعلّم وسوف تكون النتيجة أو التأثير مكافئًا للسبب دائمًا، فإذا كنّا في حفرة، فهذا يعني أنّ تلك القوة تدعمنا في كوننا بحفرة، وإذا كانت حياتنا ناجحة للغاية، فهذا معناه أنّ تلك القوة تدعمنا في نجاحنا، إنّها تنبع بشكلٍ كامل مع أفكارنا.

ثانيًا: حقيقة ذاتك

إذا كنت تريد أن تسيطر على حياتك، فمن المهم أن تكتسب فهمًا أساسيًا لحقيقة ذاتك، فصورتنا الذاتيّة، والتي هي الصورة التي نحملها في عقولنا لأنفسنا، تصبح أساس حياتنا، فجميع أفعالنا ومشاعرنا وحتّى قدراتنا تكون منسجمة ومتوافقة مع الصورة التي تشكلّت في أذهاننا عن أنفسنا، فنحنُ بالمعنى الحرفي نتصرف وفقًا لنوعيّة الشخصيّة التي نعتقدُ أنّنا عليها. وما نحتاج إلى أن نعيه هو أنّه طالما نتشبث بهذهِ الصورة، فلن يحوّلنا أي قدر من قوة الإرادة أو التصميم أو الجهد إلى غيرها. لأنّنا نتصرف دائمًا وفق الطريقة التي نرى بها أنفسنا، وحتّى نصبح على أي نحو آخر ينبغي أن نتأمل أولًا الكيفيّة التي نشكّل بها صورتنا الذاتيّة.

1- ذاتك الحقيقيّة تختلف عن أفعالك وتصرفاتك:

ينبغي أن تفهم الفارق بين ذاتك الحقيقيّة وأفعالك وتصرفاتك، فذاتك الحقيقيّة تتّسم بالكمال والمثاليّة من الناحيّة الروحيّة، لكن أفعالك وتصرفاتك لا تكون كاملة أو مثاليّة على نحو دائم، والفجوة بين ذاتك الحقيقيّة وأفعالك يخلقها الجهل، فعندما لا تدرك أنّ ذاتك الحقيقيّة تتسم من الناحية الروحيّة بالكمال والمثاليّة، فإنّ أفعالك سوف تكون أقل كمالًا ومثاليّة تبعًا لذلك.

2- أنتَ من تصنع ذاتك:

بطريقةٍ مهمة جدًا أنت الذي تُحدّد معالم ذاتك، سواء أدركت الحقيقة أم لا، فجميع السمات الشخصيّة، والسلوكيات المميزة لك، وطرق التحدث، وطرق السير، والتعبيرات الوجهيّة، والإيماءات، وحتّى طرق التفكير والاعتقاد، تكون قد أخذتها عن الآخرين، أو قمت بتقليدها أو تخلقت بها، فقط تكتسب هذهِ السكة أو ذلك السلوك من أبيك، أو أمك، أو أي فرد آخر من أفراد أسرتك، أو معلمك المفضل، أو صديقك، أو شخصيّة في كتاب أو فيلم سينمائي.

3- الحرية تبدأ بقبول الذات:

إنّ الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك هي التي تخلق سلوكك، وهذا السلوك يُخلق ويُهيئ ببيئتك أو نتائجك. عندما تربط بين قيمة ذاتك وإنجازاتك أو سلوكياتك، فأنت تعد نفسك للإحباط فبغض النظر عن مدى اجتهادك وجديتك، سوف يكون هناك من يعتبرك غير كفئ. تذكر الحقيقة: ستكون دائمًا فاشلًا في نظر شخص ما، لن تحظى دائمًا بتأييد واستحسان الجميع، وفي بعض الأحيان لن تحظى بتأييد الأغلبيّة. ألق نظرة على مدى تعلق حياتك بالفوز باستحسان الآخرين، وعليك أن تدرك هذهِ الحقيقة المهمة: لن تحظى أبدًا بالاستحسان الذي تسعى إليه، فببساطة أنت غير قادر على إرضاء الجميع، لذلك تعلّم أن ترضي نفسك وتسعدها وتستمع بذاتك الحقيقيّة.

4- إبدأ رحلة اكتشاف الذات:

إبدأ رحلة اكتشاف ذاتك في الحال، لن يأتي من تلك الرحلة سوى الخير. ففهم الخوف يشفي الخوف. لا تتشبث بالشخصيّة التي تعتقدُ أنّك عليها. لا تشغل نفسك بما إذا كنت أفضل أو أسوأ من الآخرين. بدلًا من ذلك، حاول أن تعرف ذاتك الحقيقيّة أو نوعيّة الشخصيّة التي ترغب في أن تكون عليها.

قيمة الذات تنبع من الذات، وهذا هو سبب أنّها لا تسمى قيمة الآخرين، فإذا كانت قيمتك تأتي من  الآخرين، فلن تكون قادرًا أبدًا على حب ذاتك، عندما تكون خبيرًا بذاتك، تكون خبيرًا بالآخرين، الشخص الواعي يعرف ذاتهُ جيدًا، هو يعرف طبيعته، ومن ثُمّ يعرف كل شيئ عن الآخرين الذين لديهم نفس الطبيعة، أعرف ذاتك على حقيقتها، وسوف تعرف الآخرين على حقيقتهم.

ثالثًا: برمج عقلك على ما هو أفضل

تعلّم كيف تبرمج عقلك وسوف تعرف سرّ الحياة الحقيقي، كثير من الأفكار لدينا والمتعلقة بالطريقة التي تسير عليها الحياة أفكار خاطئة تمامًا. في الحقيقة معظم معتقداتنا وأفكارنا لم يتم اختبارها في عالم الواقع. ومع ذلك نعيش حياتنا كلها بناءً على افتراض أنّ ما نعتقده هو الحقيقة.

وبمرور السنين، ومن خلال ملاحظتنا، نستمر في جمع المعلومات عن طبيعة الحياة، المشكلة التي نواجهها هي أنّ المعلومات التي نقوم بجمعها لا تمثل الحقيقة دائمًا، لكنّها تعد تفسيرًا شخصيًا للحقيقة.

1- المُعتقدات والأفكار العمليّة وغير العمليّة:

جميع المعلومات التي نتلقاها يتم تخزينها على مستوى العقل الباطن أو اللاشعور، وهذهِ المعلومات تصبح بمثابة رأي أو معتقد لدينا، والذي يُصبح بدورهِ جزءًا من صورتنا الذاتيّة، إنّها تمثل الحقيقة، من منظورنا الشخصي، وتصبح صورتنا الحاليّة المسيطرة والحاكمة لنا.

من الضروري أن نستمر في مراجعة معتقداتنا وأفكارنا كي نتبيّن ما إذا كانت عمليّة أو غير عمليّة، بعبارة أخرى، هل تدعمنا في سعينا لتحقيق هدفنا؟ وهل تسهم في شعورنا بالسعادة والرضا أم تقلل من هذا الشعور؟

إذا كانت هذهِ المعتقدات والأفكار غير عمليّة، فنحن في حاجة لأن نعيد برمجة مجموعة جديدة من الأفكار والمعتقدات التي يُمكن أن يعمل بها عقلنا الباطن، من المهم بالنسبة لنا أن نستغرق الوقت الكافي لإعادة البرمجة الضروريّة، ليس لنا اختيار في مسألة البرمجة، فهي تتم لنا بشكلٍ دائم، ومجال الاختيار يتمثل في تحديد من سيقوم بالبرمجة، هل سنقوم بها بأنفسنا، أم أنّنا سندع شخصًا آخر يقوم بها من أجلنا؟

الحقيقة أنّه ليس هناك من أحد غيرك في هذا العالم يُريد لك ما تريد لنفسك، من المهم للغاية ألّا تتيح للآخرين، مهما كانت نواياهم حسنة، أن يقوموا بعمليّة البرمجة الذاتية من أجلك.

2- أقوى قوّة في هذا العالم:

عقلك الباطن سيُحقق أي شيئ تؤمن بأنّه صحيح بالنسبة لك، والإيمان بأي شيئ هو حجر الزاوية بالنسبة لكل الإنجازات العظيمة منذ فجر التاريخ. نحن في حاجة لأنّ نذكّر أنفسنا بأنّ الإيمان بشيئ ما هو السيد وأنّنا نصبح عبيدًا لهذا الإيمان لكونهِ يُملي علينا الإجراءات التي نتخذها. لكن يُمكننا أن نغيّر معتقداتنا، والشيئ المُثير في هذا الأمر يتمثّل في أنّه إذا قمنا بتغيير معتقداتنا، والتي تمثل السبب، سنغيّر أيضًا تجربتنا الحياتيّة، والتي تمثل النتيجة، ودائمًا ما نتمتّع بحرية الاختيار فيما يتعلّق بما نريد اعتقاده أو الإيمان بهِ، فنحنُ لسنا مُقيدين بأي معتقدات وأفكار غير بناءة.

3- التصريحات التأكيديّة والتخيّل:

الهدف من حديث الذات الإيجابي هو ببساطة إحاطة أنفسنا ذهنيًا بأفكار تدعم إجراءً معينًا أو تجربة ما، وكثيرًا ما تكون عبارات حديث الذات الإيجابي غير متناغمة مع الطريقة الحاليّة التي تسير عليها الأمور. إنّها تقوم على أساس الطريقة التي نُريد أن تكون عليها الأمور.

والتخيّل يُشير إلى قدرة العمل على رؤية الأشياء في صور، وهو في الأساس عبارة عن فكرة نفكّر فيها ونحتفظ بها لوقتٍ طويل بما يكفي للحصول على صورة ذهنيّة وعاطفيّة واعيّة، والتخيُّل يوصف بأنّهُ تطبيقي، إنّه إحدى أكثر الوسائل أهميّة وجدوى في استخدامها من أجل التغيير.

والتصريحات التأكيديّة التي نُصرّح بها لأنفسنا هي أفكار تتسم بالجودة، وجودة أفكارنا تعكس جودة حياتنا، ومن ثُمّ إذا استطعنا أن نرفع كفاءة وجودة أفكارنا، فإنّنا سنحسن بشكلٍ تلقائي جودة وكفاءة حياتنا.

كانت هذهِ مقتطفات مهمة من كتاب ما وراء التفكير الإيجابي للمؤلف روبرت أنتوني، الذي نتمنى أن تكون قد استفدت من كل المعلومات المهمة التي وردت فيهِ.

 

المصادر:

  1. ما وراء التفكير الإيجابي
  2. كتاب ما وراء التفكير الإيجابي
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!