ملخص كتاب 25 قصة نجاح للمؤلف رءؤف شبايك

يظنّ العديد من الأشخاص بأنّ النجاح يأتي إلى الإنسان إمّا بضربة حظ، أو أنّهُ يأتي مكتوبًا على الإنسان كقدر محتوم منذ بداية حياتهِ، في هذا الكتاب الرائع يُحاول الكاتب أن يُقنع القارئ بسلبيّة هذهِ الأفكار وعدم صحتها، وذلك من خلال عرضهِ لمجموعة من قصص نجاح العديد من الشخصيات العالميّة التي نجحت بتخطي الكثير من العقبات والصعوبات ليُدركوا النجاح الكبير الذي طالما سعوا إليِه، فيما يلي سنقوم بتسليط الضوء على بعض من هذهِ القصص الرائعة.

Share your love

أولًا: النجاح قد يأتي بعد سنّ الخامسة والستين

كان ميلاده في التاسع من شهر سبتمبر من سنة 1980، وفارق والده الحياة وعمرهُ ست سنوات، ومع اضطرار والدته حينئذٍ للخروح للعمل لمساعدة الأسرة، كان على أكبر أخوتهِ، ساندرز، أن يهتم بشأن أخيهِ ذي الثلاث سنوات وأخته الرضيعة، وكان عليهِ أيضًا أن يطهو طعام الأسرة مهتديًا بنصائح ووصفات أمهِ، وفي سن السابعة كان ساندرز قد أتقن طهي عدة أنواع من الأطباق الشهيّة، من ضمنها الدجاج المقلي في الزيت.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ اضطر كذلك للعمل في صباه في عدة وظائف أولها في مزرعة مقابل دولارين شهريًا، ثُمّ بعدها تزوجت أمه، ما مكّنه من أن يرحل للعمل في مزرعة خارج بلدتهِ، وتنقّل بين عدة وظائف، ثُمّ درس القانون بالمراسلة ومارس المحاماة لبعض الوقت، وتولى إدارة محطات الوقود.

إنّهُ هارلند دافيد ساندرز الرجل العجوز المشهور، ذو الشيب الأبيض الذي ترمز صورته لأشهر محلات الدجاج المقلي، لقد كانت رحلة هذا الرجل في الحياة مليئة بالصعاب والشوك. في عامه الأربعين كان يطهو الدجاج، ثُمّ يبيعها للمارّين على محطة الوقود التي كان يُديرها، وكان زبائنه يجلسون في غرفة نومه لتناول الطعام، شيئًا فشيئًا بدأت شهرتهُ تزيد، وبدأ الناس يأتون إلى المحطة فقط لتناول دجاجهِ، وهذا ما مكنّهُ من الإنتقال للعمل كبير الطهاة في فندق يقع على الجهة الأخرى من محطة الوقود.

على مرّ تسع سنين تالية، تمكّن ساندرز من إتقان فن طهي الدجاج المقلي، وتمكّن من إعداد وصفتهِ السرية التي تعتمدُ على خلط 11 نوعًا من التوابل الكفيلة بإعطاء الدجاج الطعم الذي تجدهُ في مطاعم كنتاكي اليوم.

وبعد فترة طويلة من العمل الشاق والمشاكل والعقبات والخسارات التي تعرض لها ساندرز،  نجح في الحصول على شيك من أموال التأمين الإجتماعي، ولكنهُ قرر أنّهُ ليس مستعدًا للجلوس على كرسي هزاز في انتظار معاش الحكومة، لذا أقنع بعض المستتثمرين باستثمار أموالهم في الدجاج المقلي الشعبي، وهكذا كانت النشأة الرسميّة لنشاط دجاج كنتاكي المقلي، أو كنتاكي فرايد تشيكن في عام 1952.

واستمر نجاح كنتاكي الشهير لسنوات عديدة، وفي عام 1991 تحول الاسم الرسمي للشركة من دجاج كنتاكي المقلي، إلى الأحرف الأولى كي أف سي للابتعاد عن قَصر النشاط على الدجاج المقلي وإتاحة الفرصة لبيع المزيد من أنواع الطعام، واليوم يعمل أكثر من 33 ألف موظف في جميع فروع كنتاكي المنتشرة في أكثر من 100 دولة.

  • الدورس المستفادة:
  1. مِن طفولة بائسة جاء إتقان الطهي، ومِن عمل في محطة للوقود بدأت الفكرة، ومِن عمل في المطبخ جاءت الوصفة السريّة، لكل حدث جلل في حياة كل منّا حكمة بالغة، احرص على أن تقف عليها وتستفيد منها.
  2. كُلّما اشتدّت واستعصت على الحل المشاكل، فاعلم أنّ الفرج قريب، وكلّما صبرت وجاهدت سيكون كبيرًا.
  3. لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، وما لا يقتلك سيجعلك أكثر صلابة.

ثانيًا: راهب دومينوز بيتزا

بعدما توفي والده وهو صغير، لم تتمكّن أمه من الإنفاق عليهِ هو وأخيه، ما اضطرها للتخلّي عنه في ملجأ للأيتام تديره الراهبات البولنديات، وعملت الراهبات المتشددات إلى زرع حب الدين في نفسهِ، وهو انتظم بعدها في الدراسة ليكون راهبًا، لكنّهُ طُرد من دراسة اللاهوت في النهاية لفشلهِ في الإلتزام بالنظام.

عمل بعدها سائق سيارة نقل لتوفير المال للإلتحاق بالجامعة، حيث درس لمدة ربع فصل دراسي، حصد خلاله الدرجات العاليّة، لكنّهُ اضطر لتركها لفشلهِ في توفير المال الكافي لدفع تكاليف الدراسة، ولذا قرر بعدها الإلتحاق بمشاة البحريّة الأمريكيّة، وكان يقضي الوقت الطويل في المحيط على ظهر سفينته الحربيّة، وهو يُفكّر في مستقبلهِ، وبعدها عمل في توزيع الصحف والجرائد اليوميّة، واشترى محلًا صغيرًا لبيع الجرائد والمجلات.

وذات يوم في عام 1960 أخبر جيمس أخاه توماس عن محل بيتزا معروض للبيع اسمه دومينيكز وكان جيمس متحمّسًا لشراء المحل، لكنّه كان قلقًا من أن يفعلها وحدهُ، لذا آثر أن يشرك أخاه، وقرّر الأخوان دفع 500 دولار واقترض 900 أخرى لشراء المطعم في مدينة بيتزيلنتي.

حصل توم على درس مكثف في شرح طريقة طبخ البيتزا، استمر ربع ساعة فقط، بعدها رحل المدرس وصاحب المطعم السابق. كان الأخوان بلا أي خبرة، وهما أشترا المطعم دون استشارة محامي، ومارسا بيع البيتزا دون حتى خصم  الضرائب، كانت الخطة أن يعمل توم نصف الليل، ويُكمل أخوه النصف الآخر، وهو ما رفضه جيمس الذي كان يُريد الحفاظ على وظيفتهِ كرجل بريد.

بعد مرور ثمانيّة شهور على البداية، قرّر جيمس الإنسحاب من المشروع، واستمر توم لوحدهِ، وكانت السنة الأولى مضنية للغاية، ولم يتمكن من تحقيق الأرباح وتأخر في سداد الفواتير. وفي أحد أيام العطلة الإسبوعية غاب نصف فريق العمل عن الحضور، وكان هذا أكثر يوم من حيث المبيعات، إذ أنّ الدور الجامعية لم تكن توفر الوجبات لطلابها في هذا اليوم، وكان مطعم توم قريبًا من هذهِ الدور، لم يدرك توم ماذا يفعل مع هذا الغياب في قوة العمل، هل يغلق أبوابه أم يفتحها وليكن ما يكون؟ كان توم يُقدم البيتزا بخمسة أحجام، لكن أشار عليهِ أحدهم بأن يُقدم البيتزا ذات الحجم ست بوصات فقط، فهي تستغرق ذات الوقت اللازم لطهي الحجم الكبير، وتحتاج ذات الوقت في التوصيل لكنّها تكلّف أقل وربحها أكبر، مضى اليوم بسلام، ولم يرفض توم أي طلب لكنّهُ حقق 50% أرباح إضافيّة في تلك الليلة ولأول مرة.

وبعد مرور السنوات تمكّن توم من شراء محلين في البلد، وهو أراد تسميتها دومينيكز، لكن دمومنيك صاحب الإسم رفض ذلك، ولذا وجب المجيئ بإسم قريب، ذات يوم عاد فتى من فتيان التسليم وقال له وجدت لك الإسم المناسب دومينوز بيتزا، وأعجب توم بالإسم على الفور، فهو إيطالي يتماش مع البيتزا إيطاليّة المنشأ، وهو يرمز لقطع الدومينو وبالتالي يُمكن استخدامها في العلامة التجاريّة، وبالفعل نجح هذا الشاب من تحقيق النجاح الباهر في مختلف أنحاء العالم بعد مرور السنوات وبذلهِ للكثير من الجهود.

  • الدورس المستفادة:
  1. رغم نشأتهِ الصعبّة، وظروفه المعاكسة، تزوج توم وأنجب أربعة بنات وأنشأ مشروعه الخاص.
  2. النجاح لا يعني حصانة ضد الفشل، وكذلك الفشل لا يعني استحالة النجاح.
  3. احرص على أن تكون عندك رؤيّة واضحة لما تريد أن تفعلهُ وتكوّنهُ في المستقبل، ولا يهم حققتها أم ليس بعد، الأهم أن تكون عندك، واضحة وضوح الشمس.
  4. لا تحقر أي نصيحة، وساعد فريق العمل على أن تثق بهِ.

ثالثًا: هل تريد أن تصبح مليونير؟

نظر الطفل الأمريكي الأسمر ذو الست سنوات، إلى أمهِ المريضة وهي تعمل بكد كي تُعيل أسرتها الفقيرة، وهو كان يخلد للنوم وهي مُستيقظة، ويقوم من نومهِ ليجدها مستيقظة، فقرر مساعدتها بأي سبيل كان، فتفتّق ذهنه عن فكرة بيع عبوات كريم البشرة مقابل دولار ونصف، وكان زبائنهُ من الجيران وسكان المنازل المحيطة، في سن السابعة طبع لنفسهِ بطاقات كتب عليها مدير القرن الواحد والعشرين، في سن الرابعة عشر كان قد حقق مليونهُ الأوّل.

استقر في ذهن جراي أنّ الشراء بالجملة والبيع بالقطاعي هو السبيل للحصول على الربح المشروع، لقد فهم هذهِ الجزئيّة من طريقة بيع المخدرات في حيهِ الفقير العنيف، تعرّف جراي على معلّمه ومرشدهِ روي تاور، والذي علمهُ أنّ ما دام نجح في تحقيق ربح قدرهُ 50 دولار اليوم، فإنّ بإمكانهِ ربح المليون في يومٍ ما، لم تعرف طفولته أي نعومة، فعندما أراد شراء حقيبة أعمال لهُ، لم تتمكّن أمه من توفيرها لهُ، فما كان منه إلّا أن حوّل صندوق طعامهِ المدرسي ليُصبح حقيبة أعماله الخاصة، كما استعار رابطة العنق الرخيصة الخاصة بأخيهِ ليبدو كرجل أعمال محترف.

ذات يوم طُلب منه إلقاء خطبة، فبدأ بالتدرّب على أفراد عائلته الذين استمعوا له كما لو كان أستاذًا جامعيًا، وفي سن الثامنة أسس جراي منتدى أعمال لأبناء الحي الشرقي الفقير في مدينة شيكاغو، عمد من خلاله للحصول على تبرعات عينية ونقدية: عينية في صورة حضور الناجحين لرواية قصص نجاحهم لأولاد الحي، ونقدية في صورة تبرعات استثمرها الفتى الأسمر بما ينفع أولاد الحي.

حصل جراي على 15 ألف دولار تبرعات لهذا المنتدى، عبر استخدامه لأسلوبه المبتكر: أرشدني إلى خمسة يُمكن لهم أن يوافقوا، تعرّض جراي لمرات رفض لا حصر لها، لكنّه لم ييأس أو يخنع، بل تقبل الرفض بروح عالية، وهو كان يطلب من رافضيه أن يُرشدوه إلى خمسة أشخاص يُمكن لهم أن يشتروا منه ما يبيعه.

استثمر جراي نقود التبرعات التي جمعها في مشاريع بيع المشروبات الغازية والحلوى، لكنّه لم يتمكن من الحصاد، إذ أنّ حالة أمه الصحيّة ساءت، ولذا تعيّن على الأسرة الإنتقال لبلدة أخرى حيثُ حصل أخوه الأكبر على وظيفة أفضل، فانتهى به المطاف في مدينة لاس فيجاس، لكنّ القدر ابتسم للفتى الأسمر الذي كاد يتم العاشرة من عمره، إذ أتيحت له الفرصة للتحدث في برنامج إذاعي، بسبب خبرته وقدرته الطبيعية على الخطابة.

أراد جراي استثمار نقوده تلك في مشروع ناجح، وهو أراد ممارسة نشاط سبق له العمل فيه، وحيث أنه اعتاد مساعدة جدته في طهي الطعام، لذا قرر وعمره 13 سنة تأسيس شركة بيع أطعمة في مدينة نيويورك، لكنّه قرأ قبلها كتابًا عن التسويق، ونفذ ما جاء فيه فصلًا بعد فصل.

قام جراي بطهي الحساء، ثم قام بصبه في زجاجة، ثم أرسلها لمصنع تعليب، ثم انطلق يبحث عن خبراء في هذه الصناعة ليتعلّم منهم، وفي سن 14 سنة تحوّل الفتي الفقير إلى مليونير، بعدما حقّقت شركته مبيعات فاقت المليون ونصف دولار، لم يتوقف نشاط جراي عند هذا الحد، إذ أنشأ شركة لبيع بطاقات الهاتف سابقة الدفع وأخرج برنامج حواري إذاعي موجه للمراهقين واشترى مجلة وأنتج برنامجًا فكاهيًا كوميديًا ناجحًا، لم يقف جراي عند المكسب المادي، إذ أسس جمعية خيرية حملت اسمه موجهة لتقديم خدمات ومساعدات للشباب كي يبدءوا أعمالهم التجارية.

  • الدروس المستفادة:
  1. لم يسخر المجتمع من محاولات الطفل الصغير لاقتحام عالم التجارة بل ساعدوه، ولم يرفض رجال الأعمال المشاركة بخبراتهم وأوقاتهم وأموالهم مع أطفال الحي.
  2. النجاح المالي لا يعني التخلّي عن مساعدة الغير.
  3. لم ييأس أبدًا، ولم يتوقف عن التعلم من الغير.

كانت هذه بعض قصص النجاح المختارة من هذا الكتاب الرائع، وأخيرًا نتمنى عزيزي أن تستفيد من كل قصص النجاح التي ذُكرت في هذا الكتاب الرائع.

 

المصادر:

  1. كتاب 25 قصة نجاح للمؤلف رءؤف شبايك
  2. 25 قصة نجاح
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!