ملخّص كتاب 25 شخصية صعبة لا تطاق – كيف تتعامل معهم؟

يُعتبر هذا الكتاب من الكتب المميّزة التي حاول الكاتب من خلالها أن يُقدّم لنا مجموعة من النصائح والقواعد الأساسيّة التي نستطيع من خلالها أن نتعامل مع الشخصيات الصعبة التي قد نصادفها في حياتنا اليوميّة، فيما يلي سنقوم بتلخيص مجموعة من أهم الأفكار الواردة في كتاب 25 شخصيّة صعبة لا تطاق كيف تتعامل معها للمؤلف العربي يوسف أبو الحجاج الأقصري.

Share your love

الفهرس

أولًا: كيف نستفيد من هذا الكتاب ؟

الشخصيات الصعبة أو الناس غير المرغوب فيهم، هم أولئك النّاس الذين يصعب التعامل والتفاعل معهم، والذين لا يعملون ما تريدهم أن يعملوه، أو يعملون مالا تريدهم أن يعملوه، فلا تعرف ماذا تَعمل معهم، ويجب أن لا تكون ضحيّة لهم بعد الآن، إنّك لا تستطيع تغيير طبيعة هؤلاء الناس، لكنّك تستطيع التحدّث معهم بطريقة من شأنها أن تجعلهم يُغيّرون ما بأنفسهم، إنّها مسألة معرفة كيفيّة التعامل معهم، عندما ينحون نحو هذا السلوك السيئ، وهي مهارة إنسانية راقية علينا جميعًا أن نتعلّمها.

وهنا نوجّه عنايتك إلى أربع طرق رئيسيّة لحل مشاكل الناس والتعامل مع تلك الشخصيات:

  1. في المقام الأول سوف نتفحّص القوة التي تجبر الناس على انتهاج السلوكيات الصعبة بوسائل مختلفة، وحينما يبدأ شخص بالصراخ، قد يسكت شخص آخر، ولكن يستغل آخر وقت الصراع لتحقيق أهدافهِ وصيد فريستهِ، وسوف تتضاءل ميولك إلى جعل السلوك الصعب قضيّة شخصيّة حين تتفهّم فحوى هذه الاختلافات.
  2. بعد ذلك سوف نتفحص مهارات الحديث الأساسيّة الكفيلة بتحويل الصراع إلى تعاون، والعواطف إلى أفكار، وجداول الأفكار المخفيّة إلى حوار صادق.
  3. سوف نُركّز على أبعاد محددة للتعامل مع السلوكيات العشرة الاكثر صعوبة من سلوكيات الناس غير المرغوب فيهم، وسوف نتعلّم ما الذي يُمكنك عمله بالضبط لمنع الناس من التذكر ومنعهم من الهجوم عليك.

وفي نهاية الكتاب سنضع عنوانًا لما يجب عليك عمله، عندما تعجز عن احتمال ذلك، وربما تكون قد عرفت نفسك من خلال وصفات ذوي المشاكل من الناس.


اقرأ أيضاً:
كيف تتعامل مع الشخصيات الصعبة؟

عزيزي القارئ، إنّ هذا الكتاب سيُساعدك بشكل فعّال على التعامل مع هذهِ الشخصيات الصعبة بحذر شديد، وكل نوعيّة لها أسلوب للتعامل يختلف عن الأخرى، ورغم ذلك هناك قواعد أساسيّة للتعامل مع كل هذه الشخصيات على اختلاف أنواعها.

وقبل أن تتعرّف على تلك الشخصيات الصعبة، هناك قواعد أساسيّة للتعامل معها، ويُمكن إنجازها فيما يلي:

أصغ جيدًا كي تفهم نوعيّة هذهِ الشخصيات، فعندما يُعبر الناس عن آرائهم عمليًا يُريدون أن يتأكدوا أنّ كلامهم قد سُمع وفُهم، وهذا هو واقع الأمر، حتى لو عجز المتحدّثون من الناس عن فهم أنفسهم، وهذا ما يحدث عادةً عندما يُحاول شخص مزعج أن يصف للناس مشاعرهم وأفكارهم.

ويحدث الفهم على صعيدين:

  • عاطفي: يشعر الشخص أنّك تتفهّم أحاسيسه.
  • وعقلي: يعتقد الشخص أنّك تفهم ما يقول.

وعندما يصعب مراس الناس، يغدو الاستماع من أجل إدارك مشاعرهم وأفكارهم هدفّا مفيدًا، إنّ الاستراتيجيّة السهلة والفعّالة لتحقيق هذا الهدف تتطلب منك أن تستمع بنشاطٍ لا بخنوع، وإذا جعلت عادتك للاستماع حسب النمط الذي يهدف إلى وصفهِ، فأنت بذلك تمنع بعض الناس من التحوّل إلى أناس غير مرغوب فيهم وهي غاية نبيلة بالتأكيد، ويُمكن ذلك من خلال الخطوات التالية:

  1. التآلف.
  2. التكرار وإعادة الكلمات الهامة.
  3. التوضيح.
  4. إختصر ما سمعتهُ قدر الإمكان.
  5. التأكيد على ما سمتعتهُ وعرفتهُ.

ثانيًا: تطبيق استراتيجيّة التآلف مع الشخصيات التي لا تُطاق

  • إذا كنت تتعامل مع أحد ما ممّن يتصوّرون أنّ إنجاز العمل هو أول أولوياتهم، واعترفت أنت بذلك من خلال الحديث معهم، وكان حديثك معهم مختصرًا وفي الصميم، ولكن لا تُعيقهم، سوف تزيد التعاون وتقلل سوء التفاهم عند تطبيق استراتيجيّة التآلف معهم.
  • إذا كنت تتعامل مع أحد ما، ممن يتصورون أنّ إتقان العمل هو أوّل أولوياتهم، واعترفت أنت بذلك من خلال الحديث معهم، وأعطيت اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل خلال الحديث معهم، سوف تزيد التعاون وتُقلل سوء التفاهم عند تطبيق استراتيجيّة التآلف معهم.
  • إذا كنت تتعامل مع أحد ما من الناس، ممن يتصورون أنّهم يُريدون الانسجام معك، وأنّ ذلك هو أول أولوياتهم، وفي تفاعلاتك معهم أبديت اهتمامك بالأحاديث الوديّة وبمراعاة حقوقهم، فإنّك سوف تزيد التعاون وتُقلل التفاهم.
  • إذا كنت تتعامل مع أحد من الناس ممن يعتبرون الحصول على التقدير هو أول اهتماماتهم، وعرفت من خلال تفاعلاتك معهم مساهماتهم بكلمات من الاستحسان المتحمس، فإنّك بذلك سوف تزيد التعاون وتقلل سوء التفاعم.

الخلاصة:

تذكّر أنّ اللباقة هي الأسلوب الأفضل للتعامل مع الشخصيات الصعبة، واللباقة كالصداقة من الميسور التدرّب عليها متى عرفت سرها، وشأنها شأن كل عادة أخرى، متى اكتُسبت رُسّخت، ويُصبح من العسير اقتلاعها.

ثالثًا: عرض موجز الشخصيات الصعبة

من المهم جدًا القيام بعرض موجز للشخصيات الصعبة والتي يُمكن تقسيمها إلى المجموعات الآتية:

  • الدبابات المدرعة والعنيد والقاسي.
  • القناص والاستغلالي والمُنافق والمُتقلب.
  • القنبلة اليدويّة والكتوم وقليل الكلام.
  • المُتعالم هو الذي يدعى المعرفة.
  • المغرور والأناني والمُتكبر والمتغطرس.
  • الإمّعة وهو الذي يقول ما لا يفعل.
  • المُتردد والمُماطل والمُتواني.
  • الشخص العدمي واللا مبالي.
  • الشخص السلبي والرافض.
  • الشخص الشاكي والباكي والناقد والمُتذمر.

كما أنّ هناك مجموعات خاصة جدًا من الشخصيات التي لا تطاق يُمكن إيجازها فيما يلي:

  • المجموعة الأولى الخاصة جدًا وهي الشخصيات المسببة للنكد في مجال العمل.
  • المجموعة الثانيّة الخاصة جدًا وهي الماكر، المخادرع، الواشي، والمُحرّض على الشغب.
  • المجموعة الثالثة الخاصة جدًا وهي، الخشن، الفظ، العدائي، والغاضب.

رابعًا: 25 شخصيّة يُصعب التعامل معها

لقد حددنا في البداية 25 نوذجًا من السلوكيات المُعينة التي يلجأ إليها بعض الناس، حين يشعرون بالتهديد أو المعارضة، مما يُمثّل مقاومتهم للتهديد أو الانسحاب من تلك المواقف المكروهة، ونورد فيما يلي حالات السلوك الحرجة التي يصل فيها أناس عاديون إلى أسوأ حالاتهم.

شخصيّة الدبابة المُدرعة:

إنّ الدبابة هي سلاح مُجابهة وتحدّي وتصويب وغضب، وهي ذروة الضغط والسلوك العدواني، فهذهِ الشخصيّة تمثل العدوانيّة في أقصى درجاتها.

شخصيّة القناص:

القناص هو صائد الفُرص، كما أنّه يصطاد الألفاظ والمواقف، وهو ما يجعلك تقوم بعد أصابعك قبل السلام عليهِ وبعده. إنّ التعليقات الوقحة والتهكّم المؤذي والتوقيت الجيد لدوران العيون وفي اختصاص القنّاص هي التي تضعك في موقف الغبي.

شخصيّة القنبلة اليدويّة:

بعد لحظة وجيزة من الهدوء تنفجر قنبلة العنف والهيجان انفجارًا أعمى، بسبب أشياء لا تمت بصلة إلى الحالة الراهنة.

شخصية المتعالم الذي يدّعي المعرفة:

مما لا شك فيه أنّ المُتعالم الذي يدّعي المعرفة قلّ أن يحتمل الصواب أو الخطأ، وعند حدوث خطأ ما فإنّه يتحدث مع المرجع عمّن يجب أن يُوجه له اللوم، أي أنّه يتحدّث مع المرجع لا لشيئ، إلّا ليلوم ذلك المرجع.

وهذه الشخصيّة غير مقبولة على الإطلاق لأنه لا يقف عند حد ادعائهِ المعرفة، بل يتعداها إلى رحلة تَسفيه معرفة الآخرين، لإثبات أنّه أفضل منهم.

شخصيّة الإمّعة:

في مُسمى الإمّعات من الناس لإرضاء أناس آخرين تجنبًا للمواجهة معهم، يقول الإمعات دائمًا (نعم)، دون التفكير بما يلزمون بهِ أنفسهم من أعمال، وهم يستجيبون لجميع الطلبات على حساب وقتهم وعلى حساب التزاماتهم السابقة، ويُحمّلون أنفسهم ما لا طاقة لهم بهِ من الإلتزامات إلى أن يضيّعوا ما لأنفسهم من حق، وبذلك تصبح حياتهم نوعًا من المآسي.

والإمّعة من الصعب التعامل معه لأنّه يكون معك الآن، وبعد لحظة واحدة يكون ضدك، لمجرد أنّ شخص آخر نجح في التأثير عليهِ أكثر منك.

شخصيّة المُتردد:

في اللحظة التي يجب أن يتّخذ فيها القرار، يلجأ المُتردد إلى التسويف والمماطلة على أمل أن يُتاح له خيار آخر، ليس هناك تقويم عملي أو غير عملي، ما الذي تتوقعه من شخص عير مبال، إنّك لا تهدي من أحببت، إنّ الله يهدي من يشاء.

شخصيّة الشخص السلبي والرافض:

إنّ الشخص السلبي الرافض، مثله مثل شخص مُخادع مائع السلوك، يُحارب دائمًا، معاركه عميقة لا طائل تحتها، ولا أمل له بكسبها، إنّها معركة يائسة، حقًا إنّه شخصيّة لا تُطاق.

شخصيّة الشاكي والباكي:

إنّ الشكاة من الناس يشعرونك دائمًا بالبؤس، وبأنّ الشاكين مُحاطون بعالم ظالم، وأنّ الصواب هم مقياسهم، ولكن لا أحد يُقدّرهم حقّ قدرهم، وحين تُقدّم لهم النصائح والحلول، تصبح صديقًا غير مرغوب فيهِ ، بذلك يزداد تذمرهم منك، لذا فهي شخصيات لا تُطاق.

خامسًا: الشخصيات التصادميّة 

القاسي والعنيد وكيفيّة التعامل معهما:

  1. القسوة تقتل الخلق والإبداع، فالقاسي نفسه يُعاني من ذلك، والذي يُعاملون الغير بقسوة  يحصدون هذهِ النتيجة لأنفسهم.
  2. العنيد لا يرضى بأن يُغيّر رأيهُ بسهولة، وقد تناقشهُ الرأي، وتكشف لهُ مشكلات عديدة، لكنّهُ لا يُغيّر فكرهُ بسهولة.
  3. والعنيد لا يقبل توجيه اللوم إليهِ، ولا يستمع إلى صوت غيرهِ، ولا يقبل إلّا فكرهُ هو، وقد يجني من وراء ذلك مخاطر عديدة.
  4. والقاسي يُعامل الناس على أنّهم أشياء لا أشخاص، يُعطي الأوامر والتعليمات ولا يتشاور معهم، ولا يستمع إليهم، ومن لا يُنفّذ أوامره كما هي، يحظى بمعاملة قاسية وشديدة منه.

الشخصيّة الدبابة:

ليس هناك براعة في أسلوب الدبابة، واتصالها المباشر بالهدف، لأنّ هجومها يكون شاملًا وعاليًا وقويًا، أو هادئًا كعمليّة جراحيّة تتم بالليزر، وعلى الرغم من أنّ الدبابة قد تمزقك إربًا، لكنّها تظل بدون موقف شخصي ضدك حقًا إنّها شخصيّة لا تطاق.

 يُمكن إيجاز الوسائل والطرق المفيدة للتعامل مع الشخصية الدبابة فيما يلي:

  1. راقب انفعالاتك، لأنّها قد تكون نقطة ضعفك، وهناك ثلاثة ردود انفعاليّة وتقليديّة للتصدي لهجوم الدبابة، وهي ردود طبيعيّة لكنها عميقة.
  2. عندما ينفجر الغضب، فإنّ الهجوم المعاكس يُصبح عملًا مغريًا، وإذا كنت شخصًا مسالمًا، فإنّنا ننصحك بالابتعاد عن الدخول في معركة.
  3. القاسي لا يتكيّف مع المواقف والظروف، مما يضر بمصلحة الناس، فلو كان القاسي من النوع الذي يتطلب الكمال، فإنّهُ لن يُحقق شيئًا.
  4. العنيد، متى كان مخدوعًا، فهو لن يُغيّر موقفهُ بسهولة، حتّى يكتشف الخداع، والعنيد متى كان ماكرًا مخادعًا، فهو يُسبب لغيرهِ مشكلات خطيرة.
  5. ومتى كان الاستغلالي عنيدًا، فهو يُسبب مشكلات عديدة لمن يتعامل معهم، ومتى ارتبط العناد بالقسوة، صار أسلوب صاحبهُ خاليًا من الإنسانيّة.

سادسًا: خطة العمل للتعامل مع الشخصيّة الدبابة

الخطوة الأولى: هي أن تظل مُحتفظًا بموقعك، فلا تهرب من المعركة، ولا تتجه نحوها، لا تُغيّر موقعك سواء كنت جالسًا أو متكئًا، وبدلًا من ذلك انظر إلى الدبابة بهدوء وعينًا بعين ووجه انتباهك إلى أنفاسك، تنفس بعمق وبطئ، لأنّ التنفس المتعمد هو أسلوب مرعب لاستعادة السيطرة على الذات.

الخطوة الثانية: اعتراض الهجوم، إنّ أفضل الطرق لاعتراض أي هجوم، هي أن تَذكر إسم الشخص بهدوء مرات ومرات أخرى أن تجذب انتباهه، وفي حال وجود دبابة مهاجمة، فمن الأفضل أن تذكر الأسم بحزم ووضوح وتكرار، إلى أن يتوقف الهجوم.

الخطوة الثالثة: غيّر موقفهم بسرعة، عندما تلفت انتباه الدبابة غيّر اتجاه الهجوم، إنّ تغيير الاتجاه يقدم مثلًا جيدًا على الاستماع باحترام، ويشعر الدبابة بأنّك قد سمعتها، ويُوفر على الدبابة تكرار أي شيئ.

الخطوة الرابعة: إنّ مقياس انتباه الدبابة، هو مقياس قصير للغاية، لذلك يتعيّن عليك أن تتعقبها بأقصى ما تستطيع، مهّد لخطك الأدنى بقدر معرفتك له بالقول من وجهة نظري، أو كما أرى، إنّ هذا يمنعُ طلقتك على الخط الأدنى من إشعال الحرب مرة أخرى.

الخطوة الخامسة: لا تُغلق الباب في وجه الدبابة، لأنّها قد تعتبر ذلك تحديًا فتسحقه، وعندما تبقي الباب مفتوحًا تُعطي الدبابة مجالًا للتراجع، لذلك إذا ما كانت اتهامات الدبابة غير صحيحة وتصوراتها غير واقعيّة أو طلباتها غير عادلة، إذن يجب أن تعيد الاتجاه نحو حل سلمي.


اقرأ أيضاً:
أخطر أنواع الشخصيات وأهم طرق التعامل معها


سابعاً: التعامل مع الاستغلالي والمنافق والمتقلب المزاج

الإستغلالي:

هناك من يستغلك، فأنت طيب القلب، كُلّما طلب منك شيئ عملته، والذي يطلب منك لا يهمه الجهد الذي تبذله، والضغوط الزائدة التي تتحملها، وقد لا يهمه أن يقول لك كلمة شكر، فهو يستغل وقتك وموهبتك وطبيعتك الطيبة لتنجز له ما يُريد.

ومن أساليب الاستغلالي، هذا الذي يقبل معاملتك، لعله يُحقق أهدافه منك، أو ذاك الواشي، الذي ينشر قصصًا شريرة غير حقيقيّة عن أناس معينين، ليؤثر على صناع القرار فيُعيق تقدمهم.

فالأساليب الاستغلاليّة يستخدمها دهاة في اتجاهات متنوعة، كلّها تتجه لفائدة الاستغلالي ومصلحتهِ، وفيها كلها يتحقق استغلال طيب القلب، الشخص المتعاون، الذي يُمكن استغلالهُ بسهولة.

المنافق:

المنافق يمتدحك في وجودك، ولكنّه من وراء ظهرك يطعنك طعنات خطيرة، يُشيع المذمة في غيابك، ولكن معك يَظهر لك صديقًا حميمًا، وهو لا يتورّع أن يؤلف عليك قصصًا كاذبة، ينشرها بهدف الإساءة إليك.

والنفاق هو صفة لنوعيّة من الناس، تسعى لأن تُحقق مصالحها الشخصيّة بأيّة وسائل، وفي نظرهم أنّ الغاية تُبرر الوسيلة.

المُتقلّب:

المتقلّب هو شخص يمدحك اليوم ويذمك غدًا، وقد يمتدح عملًا ما اليوم، ثُمّ يذم نفس العمل غدًا، فهو لا يقف على أرض ثابتة، يتحدث اليوم عن سياسة معينة، وفي اليوم التالي يتحدث عن سياسة عكسيّة كليّة.

فالمنافق يُغيّر رأيهُ بدهاء حسب المصلحة، أمّا المتقلب فيُغيّر رأيه دون رؤية، حسب الظروف التي تدفعهُ من حولهِ.

كيف تُعامل الاستغلالي والمنافق والمُتقلب دون أن يُغضبكَ؟

لا تحس أنّك ضحيّة، حاول أن تقبل ما تستريح إليهِ، فإنّ كان هناك استغلال تجد نفسك مرغمًا عليه، دع الاتفاق بوجود كتابة لتحمي نفسك، وليشترك معك الطرف الآخر في المسؤوليّة.

كن هادئًا، وموضوعيًا، قرّر ما تحتمله من ضغط، وارفض الباقي بلباقة، وإن كان موقفك دقيقًا، فاصبر حتّى تسترد موقفك، ثُمّ إبدأ الحوار بلباقة حول ما تقبله أو ترفضه.

ليس كل من يمدحك منافق، فهنالك مُخلصون، يمدحونك بصدق وأمانة، فالمسؤوليّة هنا خطيرة، للتمييز بين المخلص والمنافق، وقد يحتاج الأمر إلى وقت للتفرقة بينهم.

عندما تكتشف المنافق، لا تفقد صوابك معه، اعرف مع من تتعامل، كن موضوعيًا، واحذر منه.

أمّا المُتقلّب فحاول أن تكون معه هادئًا، فهذهِ شخصيّة لن تقدر أن تُغيّر منها، اقبله كما هو، واحذر من تقلباتهِ.

وفي الحالتين مع المنافق أو مع المتقلّب، تحتاج أن تحمي نفسك.

ثامناً: شخصيات تُغيظك القنبلة البشريّة، الكتوم، وقليل الكلام

التعامل مع الكتوم وقليل الكلام:

وهناك الكتوم وقليل الكلام، وهو نوع من الناس لا يتحدث كثيرًا، تحكي له قصة طويلة قد يقول نعم أو لا، فقط، وقد يبتسم بهدوء، متّى تحدثت إليهِ فهو لا يُقيم حوارًا مستمرًا، وليس له رد فعل واضح لا تعرف هل هو غاضب، أو مسرور.

فهو لا يقول لماذا هو صامت، هو غير اجتماعي، الصمت أحيانًا يُستخدم للسيطرة، وأحيانًا يكون ظاهرة ضعف. منهم من يتهرب من المواجهة، ولا يحب الجدل.

الصمت ليس دائمًا دليل الجهل، فمرات عديدة يكون دليل العلم والمعرفة، ولكنّ الصامت لا يُريد أن يُدلي بما لديهِ من معلومات، الصامت قد يكون خجولًا، لا يحوّل الأفكار إلى كلام، يُهمهُ أن يُفكر، وغالب الظن أنّهُ فخور بنفسهِ، يعتقد أنّه يفهم أفضل من غيرهِ لكنّهُ لا يُعبّر عن نفسهِ.

والكتوم وقليل الكلام والصامت شخصيات غير مُريحة نفسيًا، لأنّها لا تتفاهم بسهولة ولا تندمج مع الآخرين، ولا تستطيع أن تتعرّف على خطوطهم النفسيّة، وبالتالي التعرّف على الأسلوب الأمثل للتعامل معهم ليس سهلًا على الأطلاق، بل يحتاج لمزيد من التروي والتدقيق والفحص قبل الإقدام على التعامل معهم، ولا بدّ أن يكون ذلك بحذر شديد جدًا.

كيف تُعامل الكتوم وقليل الكلام؟

  • اسأل أسئلة محددة، لكي تدفعه إلى الكلام والرد عليهِ، ولتكن الأسئلة مباشرة وواضحة، وذلك لأنّ الأسئلة تخرجه من صمتهِ.
  • كن رقيقًا وصريحًا وأنت تجيب عليهِ، أعطهِ كل الأدلة على ثقتك ومحبتك، كن واضحًا، لكن لا تندفع، ولا ترغمهُ بشدة على التحدث.
  • أعطه المدح والتقدير، وأعطهِ فرصة ليتحدث معك، لتحصل على ما تريد من معلومات، فإن أصر على عدم التجاوب أسأله سؤالًا آخر.
  • شجعهُ أن يحكي المشكلة، مؤكدًا له احترامك وتقديرك الكامل، مهما كانت ظروف المشكلة، وأحداثها، أعطهِ مشاعر الأمن والأمان ليتحدث براحة نفسيّة كاملة.

 

اقرأ أيضاً: صفات صاحب الشخصية الانطوائية


تاسعاً: فنون التعامل مع الأشخاص الذين يتوهمون المعرفة (شخصيّة أبو العُريف)

يتمتع متوهمو المعرفة بإحدى القدرات البارزة وهي ادعاء المعرفة يعرفون كيف يتعلمون بما فيهِ الكفاية عن أحد الموضوعات، لكي يظهروا بمظهر المُلم والمُطلع على خفاياه، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ لمتوهمي المعرفة عادات سيئة محددة، إنّهم مدمنون على المبالغة ويستعملونها كأداة لجذب الانتباه. ورغم أنّهم يعرفون كيف يظهرون، إلّا أنهم بالتأكيد لا يُفكرون بأنفسهم بأنّهم كذابين، بل يُصدقون ما يقولون حتّى لو سمعوا أقوالهم لأول مرة.

وإن كنت لا تمتلك القدرة لاحتمال الناس الذين يُبالغون إلى درجة الكذب أو ينهمكون في طرح المعلومات الخادعة المضللة، فإنّ تفجير فقاعات سلوكهم هو أفضل ما يُمكنك عملهُ. لكن كن حذرًا عندما تتحداهم أو تتصدى لهم بقوة، يُصبح مخرجهم الوحيد هو شن الهجوم المعاكس عليك مع ما يُرافقهُ من ادعاءات كبيرة وقناعات عالية الصوت.

وخطة العمل للتعامل مع هؤلاء الأشخاص، هي:

  1. أعطهم قليلًا من الانتباه.
  2. وجه إليهم الأسئلة الإيجابيّة التوضيحيّة.
  3. بيّن الأمور على حقيقتها.
  4. أعطهم استراحة.
  5. إكسر الدورة.

عاشراً: الشخصيات المغرورة (الأناني، المغرور، المتكبر، المتغطرس)

التعامل مع الأناني والمغرور(شخصيّة الطاووس):

  • مشكلة الأناني في أنّهُ يهتم فقط بذاتهِ، وهو يُريدك أن تهتم بهِ قدر اهتمامهِ هو بنفسهِ، وهو يحكم على الأشياء وينظر إلى الأمور بمقدار ما تعودُ عليهِ هو بالفائدة المباشرة، فمصلحته الشخصيّة فوق أي اعتبار.
  • يهتم الأناني باستعراض ذاتهِ، يجد متعة كبيرة في استعراض ماضيهِ، وينتظر من الغير أن يُمجدوا ماضيهِ وحاضره، ويعمل الأناني وحيدًا لا يقدر أن يكون ضمن فريق عمل، ليعمل مع الجماعة، فهو وحدهُ كما يرى فريق متكامل.
  • قد يتظاهر الأناني بأنّهُ مشغول عنك، وأنت تنتظره، فلا تعتبر هذهِ مشكلة شخصيّة، ولا تعتبرها جرحًا لكرامتك، عاونه على أن ينتبه لوجودك ثُمّ تحدث إليهِ.
  • ومع المغرور، تحتاج مرات أن توضّح له أنّه يُغالي في غرورهِ، وأنّهُ يلزم أن يتعلّم من غيرهِ، فإنّ لم يعمل بذلك، فهو لن يتقدّم.
  • وإنّ استمر المغرور في التعالي، لا تبذل معهُ جهدًا كبيرًا، فهو لن يتغيّر بسهولة، تفادى غرورهُ قدر استطاعتك، وواصل عملك.

حادي عشر: الشخصيات الإنقيادية، أو الأمّعة، أو عديمة الشخصيّة

هناك شخص إمعة عديم الشخصيّة يُمكن أن نطلق عليهِ إسم الشخصيّة العدمي، حين تأخذ من الإمعة حقيبة من الوعود الفارغة، فإنّك تشعر بأنّك قد تعرضت إلى عمليّة تخريبيّة وتشعر بعد ذلك برغبة جامحة في التصدي لهُ، هذا مع أنّ توجيه اللوم إلى الإمعة ووضعهِ في موقف حرج سوف يؤدي إلى نتائج عكسيّة وهو إطالة أمد سلوكهِ.

وإنّ هذا النوع من الناس يبذل الجهد، ليقول كل ما من شأنهُ أن يُرضيك، حتّى لو أدى ذلك إلى إلزام النفس بأعمال غير واقعيّة، وإذ ما أردت المواجهة إلى إغضابهم عند ذلك يكظمون الغيظ، ويلجأون إلى سلوكيات عدوانيّة.

وللتعامل مع الشخصيات الإمعة عليك القيام بالآتي:

  • خطط للنوايا الإيجابيّة.
  • دعهم يعرفون أنّك تتطلع إلى المزيد من ذلك مستقبلًا.

إنّك عندما تبني علاقتك مع الشخص الإمعة أو الشخص المُتردد، فإنّك بذلك لا تقوي شكبة عملك بالنالس الموثوقين فحسب، ولكنّك ستسعد أيضًا بالحصول على مكافأة دائمة لنفسك. وهذهِ المكافأة هي عمل فوارق ذات معنى في حياة الآخرين من الناس ويُمكنك اتباع الخطوات الآتية:

  1. الأمانة هي طريق السلامة.
  2. تحدّث بأمانة.
  3. علّمهم كيف يُخططوا.
  4. اضمن الإلتزام مع الشخص العدمي.
  5. أكّد على الإلتزام.

ثاني عشر: الشخصيات السلبيّة التي لا تُطاق

الشخصيات السلبيّة واقع حقيقي نجدهُ أمامنا في كل مكان نتعامل فيهِ مع الآخرين، إنّ الشخص السلبي هو فرد غايتهُ التركيز على بؤرة العمل مدفوعًا بنوايا إتقان العمل عن طريق تجنّب الوقوع في الخطأ، والإتقان هو قاعدتهُ لكل ما يجب أن يعمل، وأين ومتى، ومن يجب أن يعمل، وحين يعترض التقصير والضعف وفشل الآخرين طريق الإتقان، فلا شيئ عندئذ يُضارع الأخطاء التي تلوح في الأفق، مما سيدفع الشخص السلبي إلى اليأس، وحين يرى ذلك الشخص بأنّهُ الوحيد الذي يملك الرغبة والقدرة على تقدير الأخطاء التي حصلت أو قد تحصل، فإنّهُ بذلك لا يرى غير السلبيات في الناس جميعًا.

أفضل الوسائل للتعامل مع السلبي:

إنّ أفضل الوسائل للتعامل مع الشخص السلبي، هو أن تعالج أمورهُ برحمة وشفقة، بدلًا من معالجتها بالاستخفاف والازدراء، ويعوزك أيضًا لهذهِ المهمة الإدراك الحسي والصبر على ما يقف أمامك من مصاعب كبيرة. ويُمكن إيجاز خطة العمل للتعامل مع الشخص السلبي في الخطوات التالية:

  1. إمشي مع التيار.
  2. استعملهم كمصدر.
  3. أبق الباب مفتوحًا.
  4. توجّه إلى الإجابات المتناقضة.
  5. إعترف بنواياهم الحسنة.


اقرأ أيضاً:
نصائح وإرشادات فعّالة للتعامل مع الشخص السلبي


ثالث عشر: الشخصيات المُملة (المُتذمر، الشاكي، الناقد)

من أصعب أنواع البشر الذين يُمكن التعامل معهم بصعوبة بالغة، المتذمر، الناقد، الشاكي، والقناص. وهناك أنواع من الشاكين منهم من يهدف لإصلاح الموقف، ومنهم من لا يُريد إصلاح الموقف، ولكنّهُ يُريد الشكوى فقط، ومن الشاكين من يهدف لإلحاق الضرر بك، أو الإساءة إليك، ومنهم من يُريد بإخلاص معاونتك.

ومن الناقدين الباحثون عن الأخطاء، وهؤلاء كثيرون، فالباحث عن الأخطاء، يهوى أن يكتشف أخطاء من يتعامل معهُ، بل يهوى أن ينبش في القديم لعلّهُ يجد أخطاء يتحدّث عنها، ويُبالغ فيها.

الناقد متصيد الأخطاء، يبذل الجهد، باحثًا عن خطأ لمن يُريد الإساءة إليهِ، فهو يتصيد الأخطاء خلال النبش في الماضي أو الحاضر، أو يؤلفها أحيانًا.

كيف تُعامل الشاكي والناقد الذي لا يُطاق؟

  • عند التعامل معهما حاول أن تستمع إلى الشكوى والنقد بالكامل، احفظ أعصابك لو أنّك تعامل مديرك مثلًا، لا ترد عليهِ وأنت غاضب.
  • اعمل مراجعة للأحداث، لو أنّك أخطأت اعترف بالخطأ، واشرح الأحداث المرتبطة بهِ، لا تحتاج لتبرير موقفك، أمسك أعصابك، تحدث بأدب ولباقة.
  • أمّا إن كنت لم تخطئ، فحاول أن تشرح الأمر بهدوء، وحدد مسئوليّة الخطأ، وفي نفس الوقت اقترح وسيلة للإصلاح وللخروج من المأزق.


اقرأ أيضاً:
10 سلوكيات ينفرد بها الشخص المُمل


التعامل مع المتذمرين:

الحقيقة التي لا جدال فيها أنّ الناس الذين يتعاملون مع المتذمرين، شأنهم شأن أي متذمر، يُصبحون متذمرين على أنفسهم، وهذهِ الدلالة الأساسية من شأنها أن تزيد من تفاقم الإحساس بالعذاب جرّاء التعامل مع المتذمرين، وهناك أربع حالات من اليأس التي تجعل الظرف ظرفًا سيئًا، وتسمى الحالات هذهِ بعدم التجاوب مع المتذمر، وهي:

  1. لا توافق المتذمرين، لأنّ موافقتك على أرائهم سوف تشجعهم على الاستمرار في التذمر والشكوى.
  2. لا تخالفهم الرأي، لأنّ ذلك سيُجبرك على تكرار مشاكلهم.
  3. لا تحاول أن تحل لهم مشاكلهم، لأنّك لن تستطيع ذلك.
  4. لا تسألهم أبدًا عن سبب تذمرهم، لأنّهم سيشعرون بأنّ سؤالك هو دعوة لهم لبدء التذمر من جديد.


اقرأ أيضاً:
ماهو علم الفراسة وكيف تستفيد منه في تحليل الشخصيات؟

وفي النهاية نتمنى عزيزي القارئ أن تستفيد من كافة المعلومات المهمة الواردة في هذا الكتاب الممتع.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!