يديعوت احرنوت

بقلم: البروفيسور رافي بيار

10/4/2020

بدأت الحرب العالمية ضد الكورونا في أواخر العام الماضي في الصين، ومنذئذ انتشرت في العالم كاللهيب في حقل من الاشواك. الفيروس مع قدرة عدوى عالية واصابة ووفاة للاعمار الكبيرة اساسا، نجح لاول مرة في التاريخ في استغلال الحداثة، والصعود الى الطائرات بدون بطاقة سفر والتسلل بشكل فيروس الى الشبكات، في وقف الاقتصاد العالمي وفي الحاق ضرر اقتصادي لا يمكننا أن نقدر نتائجه.
لا يميز الفيروس بين الاغنياء والفقراء، بين الزعيم والمواطن ويمس بالجميع: في اسرائيل حتى الآن ما لا يقل عن 86 ضحية. وفي الوقت الذي توفر فيه في البلاد في نفس الوقت نحو 8 آلاف شخص بأمراض مختلفة، بينما عدد المتوفين من أمراض فيروسية وجرثومية اخرى يتجاوز الآلاف، فان امرا واحدا يتفق عليه الجميع: الفيروس لن يختفي، وسيتعين علينا ان نتصدى لموجات اخرى.
تعيش اسرائيل اليوم في وضع جيد، بفضل الاجراءات التي اتخذت في المراحل المبكرة: الوفيات والاصابات ادنى بكثير من التوقعات البشعة والنماذج التي تتنبأ بالشرور. كانت مواضع خلل ايضا– واجراءات متسرعة في دور العجزة وفي التجمعات السكانية المكتظة كان يمكن لهذه الاجراءات ان تتخذ مسبقا – ولكن بالاجمال يعد التصدي الذي يقوم به الجهاز الصحي اليوم جيدا. الارتفاع في الاصابات وفي الوفيات يتناسب بقدر اكبر مع السير المنتظم للخط البياني رغم أننا جميعنا بمن فينا “كارهو الحساب” تلقينا دروسا في الرياضيات في كل مساء من زعيمنا عن ما هي الرسوم البيانية والمتواليات الهندسية.
وليس هكذا هو الوضع الاقتصادي: البطالة لنحو 25 في المائة ليست وضعا يمكن لاسرائيل أن توافق عليه، حتى ولو لزمن قصير. ووقف العلاج للامراض العادية في المستشفيات لمئات آلاف المحتاجين لا يمكن أن يتواصل. وسيجر الانهيار الاقتصادي نتائج محملة بالمصائب لعموم الجمهور وللجهاز الصحي. وقدراتنا على أن نعيد بناء العلاج الطبي الجيد ولكن النحيف في اسرائيل ستتأجل لسنوات طويلة.
وعليه، فمن واجبنا منذ اليوم أن نعنى بالتخطيط لاستراتيجية الخروج التي تبدأ أول عيد. ينبغي أن نستغل الايام بين بدء الفصح ونهايته لبلورة الخطة التي تتضمن خروجا تدريجيا الى العمل، عودة تدريجية لمؤسسات التعليم من اصغر سن وحتى الجامعات، عودة للنشاط الطبي الضروري في المستشفات العامة. هذا ما ينبغي تنفيذه في ظل الحماية للجماعات موضع الخطر، تخطيط الفحوصات بناء على ذلك والمتابعة الثابتة للاصابات والوفيات. ينبغي أن نستخدم النماذج الرياضية ليس كي نتنبأ بمنحنى الوفيات الذي فشل امام الواقع بل كي نتنبأ بتلك المناطق في اسرائيل التي تسمح وتيرة انتشار المرض فيها. وقد اعدت منذ الآن عدة نماذج، بما في ذلك في التخنيون، رمبام وانتل يمكنها أن تساعد وتوجه خطة الخروج.
يمكن تقليص العدوى الى الحد الادنى في هذه الظروف من خلال وضع الكمامات، الامتناع عن التجمهرات والاكل المشترك في العمل وتقييد المناسبات الجماعية مثل مباريات كرة القدم. لقد اثبت الجمهور في اسرائيل مسؤولية ويمكن الاعتماد عليه.
في حرب لبنان الثانية، في منصبي كمدير رمبام، عملنا على مدى شهر على معالجة المرضى تحت النار. في حينه ايضا، قبل اسبوعين من نهاية الحرب، بينما كنا نعالج الجرحى، جلسنا وخططنا الاستراتيجية للخروج. بنينا منشآت الطوارئ، المحصنة ومستشفى تحت الارض لالفي مريض، نستخدمه اليوم ايضا في الحرب ضد الكورونا.
وعليه، فاني ادعو رؤساء الجهاز الصحي، الاقتصاد والمجتمع وعلى رأسهم رئيس الوزراء لان يخططوا على الفور للخروج من الاغلاق. هذه خطة لا تقل اهمية عن الخطة الطبية الناجحة لوقف الوباء. والنجاح العام يجب أن يقاس ايضا من خلال الانتعاش الاقتصادي وتأثيره على عموم الثقافة والمجتمع.

الوسوم

اسرائيل فيروس كورونا